هل تندم جميلة تشيلسي على طرد لامبارد وتعيين توخيل؟

عادل منصور
حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”: “أشعر بخيبة أمل لأنني لم يكن لدي الوقت هذا الموسم لدفع النادي إلى الأمام ونقله إلى المستوى التالي”، بهذه الكلمات التي دوّنها فرانك لامبارد عبر حسابه على منصة “انستغرام”، في رسالة وداع تشلسي وجماهيره، صدرت عناوين وأغلفة الصحف والمواقع الرياضية، وأحدثت كذلك انقساما بين المشجعين في عالم “السوشيال ميديا”، ما بين فئة تعتقد أن الروسية مارينا غرانوفسكايا، التي تشغل منصب المديرة التنفيذية في النادي، أخطأت بتسرعها في اتخاذ قرار الإقالة، من منطلق أن سوبر فرانك لم يحصل على وقته بشكل كاف، على الأقل مقارنة بنظيره في مانشستر يونايتد أولي غونار سولشاير، وأخرى ترى أن المرأة الحديدية أصابت الهدف، لإنقاذ موسم البلوز بعد تدهور الأداء والنتائج في الأسابيع الماضية.

 

فلاش باك

يبدو ظاهريا، أن النتائج المتواضعة التي حققها البلوز في الجولات الأخيرة، والتي وصلت لحد التجرع من مرارة الهزيمة 3 مرات في آخر 6 مباريات، سببا رئيسيا في قرار الإطاحة بأسطورة النادي، لكن في حقيقة الأمر، كانت هناك صراعات وحروب باردة خلف الكواليس، هي التي عجلت بانتهاء قصة لامبارد القصيرة في “ستامفورد بريدج”، لعل أبرزها ما انفردت به شبكة “ذا أتلتيك”، وما وصفته “الخلافات الحادة” بين الرجل الأربعيني وبين المرأة التي تحكم قبضتها على كل مفاصل كرة القدم داخل النادي، لأسباب تتعلق بقوة نفوذها في تشلسي، بمباركة من مواطنها رومان آبراموفيتش، وقد بدأت المشاحنات بين الاثنين في مثل هذه الأيام العام الفائت، عندما بادر لامبارد بافتعال المشاكل، بتصريحات على طريقة “كل لبيب بالإشارة يفهمُ”، موجها انتقادات غير مباشرة لغرانوفسكايا، لعدم إبرام صفقات جديدة في الميركاتو الشتوي، كمكافأة له، بعد نجاحه في المهمة الانتحارية، بوضع الفريق على الطريق الصحيح في النصف الأول من موسمه الأول، بدون النجم الأول إيدين هازارد، ولا حتى صفقة واحدة جديدة، بسبب العقوبة المفروضة من الفيفا، بمنع النادي من شراء لاعبين بسبب انتهاكات ضم بعض اللاعبين الأقل من 18 عاما، وهي العقوبة التي تم تخفيفها أواخر 2019، إلا أن إدارة تشلسي لم تُحرك ساكنا، ما أحدث شرخا في العلاقة بين المدرب والمديرة، على غرار اعتراض مارينا على طريقة تعامل لامبارد مع الحارس الإسباني كيبا أريزابالاغا، ذاك الحارس الذي كبد الخزينة الزرقاء ما يزيد على 70 مليون جنيه إسترليني، وفي الأخير انهارت قيمته السوقية، لتراجع مستواه، بصورة أقل ما يُقال عنها صادمة، في عهد المدرب السابق، وحتى بعد التعاقد مع الحارس السنغالي إدوارد ميندي، للتخلص من صداع ضعف مركز حراسة المرمى، وهو ما حدث بالفعل في الشهور القليلة الماضية، لكن المديرة لم تنس أبدا أن لامبارد كان بإمكانه رفع مستوى كيبا والتعامل معه نفسيا بشكل أفضل، على الأقل حفاظا على قيمته السوقية.

 

صلاحيات وانتقام

خاض لامبارد معارك أخرى غير محسوبة مع المرأة المسيطرة على النادي، مثل الصدام على الصلاحيات الخاصة باختيار القائمة والتحكم في مستقبل اللاعبين، تلك الامتيازات والصلاحيات الموسعة التي كانت تعطي في السابق للمدرب، قبل أن يتغير الزمن ويصبح مدير الكرة، همزة الوصل بين أصحاب القرار وبين الطاقم الفني، مع هيمنة على كل ما يخص سوق الانتقالات، بل أحيانا التدخل في الأمور الفنية. وبرزت هذه المشكلة، في ملف المدافع الألماني أنطونيو روديغر، الذي حاول المدرب التخلص منه بشتى الطرق في بداية الموسم، لكن المديرة ضربت بكلام المدرب عرض الحائط، ليصفعها بتجميد اللاعب على مقاعد البدلاء، وهو ما أثار غضب غرانوفسكايا، وساهم بشكل أو بآخر، في قطع شعرة معاوية بينهما، بتجاهل طلب المدرب بالتوقيع مع هدفه الرئيسي ديكلان رايس، خاصة بعد تمسك الغريم اللندني وستهام بالحصول على 70 مليون بالعملة المحلية، مقابل الاستغناء عن اليافع العشريني، قبل أن تنقلب عليه غرفة خلع الملابس، لاعتراض اللاعبين على تعامل المدرب مع الهزائم والعروض السيئة، إلى جانب مبالغته في انتقادهم على الملأ، ليضع اللاعبين في مرمى نيران المشجعين، بدلا من دعمهم بأفكار وخطط تساعدهم على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، وهو ما أشعل ثورة غضب اللاعبين المهمشين، فيما كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، أو بالأحرى فرصة ذهبية لغرانوفسكايا، من أجل الانتقام من المدرب، باتخاذ قرار إقالته بعد السقوط المؤلم أمام ليستر سيتي بثنائية نظيفة، وفي اليوم الأخير وبعد التوصل إلى اتفاق رسمي مع الألماني توماس توخيل، تم منع الأسطورة من دخول مقر تدريبات تشلسي في كوبهام، والأسوأ من ذلك، لم تسمح له الإدارة بتوديع اللاعبين للمرة الأخيرة، وفقا لما أوردته شبكة “سكاي سبورتس”، في تقرير خاص عن كواليس إقالة لامبارد وتعيين خليفته بعقد مدته 18 شهرا.

 

خطايا لامبارد

بعيدا عن الصراعات الداخلية، هناك العديد من الملفات، لم ينجح فرانك لامبارد في إدارتها، يأتي في مقدمتها ملف الصفقات الجديدة، التي كلفت النادي ما يقرب من ربع مليار إسترليني، كواحد من أكثر أندية الكوكب نشاطا في زمن كورونا. وكما نعرف، أبرم البلوز 7 صفقات، منها 6 لدعم الفريق الأول، منها لتعويض المدرب بعد تقشف الموسم الماضي، ومنها أيضا لتحقيق آمال وتطلعات المشجعين، بإعادة الفريق للمنافسة على البريميرليغ، لكن مع الوقت، وضح للجميع أن المدرب لم يستغل الوافدين الجُدد بالشكل المطلوب، خصوصا الصفقات التي كانت تعول عليها الجماهير، والإشارة إلى السهم الألماني تيمو فيرنر ومواطنه كاي هافيرتز، ولاحظنا كيف تسبب هذا الثنائي بالذات في خلط أوراق المدرب، لأسباب تتعلق بسوء توظيفهم داخل المستطيل الأخضر، بالاعتماد على فيرنر في مركز رقم 9، وأغلى صفقة في تاريخ النادي في مركز لاعب الوسط، وذلك لحل معادلة إبقاء ماسون ماونت وكريستيان بوليسيتش في القوام الرئيسي، رغم أن قوة القادم من لايبزيج تكمن في انطلاقاته المفاجئة على الطرف الأيسر، أو في مركزه المفضل كجناح مهاجم، لاستغلال طاقته وسرعته الجنونية في آخر 30 متراً في الملعب، بينما لامبارد كان مقتنعا أنه رأس حربة ومحطة يرتكز عليها في المناطق المحظورة للمنافسين، وذلك بطبيعة الحال، لتفادي المفاضلة بين فيرنر وبوليسيتش.

وهي نفس المعضلة التي واجهت المدرب، للمفاضلة بين حكيم زياش وكاي هافيرتز وبدرجة أقل ماونت، وفي نهاية المطاف، اضطر لخلق مركز لكاي في وسط الملعب، ما حرم الشاب الألماني من ميزته، كلاعب مبدع رقم 10، وجعله يظهر بصورة لا تقارن بمستواه الخرافي الذي كان عليه مع فريقه السابق باير ليفركوزن. وتشمل خطايا سوبر فرانك، فشله في إنهاء صداع الهشاشة الدفاعية، للموسم الثاني على التوالي، رغم ارتفاع جودة الأسماء مقارنة بالموسم الماضي، متمثلة في الحارس ميندي والمدافع البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا، بدلا من كيبا وكثير الأخطاء أندريس كريستينسن، لكن قلة خبرة المدرب، وإصراره على اللعب بطريقة هجومية مبالغ فيها، كأنه كان يغامر بالأسماء الرنانة في الهجوم، الأمر الذي تسبب في ضياع نقاط مجانية، نتيجة المجازفة الهجومية الكبيرة على حساب الشق الدفاع، كما حدث أمام ولفرهامبتون، حين أعطى تعليمات لجيمس وتشيلويل بالاندفاع إلى الأمام في الدقيقة 90 والنتيجة 1-1، بعدها مباشرة استقبل هدف ضياع النقاط الثلاث، وقبلها استقبل 3 أهداف أمام مانشستر سيتي في الجولة الـ17، منها هدفان من هجمات مرتدة لفريق الفيلسوف بيب غوارديولا. ومثل هذه الهفوات الساذجة، تسببت في هزائم مجانية، وبالتبعية تقلصت فرصه في المنافسة على اللقب الغائب منذ عهد الإيطالي أنطونيو كونتي، بتقهقر الفريق في جدول ترتيب أندية البريميرليغ، باحتلاله المركز التاسع، متأخرا بـ11 نقطة عن المتصدر مانشستر سيتي وبـ10 نقاط عن الوصيف مانشستر يونايتد، بعدما كان على بعد نقطتين فقط من الثنائي المتصدر حتى الجولة الحادية عشرة ليفربول وتوتنهام، ولأن مستقبل المدرب يتوقف في الأساس على نتائج الفريق، خصوصا مع ناد مثل تشلسي، له تجارب سابقة كثيرة في تغيير المدربين مع أول تعثر.

 

الرهان الحائر

باستثناء المستوى المبهر، الذي ظهر عليه المغربي حكيم زياش قبل انتكاسته الأخيرة، حاول لامبارد إقناع الجمهور والرأي العام، أو إن جاز التعبير تبرير البداية البطيئة للصفقات الجديدة، لحاجة هؤلاء لمزيد من الوقت والصبر، حتى تكتمل عملية الانسجام بين الجدد والقدامى، ومن ثم تظهر ملامح المشروع، حتى أنه ذكر الجميع ببدايات كيفن دي بروين ومحمد صلاح وغيرهم في الدوري الإنكليزي الممتاز، مقارنة بوضعهم بعد اكتسابهم الخبرة والتمرس على أجواء وطن مهد كرة القدم، لكن الإدارة لم تصبر عليه، بالطريقة التي رسمها لنفسه، على الأقل، ولم يحصل على وقته الكافي مثل أولي غونار سولشاير، الذي تعرض لنفس المواقف والظروف، مع ذلك أبقت عليه إدارة اليونايتد، إلى أن قفز بالفريق إلى الوصافة، ولولا التعثر أمام دابته السوداء شيفيلد يونايتد في الجولة الـ20، لاحتفظ بالصدارة حتى إشعار آخر، وهذا ما خذل لامبارد وأصابه بخيبة أمل، كما قال بنفسه في رسالة الوداع، لاعتقاده بأنه لم يحصل على وقته بشكل كاف. بينما الإدارة، وبالأخص غرانوفسكايا، فقد رأت أنه استنفد كل رصيده على مدار 18 شهرا، ربما لعدم تحسن أوضاع الفريق، وافتقاره للهوية والأناقة لفترة طويلة، وربما لعدم حدوث ثورة حقيقية، تعبر عن حجم النادي في الميركاتو الصيفي، ليقع الاختيار على المخضرم الألماني توماس توخيل، الذي اكتسب خبرات لا بأس بها من عمله في سُدّة حكم بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان، وعلى الأقل، يصنف على أنه مدرب من أصحاب البطولات، على عكس لامبارد، الذي ما زال في بداية مشواره التدريبي.

وقد فعلت الحسناء الروسية ذلك، أملا في استنساخ تجارب الأمس غير البعيد، أشهرها مغامرة 2012، عندما اكتفى رومان أبراموفيتش بـ40 مباراة للمدرب البرتغالي الشاب آنذاك أندريه فيلاش بواش، ليكلف مساعده ومحبوب الجماهير روبرتو دي ماتيو، ليقود البلوز لأعظم إنجاز في تاريخه، بتحقيق حلم رجل الأعمال الروسي، بالتتويج بدوري أبطال أوروبا، بعد ملحمة ستبقى عالقة في الأذهان أمام بيب غوارديولا وفريق أحلام برشلونة في نصف النهائي، ثم بقهر البايرن في عقر داره “آليانز آرينا”، بمساعدة ركلات الترجيح، وسبقها بأيام بالتتويج بكأس الاتحاد الإنكليزي بالفوز على ليفربول بهدفين لهدف، والأعجب من ذلك، أطاح بالمدرب الإيطالي في النصف الأول من الموسم التالي، من دون أن يراعي إنجازه، الذي لم يحققه كل من تناوب على تدريب الفريق في كل العصور، حتى بديله، وهو رافا بنيتيز، أنهى الموسم بشكل مثالي، بتحقيق لقب اليوروبا ليغ، إلى جانب الحصول على المركز الثالث في جدول ترتيب أندية البريميرليغ، والسؤال الآن: هل سيكون توماس توخيل المخلص الجديد للبلوز؟ أم ستصدق توقعات لامبارد، بأن الفريق لن ينفجر بين يوم وليلة؟

 

الإجابة على الطرح

قبل أي شيء، من الصعب جدا التشكيك في كفاءة توخيل، المعروف في ألمانيا بتلميذ يورغن كلوب، كونه بدأ مشواره في نفس محطات أفضل مدرب في العالم في آخر عامين، باكتشاف موهبته مع ماينز ومن ثم الانتقال إلى بوروسيا دورتموند. الفارق الوحيد، أن كلوب، توجه إلى تحدي البريميرليغ في أول تجربة خارج البلاد، بينما توخيل، قضى عامين ونصف العام مع باريس سان جيرمان، حقق خلالهم 4 ألقاب من أصل 6 بطولات محلية متاحة، والأهم من ذلك، قاد الفريق للوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، لكنه راح ضحية توقعات العملاق الباريسي العالية، لمجرد أن أنهى الفريق النصف الأول في المركز الثاني، نتيجة لمشاكل كورونا وإصابات الملاعب التي عصفت بأهم اللاعبين، بمن فيهم كيليان مبابي ونيمار جونيور، إلى جانب، التوتر الأخير بين المدرب والمدير الرياضي ليوناردو، الذي كلف توخيل الإقالة من منصبه، بعد أقل من 24 ساعة من تصريحاته النارية، التي انتقد خلالها تحركات الإدارة في سوق الانتقالات، كبوابة للكشف عن المشاكل التي تدور خلف الكواليس، وأيضا لإظهار معاناته من ارتفاع سقف طموح وتوقعات النادي والجماهير، لدرجة أن الفوز بالثلاثية المحلية والترشح لنهائي الأبطال، لم يكن كافيا لحجم التوقعات، ليسلم مشروعه للأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، وبعد فترة وجيزة، عاد سريعا إلى أعلى مستوى تنافسي في كرة القدم، وفي مهمة عاجلة لإنقاذ موسم أسود غرب لندن.

وكي يتمم المدرب الألماني مهمته بنجاح، أو بمعنى آخر، ليواصل السير على خطى أستاذه كلوب، يحتاج أولا الى إخماد ثورة الغضب العارمة داخل غرفة خلع ملابس “ستامفورد بريدج”، بين الشامتين في رحيل لامبارد والمصدومين بفراقه، وثانيا التعلم من هفوات سلفه، بعمل توازن بين الدفاع والهجوم، ما يعرف بالتوليفة السحرية، لإظهار جودة اللاعبين بالطريقة التي يريدها وينتظرها عشاق النادي من هذا الكم الهائل من المواهب القادرة على صنع الفارق في الثلث الأخير من الملعب، ومن حُسن الحظ أن توخيل من أبناء مدرسة الواقعية، ولا يميل إلى فكرة الهجوم من أجل الهجوم، وفي نفس الوقت، ليس بالمدرب الدفاعي البحت، على طريقة حافلة جوزيه مورينيو أو تلاسم أنطونيو كونتي أو دييغو سيميوني، والدليل على ذلك، حكمته في تطويع جواهر العملاق الباريسي لخدمة المنظومة الجماعية، من دون الخلل بالتوازن الدفاعي أو الفاعلية الهجومية، لكن هذا سيتوقف على شخصيته وقدرته على احتواء الصفقات الرنانة التي انطفأ بريقها مع المدرب السابق، أبرزهم أبناء جلدته وخصوم الأمس في البوندسليغا هافيرتز وفيرنر، وإذا فعل ذلك، ستحدث طفرة حقيقية في الخط الأمامي، وهذا ما تتمنى غرانوفسكايا حدوثه، وتنتظره من توخيل، الذي من المفترض أنه جاء إلى تشلسي وهو أكثر خبرة واستعدادا للازدهار أكثر من أي وقت مضى في مسيرته. أما إذا لم يحكم قبضته على غرفة خلع الملابس ولم يجد حلا لتأخر انسجام الصفقات الجديدة مع القدامى، فستصدق توقعات لامبارد، وبالتبعية سيكون الفريق هو الخاسر الأكبر، والسؤال الآن لك عزيزي القارئ: هل تعتقد أن خبرة توخيل ستساعده على الخروج بتشلسي من النفق المظلم سريعا؟ أم سيستغرق بعض الوقت؟

 

 

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية