أثار قول ساندي الحباشنة، المذيعة الأردنية في قناة «المملكة»، خلال تقديمها نشرة إخبارية، «جيش الاحتلال السوري» تداعيات كبيرة في بلادها لا تتناسب مع حجم المسألة، وخصوصا مع انكشاف وجود لوبي كبير، ضمن أوساط الدولة الأردنية، يؤيد النظام السوري بمبالغة لا يمكن إغفال معانيها عند قراءة المشهد الأردني.
أحد المؤيدين للنظام في سوريا ورئيسه بشار الأسد، النائب طارق خوري، اعتبر الأمر «خيانة»، وهو تعبير يفترض، في ظروف سياسية طبيعية، أن يثير التساؤل والردود المنطقية المناسبة من عموم الجمهور الأردني، فهو عضو في برلمان يمثل الأردنيين ويفترض بالتالي ألا يمالئ نظاما لا يكف مسؤولوه عن تهديد المملكة، ولا تتوقف سلطاته الأمنية عن الاستهانة بكرامة الأردنيين، كما فعلت حين اعتقل العشرات منهم حين دخلوا سوريا عندما فتحت الحدود.
تكاد بعض هذه المبالغات، كما فعل المحامي سميح خريس، الذي «بايع» الأسد «زعيما للأمة العربية» وليس «زعيما لسوريا فحسب»، (مقتديا في ذلك أحد نواب «مجلس الشعب السوري» الذي اقترح بدوره أن يكون الأسد زعيما للعالم) أن تدخل في بابي الكوميديا السوداء، من جهة، والنكاية العمياء، من جهة أخرى، فخريس يتجاهل قاصدا أن لبلده زعيما، ويذهب ليكسو رئيس بلد مجاور بعباءة بدوية يدعي أنها «هدية من الشعب الأردني»، مفترضا ربما أن هذا الكيد السياسي، للأردن ولملكه (من دون أن نذكر الكيد لملايين السوريين المكلومين) هو شكل من أشكال المعارضة!
رأى الوزير الأردني الأسبق والإعلامي محمد داوودية الأمر على أنه انقسام داخل الشعب الأردني بين تأييد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، مضيفا إليهم قسما من الشعب «متهما بالإقليمية والعمالة للأردن»، وفي هذا التوصيف الساخر محاولة لنقد حالة «النكاية السياسية» التي وصفناها، ودعوة للأردنيين إلى التوازن في علاقتهم بوطنهم، وتلميح إلى أن ولاء بعض الأردنيين لزعماء بلدان أخرى صار أقرب للعمالة منه للرأي السياسي المعارض.
يستحق توصيف داوودية للحالة بعض التفحص، لأنه يكشف عن صدع كبير في المجتمع السياسي الأردني، فالتعاطف مع اردوغان، الذي هو زعيم قومي إسلامي وصل إلى موقعه في الرئاسة عبر الانتخابات وضمن نظام علماني ديمقراطي، لا يعني فقط احترام شخصية سياسية بل يمكن أن يعني أيضا إيمانا سياسيا بالنظام الديمقراطي وأسسه التي تقوم على التنافس السياسي السلمي، أما الولاء للأسد و«مبايعته» زعيما للأمة ففيه ميل إلى نقض النظام السياسي الأردني وللعقد السياسي والاجتماعي القائم الذي حمى الأردن من العواصف الكبرى التي هبت في المنطقة.
ويكتسي بروز هذا الشعور نحو الأسد ضمن أوساط في النظام الأردني نفسه طابعا مقلقا لأنه قد يعكس قناعة بإمكان استخدام أساليب التعامل الوحشي مع الشعب الأردني نفسه.
«الإعجاب» بزعيم خاض حربا دموية ضد شعبه هو دعوة مبطنة لحرب أهليّة وإقرار بقناعة بالطغيان وأساليبه.
“«الإعجاب» بزعيم خاض حربا دموية ضد شعبه هو دعوة مبطنة لحرب أهليّة وإقرار بقناعة بالطغيان وأساليبه”
لا فض فوكَ سيدي… أحسن القول كاتب هذة الكلمات… محظوظين في الاردن اننا بلد يحكمنا الهاشميون الذين إن خطتهم الرحمة فلا معنى لها… هؤلاء ( الخوري والخريس ) يضغطون كثيراً على هامش الحرية الذي أعطي لهم غير أنهم مخطئون جداً جداً إذا ظنوا بأن صبر الاردنيون ليس لة حدود.
ليس بالامر مبالغة فالاردنيون انقسموا حتى بين الملك حسين و صدام حسين الذي قتل شعبه عدة ولكن الفرق بينه وبين الاسد ان اكثر ضحايا صدام هم من الشيعة والاكراد