هل ستتهم واشنطن نتنياهو “علناً هذه المرة” بإفشال المفاوضات؟

حجم الخط
0

تواصل الولايات المتحدة زيادة الضغط على الطرفين في محاولة للدفع بالمفاوضات قدماً حول صفقة التبادل. وتربط الإدارة الأمريكية الآن مباشرة بين الصفقة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس في قطاع غزة وبين تأخير هجوم الثأر الذي تهدد به إيران وحزب الله إسرائيل.

ويبدو هذا الآن محاولة لربط قناتين تكون احتمالية كل واحدة على حدة ضئيلة أصلاً. المفاوضات عالقة، بدرجة كبيرة بسبب طلبات جديدة طرحها رئيس الحكومة نتنياهو (الذي يدعي بأنه لم يحدث طلباته). وفي حين أن إيران مستعدة للانتظار بشأن ردها العسكري، يبدو أن حزب الله يبث الاستعجال والتصميم على العمل.

 في ضبابية الحرب، قرر بلينكن، تأخير رحلته إلى الشرق الأوسط. ويجري هوكشتاين، مبعوث الرئيس الأمريكي بايدن، زيارات مكوكية بين بيروت و”القدس”. أمس، بعد لقائه مع رئيس البرلمان اللبناني رئيس حركة أمل نبيه بري، وهو رجل الاتصال بين الأمريكيين وحزب الله، قال هوكشتاين: “لا وقت لتبديده، ولا مبررات لتأخير آخر” من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، الذي سيوقف العنف على الحدود مع لبنان.

في إسرائيل التقى نتنياهو مع رؤساء طاقم المفاوضات قبل سفره إلى قطر. الخلافات في الرأي بينهم معروفة؛ فجميع رؤساء جهاز الأمن، بما في ذلك وزير الدفاع غالنت، يعتقدون أنه يمكن التوصل الآن إلى اتفاق، وأن التنازلات التي تم الاتفاق عليها قبل شهرين، هي ثمن مناسب لدفعه مقابل البدء في حل قضية المخطوفين التي تؤلم المجتمع الإسرائيلي. في القيادة العليا الأمنية خوف متزايد على حياة بعض المخطوفين.

إذا فشلت المفاوضات هذه المرة أيضاً فسيقف الأمريكيون أمام معضلة، وهي: كيف سيتصرفون، حيث احتمالية عقد الصفقة في القريب ضئيلة، وفي المقابل تستعد الإدارة الأمريكية لمؤتمر الحزب الديمقراطي في الأسبوع القادم؟ يعتقد جهاز الأمن أن الإدارة الأمريكية ستحاول طرح إملاء جديد، خطة وساطة تطلب من الطرفين الموافقة عليها بدون مساومة أخرى. في مثل هذه الحالة، نتنياهو قد يرفض، وبايدن قد يلقي بمسؤولية فشل المفاوضات للمرة الأول وعلناً على نتنياهو. ولزيادة الضغط، سيعمل الأمريكيون مباشرة ضد الجناح اليميني المتطرف في الحكومة، وزير الأمن الوطني بن غفير ووزير المالية سموتريتش، اللذين تقود أحزابهما معارضة الصفقة.

 هاجم البيت الأبيض الوزيرين في الأسبوع الماضي، الأول بسبب وضعه عقبات أمام المفاوضات، والآخر بسبب ظهوره الاستفزازي في الحرم في 9 آب العبري. يجب عدم استبعاد إمكانية أن يقرر الأمريكيون الذهاب إلى مسار التصفية المباشرة وفرض عقوبات شخصية عليهما، اللذان لا يتوقفان عن توفير المبررات للأمريكيين لفعل ذلك، بأقوالهما وأفعالهما. ضعف نتنياهو أمام بن غفير ظهر في قضية زيارة الحرم. مكتب رئيس الحكومة أصدر بياناً جاء فيه أن وزير الأمن الوطني غير مخول باتخاذ قرار حول تغيير الوضع الراهن في الحرم. بن غفير ببساطة، استخف بذلك وتصرف وكأن شيئاً لم يحدث. كانت هناك أوقات قام رؤساء الحكومة فيها بإقالة وزراء على أمور أقل من ذلك، لكن نتنياهو يخاف شركاءه.

للإدارة الأمريكية حساب طويل مع نتنياهو نفسه أيضاً. الاعتبارات بشأن تصعيد المواجهة معه قد تتغير الآن في الوقت الذي يستعد فيه بايدن للمغادرة، ونائبته كامالا هاريس تستعد للتنافس أمام ترامب على الرئاسة في تشرين الثاني القادم. وتظهر هاريس، أكثر من بايدن، عدم راحة من استمرار الحرب والقتل في القطاع، وتخشى من تآكل دعمها من المعسكر التقدمي في حزبها. هل وصل الاثنان إلى مرحلة الاشمئزاز من نتنياهو إلى درجة التخلي العلني عنه؟ هذا هو الخط الذي لم يجتازاه حتى الآن والذي سيصعب اجتيازه في وقت تكون إسرائيل مهددة بالصواريخ والمسيرات من إيران ومن لبنان والعراق واليمن.

عاموس هرئيل

  هآرتس 15/8/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية