هل انتهى ليونيل ميسي؟

قد يبدو السؤال غريبا، بل مستفزا لعشاق الأسطورة الأرجنتينية، وربما صادما وسابقا لأوانه، خاصة وأن الأمر يتعلق بأفضل لاعب في العالم للمرة السادسة منذ أيام، لاعب لا يزال يتمتع بكامل مهاراته وقدراته الفنية والبدنية رغم بداية موسم متعثرة بسبب إصاباته المتكررة التي جعلته يخوض بضعة دقائق فقط مع فريقه من أصل ست مباريات خاضها في الدوري، بسبب شد في ربطة الساق، ثم اصابة ثانية على مستوى العضلة أمام غرناطة بعد ثمانية أيام من عودته من اصابة طويلة، وبعدها اصابة مختلفة في الساق اليمنى في مواجهة فياريال، فكان الأمر مثيرا وسابقة تحدث مع بداية الموسم لنجم ليس ككل النجوم، لم يتعرض لإصابات كثيرة في مشواره رغم كل التعنيف و التدخلات الخطيرة التي يتعرض لها كل أسبوع.
قد تكون هذه الإصابات المتكررة عادية وطبيعية، لها ما يبررها بسبب الارهاق اثر مشاركة اللاعب في كوبا أميريكا بالبرازيل وغيابه عن تحضيرات فريقه في بداية الموسم في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد يكون الأمر نفسيا وذهنيا نتيجة الملل الذي يعاني منه أي لاعب في فترة من فترات مشواره الكروي، ونتيجة الضغوطات الجماهيرية والاعلامية المتزايدة على لاعب مطالب بأن يبدع كل مباراة. وقد تكون بداية متاعب صحية وبدنية، خاصة عندما تتكرر في ظرف وجيز، ما يقودنا الى طرح التساؤلات وعلامات الاستفهام حول وضع اللاعب ومصيره، خاصة عندما نتذكر بداية نهاية البرازيلي رونالدو مع الانتر الإيطالي بسبب نفس الضغوطات والمتاعب العضلية وتكرار مسلسل الاصابات في أخر ايامه قبل الاعتزال في سن يقارب سن ميسي اليوم.
الأكيد أن ميسي كان ولا يزال لاعبا فريدا من نوعه على مدى خمسة عشر عاما في المستوى العالي، لكنه انسان قبل أن يكون لاعبا، قد يمر بفترة فراغ ويتراجع مستواه الفني لفترة معينة، لكن أن يتحول الى لاعب هش بدنيا، عرضة للإصابات والتشنجات العضلية المتكررة في بداية الموسم، فهذا الذي يثير الاستغراب والتساؤلات ويفتح الباب أمام مختلف التأويلات التي ذهب بعضها للحديث عن بداية النهاية لجسد تحمل أكثر من طاقته على مدى خمسة عشر عاما من اللعب والجهد، بمجموع 850 مباراة مع ناديه، بمعدل 55 مباراة كل موسم، بدون احتساب مبارياته التي فاقت المئة مع منتخب بلاده وتنقلاته الأسبوعية برا وجوا لمختلف المدن والبلدان التي يخوض فيها المباريات المحلية والأوروبية.
في انتظار التحاليل والكشوفات الطبية التي يجريها ميسي، تبقى كل الاحتمالات واردة لتفسير الذي يحدث للنجم الارجنتيني الذي صار منذ بداية الموسم أسير الإصابات والمتاعب العضلية والكلام الكثير في وسائل الاعلام، لكن إدارة النادي تفضل الحديث عن أمور بدنية وصحية تعود الى غيابه عن تحضيرات بداية الموسم، وليست متاعب نفسية وذهنية أو حتى شخصية، خاصة وأن الرجل معروف عنه استقراره العائلي وتوازن حياته التي تبدو سعيدة داخل الميادين وخارجها، بعيدا عن كل الضجيج الذي يميز الكثير من نجوم الكرة العالمية.
تحليلات وتوقعات الفنيين تختلف عن باقي الاجتهادات، وتتوقع استعادة ميسي كامل قدراته البدنية بعد ثلاثة أسابيع، لكن في انتظار ذلك فان نتائج البارسا تأثرت لغياب ميسي في بداية الموسم، حيث ضيع ثماني نقاط في سبعة أسابيع من عمر الدوري الاسباني، ما زاد من الضغط على الرجل والنادي على حد سواء، وسيزيد من الضغط كلما طال الغياب أو تكررت الإصابات والمتاعب الصحية، لأن الأمر لا يتعلق بمجرد لاعب ولا يتعلق بمجرد ناد عادي، بل هو المطالب بأن يكون في المستوى دوما، لدرجة بدأت التساؤلات تدور حول مصير البارسا بعد ميسي، بل مصير الكرة بعد توقف النجم الأرجنتيني عن مداعبة الكرة، خاصة بعدما تعلق به العشاق في كل مكان واستمتعوا بها لسنوات لم يفكروا يوما بأنها ستغيب.
ندرك جيدا بأن مشوار ميسي سيتوقف يوما ما، لكن لا أحد يريده أن ينتهي بهذا الشكل المفاجئ والسريع على الأقل قبل أن يتوج مع الأرجنتين بكأس العالم وكوبا أميريكا، بعدما توج بكل البطولات مع البارسا، وتوج بكل الألقاب الفردية قاريا وعالميا. البارسا من دون ميسي بعد سبع جولات من بطولة الليغا جعل غرناطة أفضل منه في الترتيب العام، والكرة العالمية من دون ميسي ستجعلها مثل الطعام من دون ملح الى أن يكتشف العالم جوهرة أخرى تبدع وتمتع لتخطف القلوب والعقول مجددا.

إعلامي جزائري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي الجزائري:

    آه يا حفيظ يا دراجي .. ميسي مازال سيلعب على الأقل خمس سنوات في المستوى العالي جدا .. ثم خمس سنوات أخريات بالصين أو الإمارات إن أمكن .. الأيام بيننا إن بقي في العمر بقية ..

  2. يقول سليم الأنصاري:

    رونالدو البرازيلي أصيب في الإنتر وغاب عن الميادين، لكنه عاد بقوة مع البرازيل وفاز معها بكأس العالم…رونالدو البرازيلي انتهى وقت مجده نهاية طبيعية (كالوفاة الطبيعية) خاصة بعد أن أهمل نفسه، وترك جسمه عرضة للوزن الزائد، وذلك عكس رونالدو البرتغالي.
    أظن أن ظهور ميسي و رونالدو يلغي كل ماقبلهما، وباعتزالهما سيوقعان على نهاية التاريخ في كرة القدم، إسوة بنظرية نهاية التاريخ لفوكوياما، على الأقل لمعاصري هذين اللاعبين.
    لأنه ليس من المعقول أن يأتي في المستقبل لاعب يفوق بمهارته ميسي مثلا، وأن يقدم أكثر مما قدمه، لأننا بذلك سنكون أمام لاعب يسجل في كل الظروف، ويراوغ الفريق الخصم بأكمله لوحده في كل مباراة، وهذا كفيل بإعلان وفاة كرة القدم.

  3. يقول راي حر:

    هناك لاعبون يصيبهم الغرور بعد فترة نجاح، فيقل عندهم الانضباط داخل وخارج رقعة الميدان، فيتراجع مستواهم (مثال روماريو مع البرصا ومارادونا)، وهناك من يحدث عندهم العكس، يكونون منضبطين ومواظبين، لكن الكرة تبدأ تجافيهم، فيبدؤون في البحث عن مبررات لتراجع مستواهم، فيخلقون الحدث خارج الميدان أكثر منها داخله.(مثال رونالدينيو)، وهذا مشكل معرض له كل من عرف الشهرة, ووقع تحت الأضواء, حتى في مجالات أخرى غير كرة القدم.

    1. يقول محمد سمور:

      مارادونا لم يتراجع مستواه طيله سنوات لعبه لأكثر من 17عام لكن مارادونا كان كثير المشاكل وكان يتناول المخدرات منذ كان عمره 22 سنه ولم يكن منتظم بالتدريب يعني لاعب مزاجي ومع ذلك غير قوانيين كره القدم وجاء بمهارات وفنيات لن تتكرر في تاريخ الكره

  4. يقول بوحفص:

    أين بيليه. أين مارادونا.أين رونالدو. أين زيدان. أين وأين…….استمتع وأمتعنا البرغوث لكن لكل بداية نهاية هذه هي الحياة.

إشترك في قائمتنا البريدية