هل أجبرت المظاهرات المغربية “العال” الإسرائيلية على إلغاء رحلات الصيف إلى مراكش؟

حجم الخط
0

الرباط- “القدس العربي”: أعلنت شركة طيران “العال” الإسرائيلية أنها لن تستأنف رحلاتها المباشرة إلى أو مدينة مراكش المغربية هذا الصيف، وعزت ذلك إلى انخفاض الطلب منذ بدء الحرب على غزة.

وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بأن الشركة المذكورة ألغت رحلاتها الجوية نحو المغرب، في تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، بعد تحذيرات من سلطات الكيان الصهيوني بعدم السفر إلى هذا البلد المغاربي.

وأوضح المصدر نفسه أن قرار إيقاف رحلات طيران “العال” ينطبق أيضا على العاصمة الإيرلندية دبلن، بعدما جرى إطلاق الرحلات الجوية نحوها ابتداء من آذار/ مارس العام الماضي، وكان من المقرر أن تستمر حتى تشرين الثاني/ نوفمبر، ولكنها ألغيت بعد أسابيع قليلة من بدء المواجهات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

واهتمت صفحات مغربية في مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر، مشيرة إلى أن قرار “طيران العال” يعود إلى تغييرات طرأت على طلبات العملاء منذ اندلاع الحرب على غزة. وتوقف مدونون مغاربة عند الأهم في الخبر، خاصة بالنسبة لمناهضي التطبيع الذين يواصلون استعراض الصور ومقاطع الفيديو التي توثق للتظاهرات والمسيرات الداعمة المناصرة للقضية الفلسطينية.

وحسب بعض المتتبعين، فإن إلغاء الرحلات الجوية لشركة طيران العال إلى مراكش، هو مؤشر على استشعار الرفض الشعبي المغربي لأي تواصل مع إسرائيل سواء في شقه التجاري أو السياسي أو خلافه، وهو ما تأكد من خلال العديد من التظاهرات والتي أعقبتها بيانات صادرة عن هيئات مهنية مثل الأطباء الذين رفضوا التطبيع الصحي، ناهيك عن عموم الرأي العام المشارك بكثافة في جمعات الغضب ومختلف المسيرات المناصرة للقضية الفلسطينية والمطالبة بوقف العدوان الوحشي على المدنيين العزل.

ويرى مراقبون أن توقف الرحلات المباشرة من إسرائيل إلى مراكش مجرد مؤشر على وجود غيمة ثقيلة في سماء هذه العلاقات منذ العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما تلاه من قرارات مجحفة وفظيعة كان أحدثها وقف الدعم عن وكالة “الأونروا”.

حصيلة التظاهرات التي بلغت 1850 تظاهرة جرى تنظيمها بعد مرور 100 يوم من معركة “طوفان الأقصى”، والمزيد من الندوات والشعارات التي فاضت بها صفحات الفيسبوك، كلها تسير بالتوازي مع العملية التوعوية والتحسيسية التي تخوضها أقلام مغربية تتصدى فيها للأكاذيب والأباطيل المروجة هنا وهناك في الإعلام الموالي للحكاية الإسرائيلية.

ويؤكد مدون أن صيف مراكش سيكون خاليا من طيران “العال”، ومن السياح الإسرائيليين، بينما يقول آخر “الخاسر هم أصحاب الفنادق والمطاعم”، لكن ثالث يرد “الرزق بيد الله وليس بيد أحد”، ويوضح رابع “السياح الأجانب حققوا قفزة كمية ورقما قياسيا جديدا خلال 2023، وسيكون الأمر نفسه خلال هذا العام”.

جدير بالذكر أن سنة 2021 شهدت أول رحلة جوية مباشرة من تل أبيب إلى مراكش، وكانت موضوع احتفال للإعلام العبري ومعه شركات السياحة والطيران، وتم بث مشاهد لوصول السياح الإسرائيليين إلى مطار “مراكش المنارة” الدولي، وذكرت إحدى القنوات التلفزيونية العبرية حينها، أن أول رحلة جوية لشركة الطيران الإسرائيلية “يسرائير”، أقلعت من مطار بن غوريون إلى مراكش في المغرب، وبذلك يتم تدشين خط الطيران المباشر بين البلدين.

يذكر أيضا أن القناة 12 الإسرائيلية قد ذكرت أن شركة العال ستلغي مسار رحلاتها إلى جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا أول نيسان/ أبريل المقبل. وبررت ذلك بالوضع الأمني الحالي والانخفاض الحاد في الطلب بعد اتهام جنوب إفريقيا لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في دعوى بمحكمة العدل الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية