لا بد ان الرئيس السوري بشار الاسد والدائرة الضيقة المحيطة به هم اكثر الناس سعادة بانفجار المظاهرات واحداث العنف التي سادت العاصمة التركية انقرة وعدة مدن اخرى بينها اسطنبول وازمير وبدروم طوال الايام الثلاثة الماضية.
ما يسعد الرئيس السوري على وجه الخصوص هو اتهام السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي جهات داخلية وخارجية بالوقوف خلف اعمال الشغب هذه، لانه، اي الرئيس السوري استخدم العبارة نفسها، والتوصيف نفسه لتبرير استخدام الحلول الامنية في مواجهة اضطرابات مماثلة استهدفت حكمه انطلاقا من مدينة درعا في بداية الازمة السورية.
المقارنة بين النظامين السوري ـ التركي في غير محلها على الاطلاق، فالنظام التركي نظام ديمقراطي برلماني، محكوم بفصل كامل بين السلطات الثلاث، ومدعوم بحريات تعبير واحترام حقوق الانسان، ومحم بقضاء مستقل، وهذه المواصفات جميعا غير متوفرة في النظام السوري في الوقت الراهن، وتشكل المطالب الاساسية للمعارضة المطالبة بالتغيير الديمقراطي.
التدخل الخارجي الذي تحدث عنه السيد اردوغان ومن قبله الرئيس الاسد غامض في البلد الاول وواضح في الثاني، فدول عديدة تقاتل حاليا على الارض السورية، بشكل مباشر او غير مباشر، ومن بينها قطعا وللمفارقة الحكومة التركية نفسها التي تدعم المعارضة السورية، وتسهل وصول الاسلحة والاموال الى مقاتليها في العمق السوري، وتفتح ابواب اسطنبول لاستضافة مؤتمراتها واجتماعاتها القيادية.
السيد اردوغان لا بد انه كان يضع النظام السوري نصب عينيه وهو يشير باصبع الاتهام الى اطراف خارجية تتدخل في بلاده وتصب الزيت على نار المظاهرات الاحتجاجية، وربما يكون مصيبا، جزئيا او كليا، في هذه الاتهامات، فقد اكد ان السيارات المفخخة التي انفجرت مؤخرا وادت الى سقوط العشرات، قتلى وجرحى، في مدينة الريحانية جنوب تركيا هي من فعل جماعات تحظى بدعم هذا النظام. وهي اتهامات نفتها دمشق رسميا.
صحيح ان الاحتجاجات بدأت في اسطنبول بسبب عزم السلطات التركية اقامة مجمع تجاري وبناء مسجد في وسط حديقة عامة قرب ميدان تقسيم نقطة الجذب الرئيسية للسياح الاجانب في المدينة التاريخية، ولكن حجم الاحتجاجات وعنفها، وامتدادها الى مدن اخرى يشير الى وجود حالة احتقان سياسي جاءت خطة بناء المجمع التجاري المفجر له.
الرئيس التركي عبدالله غل طالب المحتجين بالهدوء واحترام القانون واللجوء الى القنوات الشرعية، اي البرلمان والصحف والمحاكم للتعبير عن مطالبهم، ولكن هذا الصوت العاقل لم يجد الصدى المطلوب حتى هذه اللحظة رغم حدوث هدوء نسبي في بعض المدن.
المعارضة التركية التي يتزعمها حزب الشعب الجمهوري الخصم الاكبر للسيد اردوغان وحزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يتزعمه، بدأت تزداد مع ظهور نوايا السيد اردوغان لتعديل النظام الحاكم في انقرة من نظام برلماني دستوري الى نظام رئاسي يتمتع فيه رئيس الجمهورية بصلاحيات واسعة على غرار النظام الامريكي او الفرنسي بمعنى اصح. فالولاية الحالية هي الاخيرة بالنسبة الى السيد اردوغان كرئيس للوزراء، ولهذا يريد تعديل الدستور وبما يمهد له الطريق دستوريا لكي يصبح رئيسا لتركيا بعد بضع سنوات.
ما يقلق المعارضة ايضا، انه وبعد فوز حزب العدالة والتنمية بثلاث دورات انتخابية، والحصول على اغلبية في البرلمان اهلته لتقليص دور العسكر، وتقزيم دور المحكمة الدستورية وتعديل بعض بنودها التي تسمح بالانقلابات العسكرية تحت عنوان حماية الجمهورية، ومنع الاسلام المتشدد من الوصول الى الحكم، بدأ السيد اردوغان يطبق مبادئ الشريعة تدريجيا مثل اصدار قانون يحظر بيع الخمور في البارات، والقيام باجراءات لفرض بعض القيود على الحريات الاعلامية.
السيد اردوغان حقق انجازات كبرى لتركيا يحق له ان يتباهى بها، فقد جعلها القوة الاقتصادية رقم 17 في العالم، وسدد جميع ديونها الخارجية التي وصلت الى 34 مليار دولار عندما تولى حزبه الحكم، ورفع مستوى الدخل الفردي من ثلاثة آلاف الى 11 الف دولار، وحقق الاقتصاد التركي في عهده نسبة نمو تزيد عن سبعة في المئة سنويا، ولكن بعض جوانب سياسته الخارجية، وبالتحديد في الجوار السوري، خلقت ثغرات استغلتها المعارضة ودول خارجية ضده، فهناك روسيا، وهناك سورية، وهناك ايران، وهناك بعض الدول الاوروبية التي ما زالت تشعر بالغيرة من هذه الدولة المسلمة الصاعدة في الفناء الاوروبي.
حذرنا اكثر من مرة من ان الازمة السورية ستنزلق الى دول الجوار ان آجلا او عاجلا، فها هو لبنان على حافة الحرب الاهلية ان لم يكن في صلبها، وها هي تركيا الدولة الاكثر تحصينا تصلها ألسنة اللهب السوري بطريقة او باخرى، وها هي البحرين تعيش بعض التفجيرات التي اوقعت بسبعة من رجال الامن جرحى، ولا نعتقد ان دول الخليج الاخرى ستكون في مأمن. والشيء نفسه يمكن ان يقال عن الاردن، وربما ايران نفسها.
لعنة العراق حلت على امريكا، ولعنة افغانستان اودت بحياة بنازير بوتو واضعفت باكستان، فهل يمكن ان نقول ان لعنة سورية حلت على تركيا ايضا وستحل على دول اخرى في الطريق؟
ردا على بعض المعلقين على موضوع البحث سوريا في عهد بشار شهدت نمو اقتصادي كبير.. لست في موقف المدافع عن نظام الاسد بقدر ما ارثى سوريا البلد العربي الجميل الرائع بروعة شعبه المضياف .سوريا العروبه سوريا..يا عرب تتمزق على ايدي من فتحوا حدودهم الى قطعان الذئاب المفترسه لثعيث فسادا بهذا البلد الجميل الواعد ..سوريا اغلقت ديونها الخارجه وفيها اكتفاء ذاتي ومجانية التعليم والصحة .نعم سوريا قبعت 40عاما تحت حكم عائلة الاسد ولكن عندما اندلعت شرارة الثوره الشعبية كانت قلوبنا معها لانها صادقه ونقية ..وما ان ركبها العملاء والعابثين والعربان العاربه واحلام السلطان اردغان حتى باتت سوريا الجمل الذي كثرت سكاكينه ….اردوغان يكتوي بنار سوريا نعم يستحق ان يكتوي بها لانه اكثرمن اشعل نارها وارسل العابثين وقطعانهم المفترسه عبر حدوده ..يسفكون الدماء وهي دماء مسلمه من الطرفين لا يخدم نزيفها الا الاعداء ..لو كان مسلما لحقن الدم العربي المسلم وصان دولة عربية مسلمه من التمزق والتشرذم وحافظ على سلمية الثوره بدلا من تأجيج نار الفتنة بالمقاتلين الغرباء وبالسلاح وبالمال …لو كان حبا بالاسلام لحفظ الشعب السوري من التفجيرات وتهديم كل البنية التحتيه ومظاهر حضارية واثاريه ومقامات وكنائس كما علمنا الرسول الاكرم اتمنى ان يسقط اردوغان لانه يستحق ذلك باحلام السلطان المتهور …
يا سيد محمد منصور,
اذا كنت تتذكر ولا أعتقد بأن هناك أحد يتذكر, في بداية الثورة السورية كان تركيا تقف مع الاسد, ثم عندما زادت الاحتجاجات أصبح تركيا تنصح النظام السوري بعمل إصلاحات, لكن عندما رأى عنجهية النظام السوري وعدم مراعاة لمطالب شعبه ولم يأبه بنصائح تركيا. أتخذت تركيا موقف معادي, ثم أصبحت تعتبر الاسد عدو.
الجيش السوري الحر
عندي سؤال أرجو ان اجد له اجابة وهو الآتي : السيد رئيس الوزراء رئيس تركيا في هده اللحظات السياسية الحساسة التي يشهدها العالم وبالظبط في الشرق الاوسط قام اردوغان بعدة اجراءت في دولته تبين مدى جنوح هدا الرجل الى الاسلام وحبه للدين هدا ما يبدو على الاقل ظاهريا فعلى من يراهن اردوغان على الشعوب الاسلامية ام على الدول الاسلامية حكاما ومحكومين ؟ انتظر منكم اخواني اجابتي على استفساراتي والله المستعان .
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))
(وهناك بعض الدول الاوروبية التي ما زالت تشعر بالغيرة من هذه الدولة المسلمة الصاعدة في الفناء الاوروبي.) كلام عجيب عن اي غيرة تتحدثون وكل النمو الاقتصادي الذي حققتة تركيا كان بفضل دعم الغرب لتركيا احترموا عقول الناس قليلاً ياقدس ياعربي.اردوغان وحزبة يجني مازرعت يداة في سورية فهو شريك في سفك دم عشرات الالاف الابرياء في سوريا ولا ادري لماذا لا تتحدثون بصراحة بهذا وبدون مراوغة او مجاملة للاخوان المسلمين .اردوغان كان طائفياً بشكل قذر في الحرب على سوريا ولم يتحمل اي معارضة ضد حكمة ومايحدث في تركيا امر مخجل لاردوغان الذي يدعي احترام الحريات .
إنهـــا اعراض انفلونــــزا .اجتماعيــــة .وليس لعنـــــة استبدادية سياسيــــة.