هل اقترب يوم الظهور؟

في فلسفة الحوار والمواجهة مع الامريكيين من جانب الدولة والنظام الاسلامي الحاكم في ايران ثمة كلام كثير وثمة ملفات عديدة قابلة للنقاش والتأمل والاخذ والرد بين متحمس لهذا وآخر متحمس لذاك، وكثيرا ما يتم الخلط بين التكتيك والاستراتيجية وكثيرا ما يتم الذهاب بعيدا عن واقع الحال الايراني وواقع الحال الامريكي وغالبا ما يذهب المحللون الى رغائبهم وامنياتهم اكثر من دراسة الحقائق والوقائع على الارض والبناء عليها.
المجال لن يتسع البتة في مقالة واحدة لتناول كل ذلك الكم الكبير وسنكتفي فعليا بأمور اساسية هي بمثابة عناوين لا تقبل التأويل لمن يريد معرفة اتجاه الرياح او المنحى العام الذي تتجه اليه اشكالية الصراع والحوار بين ايران وامريكا.
اولا: على عكس ما يتصور الكثيرون ومنهم المنظر الاستخباراتي الامريكي جورج فريدمان بان الايديولوجيا لا تلعب دورا كبيرا في العلاقات بين الدول، وكما كان الحال مع الصين، يمكن المراهنة على ايران من نفس الباب، فان هذا الامر مختلف تماما مع ايران وهي الدولة التي يقوم مشروعية نظامها الاساسي على الدين والايديولوجيا.
ثانيا: انك تعرف يا جورج فريدمان وانت من كتب: ان مشكلتنا نحن الامريكان مع ايران ليست في المسألة النووية، فالايرانيون اثبتوا انهم ليسوا قادرين فقط على الوقوف على اقدامهم من دون الحاجة للعلاقة مع امريكا بل انهم اصبحوا قوة عسكرية وتكنولوجية وعلمية كبرى وهم في حالة خصام وتحد مع امريكا’.
ثالثا: ان سيدتكم الصهيونية، لا يمكن لها ان تعيش او تتعايش مع اي دين او طائفة او مذهب او مدرسة فكرية على عكس ما يروج الكثير من المثقفين والمفكرين في بلادنا العربية والاسلامية من خلال تصوير الكيان الاسرائيلي بانه دولة دينية.
وهو كيان يعتبر النقيض مئة في المئة لدولة ولاية الفقيه ولا بد يوما ان يصطدما في المنازلة الكبرى التي يعد لها الطرفان منذ اكثر من ثلاثة عقود وان هذا اليوم قادم لا ريب في ذلك ولا تشكيك ولن يستطيع اي سياسي او ديبلوماسي غربي محنك ان يوقفه مهما استعمل من حيل او مكائد او سبل خداع لانه كما الساعة آتية لا ريب فيها والسلام .
رابعا: السيد القائد يعرف ونحن نعرف وانتم تعرفون وتحرفون، بانكم لا ولن تستطيعوا العيش بسلام مع عالمنا العربي والاسلامي ومع دولة ولاية الفقيه بالذات في ظل ادامة سياساتكم العدائية الراهنة ضدنا والقائمة على ضرورة الحفاظ والدفاع عن جرثومة الفساد الاسرائيلية هذه تحت كل الظروف وباي ثمن كان بحجة انها ‘نموذج لنمط حياة الغرب زرعناها في وسط العالم العربي فان هي هزمت هزمنا كحضارة’ كما كتب رئيس وزراء اسبانيا الاسبق في احدى الصحف الاسبانية قبل مدة.
خامسا : ان يد الحوار التي تمدونها اليوم لنا هي يد مغلولة، تمدونها الينا مكرهين مجبرين نتيجة هوانكم وضعفكم في معركة الارادات وليس نقصا في العديد او العدة او الذخيرة البتة، وانتم تخافون عليها من الكسر اما من طرفنا او من طرف سيدتكم الصهيونية العالمية لذلك انتم الان بين امرين احلاهما مر وفي اللحظة التي ستجدون فيها الممر الآمن لكم ستفرون وتنقضون عهودكم.
سادسا: واخيرا وليس آخرا الا وهو انكفاءتكم الراهنة عن بلادنا عبر سياسة انسحاب جيوشكم المباشرة والاستعاضة عنها بجيوش الفتنة البديلة المتمثلة بالتكفيريين والجهال والحاقدين والمرجفين في المدينة من جيوش الكتبة والمستشارين والتي هي الوجه الآخر لجيوشكم، وهو التحدي الذي قبلناه بكل وعي وادراك وتقدير سليم للموقف دون ان ينسينا للحظة واحدة بان اتجاه البوصلة لا يزال هو هو، اي السير قدما والزحف بكل عزيمة واصرار نحو قبول تكلفة واثمان عملية نزع الغدة السرطانية من بدننا في اللحظة التي نحن نقرر.
سابعا : نعم هناك حالة واحدة فقط لا غير قد تمنع اجراء هذه العملية القيصرية الا وهي حالة اتخاذكم لقرار عقلاني هو الاسلم والاقل كلفة لكم وللعالم الا وهو الاذعان بضرورة تفكيك هذا المعسكر الاسرائيلي او نقل حاملة الطائرات الاسرائيلية هذه من فوق بلادنا الى احدى مناطق دولكم.
ثامنا: ان حربكم الكونية المفتوحة علينا كجبهة مقاومة من البوابة السورية انتهت استراتيجيا لغير صالحكم و قد غلبتم وهزمتم شر هزيمة ولم تنفعكم كل الادوات ولا الجيوش البديلة، ولم يبق امامكم الا الاذعان باننا الباقون على هذه الارض وانكم الراحلون لا محالة بعد ان ذقتم طعم كأس المرارة على بوابات عرين الشام اكثر من مرة منذ الثالث من ايلول سبتمبر الماضي ولم يعد ينتظركم من تحد سوى خوض سباق صناديق الاقتراع واعادة البناء بشرف ولاغير حافظين لانفسكم بعض ماء الوجه.
تاسعا: خذوا حذركم جيدا وانتم تستعدون لشد الرحال بعيدا عنا سواء اتجهتم الى الشرق الادنى كما هي استراتيجيتكم المعلنة عبر تشاك هيغل، او كما تلعب بكم بعض ايادي الصهيونية العالمية من خلال اللعب بالنار مع الدب الروسي من بوابة اوكرانيا في محاولة لاطلاق الرصاص قرب قلب قيصر روسيا الحديد، باننا لا نزال من يملك زمام المبادرة وان بامكاننا ليس فقط تغيير قواعد الاشتباك بل وتغيير اللعبة برمتها لان حوارنا معكم سواء عبر جنيف 3 الايراني او ما تبقى من جنيف 2 السوري لا يمكن ان يدوم عبر محاولات نقضه المتكررة بلغة القوة الناعمة من قبيل بيان اتحادكم الاوروبي ذي الـ27 بندا حول حقوق الانسان في ايران.
عاشرا: اخيرا وليس آخرا ان كنتم تراهنون على شرخ داخل صفوفنا او بعض مستشارين او متدثرين بعباءة احد زعمائنا او من متقمصين لادوار مجازية في ظل الحالة الانتقالية التي نمر بها جميعا نحن وانتم، فاعلموا جيدا ان هؤلاء جميعا كلهم ولا استثني احدا تحت المجهر الشعبي والثوري والقيادي والديني والشرعي والوطني والقومي، وفي لحظة واحدة تكون اللعبة معهم – غيم اوفر – كما تقولون بلغتكم ولغتهم الانجليزية التي تفاخرون ويعشقون.
اما اذا حاولتم التوسل بجنون المقامرين على حاملة طائراتكم الاسرائيلية فلتعلموا جيدا ان حرب الـ33 يوما هذه المرة لن تطول ولا حتى 11 يوما وما كنتم رأيتموه في الحروب السابقة سيكون اشبه بالبلاي ستيشن لانكم عندها لن تعرفوا من اين وكيف سيخرج لكم الخصم وباي سلاح يعمي به بصركم.
ويومها لا ادري ان كان الزمن سيسعف جورج فريدمان ليكتب عن يوم القيامة او يوم ظهور الحجة، وكلاهما من علامات الدين الراسخ وعدم انتهاء عصر الايديولوجيا كما ظن كيسنجر يوما او نظر فريدمان اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سيف الدين:

    إستفسار من قارئ بسيط ورد على النقاط لفهم ما يجول في السياسه :

    1- هل تقوم إيران على الايديولوجيه الدينيه أم الطائفيه ؟؟!!!

    2- تقدم إيران علمياً إو عسكريا فهذا بموافقه الغرب وتقديم التسهيلات لأستنزاف الخليج . مع ذلك لا ننكر تقدم إيران

    3- إيران وإسرائيل وجهان لعمله واحده ولن أخوض في مقارنه بين الدولتين لكن كمثال بسيط للتشابه : كلتا الدولتين تحتل أراضي عربيه وتقتل العرب

    4- لا أحد يستطيع العيش مع دولة ولاية الفقيه لأنه حسب مفهوم ولاية الفقيه يجب العبوديه التامه للفقيه وهذا يرفضه الاحرار

    5- إذا كانت يد الحوار التي تمد اليوم لكم هي يد مغلولة، والغرب يمدونها اليكم مكرهين مجبرين نتيجة هوانهم وضعفهم فلماذا تذهبون إليها ؟؟؟؟؟؟؟
    6- متى تقررون نزع ا ولما الإنتظار ؟؟؟!!!!

    7- يرجى إجراء هذه العملية القيصرية قبل أن يستفحل المرض كل الجسم ..!!! أم الإنتظار أفضل !!؟؟

    8- الحرب الكونية المفتوحة على سورية هي بإشتراك إيران روسيا حزب الله لواء أبو الفضل والحوثيون والعراقيون والمرتزقه .. أما الهزيمه المقصوده بتسليم الأسد للكيماوي وتدمير نصف سورية وتشريد تسعة ملايين ..فهي فعلا شر هزيمه ويتوجب على الأسد الترشح للأبد ..

    9- بإعتبار إيران ممسكه بزمام المبادره فلماذا لا تنسحب من جنيف 3, 4, 5, …و بإعتبار إيران من الدول العظمى فلماذا الخوف وتعلن على الملأ انتاجها للسلاح النووي

    10- هل تنتظرون ظهور الحجه لكي تقضوا على إسرائيل وأمريكا والغرب في غضون 11 يوماً ..!!!!!! الله أكبر …!!!!!

  2. يقول farid mohamad:

    مرحبا للأخ الإيراني أتمنى لهذا الصادق أن يكون صادقا ولا يراوغ بدافع الحمية العرقية أو الطائفية وهو المتحامل على أمة العرب والمتحمس بعد مضي ثلاثون عاما ونيف من أدعاء الخمينية العقائدية الايدلوجية على بناء جيشا لتحرير القدس وهي دولة متمكنة ولها أنصار بلا إرادة جماعية وطوعية وسهولة أغوائها ولم نلاحظ أي فعالية تذكر لجمع الامة على التحرير بل لاحظنا شروخا وفتنا طائفية وليدة تلك الثورة أسالك بالله من مكن الغزاة الامريكصهيوني في العراق والعبث بهذا البلد الذي تعتبره إيران موقع الحجج والأئمة وهذا ليس من الادعاء بل ذكره معظم زعماء إيران ولم ينكره أحد ولم يهتم الأيرانيون بوصول الشيعة الكرام الى قيادة هذا البلد بل سولت لكم انفسكم بأستغلال هؤلاء البسطاء من المؤمنين الذين كانوا يظنون ان الثوريون الإيرانيون أنبياء فساء ما ظنوا وتعلموا أن التطرف المذهبي كذبة أستخدمها الفرس لتقصيص أجنحة الأمة العربية في أطهر بقعة من رباط الخيل الذي يخشاه اليهود فعن أي تحرير تتكلم يا أستاذ صادق؟ وهل وجود لعقدة لليهود غير العراق العربي … وأنتم تريدون تحرير القدس عبر بوابة بغداد التي تكرهونها لانها من بناة المنصور من بني العباس ورديفة الأنبارــ الفلوجة حاضرة بني العباس وأبشرك أن ثورة العراق العربية قد لاح بالفق وقاب قوسين أو أدنى من أنتزاع حقنا العربي من مخالب وقحة لم تعرف طريق السلم وغادرة وفاسدة في معتقدها!!

  3. يقول Firas- Damascus:

    الحرب الكونية هي باشتراك وادارة وتمويل نظام الولي الفقيه الايراني لذبح وحرق وتدمير الشعب السوري الابي، لقد انكشفتم يا اتباع طهران وبانت عنصريتكم ضد العرب وطائفيتكم ضد السنة، ولن تخدعونا بترديدكم للاكاذيب، وانتم مع امريكا واسرائيل في خندق واحد ضد حرية وكرامة الشعب السوري بل وكل العرب

    منصورين برغم الحاقدين بعون الله الواحد الكريم

  4. يقول Almurabet:

    رد الى سيف ايران حررت لنا لبنان وقدمت السلاح للفسلطين ولاكن ممكن تخبرونا لماذا نتنياهو يقف الى جانبكم ولماذا يستقبلوكم في تاللابيب ولماذا يعالجوكم وماذا يقولون مجاهدينكم الاشاوس وهم مستلقين على الاسرة الاسرائيلية عندما زارهم قائدهم الاعلى نتنياهو يقولون له انتم اخواننا ولم تتصوروا كم نحبكم ونعم الجار انتم رحيمين وتحبون دائما فعل الخير للبشرية جمعآ ونعتقد ان الاية الكريمة التي نزلت فيكم بانكم اشد عداوة للمسلمين فذلك غير صحيح بعدما تبين لنا بانكم عكس الاية الكريمة , وتسمي نفسك سيف الدين .

  5. يقول سلمى:

    ههههه. ا

  6. يقول talal.holland:

    الجمهورية الاسلامية في إيران من نصرٍ إلى نصر. وايتام الجاهلية من المنافقين يستهزئون بانفسم جهلاً وصغراً دونما يشعرون. اتهام إيران بساعدة امريكا بغزو العراق. والكل يعلم ان الامريكان احتلوا العراق عن طريق الخليج وباموال الخليج. ويتهم اخر ايران بعدم اطلاق طلقة على اسرائيل وهم يعلمون بان الصوريخ التى اطلقها حزب الله كانت سورية وايرانية. كما الصوريخ التى اطلقتها حماس فجر ٥ كانت ايرانية.

  7. يقول سيف الدين:

    رد إلى مرابط

    هل إيران حررت لبنان أم دمرته ؟؟ منع إقتراب حذبو له من نهر الليطاني إنتصار ؟ كما تدعي لماذا لم تحرر إيران فلسطين من إسرائيل وهي تناصبها العداء منذ ثورة الخميني ؟ وهل جنوب لبنان أهم من فلسطين !!!!! فكر فقط قليلا …!!!

    أما الشق الثاني: أولاً نتنياهو ليس معنا ولو كان كذلك لأنتهى بشار من زمان .
    إسرائيل قصفت عدة مرات سورية دون أي رد من النظام الجبان الذي يقصف الأبرياء والمدنيين بالبراميل …رد النظام : سنرد في المكان والزمان المناسبين ..ونحن بالإنتظار …منذ 40 عاماً هنا السؤال : من مع من ؟

    . أما معالجة الجرحى : سأسألك وجواب إنت وضميرك: لو أنت مكان المصاب في المعركه لا سمح الله ونظامك يقصف المستشفيات الميدانيه ضارباً في عرض الحائط كل الأعراف الدوليه في الحرب وليس عندك مجال آخر هل تفضل أن تنزف حتى الموت أو تعالج عند عدوك ؟؟

  8. يقول محمد جواد قلي:

    إن الله مع الصابرين وسترتفع راية الاسلام والمؤمنين وليس المتأسلمين وإن غدا لناظره قريب وسيعلم الجهله وذوات البصيره المقفله الحقيقه بعد فوات الاوان والله سيرفع شأن المؤمنين

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية