هل بعض الأقارب عقارب؟

حجم الخط
28

ألن يدعها والدها تعيش في سلام؟

تحت هذا العنوان كتبت الكثير من المجلات العالمية تتحدث عن معاناة ميغان ماركل (دوقة ساسكس) وزوجة الأمير هاري حفيد ملكة بريطانيا مع والدها، فوالد ميغان لم يحضر عرسها لكنه يوضب لها فيما يبدو (جنازة) لسمعتها، مع بعض الأرباح لحسابه المصرفي!! فقد أعلن عن قرب إصداره لكتاب عنها!

ميغان ضحية أم انتهازية؟

الذي جعل الصحف العالمية تتحدث مؤخراً عن ميغان ماركل، أن والدها هذا أعلن عن إصداره لكتاب عن (حقيقة) ابنته (التي وجد أنها (بقرة حلوب) للمال؟) وكتابه عنها لا ينسى زواجها الأول (قبل زواجها من الأمير هاري) وطلاقها. ومحاولتها لفرض نفسها في هوليوود كنجمة وفشلها في ذلك كما فشلت في زواجها الأول.
وباختصار، يبدو أن الكتاب، كما وصفه بعض الناشرين المطلعين عليه قبل صدوره، يسيء إلى ابنة المؤلف، ويحاول كالكثيرين رسم صورتها كانتهازية.. وكثير من الصحافيين يجدونها لا انتهازية بل ضحية. فالأب عادة هو الدعم الأول لأولاده كيفما كانوا! فعلام يريد والدها توماس ماركل تدمير صورة ابنته المتزوجة من أمير، والأم لطفل صغير، والحامل بطفل آخر كما كتبت الصحف مؤخراً؟

إنه المال… الشيطان الأكبر

كثير من الصحافيين يجدون في كتاب والد ميغان رغبة في الحصول على المال لا أكثر، المال الأحب إلى قلبه حتى من ابنته، إذ ان الكتاب سيباع بمئات آلاف النسخ لعشاق (التلصص) على حياة النجوم والمشاهير مثل ميغان، والأقرب هو الأدرى بالمضرة! وهكذا بدلاً من أن يتستر توماس ماركل على علل ابنته منذ صغرها، وكلنا بشر ولا تنقصنا العيوب، ها هو والدها يحاول استغلال ما يعرفه، وهو بالتأكيد كثير (أو ما يزعمه) للحصول على الكثير من المال، لا مبالياً بالضرر الذي قد يلحقه كتاب كهذا بابنته.

أختها غير الشقيقة أيضاً بين الغيرة والمال

لميغان نصف أخت، وهي المثال لزواج الحسد مع شهوة المال، فقد أعلنت هي أيضاً عن قرب إصدارها لكتاب عن أختها قال المطلعون إنه يسيء إلى ميغان زوجة الأمير هاري.. وبالطبع، ستباع آلاف النسخ منه وتحصل الشقيقة على المال كتعويض لها عن غيرتها من نصف أختها!
وفي العديد من البرامج التلفزيونية العالمية نستمع إلى شهادات تجعل من ميغان انتهازية نجحت في الحصول على شهرة عالمية بفضل إيقاعها بأمير في شباكها (الأمير هاري) وزواجها منه، لكن الكثير من الناس تعاطفوا معها حيث أعلنوا على (الإيميل) عن ذلك ضد والدها ونصف أختها.

دوريا… سوداء البشرة نقية القلب

يوم زواج الأمير هاري من ميغان، جاء إلى الكنيسة مشياً يرافقه شقيقه وليم ولي العهد (بعد والده الأمير شارلز) أما (المسكينة) ميغان فجاءت بمفردها لأن والدها اعتذر عن عدم الحضور بذريعة المرض (ولكنه لا يبدو مريضاً، وهو يؤلف كتاباً عنها لعله ضدها)! كان عرساً رائعاً في نظري، إذ جمع بين العرق الأبيض والأسود، فوالدة ميغان «دوريا السوداء البشرة» لعلها من نسل الذين كانوا عبيداً للإمبراطورية البريطانية قبل قرون، وكان حضورها رائعاً، كما الكاهن أسود البشرة الذي زوجهما بحضور ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، وأحببت كثيراً في ذلك الزواج البعد عن العنصرية ضد سود البشرة.

لقد «اخترنا الحرية»: حرب الكتب!

صدر العديد من الكتب ضد ميغان بالذات بعد زواجها من الأمير هاري باستثناء الكتاب الأخير: «اخترنا الحرية» عن مغادرة الأمير هاري وزوجته وطفلهما لندن إلى كندا فالولايات المتحدة.. وجاء الكتاب رداً على العديد من الكتب التي (شيطنت) ميغان.. وتظل والدتها دوريا، سوداء البشرة نقية القلب، أجمل ما في أسرة ميغان، وذلك لم يمنع الصحافة من السخرية من الأمير هاري الذي سيصير مضطراً للحياة مع (حماته) السوداء دوريا! كما كتب البعض بلؤم، فيا لقسوة الأبجدية المسمومة!

أسودان تبنيا طفلاً أبيض!

شاهدت على شاشة التلفزيون الفرنسي فيلماً قد يكون عادي التمثيل (من إخراج جان باتيست) لكن فكرته غير عادية وجديدة وجذابة، وتطرح أسئلة عميقة حول أهل البشرة البيضاء والسوداء. واسم الفيلم: «له عيناك».
فقد اعتدنا على مشاهدة (البيض) يتبنون طفلاً أسود، وبينهم بعض نجوم السينما والمشاهير، ولكن لم يحدث من قبل أن قامت أسرة سوداء البشرة بتبني طفل أبيض البشرة سيجد حين يكبر أن أمه ووالده (بالتبني) من سود البشرة!
تم التبني بالطرق القانونية الفرنسية، ويبدو الطفل الرضيع عاشقاً لوالديه (الأسودين) لأنه لما يتم بعد غرس العنصرية في نفسه.
مكتب التبني يبدو حائراً، إذ لم يسبق من قبل أن حدث شيء كهذا، لكن القانون الفرنسي لا يمنع ذلك (ربما لم يخطر ببال المشرع أن يواجه وضعاً كهذا) ويحاول (أولاد الحلال) رفض تبني (أسرة سوداء) لطفل أبيض، ولكن الطفل تعلق بوالديه بالتبني وكذلك جدته (الزنجية) التي رفضت الأمر في البداية ثم أغرمت بالطفل الأبيض وصار حفيداً لها. أما الجيران (البيض) فرفضوا الأمر في البداية لأنه غير مألوف!

خاتمة الفيلم نبوءة بالمستقبل؟

بعد الحرب الباردة بين أن يتبنى أسودان طفلاً أبيض ورفض العديد حتى من الأهل والجيران لذلك، نجد للفيلم خاتمة جميلة قد يجدها البعض مصطنعة، حيث يتم الاحتفال بين الجميع بالتبني وتبادل القبلات بين البيض والسود.
وحتى إذا لم نجد الفيلم ناجحاً إبداعياً، لكننا سنجد فكرته جديدة محببة، وبالذات لدى أمثالي من غير العنصريين والذين يجدون أن الأطفال يولدون أبرياء بلا مشاعر عنصرية، وأن لون البشرة لا يعني لهم شيئاً، بل أسلوب معاملتهم.. وما نقوم بتعليمهم أياه. والعنصرية درس متوارث وليس حقيقة تفوّق الأبيض على الأسود! ولا العكس.. والبشرة قشرة لا أكثر وليست جوهر الإنسان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نجم الدراجي - العراق:

    لازالت شخصية أميرة ويلز ديانا حاضرة في الذاكرة لكونها شخصية مميزة ، وألقيت عليها الاضواء في قصر برمنغهام ، وشغلت الصحافة والاعلام في حياتها وحتى بعد رحيلها .. ومن الطبيعي أن نشاهد ابنها وحامل جيناتها الوراثية الامير هاري متمرداً على ( الايتيكيت ) الملكي ، وتقاليد قصر برمنغهام ، وكذلك الابتعاد عن الصحافة في المملكة حتى انه ابدى انزعاجه منها ..
    الدهشة يرافقها الاعجاب حين يتخلى أمير عن الاعتبار الملكي ، ويذهب إلى فضاء الحرية ، ويترك وراءه الالوان الذهبية …
    أتمنى أن تصيب عدوى هاري أمراء وحكام الشرق المتوسط ويتخلوا عن نياشين واوسمة الحروب ويودعوا كراسي السلطة ، ويلتحقوا بالشاب المتمرد هاري !!! .
    تحياتي
    نجم الدراجي – بغداد

  2. يقول أبو تاج الحكمة الأول: سادن النور الشريف وهدهد الحكمة وفم البركة وشذا العطر النبوي المبارك:

    قصيدة عن العقوق وليس الغزل
    يقال انه قد كان في بغداد امرأة لها طفل صغير عمره ٧اشهر، وكانت تسكن في منطقة الشط ” نهر دجلة” وفي أحد الأيام ضرب المكان فيضان كبير اجتاح قريتها ووضعت الأم أمام خيارين، فإما ان تعبر الشط سباحة، وإما ان تبقى لتواجه الفيضان،! وإن عبرت الشط ” النهر” فتلك مخاطرة لعدم قدرتها على السباحة وجاء القرار بأن تقطع النهر للضفة الاخرى الآمنة وكان معها طفلها الصغير فرفعت ابنها بكلتي يديها فوق رأسها ونزلت الى الماء وبدأت تصارع امواج النهر العاتية من الفيضان، تارة تصعد إلى سطح الماء لتلتقط أنفاسها، وتارة يقوم الموج باغراقها، وظلت الأم على هذا المنوال وابنها الصغير كان على رأسها لا يعي ما تواجهه أمه وماتعانيه في سبيل انقاذه حتى وصلت الأم الى اليابسة، وحققت مرادها في انقاذ قرة عينها، ودارت الأيام وكبر الطفل وصارت تشتغل أمه حتى تؤمن له حياة كريمة وتعليما جيدا وتخرجه من ضنك الحياة، حتى كبر وأصبح غنياً ، وحينها كانت الصدمة على قلب أمه عندما أرسلها الى بيت العجزة بدار المسنين، بسبب امرأته التي اصرت إليه وأشارت عليه.
    فكتبت هذه القصيدة والتي ذاع صيتها، وانتشرت في كل أرجاء العراق والوطن العربي، وغناها كثير من الفنانين، وكان افضلهم كاظم الساهر،
    يتبع

  3. يقول آمينة:

    تحية مسائية برائحة البحر والربيع للأستاذة غادة ولكل القراء عبر العالم.. كم كانت خاتمة مقالك رائعة ياأستاذة غادة حين تقولين :( وبالذات لدى أمثالي من غير العنصريين والذين يجدون أن الأطفال يولدون أبرياء بلا مشاعر عنصرية، وأن لون البشرة لا يعني لهم شيئاً، بل أسلوب معاملتهم.. وما نقوم بتعليمهم أياه. والعنصرية درس متوارث وليس حقيقة تفوّق الأبيض على الأسود! ولا العكس.. والبشرة قشرة لا أكثر وليست جوهر الإنسان..فعلا يولد الأطفال أبرياء بلا مشاعر عنصرية)

    1. يقول آمينة:

      مقالك اليوم جعلني أرجع عشرات الأعوام إلى الوراء وأتذكر كم عانيت بسبب العنصرية في طفولتي ومن أقرب الناس إلي.. لا بسبب اللون ولكن بسبب شكل الشعر المختلف قليلا حيث أنه لم يكن أملسا مثل بنات خالاتي ..كنت محل سخرية ومبالغة في الاستهزاء والتندر..حيث تناسى الجميع تفوقي في دراستي وبالغوا في التركيز على شعري الثائر..وأطلقوا علي أبشع الألقاب والصفات ولكم أن تتخيلوا الألم النفسي الذي كان يسببه ذلك في طفلة بريئة كانت أنا..

    2. يقول الكروي داود النرويج:

      ليت طفولتك كانت عندنا بالنرويج يا أخت أمينه!
      لي بنت شعرها مجعد لكنه طويل, وكانت مميزة بالمدرسة الإبتدائية بسبب شعرها الذي تسميه النرويجيات “كرول” !!

  4. يقول أفانين كبة - كندا:

    على ما أذكر أن ميغان كانت على علاقة غير جيدة مع والدها و أختها حتى من قبل زواجها من هاري ، ولهذا السبب لم يحضروا حفل الزواج . وسوف تظهر الكثير من التفاصيل بعد عرض الأجزاء الجديدة القادمة من مسلسل ( التاج ) الذي أوضح لنا الكثير من الأمور التي كنا نجهلها عن العائلة المالكة .
    لم تكن العائلة المالكة عنصرية عندما وافقت عل زواج الأمير هاري من ميغان ، بل رحبوا بها وعملوا كل الأصول في استقبالها . والمفروض أن ميغان كانت على علم بما ستتحمله من التزام ومسؤولية وتنازلات وتغيير في اسلوب حياتها من بعد زواجها وانها وافقت على هذا كله ، لذا من غير اللائق أن تغير موقفها فجأة وتنسحب ويتخلوا هي وزوجها الأمير هاري عن قيام دورهم في واجباتهم والتزاماتهم الملكية التي سببت في حصول خلل وسط العائلة المالكة . فإن كانت بسبب العنصرية ، فلا أعتقد أن العنصرية في أمريكا أقل شراسة عما في بريطانيا ، وكما تبدو ميغان انها قوية الشخصية وقادرة على مواجهة الصحافة وصد العنصرية التي عاصرتها طوال حياتها ، فالهروب ليس دائما هو الحل !

    أفانين كبة – كندا

  5. يقول الكروي داود النرويج:

    صديقي موسى الأفريقي قال لصديقي مورتن النرويجي:
    أنت أغنى مني لأنك ورثت من أهلك, وأنا أهلي فقراء!
    فأجابه مورتن:
    أنت أغنى مني لأنك ورثت لون بشرتك من أهلك,
    فجلدي فقير بمادة الميلانين!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  6. يقول الكروي داود النرويج:

    لي عم أمه أفريقية, كتب جدي رحمه الله بيت العائلة بإسمه!
    عمي هذا لا يعتبر أن البيت ملكه, بل أن البيت لازال بيت العائلة للجميع!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. يقول الكروي داود النرويج:

    قال شاعر:
    الأقارب كالعقارب في أذاها …… فلا تركن إلى عمٍ وخالِ
    فكم عمٍ أتاك الغم منه …….. وكم خالٍ من الخيرات خالي
    وقال آخر:
    وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند.
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  8. يقول سوري:

    أختي الكريمة، ست الشام الحبيبة
    إذا آمنا بقصة الخلق فالسؤال هل خلق الله آدم أسود، أم أبيض البشرة؟ حسب الحفر الجيولوجي والبيولوجي والمنولوجي للعلم فإن أصل الإنسان أسود جاء من إفريقيا. أي أن آدم هبط في إفريقيا، وبما أن حواء من ضلع آدم فهي بطبيعة الحال سوداء أيضا، وقابيل القاتل آسود، وهابيل الضحية أسود أيضا، لذا على البيض أن يعوا أن أجدادهم سود، واختلاف لون البشرة حصل جراء التغيرات المناخية والهجرات. وفي رواية أخرى أن آدم عندما هبط من الجنة راح يبحث عن ضلعه حواء، فوجدها في كهف غطت فوهته بجذوع أشجار فضرب إلى جذع شجرة بحجر، فنادت حواء من الداخل: “مين؟” أي من الطارق، فهل سبق آدم، آدم آخر أبيض البشرة؟ والضحية ميركيل ” الطيوبة” لن يضيرها كتاب أبيها، ولا كتاب أختها، بل سيزيد تعلق الناس بها، ويحتقرون أباها وأختها. وكما قال الشاعر. وظلم ذوي القربي أشد مضاضة من ضرب الحسام المهند. الاسبوع الماضي كنت على سفر لم يتسن لي التعليق
    لك ولكل المعلقين الرائعين تحية من قلب أبيض.

  9. يقول محمد حاج:

    إن كان البعض يُؤْمِن بأن الأقارب عقارب ، فلا ينسى نفسه أنه أيضا من المتهمين لأنه يعتبر من الأقارب لأشخاص آخرين ، لذلك فلا نعتقد أن هذه المقولة عامة لكنها موجودة عند البعض ، بينما تكاد لا تذكر عند البعض الاخر .
    أما أن الأطفال يولدون أبرياء المشاعر وخاليي العنصرية ، وأنهم يتعلموها في حياتهم ، فهي صحيحة لكن الأجدر بهم أنهم و بعزيمتهم وعقولهم يحاولون ألا يعلمونها لأبنائهم ما دامهم قد كرهوها وعاشوا آلامها ، وإلا فلا يلومون آباءهم وأجدادهم على هذه الآفة المدمرة .
    فكمْ من أطفال عانوا صغارا ، لكنهم عندما كبروا ساعدوا غيرهم وخففوا من معاناتهم لأنهم الأكثر فهما لمشاعرهم ،
    كونهم خاضوا تلك التجارب المريرة .
    تحية للكاتبة العزيزة والقراء الكرام

    1. يقول آمينة:

      كلام جميل يدل على تفكير سليم لكن بعض الأشخاص الذين عانوا في طفولتهم من التنمر أو العنصرية لا يستطيعون تجاوز الإيلام النفسي الذي عانوا منه في طفولتهم ويجدون آثار ذلك وما يخلفه من ندبات حتى في كبرهم .. فليس كلنا بنفس القوة و القدرة على التحمل.. وعلى كل حال النسيان في هذه الحالة نعمة

  10. يقول مريم بسكري:

    كم نبيل أن نعيش دون ضغون و كراهية،و كم هو مؤسف حال من سُلّط عليهم الضوء وسلبهم حق الدفاع عن انفسهم.كأمثال ميغان..والثورة النفسية التي تشنّ عليها مع تنصل تام للانسانية.
    تحية قلبية لكِ عزيزتي الغادة
    احبكِ جدا

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية