قبل سنتين احتدم نقاش أقيمت الدنيا حوله وأُقعِدت، بشأن قضية مصيرية تتعلق بأصل الكسكس، هل هو جزائري أم مغربي؟! ودفع مسؤول جزائري سابق أنه تم الالتفاف على حقوق الجزائر التاريخية غير القابلة للتنازل أو التقادم عن الكسكس، وينبغي الدفاع عن هذا الحق بالغالي والنفيس، ضد من استحوذوا على الكسكس واستأثروا به.
وقبل شهور حذّر لفيف من جمعيات مغربية من تطاول الجزائر على شعر الملحون، وطالبت السلطات الرسمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل حد لهذا العدوان الخطير. وتجري معركة دبلوماسية حامية الوطيس عن «جنسية» الطريقة التيجانية الصوفية، هل هي جزائرية، لأن صاحبها من مواليد عين ماضي، بالجزائر، أم مغربية لأنه دفين فاس؟ ولو سئل الكسكس أو شعر الملحون عن «جنسيتهما» لقالا بلا حرج ولا عقدة، إنهما نتاج الإنسان ذاته في تفاعله مع الواقع، أبدع الثقافة ذاتها، ولم تكن حواجز تحدها. ويمكن للمرء أن يسمع في مقاهي الجزائر شعر سيدي قدور العلمي، دفين مكناس، من أغاني العنقا، ويسمع في دار المخزن، أشعار سيدي بومدين الغوث دفين تلمسان، وهي تُردَّد في المناسبات الدينية «تحيى بكم كل أرض تنزلون بها».. ولو بُعث سيدي أحمد التيجاني من مرقده، لقال إن الطريق إلى الله ليس مما ينبغي أن يتوزع حوله من يريدون وجهه.
الكسكس جزائري بقدر ما هو مغربي، وشعر الملحون مغربي بقدر ما هو جزائري، وقس على ذلك كثيرا من أوجه الحياة، لسبب بسيط، هو أن المغاربة والجزائريين شعب واحد في دولتين. وقد تجد من أوجه التشابه لشخص من تلمسان مع آخر من فاس، ما لا تجده مع مواطن له من سوق أهراس، ولشخص من فكيك في المغرب مع آخر من بوسمغون في الجزائر، ما ليس له مع آخر من أسفي في ضفاف الأطلسي.. يعرف العلماء، أي من لهم رؤية موضوعية للظواهر والأشياء، العناصر اللاحمة بين الشعبين، وتحملها الطبقات الشعبية في وجدانها بشكل عفوي وطبيعي، لكن هذه الحقائق الدامغة تتوارى بسبب جفاء اقتطع حياة جيل، وهو في طور أن يُكمل جيلين. جيلان من البلدين لا يعرفان بعضهما بعضا، وينظران إلى الآخر من خلال الأدوات الأيديولوجية، الموظفة هنا وهناك، إذ أضحى استعداء الآخر مسوغ وجود «الأنا». من الأمور الطريفة التي لا بأس أن نُذكّر بها أن أول وزير للقصور الملكية في مغرب الاستقلال هو محمد العمري المعروف بالفقيه المعمري، وهو من مواليد تاوريت نايت ميمون في منطقة القبائل في الجزائر، وكان مديرَ الكتابة الخاصة للسلطان سيدي محمد بن يوسف، إبان الحماية الفرنسية. ومن المثير مما أراني إياه من كان حاجبا في البلاط المرحوم إبراهيم فرج، نقش قبة العرش في الرباط، وهي القاعة التي تمثل أبهة السلطة، وفيها تتم التعيينات والخطب الرسمية، تحمل نقشا تلمسانيا، وأن المعمري هو من أتى بالمْعلمين من تلمسان.. وأول مدير للشؤون المخزنية من قعّد طقوس المخزن هو قدور بن غبريط، من تلمسان، وهو من رسم العلم المغربي وأشّر عليه المقيم العام ليوطي. ويمكن أن نقول الشيء ذاته عن الجزائريين، من هم من أصول مغربية وتبوأوا مناصب سامية، منهم أول رئيس للجزائر المستقلة، أحمد بن بيلا وتعود أصوله من سيدي رحال قرب مراكش، وتعود أصول المجاهد العربي بلمهيدي إلى منطقة سوس في المغرب… وممن هم من أصول جزائرية وتولوا قيادات حزبية في المغرب، علي يعتة زعيم الحزب الشيوعي المغربي، وتعود أصوله إلى منطقة القبائل أو زواوة، كما كانت تعرف قديما، وتعود أصول الزعيم الإسلامي الدكتور الخطيب إلى معسكر، وأحمد عصمان من تلمسان وكانت أسرته كرغلية أي من الأتراك، ممن صاهروا أهل البلد، ومؤرخ المملكة السابق عبد الوهاب بن منصور، ممن كان حافظا لذاكرتها، وهو من عين الحوت قرب تلمسان.
هناك حرب مشروعة وينبغي أن نخوضها معا ضد العدو المشترك، وهو التخلف، والفقر، والفوارق الطبقية والوضع الكارثي للصحة والتعليم
قد يُفهم الجفاء السياسي غداة الاستقلال لما يسميه المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورة بوطنية الدولة، ولكن أي مسوغ لهذا الجفاء الذي يأخذ شكلا صبيانيا حول أصل الكسكس، والحريرة والملحون وحلوى البريوات أو سامسا، كما تسمى في الجزائر (وقد حضرت لنقاش حول «جنسية» الحريرة في عشاء دبلوماسي كاد أن يتحول إلى مواجهة بين سفير الجزائر في الرباط، وسفيرة مغربية متجولة) في الوقت الذي ينحو فيه العالم نحو الوحدات الاقتصادية الكبرى، ويعرف في الوقت ذاته توجهات تتحلل عن المركز باسم خطابات الهوية وتتهددها في كيانها.
في الفرنسية مثل يقول، إنه حين تُبدّل الأفعى جلدها تصاب بالعمى.. فعسى أن يكون هذا العمى الذي ازدادت حدته، إن كان للعمى أن تزداد حدته، مؤشرا على تحول جلد المنظومة السياسية في البلدين. مرة قال لي مسؤول في المخابرات المغربية، وكنت حينها في دواليب المخزن، لا تتعب نفسك في المراهنة على دور المثقفين، فليس هنا وهناك مجتمع مدني ولا مثقفون لهم استقلالية، وليس هناك إلا نحن ـ الأجهزة – ونعرف بعضنا بعضا. أصِبت بالإحباط لأن واقع الحال كان يزكي طرح المسؤول الأمني المغربي، إذ لا صوت هنا وهناك يعلو على «الحقائق الجاهزة». لكنني تبينت في ما بعد دينامية الشعبين، التي تأبى التنميط وتُبقي على جذوة الذاكرة المشتركة رغم الطمس والتضليل، وتحافظ على شعلة الأمل المنشود في الوحدة. لم أفقد الأمل في تبصر القوى الحية في البلدين ممن يُذكّرون بالمشترك. والتاريخ ينبئنا أن الذين بصموه ليسوا ممن يسايرون الاتجاه العام، ولكن الذين وقفوا ضده ولو كلفهم ذلك غاليا.
في أوج الأزمة ما بين البلدين، قال المرحوم هواري بومدين، ينبغي أن لا نشتم المستقبل، وقال المرحوم الحسن الثاني بأن الصدام بين البلدين هو وصفة لحروب مئة سنة. هناك حرب مشروعة وينبغي أن نخوضها معا ضد العدو المشترك، وهو التخلف، والفقر، والفوارق الطبقية والوضع الكارثي للصحة والتعليم، حتى لا يُضطر أبناؤنا لركوب البحر ويصبحوا طعاما للحوت، أو يقفوا الساعات الطوال من أجل الفيزا، أو يُهانوا في بلاد المهجر ويُهزأ بقيمهم، وألا يجدوا في ما يصرفون فيه وقتهم سوى أن «يشدوا الحيط» في هذا التعبير المشترك بين البلدين الذي يعبر عن حقيقة مشتركة.
من أطرف ما قرأت وأنا أحبّر هذا المقال ما أقدم عليه فتى في ثمانينيات القرن الماضي من مدينة جرادة الحدودية في تثبيت الكسكاس (وهو الإناء الذي يُحضر فيه الكسكس) في الهوائية كي يلتقط التلفزيون الجزائري. نحن في حاجة إلى «الكسكاس» الذي من شأنه ربط البث بين الشعبين، أكثر من أن نذهب كل مذهب حول جنسية الكسكس، مما يبقينا في ما نحن فيه، ساحة يتوزعها الغرباء، من الشرق والغرب، ويؤلبون هذا ضد ذاك.
كاتب مغربي
ما الفرق بين الجزائر والمغرب؟ إلا الحدود السياسية ،المغربي و الجزائري إخوة لا فرق بينهما
هو جزاغربي لذيذ من صنع إخوة أشقاء يتقنون صنع المودة و الأخوة بينهم كما يتقنون تحضير الكسكس رغم كراهية و تحريض الأعداء.. خاوة خاوة جزائريون و مغاربة..
كانت دول الشمال الافريقى تتالف من مناطق جغرافية لا انفصال بينها
فقد عرفت توافد الوان من الحضارات القدئمة من الشرق واروبا الاغريق والرومان بشقيهم
والوندال ثم الاصل قبل تلك الحضارات الامازيغ فمهما قلنا فان التاريخ يثبت الاصل الشرقى لهم
وكونهم عاشوا فى بيئة لها خصوصياتها الجغرافية ويمتلكون اساسات الانتماء والتاثر بالشرق فقد تمكنوا من
تكوين طابع تقليدى لهم فهم اول لبس البرنوس واكل الكسكس ولبس العباءة وكلهما مميزات امتلكوها لانفسهم
@ عمر. الدولة المغربية عريقة في التاريخ و واذا قلت أن ليوطي هو من أسس المغرب الحديث فأنت لا تعرف أن المغرب قام بإصلاحات إدارية واقتصادية عديدة في القرن 19 و هذا هروب إلى الأمام من الاعتراف بأن الجزائر Algérie تسمية أطلقتها فرنسا منذ 1839 و العلم المغربي ساهم في اختياره مغربي من أصل جزائري تحت إشراف ملك المغرب. و المغرب ساند الأمير عبد القادر إلى أن أدى ذلك إلى هزيمته في معركة أيسلي سنة 1844. كما ساند المقاومة الجزائرية منذ 1954 إلى سنة الاستقلال. وفي المغرب استقرت أسرة كريم بلقاسم و أسرة محمد بوضياف وكثير من الجزائريين الذين تعرضوا للسجن في عهد الديكتاتور بومدين….و المهم انك تعترف بأن ليوطي جلب إلى الحركيين من جنود وتراجمة لمساعدته على احتلال المغرب الدولة العريقة في التاريخ وليست كيانا نشأ منذ اقل من 60 سنة.
على الكاتب التحقق من صحة مايكتب حول أصل الشهيد العربي بن مهيدي.
العربي بن مهيدي أحد شهداء الثورة الجزائرية، كان مناضلا وقائدا ولد في مدينة عين مليلة الواقعة في شرق الجزائر، في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي وهو الابن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 إنضم لصفوف الكشافة الإسلامية “فوج الرجاء” ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان.
العربي بن مهيدي جزائري حر وليس مغربي لتوضيح فهو من قبيلة اولاد دراج في المسيلة ومن مواليد ولاية ام البواقي شرق الجزائر
ليس هنالك عداوة بيننا وبين اشقائنا المغاربة بل نحن اخوة والسياسة لا تعنينا .
لا فرق بين المغرب والجزائر…ثقافة واحدة لغة واحدة عربية وامازيغية ودين واحد الاسلام….انما فرقتنا السياسة والاستعمار
القول بان اصول الامازيغ اصول شرقية هو ضرب من الخيال خاصة بعد ما توصل العلم الحديث الى كون اجدادي الامازيغ عاشوا في شمال افريقيا لأكثر من سبعين ألف سنة.. أي في العهد الحجري الأول وهذا ما تثبته الدراسات الاركيولوجية ..وامازيغ اليوم هم عنصر خليط من الافارقة والاسيويين والاوروبيين خاصة الونداليين والجرمان ثم العبرانيين ثم الروم ثم العرب ثم اللاتين…اللاتين هم العنصر البشري الذي حل على افريقيا في القرن التاسع عشر اما العبرانيين ففي القرن السادس قبل الميلاد والعرب في القرن السابع ميلادية
لا يسعني الا ان انضم الى الاخوة اللدين سبقوني وقالوا ان شعب الجزائر والشعب المغربي اخوة والدليل هو الكسكس وغيره من الاكل .نحن ننتمي الى نفس العرق ونفس الدين والحدود صناعة استعمارية تسعى الى تقسيم المقسم وتفتيت المجزء.لكن هيهات لن تكون هناك فتنة او ما شابهها