يقوم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في سياق جولة موسعة إلى إفريقيا، ويسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية: أولها كسب تحالفات جديدة ودعم انفكاك عدد من الدول الإفريقية من الهيمنة الغربية (منطقة الساحل جنوب الصحراء وعدد من الدول الإفريقية) ومحاولة استثمار فرص برزت بسبب خلافات في تحالفات إقليمية لإقناع بعض الدول بأن تعزيز العلاقة مع روسيا يمكنها من امتلاك خيارات لتحصين الموقف وتحسين شروط المناورة (توتر العلاقة بين مصر والدول الخليجية) وتحصين تحالفات استراتيجية تتعرض لتهديدات جدية (محاولة تخفيف الضغط على الجزائر) أو رعاية علاقات قائمة لتحصين موقف دول عربية أو إفريقية رافضة للانخراط في موجة العقوبات الغربية ضد روسيا.
سياق زيارة لافروف إلى المنطقة المغاربية يحتاج لوقفة خاصة، تشترط تحليل الديناميات التي دفعت وزير الخارجية الروسي، يخرج بتصريح غير عادي، يؤكد فيه بأن الولايات المتحدة الأمريكية هاجمت الدولة الخطأ (يقصد الجزائر) وأن الجزائر لن تنصاع للضغوط الغربية بالانضمام للعقوبات ضد روسيا.
سياق هذا التصريح كما أشار وزير الخارجية الروسي يتعلق برسالة وجهها حوالي 27 من أعضاء مجلس الشيوخ إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يقترحون فيها معاقبة الجزائر طبقا لقانون «كاتسا» الذي يتيح استعمال سلاح العقوبات ضد الدول التي تساند خصوم أمريكا، لكن ما يطرح التساؤل أن لافروف تحدث في التصريح نفسه، أن أي دولة عربية لم تنضم إلى العقوبات ضد روسيا، وهل هذا التصريح الذي يتعلق بالجزائر، جاء فقط في سياق الرد على مبادرة أعضاء الكونغرس الأمريكي، أم أن الأمر يتعلق بمحاولة تحصين علاقة استراتيجية تتعرض هذه الأسابيع لتهديدات جدية، دفعت وزير الخارجية الروسي قبل أسبوعين للحديث عن وجود «خطط طويلة الأمد مع المغرب» وأملت عليه محاولة استباق أي إمكانية لتغير الموقف الجزائري استجابة للضغوط الغربية؟
الوقائع التي حصلت منذ نهاية شهر نوفمبر من السنة الماضية تقول بأن الموقف الجزائري، عرف تغيرات كثيرة، اندرجت في مسار من التكيف مع الضغوط الغربية، بدءا بالمناورة، ومرورا بالانحناء للعاصفة، وصولا إلى خيار تقديم امتيازات لدول غربية، بقصد كسب دعمها للتخفف من الضغوط الأمريكية والأوربية.
في 29 نوفمبر2022، أعلنت الجزائر تأجيل مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا، وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، ردا على ما نشرته نظيرتها الروسية في السابق بشأن تاريخ إجراء هذه المناورات، أنها تمثل المصدر الوحيد المعني بالإعلان عن تاريخ أي تمرين عسكري مشترك مع شركائها.
وزارة الدفاع الجزائرية لم تقدم أي توضيحات بهذا الشأن، خاصة وأن بيانها أكد وجود اتفاق حول إجراء هذا التمرين العسكري مع روسيا، لكن وسائل الإعلام وعددا من المراقبين، ربطوا بلاغها بضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية لمنع إبرام صفقة عسكرية مع روسيا بقيمة 17 مليار دولار، وأن الاستجابة الجزائرية لهذا الضغط ظهر من خلال تأجيل هذه المناورات العسكرية المشتركة مع روسيا.
موسكو، فضلت مراقبة الوضع ومتابعة خيارات الجزائر وحدود مناورتها لتحصين تحالفها مع روسيا والانفلات من الضغوط الغربية.
الجزائر في سياق تدبير أزمتها مع كل من المغرب وإسبانيا، قدمت تنازلات لفرنسا وذلك لكسب موقفها المساعد في التخفف من الضغط الأمريكي والأوروبي على خلفية التحالف مع روسيا في المنطقة.
ما يكشف التحديات التي تواجهها السياسة الخارجية الجزائرية في العلاقة مع موسكو والغرب، أن ما تقوم به من تقديم امتيازات لكل من روما وباريس ومحاولة استعمال ورقة «البديل لموسكو الذي سيخفف المعاناة عن أوروبا في موضوع الغاز» يدخل الشك إلى علاقتها مع موسكو
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صرح في الجزائر، ومباشرة بعد الإعلان عن مضمون «الشراكة الاستثنائية» بأن فرنسا لن تعاني مشكلة طاقة في فصل الشتاء، وأن مصادر الطاقة الجزائرية ستساعد من زيادة واردات أوروبا من الغاز، وستقلل من ارتهانها للغاز الروسي.
في 22 من يناير الجاري، تم الاتفاق على هامش زيارة رئيسة الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني للجزائر على إنشاء أنبوب جديد لإمداد إيطاليا بالغاز، وتحويل روما إلى قاعدة إمداد رئيسية للغاز إلى أوروبا.
وقبل أيام، فاجأ رئيس الأركان الجزائري سعيد شنقريحة الأوساط السياسية الجزائرية بالقيام بزيارة إلى فرنسا سبقت زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لفرنسا.
وسائل الإعلام الجزائرية والغربية، توقفت على رمزية هذه الزيارة ودلالتها، بحكم أنها تمثل الزيارة الأولى لقائد جيش جزائري إلى فرنسا منذ 17 سنة، لكنها لم تتوقف كثيرا عن مخرجاتها، واكتفت بترديد الكلام العام حول «تنسيق التعاون الأمني والعسكري بين البلدين» والتوقيع على «ورقة طريق مشتركة».
معظم التحليلات قرأت الزيارة في ضوء التحديات التي تشكلها العلاقات المغربية الإسرائيلية من جهة، والعلاقات المغربية الإسبانية من جهة أخرى وتأثيرها على الأمن القومي الجزائري، وكثير من المحللين من حلل التزامن بين هذه الزيارة وبين إقدام القوات المسلحة الملكية بقصف شاحنات جزائرية دخلت المنطقة العازلة بطائرات «الدرون» بينما تحدثت بعض التحقيقات عن طلب خاص توجه به رئيس الأركان الجزائري من باريس لمساعدة الجيش الجزائري على امتلاك تكنولوجيا عسكرية مماثلة لما عند المغرب في مجال مراقبة المجال الجوي واستعمال طائرات «الدرون» في تحييد التهديدات.
لحد الآن، لم يكشف عن تفاصيل «ورقة الطريق المشتركة» بين القيادتين العسكريتين الفرنسية والجزائرية، لكن، مؤكد أن موضوعها الرئيسي بالنسبة إلى باريس هو أن تحظى فرنسا بجزء مهم من الصفقة التي كانت موجهة لموسكو، في حين، يبقى الموضوعان الرئيسيان للجزائر هو طلب مساعدة باريس للتخفف من الضغط الأمريكي والأوروبي، على تحقيق توازن عسكري مع المغرب، لاسيما بعد أن تمكنت الرباط من الحصول على أسلحة ومعدات عسكرية متطورة، وتوطين صناعات حربية بأراضيه بدعم أمريكي وإسرائيلي.
المفارقة التي لا شك أن موسكو تابعت حيثياتها، أن الجزائر غداة الضغط الأمريكي والأوروبي على مُصَدري النفط والغاز، كانت دائما تصرح بأنها لا تملك القدرة الإنتاجية والتقنية لتعويض الغاز الروسي، لكنها أعلنت أثناء زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية، أنها ستنشئ أنبوبا جديدا بين البلدين، سيجعل من إيطاليا قاعدة لتزويد أوروبا بالغاز الجزائري.
المشكلة، أن المسار الذي دشنته القيادة الجزائرية، أوجدها في أزمة تناقض اتجاهات، فقد بنت طيلة عقود استراتيجيتها ضد المغرب (قضية الصحراء) على تمتين علاقتها بموسكو، وكانت تعتبر أن انحياز فرنسا للمغرب هو سبب انكساراتها الدبلوماسية في هذه القضية، وهي تدرك اليوم، أليس هناك أي خيار يمكن أن يضمن لها تحقيق الاستمرار في الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، وفي الآن ذاته، كسب فرنسا كحليفة لها وكخصم استراتيجي للمغرب. فالمسار الذي دشنته سياساتها الخارجية اليوم، بدأ يزرع بذور الشك لدى موسكو، فالجزائر لا تقوم فقط بإجراءات للتخفف من الضغط الغربي أو لتعديل موازين قوى ضد المغرب، بل تقوم بما تعتبره موسكو هدما لاستراتيجيتها في تطويع أوروبا، إذ ظهرت بمظهر الذي يسعى إلى تعويض الغاز الروسي، بل باشرت عمليا مرحلة تأجيل أو إلغاء صفقة التسلح مع روسيا (بمبلغ 17 مليار دولار) واتجهت نحو فرنسا لإغرائها بجزء مهم منها.
ما يكشف التحديات التي تواجهها السياسة الخارجية الجزائرية في العلاقة مع موسكو والغرب، أن ما تقوم به من تقديم امتيازات لكل من روما وباريس ومحاولة استعمال ورقة «البديل لموسكو الذي سيخفف المعاناة عن أوروبا في موضوع الغاز» يدخل الشك إلى علاقتها مع موسكو، بينما لا يمكن للسياسات التي اشتغلت عليها لعقود للتمكين للنفوذ الروسي في المنطقة أن تقنع الغرب بمنطقة وسط.
ربما تأمل الجزائر بصفقة أسلحة مع فرنسا، أن تقوم باريس بدور مهم في تليين الضغط الغربي اتجاهها، لكن، في المحصلة، ستجد نفسها أمام ثلاث حقائق صادمة، أولها أن فرنسا لا يمكن أن تمضي بعيدا في توترها مع المغرب. وثانيها، أن الغرب لن يقتنع أبدا بحكاية «حياد» الجزائر. والثالثة، أن موسكو لن تبقى على إيقاع الصمت، وهي تشاهد الجزائر تقوم كل يوم من خلال «غازها» الموجه بكثافة على أوروبا بهدم استراتيجيتها في مواجهة أوروبا وفي تفكيك أسس التحالف بينهما.
كاتب وباحث مغربي
تحليل صائب يقارب اللوحة كاملة.
.
نقطة وحيدة أود أن أفهما و ليست لذي معطات كافية، و هي ..
ما محل المشاربع الطويلة الامد على رقعة السطرنج. و اقصد
المشاريع ببن المغرب و روسيا. فلا يعقل ان تصغط روسيا على
الجزائر من أجل مساندتها .. ثم تاتي الى المغرب بهذا الشكل المريب صراحة.
.
لذي ارهاصات تحليل للامر .. و هو غاز افريقا تجاه اوروبا .. نبجيريا السنغال موربتانيا اقصد.
فروسيا تعرف انها لا تستطيع ايقاف هذا المشروع .. و تحاول التسلل من النافدة، كطلبها
أن تكون من ببن ممولي المشروع .. و يبدو هذا امرا صعبا لأن الآخرين ادركوا هدف روسيا.
.
فيبقى اغراء المغرب بالخير الوفير .. ما يفسر هذه الضخامة التي تحدث عنها لافروف.
.
لكن المغرب مدرك للامر ايضا .. و سيتفاعل مع روسيا ببراغماتية معهودة.
.
و قد يكون الأمر مجرد تهديد للجزائر كي لا تتقرب من الغرب. سوف نرى ..
اخي ابن الوليد روسيا تلعب على الحبلين بين المغرب والجزاءر ! فهي تظهر ميلا للمغرب ان أقدمت الجزاءر بالتقرب للغرب فرنسا وامريكا والعكس صحيح ! لاحظنا هذا الامر بنشر الخارجية الروسية لخريطة المغرب كاملة بعد زيارة قاءد الدفاع الجزاءري لفرنسا والحديث عن صفقة عسكرية بين البلدين ! فيما يتعلق بالمغرب روسيا لديها مشاريع ومصالح مع المغرب تتعلق اساسا بالصيد البحري و الصادرات الغداءية المغربية واستيراد النفط والكازوال الروسي بشكل مكثف من المغرب مؤخرا و كذا وهو الاهم الاتفاق المغربي الروسي بإنشاء مفاعلين نوويين للطاقة بالمغرب!!
المقصود بالخطط الطويلة الأمد مع المغرب الذي ذكرها السيد لافروف حسب بعض المتتبعين تنحصر في محورين: أولهما التوافق على إنشاء محطة نووية لأغراض سلمية بخبرة روسية في المغرب, والثانية هي بحث إمكانية تحويل بعض إستثمارات رجال أعمال روس من دول أوروبية بعد فرض عقوبات عليهم إلى المغرب. اما المشروع الأول فقد سعى له المغرب منذ عقود لتطوير إنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية مياه البحر عن طريق منشأة نووية لكن طلباته تعرضت للمماطلة والتمويه من طرف فرنسا وهو مشروع جد حيوي زادت أهميته بعد تصاعد الأزمة الطاقية بسبب مستجدات السنوات الأخيرة والأزمة المائية الناتجة عن توالي سنوات الجفاف, الخبراء الاقتصاديين المغاربة يطالبون الجهات النافذة في البلد منذ سنوات باستثمار التحولات العالمية لتنويع شركاء المغرب كمنح الصين مشروع القطار الفائق السرعة وروسيا مشروع المحطة النووية وألمانيا مشاريع الطاقات المتجددة وتركيا تعاون في التصنيع الحربي… والتحلل من الإعتماد الكلي على الشركاء التقليديين. أما محور الإستثمارات فلم تتضح معالمه بالتحديد.
الله الله .. حينما تقترن متعة القرائة بعمق التحليل .. فاعلم انه هشام ?
.
شكرا لك احي العزيز.
اما هيثم .. فله كل الشكر على مداخلته في الصميم كما عودنا .. ?❤
@هيثم المغربي
ظننتك المعلق هيثم .. في الوهلة الاولى ..
.
لكن تعليقك ممتاز ايضا .. و يستحق الثناء .. فشكرا لك.
توضيح رجاءا ..
.
حصل لذي خلط ببن هيثم و هيثم المغربي
كلاهما يستحقان الشكر و التقدير.
أعتقد أن شخصية وزير الخارجية الجزائر رمطان لعمامرة باتت تطبع عمل الخارجية الجزائرية برمتها و هو الرجل الذي لطالما عاتبه أصدقاؤه بالثقة الزائدة في النفس التي تجعله يرى الأشياء على غير صورتها الحقيقية، و إذا أضفنا إلى ذالك العداوة الشخصية الشديدة التي يكنها للمملكة المغربية التي يحملها مسؤولية رفضه بطريقة مهينة من قبل مجلس الأمن كمبعوث للأمم المتحدة في ليبيا، فقد نكون قد وضعنا أصبعنا على الجرح.
رغم ذالك فأنا أحترم كثيرا السيد رمطان لعمامرة و أعتبره قيدوم الدبلوماسيين الجزائريين ، لاكني أرى أنه يجب أن يتنحى و يدع مجالا للشباب في وزارة الخارجية الجزائرية
تصريح لافروف مقلق بكل المقاييس ، فهو حينما يقول أن الجزائر ~الذي ليس هو مخولا كي يتكلم باسمها~ ” لن تنصاع للضغوط الغربية” فهذا تهديد واضح لها إن هي انصاعت. الأمر كذالك المجرم الخطير الذي يطرق بابك ليلا ليسترجع دينا قديما أقرضه لك منذ سنوات مع ما ترتب من فوائد و مضاعفات. و لا مخرج لك إلا بتسديد ما يطلبه منك.
على رسلكم إطمئنوا ،، فإن الجزائر شامخة شموخ جبالها لاتجرفها التيارات ولا تغرقها الأمواج لاشرقية ولا غربية ،، ومن شكك في رزانة سياستها ،،فليتربص مع المتربصين لكي ير الحقيقة ، هل تسقط الجزائر كما يتوقع، أم لا؟
لا افهم كليا اسباب الصراع بين رجالات السلطة في المغرب الاقصى و الجزائر !
النضام السياسي في كلتا الدولتين منغلق وغير لايق للنهوض بالمجتمعات المحلية إلى مستوى التحديات المستقبلية.
المهازل التى نلاحظها في الاونة الاخيرة تذكرني بما حدث في الماضي البعيد او بما يسمى بحروب الطوائف في الاندلس. وكلنا يعلم كيف كانت النهاية …!
الإصرار على الجلوس على مقعدين يؤدي إلى السقوط. عقيدة الجيش الجزاءري تعتمد على الأسلحة الروسية. و الغزو الروسي لاوكرانيا ابان عن ضعف الأسلحة الروسية أمام اسلحة غربية قديمة. و هذا هو ما دفع عسكر الجزاءر إلى أحضان فرنسا للحصول على أسلحة متطورة و لشراء حماية فرنسية من التلويح الأمريكي بغضب محتمل. الهدف منه فقط دفع الجزاءر إلى تزويد أوروبا بالغاز و فتح اقتصادها للشركات الأمريكية. فامريكا لا تترك نصيبها من اية كعكة. و بعد ارتفاع أسعار الغاز الكعكة تسيل لعاب الدول العظمى..
من يحاول التشكيك في العلاقات الروسية الجزائرية، يثبت يقينا أنه مشكوك في صحة مصادره.
لافروف زار الجزائر وصرح أنها سيدة في قراراتها وعقودها مع زبنائها. ومنذ يومين فقط هاتف تبون بوتين تطرق فيه إلى الاجتماع المرتقب للجنة المختلطة الكبرى الجزائرية-الروسية، ولزيارة الدولة، التي سيقوم بها إلى روسيا.
ماكرون صرح أن الغاز ليس موضوع زيارته للجزائر.
وعن تسليح الجزائر، فإنها لن تثق في الأسلحة الإستراتيجية الغربية التي اثبت فشلها في اليمن وفي أوكرانيا.
أما عن العلاقات الأمريكية الجزائرية، فيظهر أن الكاتب غابت عنه الاتصالات بين البلدين والاتفاقيات خارج المحروقات، أخرها منذ يومين فقط تصريح سفيرة أمريكا في الجزائر واتصال ويندي شيرمان بوزير الخارجية الجزائري.
وعن الضغوط الفرنسية أذكر القراء أن الجزائر هي من أغلقت أجوائها على فرنسا وساهمت في طردها من إفريقيا وجعلتها تتوسل إليها لحماية ما بقي لها من مصالح. وهي من حاصرت إسبانيا وأوقفت الإتحاد الأوربي خارج اللعبة.
وعن الضغوط الأمريكية، فإنها الجزائر هي التي تطارد الكيان الصهيوني في إفريقيا وجمعت الفصائل “الإرهابية” الفلسطينية و”ضغطت” على بايدن لنقل المناورات خارج المغرب وقبر تغريدة ترامب، ولم ينبس ولا مسؤول في إدارة بايدن ببنت شفة.
لا تثق في الغرب و في أسلحته التي تقول أنها فشلت في حرب أوكرانيا و تتغاضى عن عجز روسيا بأسلحتها في الانتصار في الحرب منذ سنة تقريبا. لا تثق في الغرب لكنك تثق في تصريح ماكرون عندما قال أن الغاز ليس هو سبب زيارته للجزائر .
مجرد تساؤل.
هل تخضع الجزائر للضغوط الغربية !؟
لا أنفي ذلك، رغم صعوبته، وإن حصل سيكون ذلك بمحاباة الغرب ببعض التنازلات في مجال الغاز أو التسلح الغير الإستراتيجي، لكن لن يكون ذلك أبدا بالتنازل على أراضيها أو على حساب حلفائها، لا سيما روسيا والصين أو مواقفها اتجاه الصحراء الغربية وفلسطين، ذلك ما أكده تبون منذ يومين.
الجزائر لا تثق في الغرب الذي يطعن في الظهر. الجزائر تعتبر فرنسا عدو بحكم التاريخ مجبرة على التعامل معها للمصالح المتشابكة بين البلدين لاسيما موضوع الذاكرة.
وارتداد فرنسا واسبانيا في قضية الصحراء خير دليل. وضغط أمريكا على استراليا لإلغاء صفقة الغواصات الفرنسية ليس ببعيد ولا الهين، حيث اعتبرها وزير الخارجية الفرنسي السابق بأنه “طعنة في الظهر” من طرف أمريكا وبريطانيا وأستراليا. بدون أن أنسى فضيحة تجسس أمريكا على “حلفائها” الزعماء الأوروبيين سنة 2021.
من يثق في هؤلاء يثبت أنه مشكوك في سلامة عقله أو يكون قد تجرع ما المحيط غباء واستهلك إنتاج العالم خمرا ومخدرات.
قد يقول قائل من أين هذه الثقة !؟
من ثقتها في حليفيها ورعب الغرب من اللجوء إليهما.
وأقصد السماح لروسيا والصين بإنشاء قواعد عسكرية على أراضيها، وهذا ما يردع أمريكا والغرب ويمنعهما من أن يرفعا ولو أصبع واحد في وجهها.
المقابلة الصحفية للسفير الفرنسي السابق بالجزائر تشير إلى كل شيء . أما التعاون او الانهيار .
للأسف البعض يكتب ويبدو انه لا يعرف العقلية الجزائرية والبعض يكتب بنرجسية وكأن الآخرين أغبياء لا يفهمون والبعض يكتب ويعلم انه يفتري على الآخرين ويستفزهم ودائما الوطنيه هي العنصرية
الوضع السياسي الدولي في المراحل الحالية شديد التعقيد إلى درجة أنه لم يعد يسعف ملمعي الأنظمة التي قامت على ظهر المزايدة…في إختيار الصور والالفاظ التي قد تنسجم مع الطرح التلميعي الذي أوصل البعض إلى نوع من السذاجة في التعامل مع المعطيات المتحركة على مدار الساعة…؛ ومن هنا فإن لجوء الجزائر إلى فرنسا ليس بالشيء الجديد باعتبار أن بصمات فرنسا لم تغب عن المشهد السياسي والثقافي والاقتصادي هناك بتاتا …؛ والجديد هنا ليس في اضفاء صفات الحليف والصديق…. إلخ على من انكر وجود أمة… ورفض الاعتذار…ولكن في الاصطفاف ضد مصالح من كان الممون الأول بالسلاح والموصوف سابقا بالحليف الإستراتيجي… لأن روسيا التي تعيش واقع حرب عسكرية في أوكرانيا ضد العالم الغربي كله…وتواجه حصارا في تسويق منتوجاتها الطاقية من غاز وبترول..لن تهضم قيام الجزائر بمد فرنسا اليمينية بدعم في هذه الورقة المهمة…ولن تقبل بالكرم الحاتمي مع الحكومة الإيطالية في موضوع الغاز…التي تعتبر القرين الاديلوجي للحزب الحاكم في أوكرانيا …وسيشكل ذلك نوعاً من فقدان بوصلة الارتكاز في التعامل الدولي الذي سيجعل كل البيض في سلة فرنسا التي تعيش أسوء حالات التهميش على المستوى الدولي…ولن يطول الأمد بها لطلب دعم أمريكا.. وإسرائيل.
ليس للتذكير لان البعض يتناسا او ياخذ من الاحداث ما يخدم هواه و مواقفه لذلك لا يمكن التغافل عن
1 زيارة الدولة الى روسيا التي اعلن عنها الرئيس تبون في شهر ماي
2 صفقة طائرات su 57 التي اعلنت عنها موسكو للجزائر والتي قالت انها اول دولة في العالم ستصدر لها هذه الطائرة
3 التقارير الامريكية الاخيرة التي تقول ان الجزائر من الدول التي يصعب فهمها. وهي دولة صديقة
4 لافاروف يقول انكم اخترتم الدولة الخطئ والتي يصعب. تركيعها
اخيرا الجزائر تلعب على الديبلوماسية و على الاستثمار والطاقة فوق الطاولة وغيرنا يلعب تحت الطاولة وبالرشاوي
وغدا لناظره قريب