لا خلاف على أن عودة العلاقات الدافئة بين تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يصب في مصلحة الفلسطينيين، ولا يخدم قضيتهم، وأن استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرئيس الإسرائيلي، لا يُمكن أن يحظى بالرضا والتأييد، لا داخل تركيا ولا على المستوى العربي، خاصة في أوساط أولئك الذين كانوا ينظرون لأردوغان على أنه خليفة الأمة، وأمل المستقبل وصاحب المشروع الطموح.
ولا شك في أن أي مؤيد للقضية الفلسطينية أو حريص عليها لا يُمكن أن يُبرر إقامة علاقات مع إسرائيل، بسبب أن أية علاقات دبلوماسية ودولية مع تل أبيب ستصب بالضرورة في صالح الاحتلال وليس ضده، وهذا ينسحب على تركيا والدول العربية، وهي قاعدة لا خلاف عليها.
التعامل مع كل الحالات على قدم المساواة، دون تفريق يعني التلبيس على الناس، والتمويه على مفهوم التطبيع الذي ينبغي للعرب أن يرفضوه جملة وتفصيلاً
لكن الإشارة المهمة التي ينبغي التنبه لها هي، أن الحالة التركية تختلف تماماً عن نماذج التطبيع العربية، ولا يمكن مطلقاً المساواة بين لقاء أردوغان وهيرتسوغ بلقاءات التطبيع العربية مع الاحتلال، إذ ثمة اختلافات جوهرية مهمة، كما أن التعامل مع هذه الحالات على قدم المساواة، ومن دون تفريق يعني بالضرورة التلبيس على الناس، والتمويه على مفهوم التطبيع الذي ينبغي للعرب أن يرفضوه جملة وتفصيلاً، وأن يكون واضحاً في أذهانهم. في الحالة التركية يجب التنبه الى أن أنقرة تعترف بإسرائيل وتقيم علاقات رسمية ودبلوماسية معها منذ عام 1949، كما أن الرئيس أردوغان وصل إلى الحُكم قبل سنوات طويلة وبلاده تقيم علاقات مع الاحتلال، ومن ثم توترت وبردت هذه العلاقات في أعقاب العدوان الاسرائيلي على سفينة «مافي مرمرة» التركية في عام 2010، عندما اغتالت القوات الإسرائيلية عدداً من الناشطين الأتراك، المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، الذين كانوا حينها في طريقهم بحراً إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه. ما نقصده هو أن تركيا تقيم أصلاً علاقات مع دولة الاحتلال منذ ما قبل وصول أردوغان إلى السلطة، وحتى عندما توترت العلاقات مع تل أبيب في السنوات الـ12 الماضية، كان السبب هو الهجوم الذي استهدف مواطنين أتراكا، أي كان ظرفاً داخلياً وسبباً محلياً، وهذا يعني أن زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى أنقرة (وهي مرفوضة ومدانة في كل الأحوال) لا تندرج في إطار التطبيع، ولا تتساوى مع أعمال التطبيع المعيبة والمشينة التي تقوم بها بعض الأنظمة العربية حالياً، لأن الزيارة الجديدة لم تفتح باباً جديداً كان مقفلاً أمام دولة الاحتلال، وبالتالي فالعلاقات أصلاً بين أنقرة وتل أبيب «كانت طبيعية» وليست «تطبيعاً حديثاً طارئاً». ثمة ملاحظة ثانية مهمة، وهي أن تركيا ليست دولة عربية، ولا عضواً في الجامعة العربية، وعليه فليس مطلوباً منها الالتزام بقرارات مقاطعة إسرائيل ولا تخضع لرقابة «مكتب المقاطعة العربية»، أما الدول العربية المطبعة فهي ترتد عن التزاماتها، وتنتهك قوانين وقرارات المقاطعة التي تلتزم بها الدول العربية، وتنتهك أيضاً «المبادرة العربية» التي تشترط التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين قبل التطبيع، ما يعني أن أي دولة عربية تقيم علاقات مع الاحتلال، فهي بالضرورة تتخلى عن القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب المركزية والأولى، وهي بالضرورة تنحاز للاحتلال وترمي في أحضان من يشكلون تهديداً للأمن القومي العربي، بينما هذا كله لا يُمكن أن ينسحب على أية دولة غير عربية.
الخطورة في مساواة الفعل الذي قام به أردوغان بأعمال التطبيع التي يقوم بها بعض الحكام العرب الآخرون، هو أن الأمر يتحول تدريجياً إلى تبرير للتطبيع، وذلك عبر التلبيس على الناس بأن ما فعله أردوغان هو نفس ما فعله غيره، ليصلوا إلى نتيجة مضللة مفادها أنه حتى المتعاطف مع فلسطين هو أيضاً مطبع، وأنه لا بد من إقامة مثل هذه العلاقات، وأن لا أحد يستطيع الصمود، من دون أن يكون مطبعاً مع الاحتلال.. ولذلك وجدنا أن الذين انتقدوا استقبال أردوغان لهيرتسوغ هم أنفسهم المروجون التقليديون للتطبيع، والسبب هو أنهم كالمومس التي تود إقناعك بأن كل نساء المدينة مومسات مثلها ويتساوين معها في الرذيلة!
كاتب فلسطيني
التطبيع بين تركيا والصهاينة قديمة منذ أيام أتاتورك الذي إعترف بدولة الكيان الصهيوني قبل 75 سنة !
أردوغان يتعامل مع الصهاينة لنيل رضا الغرب عليه ليتجنب غضب بايدن !! ولا حول ولا قوة الا بالله
يا سي داوود: مصطفى أتاتورك توفي قبل 10 سنوات من تأسيس إسرائيل فلا داعي للتحامل على الرجل. بالطبع تركيا تبحث عن مصالحها السياسية و الاقتصادية و مواقف أوردوغان المؤيدة للقضية الفلسطينية هي في حد ذاتها جزء من تحقيق هذه المصالح بدغدغة مشاعر العرب و المسلمين.و إذا كان للكاتب الحق في التمييز بين اعتراف تركيا بإسرائيل منذ 1949 و تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية و إسرائيل فإن لكل دولة الحق في تأمين مصالحها الوطنية بالتطبيع أو بدونه خاصة منذ 1994 بتوقيع أوفاق أوسلو و إلا فإننا سنسقط في مجال العلاقات الحلال و التطبيع الحرام. وحبذا لو تعامل الجميع في الدول العربية بمنطق المصالح وفق الواقعية السياسية على أساس أن تطور التاريخ كفيل بحل كثير من القضايا و الإشكاليات.
توفي أتاوتورك سنة 1938 أي عشر سنوات قبل تأسيس إسرائيل.
صدر عام 1947 قرار أممي تقسيم فلسطين بعد ذبح أوروبا يهودها فقامت إسرائيل عام 1948 واعترفت بها الدول العظمى والعالم عدا دول العرب أعلنت حرب ومنعت قبول فلسطين للتقسيم، بالمقابل تركيا تصدرت العالم بالإعتراف بإسرائيل عام 1949 ولم تقطعها طوال 73 سنة ولم تعلن حرب رغم تغير أنظمة حكم بها، بينما خاض العرب 30 سنة حروب دامية استنزفتهم واحتلت اسرائيل أراضي دول عربية بدعم غربي غير محدود فاضطر العرب للإعتراف بإسرائيل بدءاً بمصر عام 1979 وفلسطين 1993 والأردن 1994 والإمارات والبحرين 2020 والمغرب والسودان 2021
*للأسف كل دول العالم بما فيها تركيا
تبحث عن مصالحها إلا دولنا العربية المنكوبة.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
حل معضلة يهود إسرائيل سلماً بإتاحة مدن عربية وإسلامية وشرق أوروبية وروسية لملايين يهودها عودة لها من فلسطين وضمان أمنهم وعرضهم ومالهم وإعادة عقاراتهم ووكالاتهم وورشهم من أحفاد متنفذين وأزلام استعمار سلبوها بحينه فبقرآن وحديث وإنجيل وآثار ثابت أصل وعرق يهود كل مدن شرق أوسط ولو عاد نصفهم لمدن أصلية لانتهت صهيونية ولن يجد الغرب شعب يهود يدعمه بفلسطين بل سندعم طلب يهود تعويض عن اضطهاد أوروبا لهم وقد عاد يهود للمغرب مع عرب من أندلس بلا مشاكل بل استقبلنا بعد مذابح تركيا وروسيا أرمن وأكراد وشركس وشيشان
اللي بجرب المجرب عقله مخرب…من 74 عام هل استجاب الصهاينة لأي أحد لحل القضية الفلسطينية .الجواب لا.
اوردغان يرى ان مصلحته الاستراتيجيه هي مع الامريكان والصهاينة اما مصلحته بعض العرب والمسلمين فهي ضروريه ولكنها طريق لتحقيق الهيمنة الإقليمية لخدمة المصلحة الاستراتيجية
الاستاذ محمد عايش مشكلة اردوغان ليست بعلاقته مع اسرائيل بل بالمزايدات على القضية الفلسطينية فجعل البعض من العرب السذج اعتباره مخلص ومحرر لفلسطين
سؤال للكاتب ن هل اامسجد الاقصى قبلة اولى للعرب ام للمسلمين ؟ المبادئ كل لا يتجزأ و إن كنا فعلا و لدينا إرادة لمحاربة الكيان فعلينا على الأقل أن نقطع علاقاتنا مع كل من له علاقة بإسرائيل ، هذا أضعف الايمان .
ممكن كل العالم اطبع واردوغان لا يمكن ولكن المصلحة الخارجية والداخلية لتركيا تتوجب على اردوغان حماية بلاده وحدودها وهذا ماستكشفه الايام القادمة ومدى دهاء اردوغان سياسيا وامنيا
صح مئة بالمئة.. أردوغان أذكى مما نتصور بلا مزايدات، هو يعرف قدر الخطر على نفسه وبلاده ويقوم الآن بالإنحناء للريح حتى تمر ومشروعه فعلاً أكبر من تركيا
الحمدلله ان الإسلام السياسي انتهى و إلى الأبد. انها بداية نهضة العرب