الانتصار في مواجهة انتفاضة شعبية وثورة مسألة معقدة ومتداخلة، من ينتصر على أرض محروقة ويهجر الملايين ويقتل مئات الالوف لم ينتصر بل ارتكب جرما تاريخيا ونفذ سياسة ابادة ضد شعب آمن. تحت كل الظروف لا يمكن تسمية اجتياح عسكري ضد شعب من المتظاهرين والمحتجين، كما كان الوضع في بدايات الثورة السورية طوال عام 2011 انتصارا. ولا يمكن ان نسمي الرفض لكل حل سياسي طرح التعامل مع مطالب الشعب السوري المشروعة انتصارا. لا يوجد انتصار عندما يتعلق الامر بقمع وتصفية مطالب شعب حيوي سعى لتحسين حياته ولنيل حريات ولأن يكون مصدر السلطات.
سيبقى هذا النوع من الفتك، اراد النظام أم لم يرد، يلاحقه كما ويلاحق كل نظام عربي يمارس لعبة الموت عبر استخدامه للجيش والأجهزة القمعية لمواجهة المتظاهرين السلميين المطالبين بحكومة اكثر مساءلة وبحقوق أصيلة وحريات. لا فرق بين الشعب الفرنسي والشعب السوري من حيث استخدام الشارع لطرح مطالب وحقوق، لكن الفارق في بين فرنسا وسوريا مرتبط باستخدام الجيش والمؤسسات الأمنية بصورة مفرطة في الشأن الداخلي لمنع تحقيق المطالب. فبينما لا تستطيع فرنسا قتل المتظاهرين، ولو فعلت ستقوم الدنيا ولن تقعد، تستطيع سوريا كما وغيرها من الدول العربية فعل ذلك بلا محاسبة. وبينما لا تستطيع فرنسا التورط بدماء المتظاهرين وعدم تلبية مطالبهم لأنها لو فعلت ذلك سينتهي الرئيس وتسقط الحكومة، تستطيع سوريا النظام قتل المتظاهرين وغير المتظاهرين بلا رادع سوى تدمير سوريا وحرقها.
سوريا ليست وحدها في العالم العربي، فهذا النمط من القمع والتصفيات واستدعاء الجيوش الأجنبية في الواقع العربي هو الطريق المتبقي أمام الكثير من النخب العربية. في بلادنا العربية ضمان الحكم هو القمع والكراهية، أما في الغرب فضمان الحكم مرتبط بالديمقراطية والانتخابات والحريات. لهذا السبب هاجر السوريون هربا من جحيم الحرب وجحيم سوريا لدول ديمقراطية تتميز بالمعاملة الكريمة للإنسان، ولهذا بالتحديد ذهبت أعداد ضخمة من السوريين لتركيا ثم لأوروبا ولبقية دول الغرب.
الشعب السوري سيبحث عن طرق جديدة ومختلفة لتحقيق مطالبه في التغير والحريات والحقوق والمبادئ الدستورية، فهو لن يتوقف عن تأكيد طموحه بحياة كريمة خالية من القمع والفساد والديكتاتورية. لم تعد الطريقة القديمة التي اتبعها النظام قبل الثورة قابلة للاستمرار
ليس غريبا أن يسمي العرب الهزيمة انتصارا، فقد حصل هذا في حرب 1967، اذ سميت تلك الهزيمة نكسة، وقد عودتنا الأنظمة العربية على اعتبار بقاء الرئيس في سدة الحكم، مهما كان الثمن، انتصارا. ويمكن القول بأن الرئيس البشير في السودان منتصر حتى الآن لأنه استمر في الحكم بينما يتساقط المتظاهر وراء الآخر. لكن أي سودان تلك التي تتراجع فيها المؤشرات التعليمية والاقتصادية والتي يلاحق قائدها بقضايا انتهاك حقوق الإنسان؟ ويمكن القول بأن الرئيس السيسي انتصر، لكن اي انتصار هو ذلك الذي تضمن سجن كل المصريين الذي نافسوه في الانتخابات الاخيرة، وكيف يمكن لانتصار أن يتضمن سحق تيارات سياسية تتضامن معها قطاعات واسعة من المجتمع. كم هو محرج حال الزعامة العربية أمام الرأي العام المحلي والعربي والاسلامي والعالمي. لا يمكن ان يكون إرهاب الدولة انتصارا!
لن تنجح سوريا المرحلة القادمة باعادة خلق وبناء سوريا التي ثار الناس عليها، بل لو عاد النظام لأسلوب التصفيات، وللأسلوب الامني ولقوانين الطوارئ ستعود الناس لحراكها وموقفها وتحديها. ولو استمر النظام بمنع بناء المؤسسات الحية التي توازن بعضها البعض، وبالإصرار على تغييب حقوق المعارض وحقوق للناقد سيجد نفسه في مأزق مستمر. لن يكون هناك إنتصار في ظل غياب المقدرة على بناء مساحة لكل الناس والمواطنين. بل ستسلب ارادة سوريا التي ستقع في فخ سيطرة الخارج على الداخل وتفكك الاقلية الحاكمة واستمرار تحرك الناس اينما كانوا في سوريا وخارجها ضد النظام.
لكن هناك انتصارا من نمط آخر، إنه انتصار إرادة الشعب. إن الانتصار الحقيقي يمكن قياسه لو نجح النظام الراهن في سوريا بالتعلم من تجاربه، ونجح في دعوة المعارضة او المعارضات لحوار عميق وصادق، ولو نجح في تطوير معادلة دستورية وقام ببناء دولة المواطن ودولة الحقوق والحريات بما يؤدي لانسحاب الرئيس من الحياة السياسية لقاء ضمانات وحلول. أن تتطور سوريا نحو التحول الديمقراطي والحقوقي وان تنجح في ادامة تداول على سلطة يعكس مطالب المجتمع هو الإنتصار الحقيقي. لقد رأينا هذا النمط من الإنتصار في عدة دول في أمريكا اللاتينية، بل حتى الديكتاتور القوي بينوشيه إنسحب من الحياة السياسية والرئاسة لقاء تحول ديمقراطي وضمانات. إن انتصار جيوش مدججة بالسلاح ضد المواطنين العزل هو الهزيمة بحد ذاتها، بل إنه المدخل لتدمير الدولة والشرعية والمدخل لجولات اخرى.
إن إنتصار الجيش في معركة أو سلسلة معارك ضد شعب ضعيف في ظل وضع عربي مفكك سيزيد من الشعب تجربة وسيفرز نخبا جديدة هي نتاج للآلام. بل الأدق والأهم أن تجربة الشعب السوري مع ثورته من 2011 حتى اليوم قد صاغت وعيه ومعارفه. هذه التجارب والتضحيات الأليمة ستكون أساسية للمستقبل. يمكن القول بأن كل ثورة هي مقدمة للتغير ومقدمة لثورة أخرى، خاصة في ظل غياب التعامل الجاد مع الأسباب التي ادت بالأساس للثورة. الشعب السوري سيبحث عن طرق جديدة ومختلفة لتحقيق مطالبه في التغير والحريات والحقوق والمبادئ الدستورية، فهو لن يتوقف عن تأكيد طموحه بحياة كريمة خالية من القمع والفساد والديكتاتورية. لم تعد الطريقة القديمة التي اتبعها النظام قبل الثورة قابلة للاستمرار.
استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
… الحقيقه أن النظام السوري غير موجود حقيقةً…. أِنه نظام افتراضي , الجميع ينظُر اليه بازدراء وروسيا تطلب ثمناً لرفع الدعم عنه
والكل زاهد في دفع اي ثمن مقابله . سوريا كدوله انتهت وهي تنتظر اعلانها … دواه فاشله
great article. thank you
أستاذ شفيق الغبرا لا فض فوك
ان الشعب السوري البطل اعطى مثالا رائعا في ثورته المجيدة وكان من ايجابياتها انها عرت، عدا عن نظام المجرم ابن المجرم بشار الكيماوي بائع سورية الذي يدعي الممانعة والصمود..، عرت الأنظمة العربية الفاشية الخائنة لمطالب شعوبها والتي ترتعد من الثورات وتخاف على حكمها كما عرت الغرب المرائي الميكيافيلي الذي لايرى سوى مصالحه ومصالح الكيان العنصري المحتل في فلسطين. والشعب السوري لن يكل ولن يمل حتى ينتصر على النظام المجرم وكل الدخيلين على الأرض السورية
الذي انتصر نتنياهو فقط فكل حبوب العالم يعود لمطحنة المال 0 روتشيلد وروكفلر 0 وثروات الدنيا التي تمتلكها العائلتين فليس من حارس اوفى من النظام في حماية الجولان اظهروا له ثورة ودعموها وعند وصولها عادوا لحمايته لتجديد نشاطه وولائه والضحية للمسلمين وعند تأكدهم من سقوطه ادخلوا بوتن المرتزق لحمايته بعد تعهد نتنياهو بالتكلفةوهكذا بكل اقطار الربيع العربي خلقوا ثورات ودعموها ودعموا النظام لتجديد الولاء والوفاء والضحية الاسلام والمسلمين عدى عن تصريفهم لمخزون مصانعهم الحربي وكسب المليارات بالمقابل فصيد 10 عصافير بحجر واحد صنعتهم منذ الازل والسلام على من اتبع الهدى 0
النظام السورى لم ينتصر على أى شىء…….بل يحتضر هو و الانظمة المماثلة له …….
الامم المتقدمة و الدول المحترمة في العالم استحقت مكانتها بارادة شعوبها و كفاءة مواردها البشرية. اما الدول المحكومة بافراد او غالبا باقليات فمحكومة بالفشل حتى لو كان الفرد الحاكم او الاقلية صالحة عادلة لان اي نجاح مربوط بهذا الفرد او الاقلية فان ذهبت ذهبوا.
تقدم الامم يكون بارادتها الحرة و قدراتها الذاتية و لمصلحتها التي تقدرها .. و قد رأينا كيف نهضت اوروبا و اليابان و كوريا بعد حروب مدمرة بسواعد ابناءها و كيف انهار ت مشاريع عبدالناصر بوفاته و انهار ما تم بناءه تحت حكم البعث في العراق بانتهاء وجوده و السبب هو بناء المصانع و المنشأت قبل بناء الانسان.
التعليم هو اهم مصنع للقوى البشرية. و الاهم هو نوعية التعليم الذي ينمي الفكر و القيم و الهمم و ليس التلقين و هذا يحتاج الى بيئة حرة و اولوية مطلقة
في الحقيقة أين هو النظام السوري مند التدخل الروسي ؟ و من هو الحاكم الفعلي لسوريا؟ ألم يكن بوتيــــــــن و قاسم سليماني؟ و من ردع الثورة الشعبية ؟ أليست تجارب الترسانة الحربية علي أرض ربوع الشام؟
أنتصر الشعب السوري و انتصرت الثورة ، انتصر الأطفال و النساء و العجزة ، هؤلاء الدين استطاعوا الوقف مدة أربع سنوات أو يزيدون في وجه ألس400 ، و أس 300 ، و الأبانشي، و البراميل الكيمياوية ،….
انتصر الشعب السوري و ثورته الخالدة لأن كل العرب خدلوه ، أهانوه ، باعوه بثمن بخس لأنهم أنظمتنا المستعربة عدوة للحريات ، عدوة للنور ، عدوة للحياة ، عدوة للكرامة ، عدوة للبشرية… لأن أنظمتنا المستعربة ليست منا و إنما زرعت بيننا لتضمن اليمنة الصهيونية و الماسونية العالمية… لأن أنظمتنا المستعربة جزء من البلاء الدي ابتلينا به في وجداننا ، في حسنا ، في وجودنا….
انتصر الشعب السوري و انتصرت ثورته لأن قلوب كل أحرار العالم مع الشعب المضطهد ، مع الشعب المشرد، مع الشعب المدبوح، مع الشعب الدي أراد الحياة… و أن الحياة مكتوبة لهدا الشعب …و أن الحرية و الكرامة مكتوبين لهدا الشعب الثائر الصبور، الشجاع ، المقدام…
هوبالاساس لا يوجد منتصر في الحروب وخاصة الطويلة لان الحرب في الجانبين الرابح والخاسر تولد بعدها اناس محطمين نفسيا ويتحولون الى مجرمين لابسط سبب ,وعلينا ان نتخيل نتائج حرب تكون بين الشعب والحكومة
من كان يدري ان القطر السوري به نفط وغاز ونه منتج لهما ؟؟؟؟؟؟؟؟ قبل الفتنة واقول فتنة لانها صنع صهيون فالانظمة لا يهمها فناء المسلمين جميعا لتبقى بالسلطة والنهب ودارت الدائرة على السودان واشبعوا بالقول سلمية لتشبع كل انواع الاسلحة من لحومكم ودمائكم واطفالكم ونساؤكم اتحسبون ان حكامكم بشر بل هم اكلوا لحوم البشر والسلام على من اتبع الهدى0 اللهم اني قد بلغت
وهل كانت هناك حقا ثورة ؟ الثورة أجهضت في عامها الأول عندما كانت سلمية , بعد عام 01 لم تعد هناك ثورة بل تقاتل وتطاحن على الأرض ومن هو الفريق الأشد إيمانا من غيره والمستعد لتطبيق حكم الله بحذافيره.
ثمار الثورة الشعبية الحقيقية هي الحرية بكل أشكالها , هل كانت بوادر ثمار ” الثورة السورية ” حرية ؟ بالطبع لا, لم تكن سوى القتل والدمار. الأفضل أنها فشلت وعلى الشعب إعادة الكرة في مستقبل مجهول أفضل لهم من أن يحكموا بنظام عتيق وقاس.