أنطاكيا – «القدس العربي» : قالت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» إن أجهزة النظام اعتقلت عدداً من الناجين الفلسطينيين والسوريين من حادثة غرق المركب اللبناني قبالة ساحل مدينة طرطوس السورية، في الوقت الذي لم يتوفر فيه معلومات إضافية عن أعداد المعتقلين أو أسماءهم، وهو دفع ببعض المراقبين بالتشكيك بدقة هذه الانباء. وقد تحدثت «القدس العربي» إلى «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» التي قالت إنه لم يتم التأكد من أسماء المعتقلين.
وطبقاً للمجموعة، فإن الكشف عن أسماء المعتقلين «يحتاج إلى مزيد من الوقت»، بانتظار تكشف المعلومات عن عدد الناجين، خاصة أن العشرات منهم لا زالوا في عداد المفقودين، وبالتالي «ستظهر المعلومات خلال الأيام القادمة من ذويهم»، حسب تصريح مجموعة العمل. ويشير الكاتب والصحافي السوري المعارض بسام اليوسف من اللاذقية، إلى ما وصفه بـ»التعتيم» بالتعامل مع الأرقام في حادثة غرق المركب، مبيناً أن «التقارير اللبنانية أكدت أن عدد الركاب يقارب200 شخص، في حين أن النظام أعلن أن عدد الضحايا هو 99 شخصاً، وعدد الناجين 23 شخصاً، ويبقى لدينا العشرات في عداد المفقودين».
الاعتقال أمر اعتيادي
ويؤكد بسام اليوسف في حديثه لـ«القدس العربي» أن المعلومات لديه تؤكد وصول 3 من الناجين إلى المشفى العسكري لأنهم من المطلوبين للخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، وأن هناك 8 ناجين على الأقل قيد الاعتقال بمشفى الباسل لأسباب أمنية». ويضيف اليوسف أن الاعتقال في مناطق النظام هو أمر اعتيادي، مستدركاً بقوله «لكن الاعتقال في هذا الظرف لناجين من الموت يدلل على أننا أمام عصابة لا علاقة لها بسلوك البشر» حسب تعبيره. لكن «جمعية الانقاذ الموحد» قالت إن شقيق أحد الناجين والذي كان في مشفى طرطوس، تعرض للتحقيق قبل أن يخرج من المشفى، علماً أن لديه أفراداً من عائلته في عداد المفقودين، وهو ما يشير الى أن الأنباء التي تحدثت عن اعتقال قد تكون بحاجة لمزيد من التدقيق والتوثيق بالأسماء، وان الامر قد يكون اقتصر على ما حدث لشقيق احد الناجين وهو «التحقيق» حسب بعض المراقبين. وتساءلت «مجموعة الإنقاذ الموحد» عن مصير الناجين من حادثة غرق المركب، وقالت: «لا تجعلوا الناجي من غرق قارب لبنان يلعن ساعة النجاة».
وأضافت أن «هناك تخوفاً من بعض الأهالي أن يتم نقل الناجين إلى الأفرع الأمنية في سوريا لتحقيق معهم، من الممكن أن يكون بعض الشباب مطلوبين أو عليهم خدمة إلزامية، علماً أن غالبية الناجين من محافظة إدلب». وبالفعل، نشرت صفحات موالية للنظام السوري أسماء بعض الناجين من حادثة الغرق، من بينهم 6 أشخاص من إدلب. في المقابل رصدت «القدس العربي» شهادات تتحدث عن عودة بعض الناجين إلى لبنان، وذلك استجابة لرغبتهم، بعد تماثلهم للــشفاء.
ارتفاع عدد الضحايا
وارتفع عدد ضحايا المركب إلى 99 شخصاً، وذلك بعد العثور صباح الاثنين على جثة جديدة تم تسليمها إلى مشفى الباسل، وفق ما أكدت وكالة الأنباء السورية «سانا». ونقلت الوكالة عن مدير الموانئ السورية العميد سامر قبرصلي قوله إن عدد ضحايا المركب اللبناني وصل إلى 99 شخصاً حتى الآن، وذلك بعد العثور صباح أمس على جثة جديدة تم تسليمها إلى الهيئة العامة لمشفى الباسل في مدينة طرطوس. وقال المدير العام لمشفى الباسل إسكندر عمار، إنه تم تخريج جميع الناجين من غرق المركب من المشفى بعد تحسن حالتهم الصحية. والخميس الماضي، تم الإعلان عن غرق المركب قبالة شواطئ طرطوس، يضم سوريين ولبنانيين وفلسطينيين ولم تتضح بعد ملابسات غرق المركب الذي كانت وجهته إيطاليا.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان «هذه مأساة مؤلمة أخرى»، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة الكاملة لـ»تحسين ظروف النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط». وأضاف في بيان مشترك مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة الهجرة الدولية «الكثيرون يُدفع بهم نحو حافة الهاوية». وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو «لا يجدر بالأشخاص الباحثين عن الأمان أن يجدوا أنفسهم مضطرين إلى خوض رحلات هجرة محفوفة بالمخاطر ومميتة».