إغتيال غامض لأحد المشايخ الدروز في حاصبيا وجنبلاط وأرسلان يهدّئان غضب الاهالي والنفوسبيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس شيعت بلدة حاصبيا ظهر امس أحد مشايخ الطائفة الدرزية الشيخ سلمان توفيق الحرفاني بمأتم شعبي ورسمي وديني كبير، في ظل موجه من الحزن والاستنكار عمت حاصبيا والقرى المحيطة كافة.وقد وجد الشيخ الحرفاني جثة هامدة في محله لبيع الاقمشة في حاصبيا. وتبين بعد كشف الطبيب الشرعي على الجثة انها مصابة بخمس طلقات نارية من مسدس كاتم للصوت عيار 5 ملم 4 منها في صدره وواحدة في رأسه.وفيما لم تُعرف دوافع الجريمة والجهة التي تقف وراءها وإذا كانت مرتبطة بالموقف الدرزي من الازمة السورية، علمت ‘القدس العربي’ أن دوافع الجريمة ليست السرقة لأنه لم تظهر سرقة في المحل، ولكن لوحظ أن الجريمة جاءت قبل ايام على انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة جديد بعد تحديد الرئيس اللبناني ميشال سليمان يومي 5 و6 نيسان لاجراء هذه الاستشارات التي سيعقبها مشاورات لتأليف الحكومة العتيدة حيث يُعتبر موقف النائب وليد جنبلاط مرجحاً لفريق سياسي على آخر. وإثر موجة الغضب التي عمّت حاصبيا سارع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان الى التدخل وتردّد أنهما حضرا شخصياً الى مدينة حاصبيا، وعملا على تهدئة الاوضاع والنفوس.وشارك في التشييع العميد صلاح عيد ممثلاً النائب طلال ارسلان، نواف التقي ممثلاً الوزير وائل ابو فاعور، كمال ابو غيدا ممثلاً النائب انور الخليل، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا الشيخ فيصل ناصر الدين، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، قضاة المذهب الدرزي القاضي غاندي مكارم، والقاضي يوسف كمال، والقاضي نصوح حيدر، وكيل داخلية حاصبيا – مرجعيون في الحزب الإشتراكي شفيق علوان، محمود مرداس عن الحزب القومي، وسام شروف ممثلاً الحزب الديمقراطي، مشايخ البياضة الشيخ غالب قيس الشيخ فندي جمال الدين شجاع والشيخ سليمان جمال الدين شجاع، ووفود من قرى حاصبيا والعرقوب وراشيا والجبل وعاليه والشوف كافة.وغداة الجريمة عقد مشايخ الأزهر الشريف – البياضة اجتماعاً بحثوا خلاله بالجريمة التي اودت بالحرفاني وصدر عنهم البيان التالي: ‘شعوراً بجلل المصاب وفداحة الخسارة ووقع الجريمة النكراء باغتيال الشهيد الشيخ الناهض الدين التقي الورع المرحوم الشيخ سلمان توفيق الحرفاني، مشايخ الأزهر الشريف البياضة وجميع اهالي المنطقة يستنكرون اشد الإستنكار استهداف شيخ رصين عرف طيلة حياته بامانته ودماثة اخلاقه وصدق تعبده ليكون ضحية غدر وظلم وعدوان، وهم يهيبون بكافة ابناء المنطقة اتخاذ الموقف المناسب وتحمل المسؤولية تداركاً للعواقب الوخيمة، فالفتنة اشد من القتل، طالبين من السلطات المختصة كشف خيوط هذه الجريمة الخطيرة وانزال اشد العقاب بمرتكبيها في وقت احوج ما نكون فيه الى التعقل ووحدة الصف، واجتماع الكلمة صيانة للوطن، فإن دم المؤمنين الموحدين غال عند الله تعالى وعند عبيده، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون’.وإستنكر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان إغتيال الشيخ سلمان الحرفاني معتبراً أنّها ‘حادثة خطيرة وجب على السلطات المعنيّة كشف ملابساتها وإنزال أشد العقاب بمرتكبيها ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الإعتداء على رجال الدّين الشرفاء أمثال الحرفاني’. وتعهّد أرسلان ‘ببذل المستطاع من أجل كشف الحقيقة خلف هذا الاعتداء السافر متمنّياً من أبناء حاصبيّا ضبط النّفس وإيداع القضيّة عند الأجهزة الأمنيّة المعنية’.وشدّد على ‘خطورة المرحلة التي يمرّ بها لبنان في هذه الأيّام مؤكّداً على ضرورة المحافظة على السلم الأهلي والإبتعاد عن التحريض المذهبي والطائفي الذي من شأنه أن يدخل البلاد في غياهب المجهول’.وقال النائب أنور الخليل ‘فوجئت بلدة حاصبيا، بالحادث المفجع، والجريمة المُدانة التي أودت بحياة الشيخ سلمان الحرفاني، وإننا إذ نطالب الأجهزة الأمنية القضائية تكثيف جهودها لمعرفة المجرمين وسوقهم إلى العدالة، ووضع حد لتنامي الأحداث الأمنية المشبوهة في منطقتنا، ننوّه بأهلنا بأن يتحصّنوا بالوحدة والإيمان لدرء مخاطر تداعيات هذه الأحداث والجرائم في ظل ما يعيشه وطننا من أوضاع خطيرة’.وإستنكر الحزب ‘التقدمي الاشتراكي’ وكالة داخلية حاصبيا ومرجعيون ‘الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الشيخ سلمان الحرفاني في حاصبيا’، داعياً ‘الجميع الى انتظار نتائج التحقيقات’.’وأكدت وكالة الداخلية في بيان لها ‘ضرورة ان تسرع الاجهزة الامنية في كشف الجناة وسوقهم الى القضاء لإنزال القصاص الشديد بهم’، مشددة على ‘منع اي مخل بالأمن من النفاذ عبر هذه الجريمة المستنكرة الى تحقيق مآربه في زعزعة الاستقرار الذي تنعم به المنطقة وروح الوحدة والعيش المشترك التي تسوده’.من جهته، شجب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بشدة الجريمة، مؤكداً ضرورة أن تكون الكلمة الأولى والأخيرة في هذه القضية للقضاء الذي هو المرجع الصالح الوحيد لكشف ملابسات الجريمة وإنزال العقاب بمرتكبيها، وعدم استباق نتائج التحقيقات المؤتمَنة على إنجازها بسرعة الأجهزة الأمنية’.كما دان النائب قاسم هاشم الجريمة، داعياً ‘الجهات الامنية والقضائية الإسراع في كشف ملابسات هذه الجريمة التي لم تعتد عليها هذه المنطقة المشهود لها بالعلاقات الطيبة بين كافة شرائحها ومكوناتها، فهذه الجريمة تطال كل منزل وكل حي وكل عائلة من عائلات قضاء حاصبيا’.qfi