السيادة – الآن. هذا أمر الساعة. لا ينبغي انتظار موافقة العرب لقبول ما عرض عليهم. هكذا كان يتصرف دافيد بن غوريون. هكذا تصرف زعماء التيار الذي سعى لتثبيت حقائق على الأرض بدلاً من انتظار بروز مظاهر يضمن الكأس المليئة دفعة واحدة. بنيامين زئيف هرتسل كان جزءاً من التيار الآخر في الحركة الصهيونية؛ ذاك التيار الذي فضل السياسة على الفعل. كما أن زئيف جابوتنسكي تبنى الرأي ذاته. أما التاريخ فيظهر أن الأخيرين أخطآ. فالمترددون يبقون في الخلف دوماً.
رأى بن غوريون الطريق الذي ينبغي للحركة الصهيونية أن تسير فيه. من ناحيته، نأخذ ما تعرضه علينا أمم العالم، ولا ننتظر رؤيا الآخرة. هكذا تصرف بعد أن أوصت لجنة اللورد بيل ما أوصت به في 1937 وهكذا تصرف بعد أن أقر مشروع التقسيم في 1947.
لقد بدت حدود الدولة اليهودية في حينه مثل رسم لطفل صغير يرغب في أن يري أبويه بأنه بات يعرف كيف يرسم. ولكن زعماء التيار البن غوريوني في الحركة الصهيونية رووا ما عرض عليهم – بخلاف قادة التيار الآخر بمن فيهم العديد من المفكرين – بداية تجسد الحلم الذي يعود إلى 2000 سنة. كان هذا بعيداً جداً عما جرى الحديث فيه في صك الانتداب الذي أعطي للبريطانيين بعد الحرب العالمية الأولى، ولكن بن غوريون حسم، ولم يأخذ بالتحذيرات، وأعلن عن إقامة الدولة اليهودية انطلاقاً من المعرفة بأن المقاومة العربية ستؤدي إلى حرب ستبدو حدودها في نهايتها مختلفة تماماً.
مرت سنوات طويلة منذئذ، وغير قليل من الحروب. رفض العرب كل عرض فيه حل وسط. بل لم يرغبوا في أي مرة في المساومة مع الكيان اليهودي. أرادوا طرده من المنطقة؛ الأمر الذي لن يحصل أبداً بالتأكيد. فقد تحركت دواليب التاريخ إلى الأمام ولا يوجد أي سبيل لإعادتها إلى الوراء. ملايين اليهود يوجدون على المناطق التي احتلت في حرب الاستقلال. وحق العودة لم يكن في أي مرة ذا صلة؛ ما يجعل كل خطاب عن حل وسط للسلام مع العرب شيئاً ما لن يتجسد أبداً.
وهذا يعيدني إلى بداية الحديث. ينبغي الآن أن نعمل ما كان سيعمله بن غوريون ورفاقه في حينه: نفرض السيادة الإسرائيلية على كل أرض جرى الحديث فيها في خطة الرئيس الأمريكي، فالحكم يسمح بذلك، ولا حاجة لقرار الكنيست أو لتشريع خاص، ويكفي قرار من الحكومة. هذا ما يقرره أمر أنظمة الحكم والقضاء من العام 1948: القانون والقضاء والإدارة في الدولة تنطبق في كل أرض من بلاد إسرائيل تقررها الحكومة بمرسوم.
المستشار القانوني للحكومة يعرف هذا، ومن الصلاحية الكاملة للحكومة القائمة أن تعمل ذلك. وبعد بضعة أسابيع ستجرى انتخابات عامة، تلك حقيقة لا غبار عليها. وبنيامين نتنياهو، الذي قادنا بكفاءة حتى الآن، يجب أن يتخذ الخطوة الإضافية، ولا ينبغي أن ينتظر لحظة مناسبة أخرى، فهذه هي اللحظة.
أحد حدود الدولة اليهودية ستكون في المكان الذي فيه البيت اليهودي الأخير في البلدة الأكثر عزلة، على التلة الأكثر انكشافاً للرياح والأمطار. هذا هو الواقع الذي دعا لأن يمليه آباء الصهيونية العملية. هذه واقعية نقية، طاهرة.. الاستيطان في كل مكان يمكن الاستيطان فيه. وهكذا تصرف قادة “غوش ايمونيم” أيضاً، فتراكضوا من تلة إلى تلة وقاتلوا ضد الهيئات القضائية، ثم دقوا أبواب الوزراء وانتصروا. مئات آلاف اليهود الذين يتواجدون اليوم في يهودا والسامرة وفي القدس الموسعة يملون الحدود الجديدة.
قد لا يحصل هذا في أيام حياتي، ولكني واثق بأن هذا لا بد سيحصل. إن رؤيا أنبيائنا لا بد ستكون وستكون. وأرض الميعاد لا يمكن أخذها من الشعب اليهودي.
بقلم: حاييم مسغاف
معاريف 2/2/2020
الا يترجم هذا الكلام ان نبدأ نحن الفلسطينيين ولو قبل فوات ما تبقى من اوان بقبول ما تبقى لنا وان نبدأ بالنضال من نقطة صغيرة من فوق الصفر لتوسيع صلاحياتنا والتصرف مثل اصحاب التيار البنغريوني ولكن بنسخة فلسطينية تحمل الإيمان الصهيوني العملي بالتصرف كاقوياء ومساكين مثيرين للشفقة الدولية في آن معاً
لمن لم يفهم كلامي
انا اقصد ان نتحول الى اسرائيليين بالقوة وان ننطلق من تلك النقطة للتقدم والسيطرة