هل ترضى إسرائيل بـ”التعادل” وتنتظر أن “يجتاحها حزب الله” كما أشار نصر الله؟

حجم الخط
0

شاحر كلايمن

الوضع في الجبهة اللبنانية أجمله زعيم حزب الكتائب المسيحية في الدولة سامي الجميل: “بعد الرد على الرد للرد – واضح أن لا نية لتوسيع الحرب لدى كل الأطراف”. وبالفعل، بث حسن نصر الله في خطابه بأنه لا رغبة له في توسيع القتال. السبب واضح: الوضع الحالي “مريح” له، مريح جداً.

وصف نصر الله “ميزان القوى” بين إسرائيل وحزب الله، وانعكس برأيه في الهدف الذي اختار مهاجمته: قاعدة غليلوت في “رمات شارون” الواقعة “على حدود تل أبيب” وتضم وحدات من 8200 وسلاح الجو. وثمة هدف آخر على حد زعمه، وهو قاعدة “عين شيمر”. وعلى حد قوله أيضاً، كل الصواريخ التي أطلقت كانت حصرياً لصرف انتباه بطاريات القبة الحديدية، والسماح “لكل المُسيرات باجتياز الحدود”. كل هذه كانت تستهدف أن تكون وزناً مضاداً لتصفية يد يمينه فؤاد شكر في قلب بيروت، لكن ينبغي التعاطي مع هذه المعادلة بالحذر الواجب.

ألا نرضى بـ “التعادل”

في بيان حزب الله في صباح الهجوم، شدد نصر الله على أنه رد أولي. وحسب تقرير الـ “بي.بي.سي” ربما يكون المحور الإيراني، بفروعه في اليمن والعراق وسوريا، ينتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ رده.

في كل الأحوال، ليس لإسرائيل ما ترضاه من رغبة نصر الله “إنهاء الحدث” في نوع من “التعادل”. فرغم نجاح الجيش الإسرائيلي، فإن إقليماً كاملاً في الشمال لا يزال مقفراً تقريباً.

مشكوك أن يوافق سكان الشمال على اتفاق دولي آخر يعدهم بالتلال والجبال، بينما يسمح لحزب الله في الواقع بأن يعيد قوة الرضوان إلى مقربة من الحدود. بل أشار نصر الله في نهاية خطابه إلى أنه “قد يأتي اليوم”، الذي يجتاح فيه حزب الله إسرائيل.

يفيد هذا التلميح بما سيكون عليه معنى اتفاق بين إسرائيل ولبنان إذا ما تحقق انطلاقاً من موقع ضعف. رئيس حكومة تسيير الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ذكر بعد الهجوم أنه يجب تنفيذ قرار 1701. من ناحية بيروت، المعنى هو انسحاب إسرائيلي من كل نقاط الخلاف على الحدود. بمعنى أن إسرائيل أيضاً ستكون مطالبة بالتنازل عن أرض وألا تحافظ أيضاً على أمن البلدات في الشمال.

إعطاء فرصة للاتصالات

يأمل نصر الله بأن يتجاوز تأثير الهجوم البعد التكتيكي إلى البعد الاستراتيجي. على حد قوله، فإن رشقة ما قبل الصباح ستساعد حماس في المفاوضات في القاهرة. شرح بأنه أخّر الرد لإعطاء فرصة للاتصالات التي قد تؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة. كان هذا هدف جبهة القتال التي فتحها مع إسرائيل في 8 أكتوبر. إن إنقاذ حماس بصعوبة من الجيش الإسرائيلي كان سبباً وجيهاً جعل منظمات الإرهاب الفلسطينية – حماس والجهاد الإسلامي – تهنئ حزب الله في بياناتها أمس.

شدد نصر الله: “إذا كانت النتيجة مرضية وحققت هدفها، فسيكون الرد قد انتهى من ناحيتنا. وإذا لم تكن كذلك فسنحتفظ لأنفسنا بحق الرد في موعد آخر. رسالتنا واضحة لإسرائيل وللأمريكيين – أي أمل لإسكات جبهة الإسناد باطل. ما بدأنا به قبل 11 شهراً سنواصل به، ولا يهم ما نضحي به لتحقيق ذلك”.

على بايدن ألا يهدد

في الوقت نفسه، ذكر أحد المحللين اللبنانيين بأن الهجوم جاء في الوقت الذي كان فيه رئيس الأركان الأمريكي، الجنرال تشارلز براون في الأردن. بكلمات أخرى، حاول حزب الله أن يبث للأمريكيين بأن تهديدات الرئيس الأمريكي بايدن لا تؤثر عليه.

يبدو أن زعيم حزب الله يأمل في أن يدفع التهديد بتوسيع الحرب إلى لبنان والولايات المتحدة ومصر للضغط على إسرائيل للتنازل في مسائل أخرى في المفاوضات. وها هو وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قال إنه “لا مفر من بذل كل الجهود لمنع التصعيد في المنطقة. فالتدهور إلى حرب إقليمية ستكون له تداعيات قاسية”.

إذا اختارت إسرائيل مهاجمة لبنان بشكل أوسع، فقد نضجت الظروف لذلك: عملية تفكيك قوة حماس العسكرية استكملت في معظمها، وهو ما يسمح بحشد القوات في الجبهة الشمالية؛ وتصفية فؤاد شكر أعطت آثارها، وهجوم حزب الله فشل من ناحية تكتيكية؛ ولإدارة بايدن قدرة محدودة للضغط على إسرائيل في زمن الانتخابات.

مع ذلك، سيتعين على إسرائيل تحديد أهداف الحرب وطريقة إنهائها بعقلانية. مثلاً، نزع قدرات حزب الله الاستراتيجية، وعلى رأسها مشروع الصواريخ الدقيقة.

إسرائيل اليوم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية