ترافق قرار مجلس الأمن ضد تنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة» تحت الفصل السابع، مع قرار الاتحاد الأوروبي «تسليح الأكراد»، تبعه هجوم كردي بدعم جوّي أمريكي، كما تحدثت أنباء عن طلب الائتلاف السوري المعارض من الولايات المتحدة الأمريكية ضرب «داعش» داخل سوريا، وقد بدأت أمس طائرات حربية تحدث البعض عن أنها أمريكية بالهجوم على مواقع التنظيم المذكور في الرقة.
والقرار الأخير هو الثاني بعد قرار سابق وافقت فيه روسيا والصين على إدخال المساعدات للنازحين في سوريا، مما قد يؤشر الى تغيّر ما في الموقفين الروسي والصيني، على خلفية التقدّم العسكري الكبير الذي حققه تنظيم «داعش» داخل سوريا والعراق.
في المقابل تقوم روسيا بالتصعيد المدروس على جبهة أوكرانيا، وهو ما يدفع الحكومة الأوكرانية وحلفاءها الغربيين شيئاً فشيئاً نحو زاوية مظلمة يتردد «حلف الناتو» كثيرا قبل دخولها، فبعد قرار إدخال قافلة «مساعدات» كبيرة الى مناطق النزاع شرق أوكرانيا من دون موافقة الحكومة الأوكرانية او الغرب، جاءت أخبار أمس عن مدّ موسكو حلفاءها الإنفصاليين في أوكرانيا بطاريات صواريخ غراد إضافة الى إعلان هؤلاء عن إسقاط طائرة اوكرانية.
تبدو الرسالة غير المعلنة هي تأكيد التصلّب الروسي في أوكرانيا مقابل خطوات تراجع تكتيكية في الموضوع السوري، لكن الأدقّ القول أن روسيا تجد فائدة في تصدّي واشنطن لـ «داعش» في سوريا والعراق، فهي تعتبر الحكومتين في بغداد ودمشق حليفتين، وبالتالي فأمريكا تتدخّل، عملياً، في اتجاه لا يضرّ المصلحة الاستراتيجية الروسية، بل إن موسكو يسرّها بالتأكيد إعادة التورّط الأمريكي في العراق، وهو التدخّل الذي قلب المعادلة العالمية، بكلفته البشرية والمادية الباهظة لأمريكا، وبمنافعه الجلّى السياسية والمادية (مع ارتفاع أسعار النفط والانشغال الأمريكي عن الصعود المندفع للروس) على روسيا.
على الصعيد العربيّ تعمل المملكة العربية السعودية، من خلال حلفها المرتقب مع مصر السيسي، على إعادة رصّ الصفوف العربية وراء ما تعتبره الخطر الأكبر القادم عليها، أي تنظيم «داعش» وأخواته، وهو ما فهمه النظامان الإيراني والسوري، فسحة تكتيكية للحركة المشتركة لمواجهة «داعش»، بحيث لا يعود مهمّاً تبيان إن كان ضرب مواقع «الدولة الإسلامية» في الرقة وريف حلب، بطائرات سوخوي وميغ أم «إف 16».
تعكس السياسة الأمريكية الخارجية حالياً تقبّلاً لمنطق الغلبة الأمنية الذي فرضه المدّ المعارض للثورات، وخصوصاً في مصر، وابتعاداً عن النموذج المعتدل التركيّ (والتونسيّ الى حد ما)، لصالح سيادة «الدولة العميقة» والأنظمة التقليدية.
لكنّ الشيء الوحيد الذي لا يريد أحد الإعتراف به في موضوع «داعش» وأخواتها، هو أن غارات أمريكا، وحتى الهجمات الرديفة من الميليشيات الشيعية، ناهيك عن الحلف العربي الهزيل ضد «الإرهاب»، تصبّ كلّها النار على زيت المنطقة المشتعل، وتوسّع أكثر فأكثر الأسباب التي أطلقت «داعش» أصلاً وتعطي التنظيم أو أشباهه طاقة للتوالد والتكاثر والتوسع، لا العكس.
الحل العسكريّ ممكن لإسقاط أنظمة وكسر جيوش تقليدية، أما مع ظاهرة مثل «الدولة الإسلامية» فلا حلّ حقيقياً إلا بالعمل الدؤوب على أسباب نشوء الإرهاب، والأمثلة على ذلك كثيرة، بدءاً من أفغانستان أثناء الحكم الروسي، حيث انحسرت هجومات الأفغانيين على الروس مع انسحابهم، مروراً بالعراق نفسه، حين قدّمت للمكوّن السنّي خيارات المشاركة السياسية والأمنية، فتراجع تنظيم «القاعدة» (كما كان يعرف آنذاك) تراجعاً كبيراً، ووصولاً إلى أيرلندا (للتذكير بأن الإرهاب ليس خاصة بيولوجية بالمسلمين)، وصربيا وكرواتيا.
المجتمع الدولي، وعلى رأسه أمريكا وأوروبا وروسيا، والعالم العربي، لا يبديان إشارات الى أي رغبة بمعالجة الخلل الوجوديّ الكبير في هذه الجغرافيا الواسعة، من اليمن الى ليبيا، ولكن خصوصاً في العراق وسوريا ولبنان… وفلسطين، وهو ما سيعيد إنتاج الأزمات ولكن على نطاق أكبر.
مواجهة «داعش» من دون معالجة أسبابه كفيلة بإعطائه رخصة أطول للحياة، ولعلّ ذلك أمر مقصود؟
رأي القدس
يبدولآمريكا أن المعارضة السورية في الخارج تفطنت لما يحدث لسوريا
من تدمير وحرب استنزاف قد يطول أمدها .
ويبدو أن المعارضة السرية أدركت أن أمريكا وحلفائها لايريدون رأس
الأسد بل يريدون سوريا . بعد ما كانوا يظنون أن عملية غزو ليبيا من قبل الحلف الأطلسي وقتل القذافي تتكررفي سوريا .ولكن الوضع اختلف بسبب موقف روسيا والصين .
ولما أيقنت أمريكا والغرب وعملاؤهم من الحكام العرب من تراجع المعارضة
الوطنية التي لم تقبل بالوضع الذي آل اليه الشعب السوري في الوقت الحالي
من تمزيق عرقي وطائفي وتشتت واهانة في الداخل والخارج لم يعهدها السوري في حياته طيلة قرون .
ها هي أمريكا تصنع ما كنا لانتوقع بعد القاعدة ( التي انحصر نشاطها في بلدان
عربية كانت يوما ما لها علاقة وطيدة بالاتحاد السوفيتي ) فصنعت بديلا للمعارضة السورية على الخصوص لايؤمن الا بالقتل والتدمير هو داعش
لتضييق الخناق على سوريا وعلى العراق لاأقصد النظم لأن المالكي نصبته
أمريكا وانقلبت عليه لأنه تمرد عليها وراح يدعم النظام السوري على
عكس أردوغان التلميذ النجيب و الوفي لمعلمه فنال المكافأة وأي مكافأة .
.
أخيرا لماذا لا تنتقل داعش الى بلدان عربية تحد العراق . فهل تخشى
قوة نتنياهو ….
يستحق النظام السوري شهادة الدكتوراة مع مرتبة الشرف في( ادارة التوحش ) واستخدام حركات السلفية الجهادية من الرقعة الممتدة من العراق الى لبنان وليس انتهاءا بسوريا
الاخ طاهر الفلسطيني انت محق في تعليقك الى حد بعيد وانت قلت ولسنا بحاجة لان نكون علماء دين حتى نعرف ان داعش ليست نموذجا اسلاميا بل توحش ولكن الا تتفق معي اخي ان داعش استقطبت الشباب فكرا وممارسة وسلوكا عبر النص الديني
الذي فهمته على نحو خطر جدا يفتقر الى الفقه بالنسبة لي ارى ان اهم شيء اليوم هو مخاطبة هؤلاء الشباب الذين يمملكون طاقة جهادية لصرفها في المكان الزمان المناسبين وبطريقة تستند فعلا الى الهدي النبوي( بالعكس هذه المرحلة ابطالها رجال دين من وجهة نظري ) الذي ظنوا انهم يمارسونه داعش هي نتيجة طبيعية لغياب نموذج اسلامي له نظرية فقهية وينبع من الاسلام وله جهاد حقيقي في سبيل الله ابعد من التنظير التعبوي الدعوي اقناع هؤلاء الشباب بالدليل الشرعي واجب هام جدا وفرض عين على ان يكون الفقيه حرا وليس عمامة مستاجرة ولا يخاف احدا الا الله ومؤهلا لقول الحق وصياغة نظرية الجهاد والدولة ونظام الحكم بالاسام وفقه الدماء على نحو دقيق فقط رجال الدين المدججون بالعلم الشرعي والتجربة الجهادية التي تمنحهم المصداقية وهم الذين سيكونون قادرين على التاثير على هؤلاء الشباب ربما انت استاذ طاهر لست كذللك (لديك فطرة كافية لتعرف ان هذا ليس اسلاما )ماذا عن الالاف التي انضمت لداعش؟
خلاصة ما استنتجت من المقال ، ان الطريقة “الجراحية” المحدودة التي ضربت بها اميركا هذا التنظيم ، صبت (و ستصب) في صالحه في النهاية ، وأن ما فعله التنظيم و يفعله الآن ، هو في صالح الأهداف الأستراتيجية للولايات المتحدة (و حليفتها و ربيبتها اسرائيل) على المدى البعيد ، ووفرت الغطاء الأفضل لعودة الأميركان على الأرض الكريهة بالنسبة لهم بعد ان اضطروا الى الخروج منها مدحورين و على خلاف ما كانت الخطط المأمولة ، فبعد ان خرجوا من الشبابيك ها هي داعش تعيدهم من الأبواب الكبيرة ( او بسببهم حسب ظواهر الأمور!)
في علم الجريمة ، يقال دوماً فتش عن المستفيد !!
لا ارى على الآرض اليوم اكثر استفادة من الولايات المتحدة وايران واسرائيل بالأضافة الى هذا التنظيم المسخ!! وكما يقول المثل عندنا ، وعلى العاقل أن يفهم!