هل تدشن «الجامعة العربية» التطبيع مع إسرائيل؟

حجم الخط
18

كشفت مصادر دبلوماسية فلسطينية أمس الأربعاء، أن اجتماع «جامعة الدول العربية» على مستوى وزراء الخارجية رفض إدانة اتفاق التطبيع بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وقدّمت الجامعة، قبيل انطلاق دورتها العادية، جائزة ترضية بلاغية للفلسطينيين تتمثل ببيان ختامي «يشدد على ضرورة الالتزام بالمبادرة العربية لعام 2002» والتي تربط التطبيع العربي مع إسرائيل بالإنهاء الكامل للاحتلال الإسرائيلي، والالتزام بحل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام.
يمكن اعتبار بيان من هذا النوع تسوية مقبولة تحفظ «ماء وجه» الجامعة العربية بافتراض كونها منظمة لا تدافع عن المنظومة العربية فحسب، بل كذلك عن مصالح شعوبها وقضاياها، وتناهض أعداءها، الذين كانت إسرائيل على رأسهم، منذ نشوئها، وليس باعتبارها «جمع تكسير» للنظم العربية المستبدة فحسب.
يعود القرار، إلى حد كبير، إلى مجموعة تغيّرات كبيرة طبعت الديناميات السياسية العربية الحالية، فإلى كون «الجامعة العربية» تتأثر، منذ عقود بالقرار الرسميّ المصريّ، الذي تم التعارف عليه على أن يكون واحدا من أركان النظام الحاكم نفسه، وأن القرار المصري يعبّر عن نظام خرج منذ اتفاقات كامب ديفيد من معادلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وهو ضمن حلف التطبيع بشكل طبيعي، لكن الإضافة المهمة حصلت في كون النظام نفسه، منذ انقلاب 2013 العسكري على حكومة الرئيس محمد مرسي المنتخبة ديمقراطيا، انحدر بمصر من وضعها المركزيّ عربيا، ليصبح تابعا يدور في فلك محور الإمارات ـ السعودية، اللذين شاركا بالتمويل والتخطيط في نجاح الانقلاب، من دون أن ينسى طبعا، الدور الإسرائيلي الذي رحّب بنظام السيسي، وشارك بالتأكيد في إنجاح انقلابه.
لا يمكن تفسير تجاهل أو عدم إدانة اتفاق التطبيع، بنفوذ الإمارات وحلفائها في السعودية ومصر والبحرين، فحسب، والأغلب أنه يشير إلى أن وزن القوى المطبّعة مع إسرائيل، مضافا إليها وزن القوى الراغبة في التطبيع، هو الذي يقود عربة الجامعة، في وضعها البائس حاليّا (وهذا المحور جزء أساسي من هذا الوضع البائس)، وليس الفلسطينيون أو من يحالفونهم أو يتعاطفون مع قضيتهم.
يمكن اعتبار ما يحصل في الجامعة العربية هجوما يقوده المحور المذكور، بغطاء أمريكي، وهو ما يعطيه دفعا وزخما يعززهما عدم وجود محور حقيقي مضاد، فالأطراف المرشّحة لهكذا محور، كحال المغرب والأردن وتونس والجزائر ولبنان وسوريا وليبيا واليمن، ما تزال تعيش مخاضا قاسيا وطويلا خلال محاولة الوصول إلى نظم ديمقراطية قويّة تستطيع تقديم جواب مقنع للشعوب العربية حول وجود وكينونة العرب في العالم.
إلى ذلك الحين، علينا أن نقرأ بيان الجامعة العربية لا باعتباره «التزاما بالمبادرة العربية» بل باعتباره لعبا في الوقت الضائع، وإذا طال هذا الوقت، المسفوح من دماء الشعوب العربية، والفلسطينيين، فمن غير المستبعد أن تقوم الجامعة العربية، بقيادة المحور الإماراتي، بشق المبادرة العربية وتدشين التطبيع العام مع إسرائيل!

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعيد/الأردن:

    مقال علي مكان الوجع العربي..ولكن ماذا تتوقعون من جامعة الدول العربيه الذي أصبح رئيسها أبو الغيط أول سفير عربي لدولة الصهاينه مع الأسف لقد أصبحت جامعه لمؤيدي الصهاينه الدوله العربيه التي لاتؤيد التطبيع مع الصهاينه عليها الإنسحاب من جامعة الخزي والعار…

  2. يقول عربي:

    يمر العرب والقضية الفلسطينية في اسؤا المراحل، ولأول مرة في التاريخ، تكون فلسطين رسميا وحيدة تماما، تخلى عنها العرب، وأصبح الحديث عن السلام والتطبيع بل والتحالف مع العدو ، حدثا طبيعيا بل مرغوبا جدا، والان تتسابق الدول العربية في الوقوف وشيطنة الفلسطينيين وقضيتم العادلة، والارتماءوالسقوط في الحضن الصهيوني.
    كان عمل الأحزاب اليسارية العربية يقوم على تحديد الأعداء والاصدقاء، وكان يرى أن الرجعية العربية وأمريكا والكيان الصهيوني هم العدو الأول لتطلعات الشعب العربي والفلسطيني.
    كبر دور الرجعية العربية بدءا من سنة ١٩٧٠، ومارست الرجعية كل أشكال الغدر والتواصل مع العدو سرا وعلانية، حتى وصلنا لمرحلة التحالف العلني.
    لا يوجد سقوط أكبر من هذا الحال،
    أما عن ترشيح الأردن والمغرب لتشكيل حلف معارض للتطبيع ، فهذه قرية أو نفاق سياسي لا اجد له منطقا يقبله، فكلتا الدولتين إضافة إلى السودان ودول مجلس التعاون صوتوا امس لصالح القرار الإماراتي وضد المشروع الفلسطيني.

  3. يقول سامح //الأردن:

    *صدقوني الكلام والكتابة في (الأموات)..
    أحيانا يكون مضيعة للوقت..؟؟ ؟
    *(الجامعة العربية) جسم ميت والعوض على الله..
    حسبنا الله ونعم الوكيل.

  4. يقول لورنس العرب:

    يعني فيه فريقين مش منطقيين بخصوص الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي ..طرف بحكي الامارات دولة كذا كذا وضد الاسلام و..و..مع انه الامارات ومن زمن الشيخ زايد الله يرحمه بلد خير وعطاء لكل العرب وقيادة حكيمة وشعب طيب..وفيه فريق بحكي قرار الامارات بالتطبيع مع اسرائيل صحيح وصائب وهذا رأي مش سليم لأنه ولأسباب واضحة وضوح الشمس قرار خاطىء..وشو المشكلة اذا اعترفنا بموضوعية ان الامارات أخطأت ..ليش فيه حدا بالدنيا لا يخطيء…يتبع

  5. يقول لورنس العرب:

    ..يعني في زمن الحرب الاهلية اللبنانية اليمين المسيحي برئاسة بشير الجميل كان فيه حرب قاسية مع المسلمين ودخلوا الاسرائيليين وقدموا الدعم لليمين المسيحي ..بس لما طلبت اسرائيل اتفاقية سلام مع لبنان بشير الجميل لم يتجاوب …انا متأكد أن الامارات حكومة وشعباً اذا رأت ان اسرائيل ستستخدم الاتفاقية مع الامارات كغطاء وتقوم بضم اجزاء من الضفة على المدى القصير أو حتى المتوسط او تعطل حصول الامارات على تكنولوجيا عسكرية امريكية متطورة ..فان الامارات لن تحتمل ذلك وستستدعي سفيرها من تل أبيب خصوصاً أن الامارات ليست بحاجة لاسرائيل بشيء.

  6. يقول الأرض بتتكلم عربي.. الأرض.. الأرض:

    في قضية فلسطين كان الشعار المرفوع هو “فلسطين عربية” أي أن أرض فلسطين هي أرض عربية، إذا كانت جامعة الدول العربية ترى غير ذلك فما الذي يحملنا على الاستمرار في رفع ذلك الشعار و ما هو الشعار البديل؟ ما الذي يحمل الفلسطينيين على الاستمرار في عضوية تلك الجامعة؟ القضية هي قضية هوية أرض بمقدار ما هي حقوق شعب.

  7. يقول سلام عادل(المانيا):

    لا يوجد منظمة عربية او اسلامية فعالة ومؤثرة في قراراتها بالشان الفلسطيني فالكل منقسم الى فريقين او اكثر ولكن الجامعة العربية بعد ان كان العراق وسوريا وليبيا والجزائر لهم صوت عالي فيها ولن الان اختفت تلك الاصوات واصبحت قرارتها بيد دول الخليج وهذا كان هدف تدمير العراق وسوريا وليبيا

    1. يقول حامد:

      عربيه أو اسلاميه يعني العرب ماهم مسلمين

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية