الناصرة- “القدس العربي”: عشية انطلاق عمل حكومة نتنياهو السادسة، حذّر وزير الأمن الداخلي المنتهية ولايته عومر بار ليف (العمل) من أن «تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف سيؤدي بشكل حاسم إلى انتفاضة ثالثة أو رابعة». ورداً على سؤال الإذاعة العبرية العامة، قال بارليف إن «الواضح بالنسبة إليّ، واضح أيضاً بالنسبة إلى نتنياهو. لكننا رأينا في أكثر من مرة أن حساباته شخصية، وليست مؤسساتية، فما بالكم وهو أسير غلاة المستوطنين، شركائه في حكومته السادسة».
تحذيرات بار ليف لها ما يبررها، فجماعات الهيكل تستعد وتتأهب لاقتناص اللحظة للشروع في استنساخ تقاسم الحرم الإيراهيمي في الخليل في الحرم القدسي الشريف أيضاً، مدعومة من نصف وزراء حكومة الاحتلال الجديدة. كما أن اتفاقية الائتلاف بين الليكود وبين حزب “القوة اليهودية” تضمنت بنداً يتحدث عن بدء تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي خلال 90 يوماً، ويجري كل ذلك وساط تزايد عدد الإسرائيليين المؤيدين لزيارات اليهود للحرم (55% من الإسرائيليين، وفق دراسة معهد إسرائيل للديمقراطية)، ووسط رغبة إسرائيلية باستغلال التطبيع العربي، وحالة الخذلان الدولي، وانشغال العالم في قضايا كثيرة، وتورطه بازدواجية معايير ترجح كفة المصالح على منظومة القيم والقانون في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويتنافس رئيس حزب “القوة اليهودية” ايتمار بن غفير مع رئيس حزب “الصهيونية الدينية” باتسلئيل سموتريتش في موضوع الحضور اليهودي في الحرم القدسي الشريف، ويرجح المحلل الإسرائيلي ناحوم برنيع أن يحاول نتنياهو منعهما من ذلك، بالإشارة لوجود مفاوضات سرية بين إسرائيل والسعودية، ومن خلال الإشارة لوجود تحضيرات لحرب ضد إيران بالتعاون مع السعودية. ويتابع: «سيهمس نتنياهو بأذني سموتريتش: ليس الآن». ولكن هذا لن يرضي شركاء نتنياهو أو يلزمهم الصمت إلا لشهور قليلة، خاصة أن ثقتهم به شبه معدومة، وهم عازمون على تنفيذ ما وعدوا به الإسرائيليين قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
تنطلق هذا الأسبوع حكومة نتنياهو السادسة، بعد سلسلة تشريعات سياسية واجتماعية خاصة، اعتبرتها أوساط كثيرة غير ديمقراطية وظلامية، لكن أخطر ما تأتي به مخططاتها لتغيير “الوضع الراهن” في الحرم القدسي الشريف، بحيث تبدأ، للمرة الأولى، بالسماح الرسمي لليهود بالصلاة في الأقصى بذرائع مختلفة، مما يدفع أوساطاً إسرائيلية للتحذير من مغبة العبث بـ “برميل البارود” وإشعال “حريق في المنطقة” كلها.
يذكر أن “الوضع الراهن” في الحرم القدسي الشريف هو عبارة عن تفاهم غير مكتوب مع الأردن، بادرت له إسرائيل فور احتلالها الشطر الشرقي من القدس عام 1967، ويقضي بالسماح لليهود بزيارة الحرم، ولكن دون الصلاة فيه. وكان وزير أمن حكومة الاحتلال الراحل موشيه ديان هو من سارع فور الاحتلال لتحديد “الوضع الراهن” في الحرم . ويبدو أن ديان قام بذلك من منطلق وعيه أن المساس بقدسية الأقصى من شأنه أن يفجّر ردود فعل تهدد أمن إسرائيل، خاصة أنه يعلم بأن مواجهات دامية شهدتها فلسطين بين الفلسطينيين وبين اليهود والاستعمار البريطاني في كل مرة تمت محاولة المساس بهوية الحرم القدسي الشريف، كما حصل مثلاً في هبة البراق عام 1929، أو هبة القدس، والانتفاضة الثانية عام 2000، وكذلك “هبة الكرامة” في مايو /أيار 2021، التي انتفض فيها الفلسطينيون على طرفي الخط الأخضر على انتهاك المستوطنين حرمة الأقصى وقيامهم بمسيرة أعلام استفزازية في محيطه.
كما اعترفت إسرائيل، حتى بعد 1967، وبالذات عقب توقيع معاهدة السلام مع المملكة الأردنية عام 1994، بالوقف الأردنيّ كهيئة مؤتمَنة على إدارة الحرم القُدسيّ الشريف لتمثل الوصاية الهاشميّة، أو كما جاء في معاهدة السلام “لتلعب دور المملكة الأردنية الهاشمية في القدس”. مما يعني أن الحرم القدسي الشريف هو المعلم التاريخي الحضاري الديني الوطني الجامع لكل أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا، مما يشي بخطورة محاولة العبث بمكانته وهويته مجدداً، وهذا ما يفسر دوافع بارليف في تحذيراته من انتفاضة جديدة. وسارعت المؤسسة الدينية اليهودية والحاخامات من المدارس المختلفة لتبني موقف ديان وإصدار فتاوى، بعضها يحرّم بشكل قاطع زيارة الحرم القدسي الشريف، أو يحرّم الصلاة فيه.
ومع مضي الأيام، وتصاعد مشروع الاستيطان داخل الضفة الغربية، بعد سنوات قليلة من احتلالها، بدأت تطفو على السطح حركات ومنظمات تدعو لتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، وتمارس ذلك فعلياً بزيارات متتالية لليهود، وأحياناً ممارسة شعائر دينية خاطفة كانت شرطة الاحتلال تسارع لوقفها رسمياً.
وفي الماضي، كانت مجموعات من أتباع حاخامات كثر يأتون للبلدة القديمة في القدس ويوزعون مناشير بالعبرية عنوانها البارز: «من أقوال كبار الحاخامات: تحريم الصعود للجبل»، تدعو «الزائرين لمدينتنا المقدسة بالحرص الشديد على عدم الوقوع بالمحظور القاطع بدخول لموقع الهيكل وجبل الهيكل». ويعلل هؤلاء الحاخامات حظرهم على اليهود زيارة الحرم القدسي بمسوغّات مختلفة، منها القول إن ما هو قائم خلف “حائط المبكى” ونمتنع عن دخوله ليس مكاناً غير مقدس، بل بالعكس لأن معظم ارتباطنا يكمن به، وبالله جل جلاله.. فنحن لا نعرف بالضبط موقع الهيكل المهدوم، ولذا هناك خطر بأن ندوس عليه، وهذه من المحظورات الكبيرة التي منعتنا جيلاً بعد جيل من دخول الجبل، وهذا المكان المقدس، ولذا نعود ونذكر بأن دخوله من أي باب ممنوع منعاً باتاً للرجال والنساء”. وقد وقع هذه الفتوى حاخامات بارزون أمثال يهودا أونترمان، عوفاديا يوسيف، أفرهام الكناه شبيرا، مردخاي الياهو، الياهو باكشي دورون، شلومو موشيه عمار، سمحاه هكوهن كوك، يتسحاق نسيم، شلومو زالمان اويعارباخ، يوسيف الياشيف، تسفي يهودا كوك، شاؤول يسرائيلي ومعهم 500 حاخام آخر. وهناك مجموعات كبيرة من الحاخامات كانت تضيف لهذه المسوغات الإشارة لعدم وجود بقرة حمراء في أيامنا، حيث كانت تقتضي التقاليد اليهودية في الفترات التاريخية السابقة إحراق بقرة، والتمسح بالرماد المتبقي منها، ومن ثم التطهر في مطهرة يهودية قبيل الدخول للهيكل. لكن أعداداً متزايدة من الحاخامات اليوم باتت تبيح زيارات الحرم القدسي أو إقامة شعائر دينية صامتة فيه، فيما يعلن حاخامات ومستوطنون مؤيدون لبناء الهيكل المزعوم بأنهم تمكنوا من العثور على خمس بقرات حمراء في الجولان السوري المحتل، مما يبيح شرعا دخول “الجبل”.
في العقدين الأخيرين، ظهرت حركات يهودية لا تكتفي بذلك، بل تنشط من أجل بناء “الهيكل الثالث ” المزعوم في الحرم القدسي الشريف، وصدرت عنها صور ورسومات وخرائط للحرم وقد مسح منه المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وقبل سنوات، كشف تحقيق لجمعية “عير عميم”، المعنية بمتابعة شؤون القدس، عن وجود 27 جمعية يهودية تعمل من أجل بناء الهيكل الثالث داخل الحرم، وهي تحصل على دعم مالي ومعنوي من قبل ست وزارات بأشكال مختلفة. وفي السنوات الأخيرة، ومع اتساع تيار اليهود الصهاينة المتدينين، زاد الحراك المنهجي من أجل فتح الحرم القدسي الشريف لصلاة اليهود، مما يعني على الأقل تقاسم المكان مع المسلمين، على غرار ما شهده الحرم الإبراهيمي في الخليل. ومن بين هؤلاء حزبا “الصهيونية الدينية” برئاسة باتسلئيل سموتريتش، الذي سيصبح وزيراً للمالية، ووزيراً إضافياً في وزارة الأمن، و”القوة اليهودية” برئاسة ايتمار بن غفير، الذي سيتقلد حقيبة “الأمن القومي”، وكلاهما أكد في برنامجه الانتخابي أنه يعمل بأولوية أولى على تغيير “الوضع الراهن” السائد في الحرم القدسي الشريف منذ 1967 وفتحه للصلاة أمام اليهود.
في محاولة لتجنيد المزيد من المؤيدين لهذه الخطوة، التي تخشى أوساط إسرائيلية من تبعاتها، يدّعي بن غفير وسموتريتش أنهما يعملان من أجل “المساواة” في “الحقوق” بين اليهود وبين المسلمين، بالقول، على سبيل المثال، إنه بمقدور المسلمين الصلاة في “حائط المبكى”(حائط البراق)، بينما يمنع اليهود من الصلاة في بقية الحرم. وتأتي فرية “المساواة” في مدينة القدس، بشطريها الغربي والشرقي، التي يشكّل الفلسطينيون فيها 40% من سكانها، ويكابدون كل صنوف التمييز والتنكيل والملاحقة وانتهاك مختلف حقوقهم، منها الحق الأساسي بالمأوى، فهم يحرمون من تصريح بناء غرفة إضافية في منازلهم.
يشار إلى أنه على خلفية عمق وعرض المخاوف الإسرائيلية من مثل هذا التغيير في “الوضع الراهن”، أو من محاولة بناء “الهيكل الثالث” المزعوم بسبب حساسية وخطورة هذا العبث والاعتداء على موقع مقدس جداً للمسلمين، غيرّت جماعات الهيكل تكتيكها، وبدلاً من احتلال مباشر للمكان انتقلت، في السنوات الأخيرة، لمحاولة “احتلال القلوب”، بمعنى تأليف قلوب اليهود وزيادة عدد المناصرين للتغيير تمهيداً للبدء به فعلياً.
وتفيد قراءات كثيرة أن جماعات الهيكل قد نجحت، في السنوات الأخيرة، بما في ذلك السنة التي حكمت فيها “حكومة التغيير”، المنتهية ولايتها، بزيادة عدد المؤيدين للفكرة بشكل واسع، واليوم يؤّيدها نصف وزراء حكومة نتنياهو الوشيكة، مما يزيد من خطورة هذه المخططات المتزامنة مع تطبيع عربي مع الاحتلال، ضعف السلطة الفلسطينية وانقسام الفلسطينيين، وصمت وتجاهل دوليين حيال جرائم الاحتلال وانتهاكاته للقانون الدولي.
هذه الجماعات الغيبية، والتي اعتبرت مهووسة حتى الأمس القريب، نجحت باجتذاب عدد كبير من الإسرائيليين للفكرة الخطيرة بتغيير “الوضع الراهن”، وفتح الحرم لصلاة اليهود، وتشعر أن ساعة تطبيقها قد حانت، خاصة أن الشرطة التي كانت تدعمها بصمت باتت بقبضة مستوطن متطرف مؤيد كبير لها.
يشار إلى أن قسماً من قادة هذه الجماعات الغيبية سبق أن حاول تفجير الأقصى وقبة الصخرة، وسجن بعد إدانته بذلك، مما دفع الحركة الإسلامية داخل أراضي 48، قبل ثلاثة عقود، لرفع شعار “الأقصى في خطر”.
وهناك من يتساءل؛ كيف سيتصرف نتنياهو مع وجود عدد كبير من الوزراء المشاركين في حكومته السادسة يؤيدون تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، بعدما كانوا في الماضي قد حرصوا على منع انفجار الموقف مع الجانبين الفلسطيني والأردني. فقد تعلم الدرس بنفسه خلال ولايته الأولى في ما يعرف بحادثة النفق الدامية عام 1996. هل يعمل نتنياهو لمنع المساس بالحرم القدسي الشريف، أم أنه عاجز كونه “أسيراً” بيد شركائه الذين يبتزونه، كما بدا بوضوح في مفاوضات تشكيل إئتلافه الجديد؟ هل هو قادر أو راغب بمنع الانفجار؟ وهل من المحتمل أن يكون نتنياهو بنفسه معنياً بهذا التغيير، وهو صاحب توجهات أيديولوجية ترى بكل القدس يهودية، ويرفض فكرة التفاوض حولها؟
يشار إلى أن جماعات بناء الهيكل سبق أن حصلت على دعم معنوي غير مباشر من قبل رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته يائير لبيد، الذي صرّح، في الصيف الماضي، وعشية أعياد اليهود في أيلول، بتأييده زيادة عدد اليهود “الزوار” للحرم. وقتها سارعت حركات الهيكل بغبطة إلى تعميم أقوال لبيد لملك الأردن عبد الله الثاني في هذا الخصوص، والذي جاء فيه: «سيرتفع عدد الزوّار اليهود إلى “جبل الهيكل” خلال الأعياد القريبة، وعليه تتوقّع إسرائيل من الأردن دعم النهج الإسرائيلي». نَمت هذه التصريحات، وبلا أدنى شكّ، عن تعامل عَنجهي استعلائي للأردن، الذي يعتبر شريكاً هاماً لإسرائيل.
يشار إلى أن لبيد، قبل ذلك، قام سابقاً، بالتعاون مع ملك الأردن، بمحاوَلة إقناع الأردنيّين بأنّ إسرائيل ستحافظ على مكانة الحرم الشريف، وعليه شكلت تصريحاته الشعبوية المذكورة انقلابًا خطراً ومقلقاً، حتى لأوساط إسرائيلية.
ما يزيد وعود بن غفير وسموتريتش بتغيير “الوضع الراهن” في الحرم القدسي الشريف خطورة أن المكان شهد في فترة حكم بينيت ولبيد صلوات لمجموعات يهوديّة فيه، وكذلك استحداث وزارة جديدة في حكومة نتنياهو الوشيكة، تعرف بوزارة شؤون القدس. وحدثت انتهاكات صارخة متصاعدة لمكانة الأقصى في فترة الحكومة المنتهية ولايتها، تحت أنظار الشرطة، بل وبعلم الحكومة. ورغم فضحِ تقارير تلفزيونية وصحافيّة عديدة لما يحدث في الحرم الشريف، إلا أن الحكومة استمرت في غِيها.
يذكر أنه، عشية الأعياد اليهودية، في مطلع الخريف الماضي، قال قائد لواء القدس المحتلة في الشرطة دورون ترجمان، على مسمع وسائل الإعلام، إنه سعيد بلقاء “إدارة جبل الهيكل” قُبيل الأعياد، لننظم معاً زيارة الحرم الشريف خلال الأعياد”. وأكد الباحث في جمعية “عير عميم” أفيف تترسكي أنه، وخلافًا للانطباع المغلوط الذي قد يُعطيه الاسم، لا تتبع “إدارة جبل الهيكل” للدولة، بل هي جزء لا يتجزأ من جماعات الهيكل”، داعياً للتنبّه جيّداً أنهم “ناشطو الهيكل”، لا ناشطو جبل الهيكل” وذلك في إشارة منه إلى أن الهدف الأخير هو ليس الصلاة في الحرم بل بناء الهيكل المزعوم.
ويستذكر الباحث الإسرائيلي تترسكي أن التعاون بين شرطة الاحتلال وبين هذا الفريق بدأ إبّان ولاية جلعاد إردان لوزارة الأمن الداخلي، لكنّ ترجمان كان أول المعترفين على الملأ بأن الشرطة تعتبر ناشطي الهيكل شركاء في عملية إدارة شؤون الحرم الشريف. وتابع، في مقال نشرته صحيفة”هآرتس”: “هؤلاء الشركاء يحاولون بشكل مُمنهج تغيير مكانة الحرم الشريف، ليشقوا طريقهم نحو الهدف النهائيّ، الذي يتمثل ببناء الهيكل مكان قبّة الصخرة”. منوهاً أنه في المقابل تستمرّ الشرطة بملاحقة رجال الوَقف بدلاً من التعاون معهم.
وفي السنوات الأخيرة، وبالتزامن مع التقرّب من جماعات الهيكل، حَدًّت شرطة الاحتلال من دور الوَقف الإسلامي، بل وأملت عليه مشيئتها عليه بالقوّة، حيث حققت، وقُبيل الأعياد اليهودية الأخيرة، مع عدد من مسؤولي الوَقف الأردني، بل وأصدرت بحقّهم أوامر إبعاد. وعن ذلك قال تترسكي إنه من المحزن ألا تتعامل إسرائيل مع الوَقف كشريك، وألا تحترم مشاعر المسلمين ولا تفي بالتزاماتها بالحفاظ على مكانة الحرم الشريف”.
يشار هنا إلى أن جمعية ” العاد” (العاد اختصار لتسمية عبرية مطولة تعني: “إلى مدينة داود”) واحدة من أخطر جمعيات بناء الهيكل في الحرم القدسي الشريف، وتتخذ مقراً لها بناية في سلوان داخل “حديقة وطنية” بنتها سلطة حماية الطبيعة والحدائق الوطنية الإسرائيلية، التي سلمت الجمعية الاستيطانية إدارة هذه الحديقة في قلب بلدة سلوان، وهي منشأة استيطانية في قلب القدس أقيمت قبل سنوات بدعوى أن النبي داود كان يتنزه هنا في بستانه.
ويخلص تترسكي للتحذير من أن عنف المستوطنين هذا يتنافى مع مصلحة غالبية الإسرائيليين، لكنه، ومع الأسف، يخدم أهداف جماعات الهيكل.
ومن مراجعة تصريحات بن غفير وأنصاره من “جماعات الهيكل” يستنتج أنه يلتزم بهذا التكتيك من خلال استخدام خطاب الحقوق والتباكي على “المساواة” مع المسلمين بغية إخفاء الهدف الحقيقي، المتمثّل بتغيير “الوضع الراهن”، تقديم القرابين وفق التقاليد اليهودية داخل الحرم، هدم قبة الصخرة، وبناء الهيكل المزعوم، وكل ذلك لجعل الغلبة والهيمنة لليهود في الحرم. لكنهم، كما يبدو، فضلوا المجاهرة بما يسهل التضامن معه وقبوله، وهو تمكين الإنسان من الصلاة على أساس أن حرمانه من ذلك يثير شعوراً بعدم الراحة لدى كثير من اليهود. لكن مراجعة أدبيات وبرامج وتصريحات وفيديوهات سابقة لبن غفير ولجماعات الهيكل تظهر أن الهدف الحقيقي ليس دينياً إنما قومي سياسي، يتمثل بتعميق احتلال القدس، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف بعد تهويده. وهذا ما يتجلى في تصريحات مستوطنين بارزين أمثال النائبين السابقين موشيه فايغلين، يهودا غليك، وبقية دعاة بناء الهيكل المزعوم.
في كراسة وزّعتها المدرسة الدينية “جبل الهيكل” جاء أن زيارة الحرم القدسي تعني القيام بممارسة فريضة “توريث البلاد”، أي احتلال البلاد من غير اليهود، نافية وجود أي مخالفة دينية بذلك. في لغة جماعات الهيكل يتم التعامل مع المسلمين والعرب بتحقير، فعلى سبيل المثال يحرّفون كلمة “رمضان” باستبدالها بالعبرية “راعمضان” أي “شهر سيء”. أما المسلمون في الحرم فهم ليسوا سوى ثعالب تتمشى في “جبل الهيكل”، وقبة الصخرة ليست سوى شوكة برية ينبغي اقتلاعها. وهذا لا يقال خلسة بل يكتب في أدبيات جماعات الهيكل، ويرد على لسان ناشطيها، أمثال يهودا عتسيون، الذي يدعو أيضاً لهدم البلدة القديمة داخل القدس بغية استعادة مسيرات الصعود اليهودية لـ “جبل الهيكل” وفي المقابل يستخدم ناشطون آخرون التورية والتلميح بدلاً من المجاهرة بذلك.
اللهم دمر من تسبب فى هذا من أنظمة جبانة .
لا تصدقوا أكاذيب بني صهيون، اليوم يقولون تقاسم، وغدا يبتلعون الأقصى ابتلاعا، تماما كما حدث العام 1948 عندما قالوا نتقاسم مع الفل أرضهم ثم بعد ذلك طردوا الفلسطينيين وشردوهم في أصقاع الأرض، فاللهم عجل بتحرير الأقصى المبارك من نجس الصهاينة الملاعنة الذين يستأسدون على أبناء فلسطين الشرعيين فيقتلونهم ويهدمون منازلهم بغير وجه حق منذ 1948 وإلى يوم الناس هذا ???
ما دام الفلسطينيون منقسمون والعرب مطبعون والناس نائمون لا شي يردع الصهاينة ويمنعهم من ابتلاع ما يشتهون
تقاسم الاقصى تزامنا مع تقسيم 1947 ………!
المستوطنون كلهم غلاة فلا يوجد مستوطنون غلاة هم الاشرار و مستوطنون غير غلاة يعني فيهم خير، كلهم سواء