رغم انطلاقة مسابقة الدوري الإنكليزي الممتاز قبل أسبوعين، لا تزال الشكوك تحوم حول مستقبل كريستيانو رونالدو مع المان يونايتد الذي خسر أولى مباراتيه أمام برايتون وبرينتفورد، مما عقد من وضعية النجم البرتغالي الذي غاب عن تحضيرات بداية الموسم، ويصر على مغادرة الفريق قبل انتهاء فترة الانتقالات الصيفية، في سيناريو مشابه لما فعله العام الماضي مع اليوفي، عندما أصر على المغادرة، فكان له ذلك بعد أن احتضنه فريقه السابق المان يونايتد الذي يرفض تسريحه لأنه لم ينتدب بديلا له، في حين لم تقدر الأندية المهتمة بخدماته على تحمل تكاليف انتقاله وراتبه السنوي المرتفع جدا، وربما شخصيته والكاريزما التي يتمتع بها تخيف بدورها المدربين والمسيرين، دون إغفال تقدمه في السن الذي ينذر بنهاية تعيسة لأحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم العالمية.
مدير أعمال رونالدو، خورخي مينديز، يستعمل استراتيجية الموسم الماضي نفسها مع اليوفي عندما نجح في فك ارتباطه مع الفريق الإيطالي دون أضرار، حيث يصر على رحيل موكله، دون تقديم تعويضات، ولا حتى تخفيض راتبه المقدر بـ 500 ألف يورو أسبوعيا، بينما يلتزم رونالدو الصمت والصبر أمام الضغوطات الجماهيرية والإعلامية الكبيرة، وتداعيات البداية السيئة للفريق هذا الموسم، وكذلك غياب عروض جادة من نواد أبدت اهتمامها باللاعب قبل أن تتراجع لأسباب فنية وأخرى مادية على غرار البايرن والإنتر والميلان وروما ، وحتى تشلسي وأتليتيكو مدريد، وبدرجة أقل باريس سان جيرمان، لكن مدربي هذه الفرق كانت لهم الكلمة الأخيرة في تغليب فكرة استقدام لاعب ليس ككل اللاعبين من كل الجوانب، يمكن أن يكون له مفعول سلبي على أي تشكيلة.
إدارة المان يونايتد وقعت في مأزق كبير بين لاعب يرفض الاستمرار، وأندية أوروبية ترفض انتدابه ، ومدرب جديد لا يمكنه إعادة بناء مشروع لعب حول لاعب رحل ذهنيا ونفسيا وبقي جسده فقط، وكذا بداية صعبة لموسم قد يكون من أسوأ مواسم الفريق إذا استمرت ضبابية المشهد وغموض المستقبل، خاصة مع رغبة المسؤولين في بيع النادي بمبلغ لا يقل عن ستة مليارات يورو، وهي كلها عوامل تعقد من مأمورية كل الأطراف، وتزيد من الضغوطات عليها في مشهد إعلامي محلي وبريطاني وأوروبي يغذي الشكوك قبل عشرة أيام من انتهاء فترة التحويلات الصيفية التي لم تكن موفقة للمان يونايتد بسبب إخفاقه في انتداب لاعبين جدد في مستوى تطلعات جماهيره، مما جعله يتمسك برونالدو مهما كانت الظروف.
بعض الملاحظين في بريطانيا يتوقعون نهاية مأسوية لرونالدو، سواء بقي أو رحل، خاصة مع تقدمه في السن، حيث سيغيب عن دوري الأبطال ويصعب عليه المنافسة على الألقاب المحلية، في حين يصعب تأقلمه في فريق آخر كبير بعقلية نهاية مشوار يصعب تسييرها والتحكم فيها من طرف المسيرين والمدربين، ويصعب التعامل معها من قبل زملائه اللاعبين، وحتى من طرف جماهير تريده أن يكون دائما قائدا هدّافا وصانعا للفارق ، علما أن كل نجم في عالم الكرة وإن طالت نجوميته، تنتظره هزيمة وسقوط في زاوية من زوايا الحياة، بدأت بوادرها تلوح في أفق مشوار كروي أكثر من رائع ، كان فيه رونالدو الهداف التاريخي لكرة القدم العالمية، لن يكتمل نجاحه إلا بنهاية جميلة تكلل بالتتويج بكأس العالم مع منتخب بلاده البرتغال في شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
إعلامي جزائري
مضحك جدا لو تعتقد أن رونالدو ليس لديه ما يقدمه لناديه والدليل كان انه كان أكثر من أحرز اهداف لناديه في الموسم السابق بالرغم من تذبب مستوي مانشيستر يونايتد طوال الموسم
رونالدو مختلف تماما عن الآخرين ،
رونالدو كان عليه ان يعتزل في أوج قوته ومجده مثل زيدان مثلا..مش يتشرشح هيك..هذا الغباء بدأ منذ تركه الريال ويستمر مسلسل الغباء والانحدار
*لاعب كرة القدم الذكي (يتقاعد) من تلقاء نفسه عندما يصل سن ال (35)..
صدقت السي حفيظ ولكن ما عسانا نقول هذه هي سنة الله في خلقه ولكل بداية نهاية. رونالدو قدم مستويات كبيرة في كرة القدم ولكن طبيعة الانسان الاوربي والشخص المالي والمناصر الاناني رسمت وستعجل لرونالدو بنهاية مشوار درماتيكي.
اعتقد اللياقة البدنية المميزة لرونالدو تأهله للعب حتى فوق سن الاربعين على غرار ابراهيموفيتش. تبقى مسئلة الانتداب قد تشكل عائقا سيما قواعد اللعب المالي النظيف تعقد مسئلة انتقال رونالدو الى اندية تضع باولوياتها التعاقد مع نجوم جدد. ولكن المنطق سيفرض نفسه بالتالي وسينتقل لناد جيد ولو بعد حين.
كان عليه وفق كافة الظروف المحيطة به هذا الموسم ان يقنع نفسه بالاستمرار مع ناديه الحالي و ناديه الذي انطلقت منه نجوميته و يستقر ذهنيا و نفسياً معه و يكون خير معين له و لمدربه الجديد الذي يمتلك عقلية احترافية عالية، و بإمكان رونالدو بما يمتلكه من شخصية قيادية و احترافية و تنافسية ان يعين الفريق و المدرب و اللاعبين الشباب لإنتاج تركيبة منافسة على البطولات و يبني مشروع ناجح و احترافي
لكنه للأسف ابى الا ان يقدم مصلحته لانه لاعب تنافسي فردي درجة المرض، و مهووس بتحطيم أرقامه الشخصية و الفردية و يريد أن لا ينقطع عن بطولته المفضلة التشامبيونز مشاركة و أهدافا و هو نجمها الاول و لم ينقطع عنها مذ شارك فيها اول مرة!. لكن للظروف أحكام و كان عليه أن يوازن بين المصالح و الأضرار و أن يقدم درء الضرر على جلب المصلحة لهذا الموسم على الاقل و خاصة انه موسم كأس عالم و منتخب بلاده وهو نفسه بحاجة ماسة لكامل تركيزه و لياقته.
لكنه للأسف برأيي لم يتعامل كما يجب العبور بهذا الموسم سالماً و أن ينحني مؤقتاً للعاصفة
الا اذا حصل في اللحظة الاخيرة على اعارة لنادي اخر مشارك في التشامبيونز لهذا الموسم على الاقل.
لا أعتقد ذلك، فثقافة العمل و الجد التي يمتلكها هذا اللاعب و التي مكنته هذه المكانة ستجعله يشرف نفسه مرة أخرى.. أنا واثق أنه مزال في عطاء على الأقل لسنتين.