يقول الصحافي الأمريكي المخضرم سيمور هيرش الذي كان على اتصال مباشر مع الرئيس السوري لمدة طويلة، يقول في تقرير موثق نشرته قبل أيام قليلة مجلة “لندن لمراجعة الكتب” إن هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قدمت معلومات أمنية لجيش النظام السوري عبر ألمانيا وروسيا وإسرائيل. وتنقل المجلة عن مدير وكالة الاستخبارات العسكرية في الفترة ما بين 2012 إلى 2014، الجنرال مايكل فلين، قوله إن وكالته أرسلت عدة رسائل سرية حذرت فيها من مخاطر الإطاحة بنظام الأسد. ويذكر التقرير أنه إزاء هذا الوضع، قامت هيئة الأركان في خريف عام 2013، باتخاذ خطوات دون المرور عبر القنوات السياسية، وذلك عبر تقديم معلومات استخباراتية لجيوش الدول الأخرى، أملا بأن تصل هذه المعلومات للجيش السوري، ليستخدمها ضد العدو المشترك، المتمثل بجبهة النصرة وتنظيم الدولة. وهذه الدول الثلاث هي ألمانيا وإسرائيل وروسيا.
ألا تتناقض هذه الاعترافات للصحافي الأمريكي المخضرم هيرش الذي يتفاخر بصداقته مع بشار الأسد، ألا تتناقض تماماً مع رواية النظام السوري ومؤيديه فيما يسمى بحلف الممانعة والمقاومة الذين يتشدقون منذ بداية الثورة بأن النظام يتعرض لمؤامرة “كونية” كانت تريد انتزاع سوريا ونظامها “الممانع المقاوم” من جبهة الصمود والتصدي والتحدي ونقلها إلى جبهة “الاعتلال” التابعة للإمبريالية والصهيونية؟ لقد صدعوا رؤوسنا وهم يقولون إن الهدف الرئيسي للثورة المزعومة على النظام كان نقل النظام من معسكر المقاومة إلى معسكر التبعية الأمريكية، وهو أمر يرفضونه رفضاً قاطعاً.
لكن لو نظرنا إلى مآلات الثورة السورية، أو لنقل حال سوريا الآن بعد خمس سنوات تقريباً على ثورتها، لوجدنا أن خطاب “الممانعة والمقاومة” لا يستقيم أبداً مع واقع الحال، فلو صدقنا نظرية “الممانعين” بأن هناك مؤامرة كونية، فالمؤامرة ليست أبداً ضد النظام، بل ضد سوريا الشعب والوطن، بدليل أن الذي تأذى فعلاً هو الشعب السوري، فالنظام رغم خسائره العسكرية والمادية الكبيرة، إلا أنه يحظى، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي، بدعم عسكري واقتصادي هائل من حلفائه الروس والإيرانيين، لا بل إن من يسمون بـ”أصدقاء الشعب السوري” المزعومين أكثر قرباً من النظام منهم من الشعب السوري، بدليل أنهم سمحوا لبشار الأسد أن يستخدم كل أنواع السلاح ضد الشعب، وضد سوريا الوطن، بينما حرموا معارضيه من أي سلاح يمكن أن يوقف الدمار والخراب الذي تحدثه طائرات النظام بسوريا والسوريين يومياً قتلاً وتشريداً وتدميراً للبشر والحجر.
كيف تتآمر أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهما العرب والإقليميون على نظام الأسد إذا كانوا قد تركوه خمس سنوات يفعل الأفاعيل بكل من عارضه بكلمة تلفزيونية، فما بالك بالحديد والنار؟ لو كان النظام فعلاً يشكل قلعة المقاومة، كما يدعي هو وحلفاؤه، هل كانت إسرائيل وأمريكا لتباركا التدخل الروسي السافر بكل أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والاستراتيجية الحديثة للذود عن النظام والتحالف مع ما يسمى بحلف “المقاومة” كالإيرانيين وحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية والباكستانية والأفغانية وحتى الكورية الشمالية؟ هل كانت إسرائيل لتسمح لحزب الله وإيران أن يصلا إلى حدودها للدفاع عن نظام الأسد؟ من الصعب أن نصدق أن إسرائيل تبارك الدعم الروسي لخصومها “المقاومين”، لا بل تنسق تنسيقاً دقيقاً مع الروس في سوريا. ألا يعني التنسيق الإسرائيلي مع روسيا في سوريا بالضرورة تنسيقاً مع عدوها المزعوم حزب الله وراعيه الإيراني؟ ألا يعني التنسيق الروسي الإسرائيلي على الأرض السورية تحالفاً مفضوحاً بين نظام الأسد وإسرائيل؟ بما أن روسيا حليفة الأسد الكبرى، وبما أن الإسرائيليين ينسقون، ويتحالفون مع روسيا حليفة الأسد، فهذا يعني بالضرورة أن ما يسمى حلف الممانعة والمقاومة بكل مكوناته الإيرانية والسورية واللبنانية والعراقية يقبع في نفس الخندق مع الإسرائيلي المتحالف مع الروسي. ألا تتباهى إسرائيل علناً بتحالفها المبارك مع الروس في سوريا؟ فكيف تكون “الصهيونية” إذاً متآمرة على نظام “الممانعة” في دمشق وهي متحالفة مع داعمه الرئيسي في العالم ألا وهي روسيا، وتعرف مدى الدعم الأمريكي له؟ ألا تسقط هنا أكذوبة أو نظرية “المؤامرة الكونية” التي رفعها إعلام النظام منذ اليوم الأول للثورة؟
ماذا كان يريد العالم من سوريا حقاً، بما أن الشرق والغرب يتحالف مع النظام بطريقة أو بأخرى، ويريد إعادة تأهيله والمحافظة على مؤسسات عصابته التي يسمونها زوراً وبهتاناً “دولة”؟ أليس هناك إجماع دولي على ضرورة إشراك النظام في أي حل سياسي في سوريا؟ البعض يتهم نظام الأسد بأنه عمل على عسكرة الثورة وتصويرها على أنها حركة إرهابية من خلال إطلاق ألوف المساجين الإسلاميين المتطرفين كي ينضموا إلى صفوف المقاتلين، بحيث تتحول الثورة عملياً من ثورة شعب مدنية إلى حركة متطرفين وإرهابيين. ولو صدقنا أن النظام فعل ذلك لحرف الثورة عن مسارها وتخريبها وتشويه صورتها، فلماذا راح القاصي والداني يرسل متطرفين إلى سوريا كي ينضموا إلى صفوف المتشددين الذين أفرج عنهم بشار الأسد من سجونه؟ ألا تلتقي أهداف الجهات التي أغرقت سوريا بالمتطرفين مع أهداف بشار الأسد الذي أراد أن يشوه الثورة، ويقدمها للعالم على أنها حركة تطرف وإرهاب؟
شكراً سيمور هيرش صديق بشار الأسد لأنك أثبت بالوثائق الموثقة كل ما كنا نقوله منذ بداية الثورة بأنه لولا الغطاء الإسرائيلي والأمريكي لسقط النظام منذ الأشهر الأولى للثورة السورية.
الغرب يهدف من تدخله فى سوريا الى تفكيك التحالف بين ايران سوريا حزب الله حتى لو ادى الى تفكيك سوريا الى عدة دويلات بشرط الايحل محلها اسلاميين ….عندما كان يقوم بدوره حدث ما كان يتخوف منه وهو بروز الاسلاميين على السطح ممثل فى جبهة النصرة وغيرها من المنظات الاسلامية ….ولان الغرب لايرغب فى الحرب المباشرة على الارض مع الاسلاميين سمح بالتدخل الروسى على امل ان يقوم الروس بانهاك الاسلاميين ….لكن الروس تركيزهم على كل من يهدد النظام السورى ابتداء من الجيش الحر الى كافة انواع المعارضة المدعومة من الغرب ….لان هدف الروس عدم سقوط النظام السورى ليكون خط احمر امام توسع الناتو والغرب عموما الى حدود الشرق ….وهنا التناقض ….وبالتالى راىء الغرب ان من مصلحته الابقاء على النظام السورى افضل من الاسلاميين التى يصعب احتوائهم كما احتوى الغرب النظام السورى …وبالتاى اتفق الشرق والغرب على الاحتفاظ بنظام الاسد فى الوقت الحالى بالرغم من تضارب الاهداف بين الشرق والغرب
د فيصل كلامك ما قل ودل
وعبرت بقلمك على ما نحسه في سوريا منذ ٢٠١٣
٢٠١٣ كانت الفيصل د فيصل
وإستقرائك المستقبلي تؤكده التطورات الجارية
ونظن ظناً أن الدول الكبرى تمهد للتقرير وحدها في سوريا وأنه بالنسبة لها الرأي العربي غير وارد ولا محل له وسيتجاوز عياناً بياناً
أما ما كان شعباً سورياً فقد أصبح لاجئاً من سوريا وسيألف النكبة كسابقه الفلسطيني ويطالب سبعين عاماً بحق العودة
سبحان الله كان شعار الثورة السورية المباركة ” مالنا غيرك يا ألله ”
مكثنا سنين لنفهم ما صرح به السوريون في ٢٠١١
لكن السنوات علمتنا إحترام من هجر قسراً ومن رابط بصبر وإستماتة
علمتنا أن أهل الشام :من المؤمنين
” مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ”
[ الأحزاب : 23 ]
وهم في حصار وغزو من ” الأحزاب ”
أهل الشام كانوا أسرع منا فهماً لقول الله تعالى: “بسم الله الرحمن الرحيم، طسم، تلك آيات الكتاب المبين، نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون، إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون “
في الصميم يادكتور
لولا الدعم الأمريكي والإسرائلي لسقط الأسد منذ أول أيام الثوره.
الشرق والغرب يرى في عصابات الأسد حليف ولايرى عدواً … هذا لن ينقذ الأسد من أيدي السوريين
ما يؤسف بأن اي ديكتاتور عربي أصبح يدعي المقاومة والممانعة كي يقتل ويسرق ويسجن شعبه ، واذا احد اعترض عليه وعلى سياسته يعني هو ضد الممانعة والمقاومة ، ويصفق له اصحاب الرؤية قصيرة البعد ، حتى أصبحت فلسطين هي السكين التي تذبح بها شعوب المنطقة ؟؟؟
ليس فقط الشرق ولا الغرب لا يريد تغيير النظام بل الكثير الكثير من النظم العربية لاتريد ذلك لا انتصارها سيقود الى انتقال الثورة الى دول عربية عانت الطغيان نفسه.
شكرا يااخي فيصل على هذا التوضيح الرائع وعلى الرغم من اننا لانملك الادلة التي تقدمها ولانملك قدرتك على الكتابة لانك صحفي بارع ورائع لكن حقيقة هذا هو شعورنا الذي نستدل به بالحدس الحسي ليس فقط كسوريين او عرب ونشعر بالالم لما نحن فيه ولما وصلت حالنا اليه بل كذلك كل الذين يتابعون عن كسب الربيع العربي ومنذ ان بداْت تتوضح الامور وكان يخرج علينا بشار الاسد بخطاباته المشهورة كنا نحس انه لايملك القدرة الكافية على فهم الامور لكنه يظهر وكاْن قوة ما تعطية الشعور بالقوة في هذا الحل الامني الذي اختاره تجاه شعب اعزل تم قتله بابشع الطرق وهكذ نجد اليوم ان جزءا لاباْس به من هذه اللغز قد تم فك رموزه وهذا مايدفعنا لان نتابع الطريق في هذة الثورة الابية لان ايماننا عميق باْن انظمة الظلم والقمع والقتل والاستبداد لن تستطيع بالكذب والنفاق ان تكسر ارادة الانسان في نضاله من اجل الحرية والكرامة والحق ان شاء الله
اللهم انا مغلوبون فانتصر
اللهم انا مقتولون فانتصر
اللهم انا مظلومون فانتصر
اللهم انا جريحون فانتصر
اللهم انا مقهورون فانتصر
اللهم انت تعلم حالنا فانتصر
اللهم بلغت القلوب الحناجر فانتصر
اللهم النصر جيش الفتح و جيش النصر و جيش الاسلام و اجناد القوقاز
شكرًا يا القدس العربي
هذا هو الواقع المرير – تواطؤ عصابات الأسد الخفي مع العدو الألد لهذا الشعب العريق، العدو الصهيوني (وبإشراف سيده الأمريكي) – هذا هو الواقع المرير الذي كان مجرد أقوال نسمعها أو نقرؤها بشكل أو بآخر، وما بين شكٍّ أو يقين. أما في هذا الزمن، وبعد هذا الدمار وهذا الخراب اللذين لم يسبق لهما مثيل، أصبحت تلك الأقوال أفعالاً نراها بأعيننا كل يوم، أفعالاً لا يرقى إليها الشك بأي شكل من الأشكال.
يا دكتورفيصل
حال الغرب مع الوطن العربي لا يحتاج الى سؤال هل هو متامر مع النظام او ضده
الحقيقة التاريخية هي ان الغرب ومن قبل الإسلام ثم بعده وفي الحروب الصليبية وحتى اليوم وغدا وهو منخرط في اشرس عداء عرفته البشرية ضد كل ما هو عروبي او إسلامي
وتاريخيا يقف الغرب مع الأنظمة الاستبدادية ومع ملوك الطوائف الخونة ومع الامراء ضد شعوبهم
ويقف مع الصهاينة ضد الكل العربي
فالأمر لا يحتاج الى سؤال، لان السؤال يحتمل إجابات شتى
اما الواقع والحقيقة هي ان الغرب تاريخيا ضدنا .وهذه حقيقة مطلقة