هل تدرك المعارضة أنها أمام أيديولوجيا صاغتها سارة بقولها “نتنياهو أكبر من الدولة”؟

حجم الخط
1

مرت قوانين الديكتاتورية بالقراءة الأولى. يتدلى الحبل من المشنقة ووضع الجلاد الأكياس على رؤوس المتهمين والمعارضة والجمهور ودولة إسرائيل، ولم يبق أمامهم سوى قول كلامهم الأخير. هذا هو الوجه المتوقع للحوار إذا بدأ. المناورة نجحت. فبدلاً من أن يتركز الخلاف في ماذا سيدور الحديث، يتركز في من هو غير مستعد للحوار وعلى من سيتم إلقاء تهمة إفشال الحوار.
بنيامين نتنياهو في خطاب متباك آخذاً صورة الضحية ومضغوطاً ومهاناً ومتضرراً وكأنه نسي من الذي يقود جرافة “دي9” ومن الذي يقف للمحاكمة ومن الذي ألقى الدولة تحت إطارات الحافلة، يوجه إصبع الاتهام لآلاف المتظاهرين الذين يرون وبحق اللهب الذي وصل إلى أسس الدولة، لأنهم لا يريدون إجراء حوار معه في الوقت الذي يقوم فيه هو بصب البنزين عليهم.
من الآن، يقول نتنياهو، مسؤولية تحطيم والدمار كلها ملقاة على المعارضة، حيث إنه إذا لم توافق المعارضة على إجراء الحوار، فلن تترك أمامه أي خيار. سيكون عليه مواصلة التشريع وإلغاء مكانة المحكمة العليا وتعيين القضاة وشرعنة جرائم آريه درعي ودهورة مكانة إسرائيل في العالم وتحطيم العلاقات مع الولايات المتحدة وهرب رؤوس الأموال من إسرائيل. “أمسكوني”، توسل نتنياهو، هيا نتحاور، هناك وقت، وإلا سينتهي المشروع الصهيوني.
لكن قبل أن تؤسر المعارضة وأعضاؤها الطيبين بسحر الحوار ويبدأون بإرسال الوسطاء والرسائل لتحريك الحوار، عليهم أن يفحصوا فرضية أن هناك ما يمكن التحدث عنه. لم يتم حتى الآن عرض أي دليل على أن السيد ومستشاريه على استعداد للتفاوض. هم تلاعبوا بالمحكم السامي إسحق هيرتسوغ، وأهانوه.
لكن لنفترض الآن، وبعد أن أنهوا مسيرة استعراض العضلات بنجاح وغمرهم إحساس المنتصرين وأصبحوا مستعدين للتحدث عن الجوهر، أين ستمر الخطوط الحمراء؟ ما الأمر الذي سيصمم عليه ولن يتنازل عنه نصف الشعب أو أكثر بقليل، ولن يستطيع ابتلاعه وهضمه؟ ما نسبة الديكتاتورية التي يمكن للجمهور أن يواصل العيش معها؟ ما كمية الحد الأدنى من الديكتاتورية المطلوبة من أجل الموازنة بين جنون نتنياهو وياريف لفين وبين تحويل إسرائيل إلى دولة مجذومة؟
للإجابة على هذه الأسئلة يجب على المعارضة التحدث أولاً مع نفسها، وأن تحدد قواعدها الأساسية والقيم التي لن تتنازل عنها بأي ثمن، لأنه إذا تنازلت عنها فلن يكون فرق بينها وبين عصابة الزعران. ولكن المعارضة ليست هي التي تستضاف في الأستوديوهات، بل هي في الشوارع وفي أبراج الهايتيك والضواحي، وهي تعيش في البلدات العربية وتستحق تمثيلاً مناسباً ومحترماً في الحوار الداخلي الذي ستجريه المعارضة الرسمية. إذا نجحت هذه المعارضة في إيجاد قاسم مشترك فيما بينها، فسيمكنها وضع شروط وإجراء حوار، وليس صياغة وثيقة استسلام.
على المعارضة أن تدرك بأنها تقف أمام أيديولوجيا صاغتها سارة نتنياهو بصورة مركزة ودقيقة في 2002. فقد قالت في حينه: “في الوقت الذي تحترق فيه الدولة، وحيث وراء كل الصراعات السياسية شخص واحد يمكنه إنقاذ الدولة، وأنا أسمع جميع هذه الادعاءات من أعضاء الليكود على أشكالهم، أقول: إلى الجحيم. إذا كان هذا هو الذي يهمهم فإلى الجحيم. بيبي زعيم أكبر من هذه الدولة. هو وبحق زعيم على مستوى وطني. الجميع في هذه الدولة يريدون أن يذبحوا ويحرقوا؟ هيا، لماذا يجب أن يتردد؟ لننتقل إلى خارج البلاد، ولتحترق هذه الدولة، الدولة بدون بيبي لن تصمد”.
هذا هو الشريك الذي يتعلق به الحوار.
بقلم: تسفي برئيل
هآرتس 22/2/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    هه النتن ياهو الارعن المهوس بحب السلطة سيكون المسمار الذي سيدق في نعش آل صهيون،. والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين عاجلا غير آجل ??????????????????

إشترك في قائمتنا البريدية