هل انتهى مسلسل مبابي وريال مدريد؟

أخيراً، وبعد سنوات مضنية، باتت جماهير ريال مدريد قريبة جداً من تحقيق حلمها برؤية النجم الفرنسي كيليان مبابي يمثل الفريق في “سانتياغو بيرنابيو”، بعدما أخبر ناديه الحالي باريس سان جيرمان بأنه سيرحل في نهاية الموسم الجاري.
لكن جمهور الريال، لن يتأكد 100٪ من انتقال هداف كأس العالم الأخيرة، الى مدريد، الا بعد الاعلان الرسمي عن الصفقة واشهار تواقيع الاتفاق بين الطرفين، خصوصا أن ضم النجم الفرنسي في السنوات الاخيرة كان مثل السراب، تراه ولا تلمسه، حيث سبق أن دخل مبابي والنادي الملكي، في مفاوضات سابقة في العامين 2019 و2021، وحتى في 2022 حاول رئيس الريال فلورنتينو بيريز التعاقد معه، لكنّ مسعاه جوبه بالرفض. وفي صيف 2022، تم الإعلان عن أن مبابي وافق على الانتقال الى الريال من العديد من وسائل الإعلام، قبل أن يمدد لعامين مع نادي العاصمة الفرنسية. وفي 2023، تم الإعلان أيضا عن أن الصفقة حسمت، حيث زعم جزء من وسائل الإعلام الفرنسية عن رغبة مبابي في الانضمام فورا إلى النادي المدريدي. ورد عليها الأخير بـ”أكاذيب!”، بأحرف بارزة على “تويتر”. لكن رغم كل التردد في الموافقة على الانتقال الى الريال، حيث يتباهى الانصار بانه النادي الذي وجد ليلعب فيه أبرز نجوم العالم، ورغم محاولات الحفاظ على كبرياء و”بريستيج” النادي، باطلاق وسم “ماذا لو جاء معتذراً”، على اعتبار ان مبابي سيندم على عدم قبوله الانتقال في أكثر من فرصة، لكن الواقع عكس ما تعيشه جماهير الريال، حيث ان الرغبة الجامحة من ادارة بيريز بضم اللاعب قادت الى ملاحقته ومحاولة اغرائه والتحايل عليه وعلى مستشاريه، المتمثلين بوالدته السيدة الجزائرية الاصل فايزة لعمري، التي تدير أعمال ابنها، وتتفاوض باسمه.
وفي حين أن الصحافة المدريدية، تدرك أن أصابع النادي احترقت أكثر من مرة من السعي المفرط لضم النجم الفرنسي، فانها حاولت في الأيام الاخيرة بث روح عدم المبالاة في انجاح الصفقة، على اعتبار ان هناك خطة “ب” بديلة، في حال فشلت صفقة ضم مبابي. لكن مبابي (25 عاماً)، مدّد عقده في 2022 حتى 2024 لكنه رفض الصيف الماضي تفعيل بند يسمح له بالبقاء عاما آخر في “بارك دي برانس”، من نوعية مختلفة من النجوم، فهو سجل 243 هدفا وصنع 93 في 290 مباراة مع سان جيرمان، مساهما في احرازه بطولة الدوري الفرنسي 5 مرات، وفكرة انتقاله الى الريال ليشكل خطاً هجومياً ضاربا الى جانب فينيسيوس جونيور ورودريغو وخلفهم المتألق جود بيلينغهام، ستسيل لعاب الانصار وتلهب مخيلة المتابعين، وتعيد هيبة النادي الملكي، وتعزز ريادته في ظل تخبط غريمه المحلي برشلونة، والثراء الفاحش لأندية البريميرليغ الانكليزية.
لكن الأمر لم يحسم بعد، وما زالت هذه الخطوات الاولى في سبيل تحقيق الهدف المضني، حيث كشف مصدر أنه “لا يزال يتعيّن الاتفاق على شروط الرحيل من باريس بشكل كامل”، وسيعلن النادي ومبابي عن الأمر بشكل رسمي “عند الانتهاء من كل شيء في الأشهر المقبلة”. خصوصاً أنه سيغادر، سان جيرمان، كلاعب حرّ، إذ اّن الطرفين تفاوضا الصيف الماضي حول اتفاق يقضي بتنازل اللاعب عن جزء من مكافآته المذكورة في عقده وتصل قيمتها إلى “عشرات” ملايين الدولارات، وهو يتطلع ان يتم تعويضها بانتقاله الى الريال، علماً أن الاخير سيعرض راتباً أقل بكثير مما يتقاضاه في باريس، وقد يبلغ صافي راتبه 30 مليوناً، لكنه سيحصل على نحو 100 مليون يورو مكافأة التوقيع على عقد الانتقال الى الريال، وهي النقاط التي يسعى مستشارو مبابي الى الاتفاق عليها الآن مع ادارة الريال.
هل ممكن أن تحدث مفاجأة؟ كل شيء وارد. فالحافز الرئيسي في رحيل مبابي عن سان جيرمان ليس البحث عن الثروة ومداخيل أكثر، والا لوافق على الانتقال الى الدوري السعودي الصيف الماضي عندما عرض عليه 300 مليون يورو للانتقال الى الهلال، ومع ذلك فان نسبة نجاح انتقاله الى الريال قد تفوق 90 ٪، لكن تبقى نسبة 10٪ التي قد تحدث خلالها مفاجآت ويدخل على خط المفاوضات ما يغري النجم الفرنسي أكثر من اللعب لفريق أحلامه في طفولته. فالاغراء يتمثل الأن بقدرة الريال على الفوز بدوري الأبطال، وبالتالي المساهمة في فوز مبابي بالجوائز الفردية، ومنها “الكرة الذهبية”، لكن اغراءات أخرى قد تثير اهتمام مبابي، وهي الندية والمنافسة، والتي قد يجدها في أحد الأندية الانكليزية حيث الدوري الأقوى في العالم، المليء بالنجوم من اللاعبين والمدربين، ما يشكل له المنافسة المطلوبة لتحدي قدراته، أبرزها ليفربول الذي قد يبحث عن بديل لنجمه محمد صلاح المتوقع رحيله الى الدوري السعودي، وأيضا أرسنال الذي انتشرت في اليومين الأخيرين اشاعة رغبته في ضم مبابي الى جانب تشلسي والسيتي ومانشستر يونايتد.
لكن في حين أن كل التركيز منصب على مسلسل مبابي والريال فان سان جيرمان، سيبني نموذجاً جديداً يستند على المواهب الصاعدة، حيث كان صاحب أصغر معدل أعمار في دور الـ16 من المسابقة القارية، ليبدأ الحقبة الجديدة بتوفير ثروة هائلة مما كان يتكبده على رواتب مبابي وميسي ونيمار.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية