هل استخلص اليسار الدرس؟
هل استخلص اليسار الدرس؟ انتصار حركة المقاومة الاسلامية حماس ليس هزيمة لحركة التحرير الوطني الفلسطينـي فتح وانما هو هزيمة لكل قوي منظمة التحرير الفلسطينية وفي مقدمتها فصائل ما يسمي باليسار او التيار الديمقراطي ، التي جاءت نتائجها جميعاً مخيبة لقادة وكوادر واعضاء هذه القوي أولاً ولجمهور عريض في الشارع الفلسطيني يناصر ممثلي هذا التيار.ورغم كل الملاحظات التي سجلت علي التشرذم في قوي هذا التيار ونزولها الانتخابات التشريعية في قوائم مستقلة، الا ان الواجب يحتم الاعتراف، بأن هذه التجربة كانت تحمل في طياتها بعداً ايجابياً، حيث أظهرت حقيقة قوة كل قوة من القوي، الأمر الذي يفرض اولاً الاقرار الصريح والاحتكام لما افرزه الواقع من نتائج، بغض النظر عن قناعة هذا الفريق او ذاك. ولعل اهم هذه العبر، ادراك كافة القوي المنضوية تحت مسمي هذا التيار، انها إذا ما استمرت العمل بذات الطريقة، فإنها ستندثر كلياً من الواقع، ولن يبقي منها الاّ التاريخ، لأن النتائج التي حصلت عليها في الانتخابات اكدت هامشيتها وضعف تأثيرها في اوساط المواطنين، لذا فإنها مطالبة بالاستفادة من الدروس، وهي: 1 ـ تشكيل ائتلاف عريض يضم قواها المختلفة، اضافة للشخصيات المستقلة.2 ـ العمل في كل منابر ومؤسسات المجتمع كفريق واحد. 3 ـ التمهيد للانتقال بالائتلاف الي مرحلة نوعية جديدة، تتمثل في بلوغ بناء حزب جديد، لاسيما وان الاختلاف الفكري والسياسي، أمسي منذ زمن بعيد معدوماً، والمشكلة تنحصر في الجانب التنظيمي، ولعل الانتخابات التشريعية حسمت بعض الأبعاد من هذا الجانب، الا ان الحاجة تفرض حسم تفاصيل تنظيمية اخري في تشكيل الأطر القيادية، واللائحة التنظيمية. 4 ـ الاندفاع بقوة لتعزيز التعاون مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح لوضع رؤية وطنية تشكل اساساً لبرنامج عمل جديد لمواجهة تداعيات المرحلة الجديدة، وصياغة برنامج وآليات عمل لإعادة النظر في تركيبة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتخليصها من كل العيوب والمثالب العالقة بها تاريخياً، وتجديد شبابها، وقطع الطريق علي كل من يحاول اغتيالها.5 ـ بقدر ما هي معنية بإيلاء الاهتمام بالبعد الديمقراطي، فإنها معنية بالانشداد للبعد الوطني العام، وتكثيف الجهود للمساهمة مع كل القوي الوطنية والاسلامية بإخراج المجتمع من الأزمة الناتجة عن الانتخابات الأخيرة، والعمل علي تقديم الحلول والمقترحات العملية لتفادي المضاعفات السلبية (الانتخابات)، واخطرها شبح الحرب الأهلية، الذي يخيم علي المجتمع الفلسطيني، والعمل علي وأد الفتنة، والاحتكام للديمقراطية والحوار الوطني الشامل. عمر حلمي الغول6