القدس- عبد الرؤوف أرناؤوط:
باقتراب موعد 25 أغسطس/ آب الجاري، وهو الموعد المحدد لإقرار ميزانية إسرائيل، تزداد المخاوف من انهيار الائتلاف الحكومي، والتوجّه لانتخابات جديدة، ستكون الرابعة منذ أبريل/ نيسان 2019.
ويطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (زعيم حزب الليكود) بميزانية لعام واحد، ولكن وزير الدفاع رئيس الوزراء المناوب، زعيم حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس، يصر على إقرار ميزانية لعامين.
وفي حال عدم إقرار الميزانية حتى تاريخ 25 أغسطس الجاري، فإن على الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أن يحلّ نفسه وتُنظم انتخابات عامة بعد 3 أشهر.
وتعكس الأزمة حالة انعدام الثقة بين “الليكود” الذي يقوده نتنياهو وحزب “أزرق أبيض”، برئاسة غانتس.
وترى وسائل إعلام إسرائيلية، أن غانتس يصر على إقرار ميزانية لعامين، كونه لا يثق بنتنياهو، ويخشى أن “يغدر” به، ولا ينفذ الاتفاق الذي أبرماه، وينص على التناوب في رئاسة الحكومة.
وقال وزير العلوم والتكنولوجيا أوفير أكونيس (من حزب الليكود)، الإثنين “إن موافقة أزرق أبيض على إقرار مشروع ميزانية لعام واحد، سيبعد احتمال اجراء انتخابات قريبا ويؤدي الى استقرار في الدولة”.
واعتبر في حديث لهيئة البث الإسرائيلية أن إصرار غانتس على ميزانية لعامين، بأنه “تعبير عن عدم الإحساس بالمسؤولية، نظرا لخطر تعرض الدولة لموجة ثالثة من جائحة فيروس كورونا في غضون الأشهر الثلاثة الى الأربعة القادمة”.
وتابع أكونيس أن “أزمة كورونا تُبرر إصرار (الليكود) على إقرار ميزانية لعام واحد فقط”.
وتأتي أزمة الميزانية، في وقت تواجه فيه إسرائيل ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات بفيروس كورونا منذ يونيو/ حزيران الماضي وتراجعا اقتصاديا بسبب الجائحة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الإثنين: “يستمر التوتر داخل الائتلاف الحكومي على خلفية الجدال حول المصادقة على مشروع ميزانية للدولة”.
وأضافت: “أعاد رئيس الوزراء المناوب بيني غانتس التزامه بإقرار مشروع يضم العامين المقبلين، رغم معارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لذلك”.
وتابعت أن “غانتس أكد لأعضاء حزبه أنه متمسك بموقفه في هذه القضية”.
وتحت عنوان: “هل نحن في الطريق إلى انتخابات”؟ كتبت صحيفة “معاريف”، الإثنين، “فيما يصل عدد العاطلين عن العمل إلى 870 ألفا فإن الإسرائيليين قد يعودوا مجددا إلى صناديق الاقتراع بسبب الأزمة حول الميزانية”.
وتساءلت: “هل سيؤدي الخلاف داخل الحكومة حول الميزانية إلى دفع إسرائيل إلى صناديق الاقتراع في مثل هذا الوقت الصعب، إذا لم يتم اقرار الميزانية بحلول الخامس والعشرين من أغسطس”.
لكنّ وزير المالية يسرائيل كاتس (من حزب الليكود) قال، الإثنين، إن إعداد ميزانية لعامين سيتطلب عدة أشهر.
وأضاف لهيئة البث الإسرائيلية: “لقد أعددنا ميزانية للعام 2020، إسرائيل بحاجة إلى ميزانية ونحن مستعدون لذلك”.
وتابع: “لقد طلبت عرض الميزانية في اجتماع الحكومة أمس، وقد درس رئيس الوزراء نتنياهو الموضوع، ولكنّه على الأرجح ما زال بحاجة إلى المزيد من الوقت لبحث الموضوع مع غانتس”.
وأكمل كاتس: “إن إعداد ميزانية أخرى غير تلك التي جهزناها، مثلا ميزانية لعامين، هي عملية ستستغرق عدة أشهر ولا توجد هكذا امكانية في هذا الوقت”.
انعدام الثقة بين نتنياهو وغانتس
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد قالت في الأيام الماضية إن غانتس يخشى من أن نتنياهو يريد ميزانية لعام واحد استعدادا لاختلاق أزمة جديدة مطلع العام المقبل تؤدي إلى انتخابات.
ووفقا للاتفاق الذي تشكلت الحكومة الإسرائيلية الحالية على أساسه في مايو/ أيار الماضي، فإن نتنياهو سيترأس الحكومة لمدة 18 شهرا قبل أن يُسلّم رئاسة الحكومة إلى غانتس الذي سيبقى بالمنصب لفترة مماثلة.
ولكن غانتس يخشى من أن نتنياهو يريد أن يرأس الحكومة، ولا يريد أن يسلمها لأحد، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
المعارضة تؤيد نتنياهو
وفي موقف نادر، يؤيد زعيم المعارضة الإسرائيلية، رئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لبيد، نتنياهو في موقفه.
وردا على سؤال، عمّا إذا كانت إسرائيل في طريقها إلى انتخابات، قال لبيد: “أنا لا اعرف، عليكم أن تسألوا هذا الائتلاف الحكومي المجنون المنفصل عن الواقع”.
واعتبر لبيد في حديثه إلى محطة إخبارية محلية في مدينة تل أبيب، الإثنين، أن من غير الممكن في هذا الوقت، إعداد ميزانية لمدة عامين.
وقال لبيد الذي شغل في الماضي، منصب وزير المالية: “لا أعتقد أنه من الممكن وضع ميزانية للعام 2021 بشكل احترافي”.
وأضاف: “من وجهة نظر اقتصادية كيف يمكنك عمل ميزانية؟ لا يوجد طريقة يمكن لإسرائيل أن تعرف من خلالها الآن كيف سيبدو عليه الوضع الاقتصادي أواسط العام 2021 ولذا فإن ما هو مطلوب هو ميزانية سريعة لعدة أشهر”.
ويعد لبيد، من أشد المعارضين لنتنياهو، ولكنّه أيّده في موقفه من الميزانية.
ولم يؤيد لبيد إجراء انتخابات جديدة في هذه المرحلة، في ضوء الأوضاع الاقتصادية وجائحة كورونا، رغم أنه أشار إلى أن “هذه الحكومة تحتاج حتما الى تغيير”.
وحذر من أن الخلاف حول الميزانية يتم في وقت “ينهار فيه الاقتصاد وتزداد فيه البطالة، ويرتفع أعداد المرضى بفيروس كورونا”.
وكانت ثلاث جولات انتخابية عامة قد جرت في إسرائيل منذ أبريل/ نيسان 2019 آخرها في شهر مارس/ آذار الماضي.
(الأناضول)