هل انتهي عهد شارون؟
هل انتهي عهد شارون؟ منذ يوم الأربعاء الماضي الموافق4/1/2006 عندما دخل أرئيل شارون مستشفي هداسا علي عجل بعد تعرضه لجلطة دماغية حادة أخضعته لعملية جراحية لمدة سبع ساعات، ثم تلا ذلك عملية جراحية أخري بعد ذلك بوقت قصير. منذ ذلك اليوم، وحال رئيس مجلس الوزراء الاسرائيلي في تراجع متواصل، وأيا كانت النتيجة الطبية، وحتي لو نجح الأطباء في إبقاء الجنرال البلدوزر حياً واستعاد عافيته، فإنه لن يعود إلي سابق عهده، وعلي القيادات السياسية وخاصة خليفته وأعضاء حزبه، أن يبدأوا فعلياً بالتحضير الجدي لعملية التشييع البيولوجية والسياسية ـ الحزبية.نعم، انتهي عهد شارون، وبدأ عهد سياسي جديد (ليس بالمعني الدقيق للكلمة) في اسرائيل، فما هي تداعيات ذلك علي الحياة السياسية والحزبية العامة في اسرائيل؟ وما هو مستقبل حزب كديما هل سيبقي؟ أم سيتفكك؟ وهل خليفة شارون ايهود اولمرت قادر علي احتلال موقع القيادة الأول؟ وهل له ذات الكريزما؟ وما هي تأثيرات انتهاء عهد شاورن السياسي والحزبي علي نتائج الانتخابات الاسرائيلية؟ ومـن سيشكل الحكومـة القادمة؟ وما هي آثار ذلك علي عملية التسوية السياسية؟ وما هي انعكاسات ذلك علي الساحـة الفلسطينية؟ رغم القناعة الراسخة عند قطاع كبير من المراقبين السياسيين والمختصين بالشؤون الاسرائيلية ان ذهاب وبقاء الأشخاص في اسرائيل سيان، وحدود تأثيرهم في الحياة السياسية غير ذات شأن، الاّ أن حقائق الأمور وعلي مستوي الدنيا كلها، تقول عكس ذلك ان دور الفرد يختلف من انسان لإنسان، ولكل قائد سياسي أو عسكري او في أي ميدان له بصماته الخاصة، ومن قائد لقائد تختلف الترجمات للبرامج ذاتها. باختصار كانت لشارون بصماته القوية في حياة اسرائيل والمنطقة العربية عموماً، وبالتأكيد لغيابه عن الحياة السياسية والحزبية الاسرائيلية تأثير سيكون ذات حدين، سلبي وايجابي. بالمعني السياسي العام سيشعر الجمهور الاسرائيلي بالخسارة لغياب شارون، لأن رهانه علي زعماء القوي الحزبية المختلفة ضعيف، ولايجـد (الجمهور) بينهم من هو قادر علي لعب دور البلدوزر وتحقيق الأمان له. كما ان حزب كديما حتي لو أظهرت استطلاعات الرأي حفاظه علي مكانته في مقدمة القوي في الانتخابـات القادمة، سيتعرض لخسارة فادحة، لأن فكرة الحزب قائمة علي رجل واحد وليس علي برنامج سياسي واحد، هو، ارئيل شارون لما له من ثقل سياسي وجماهيري، والاحتمال الأخطر يتمثل في انفراط الحزب من أصله، وعودة كل القيادات المنتسبة له الي أحزابها الأصلية، لاسيما وان هناك معلومات تفيد أن بيرتس زعيم حزب العمل يجري اتصالات مع بيرس وآخرين من العمل انضموا لحزب كديما لإعادتهم للحزب.وفي حالة عادت الخارطة الحزبية الاسرائيلية لسابق عهدها قبل تشكيل كديما بين القطبين التاريخيين العمل والليكود، فإن المرجح أن يحصد الليكود بزعامة نتنياهو الأغلبية وبالتالي سيكون، المرشح القادم لتشكيل الحكومة الاسرائيلية، وسيحتل حزب العمل بزعامة بيرتس دور المعارضة، وحزب كديما اذا ما استمر في الخارطة الحزبية، فإنه سيحتل المرتبة الثالثة، ثم سيتلاشي، لأن مقوماته كحزب لم تتبلور حتي الآن.عمر حلمي الغولرسالة علي البريد الالكتروني6