هل استغل النظام القديم الرئيس قيس سعيّد لإقصاء الإسلاميين من المشهد التونسي؟

حجم الخط
7

تونس- “القدس العربي”: “قيس سعيّد وقع في الفخّ الذي نصبناه” هذا ما قالته -صراحة- عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر وريث حزب التجمع الدستوري والذي يضم أبرز رموز نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وقالت في تصريح إذاعي “سقط قيس سعيد في الفخ الذي نصبناه له، لأننا أشعرناه بخطر لم يكن يدركه، كان يعتقد أنه بمرسوم شباط/ فبراير (حل المجلس الأعلى للقضاء) وضع يده على كل شيء، وأنه مالك مؤسسات السلطة والمجتمع المدني والإعلام، وحين دعوناه (عبر متصرّف قضائي) لإيقاف أمر دعوة الناخبين، هرول ليزيد إحكام قبضته على القضاء. لكننا سننصب له المزيد من الفِخاخ”.

كما أشارت موسي إلى أن سعيد هو “الذراع التي تم استخدامها لتنفيذ الفصل الثاني من “ربيع الخراب” في تونس. وسيعرف التونسيون حقيقة سعيد عندما تنطلق المواجهة مع الحزب الدستوري الحر”.

تصريح موسي الأخير يبرّر موقفها المتناقض من التدابير الاستثنائية للرئيس قيس سعيد، حيث هللت في البداية بهذه القرارات التي قالت إنها ستخلّص تونس من “الإخوان المسلمين”، لكنها عادت بعد أيام لتهاجم سعيّد وتنتقد قراراته وخاصة فيما يتعلق بتجميد عمل المجلس، لكنها عبرت عن سعادتها بعد قرار سعيد حل البرلمان.

وعادت موسي لتتحدث عن “تحالف سري” بين الرئيس سعيد ورئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، قبل أن تتهم سعيد باستغلال القضاء لتصفية خصومه السياسيين.

ويبرر مراقبون التناقض الصارخ في مواقف موسي بـ”التخبط” الذي تعيشه المنظومة القديمة، والتي تحاول اليوم تنظيم صفوفها مجددا للعودة بقوة إلى صدارة المشهد، ويبدو أن موسي تقوم بدورها على أكمل وجه في هذا الصدد، فعلى مدى عامين ساهمت وحزبها في تشويه صورة البرلمان عبر تعطيل أعماله وإثارة الفوضى داخله، وهو ما دفع سعيد إلى مهاجمة البرلمان في مناسبات عدة قبل أن يقوم بحلّه في النهاية، وهو ما يفسر حديث موسي عن وقوعه في “الفخ” الذي نصبه له النظام القديم.

أمر آخر تحدثت عنه موسي ويتعلّق بوجود “قواسم مشتركة كثيرة” مع اتحاد الشغل، وهذا الأمر لم يعد خافيا على أحد، وهذا ما يبرر ردود الفعل المشتركة بين الطرفين على تدابير الرئيس سعيد.

وفي تماهٍ مع مواقف المنظومة القديمة، أعرب اتحاد الشغل عن “ثقته الكاملة” بتدابير الرئيس التونسي، قبل أن يقوم أمينه العام نور الدين الطبوبي بانتقاد سعيّد في مناسبات عدة، ودعاه إلى عدم “العبث” بالدولة التونسية.

ورغم أن منظمة الشغّيلة عدلت موقفها من الرئيس التونسي بعد لقاءات عدة جمعت سعيد والطبوبي، إلا أنها عادت لمهاجمة سعيد ورفضت المشاركة في الحوار الوطني، وخاصة بعد الكشف عن لجوء سعيد إلى إقصاء الحزب الدستوري الحر، وفق رأي بعض المراقبين.

بل إن الاتحاد قام بتصعيد موقفه ليعلن لاحقا عن مقترح بديل لدستور سعيّد الجديد، ويتعلق بتعديل الدستور الحالي عبر منح الرئيس دورا تحكيميا بين مؤسسات الدولة، معتبرا أنه من الخطأ تغيير الدستور بشكل جذري.

ويتزامن ذلك مع ورود معلومات استخباراتية تتحدث عن دور “غير مُعلن” للجيش التونسي في اللعبة السياسية، وخاصة بعد التحذيرات التي وجهها جنرالات سابقون للرئيس قيس سعيد لتعديل بوصلته.

وتشير هذه المعلومات إلى أن الجيش سيضغط على سعيّد للتنحي لاحقا بعد التأكد من “قطع الطريق على عودة الإسلاميين للحكم”، وهو ما يصب في النهاية في مصلحة المنظومة القديمة واتحاد الشغل في آن واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد المجيد التونسي:

    نحن العرب ابتلينا بحكام لا يخافون الله و لا يخافون من الحساب.
    لو علموا حقا انهم مسؤولون يوم القيامة عن مناصبهم لما اقتربوها
    الحمد لله على نعمة الموت التي لا تترك احدا لا ملكا و لا رئيسا الا اخدته
    و هنيئا لكل ملك عادل لا يظلم رعيته و لا يسرقها

  2. يقول عادل:

    نحن العرب ابتلينا بحكم العسكر منذ انقلاب المقبور عبد الناصر…عليه من الله ما يستحق.

  3. يقول ابوعمر:

    كل هذه الضجة والفرقعة …الغاية منها اقصاء الاسلام السياسي…رغم انه لولا اصوات الاسلاميين النهضويين لهذا الانقلابي لما (استرجل) بهذه الطريقة التي تخجل منها حتى العجائز حتى لااقول النساء

  4. يقول عبد المطلب ألباني:

    الإسلاميون بصمة عار في جبين الأمة. الدين لله وهم يريدون التدخل في الشؤون السياسية لنهب البلد والشعب في الخفاء ومن وراء الكواليس

  5. يقول سعيد/الأردن:

    أصلا قيس سعيد هو من النظام القديم مارس التقيه وخدع الناخب التونسي بأقواله المعسوله وبعدما فاز عاد لأصله وشهدوا ماذا فعل

  6. يقول د علوش:

    عندما يعادي أمثال سعيد في الوطن العربي الاسلام السياسي عندها تتيقن من صحة هذا الدين وقوته……….فالإسلام عقبة أمام كل متنمر ومستبد ومغتصب للحقوق وسفاك للدماء….

  7. يقول نور الدين ميم:

    الفخ الذي أوقع فيه هو استغلاله للعربدة الهيستيرية، التي كانت عبير موسي تتعمد إثارتها في جميع جلسات البرلمان، فكانت ذريعتة لفكيك مفاصل الديمقراطية، إذ يبدو واضحاً للعيان، أن من يزذلهم قيس سعيد ليل نهار في خطاباته هم ذاتهم خصوم السيدة ع. موشي المناوئة للربيع العربي. ألم يكن بوسع سعيد التدخل لفرض النظام والانضباط على جلسات البرلمان؟ لكنه أثر التخلص منه. وأغلب الظنّ أنه لن يحصد ثمار مغامرته الدستورية لضعف تجربته السياسية وتمنعه عن تأسيس حزب داعم لأفكاره وهبوط شعبيته. لكنه إن ينجح في تحقيق دستور يؤكد مركزية الدولة ويمنح الرئيس مطلق الصلاحيات، يكون بذلك قد قدّم للحرس القديم مفاتيح قصر قرطاج على طبق من ذهب. وهم اليوم يتربصون كالثعلب الذي ينتظر قطعة الجبن. لايريدون قيس سعيد، لكن مشروعه يعجبهم، لأنهم المؤهلون لأكل ثماره عاجلاً أم آجلاً، فلهم شعبيتهم وبعض الدول تدعمهم. وقد يكون لوبي اتحاد الشغل معهم في جنى الغلال. والله أعلم.

إشترك في قائمتنا البريدية