أنطلق المكوك الفضائي الاخضر الابراهيمي من قاعدة الامم المتحدة متوجها الى منطقة الشرق الاوسط ومن المؤمل ان يحط في قاعدة الجامعة العربية كمرحلة اولى ويقوم باجراء بعض التجارب والتحاليل لحلحلة الازمة السورية المعقدة والمتشابكة جدا. ثم ينطلق الابراهيمي الى قاعدته الاصلية حيث يحط هناك في طهران في قاعدة الملالي الصفوية لاجراء المباحثات الحقيقية التي قد تنهي الماساة السورية اذ تلعب ايران دورا حقيقيا وفعالا جدا في ادارة النظام السوري ورسم سياسته الداخلية والخارجية منذ عقود عدة. من المعروف انه لولا ‘ايران لما استطاع الاسد ان يصمد طيلة تلك الفترة المنصرمة ويتجاوز اشد واصعب مراحل حياته، اذ وصله الدعم الايراني بشكل كبير ومباشر وفي وقت مناسب وسريع جدا، حيث تسلم الدعم العسكري من اسلحة متنوعة مختلفة وعتاد حديث متطور اضافة الى الدعم المالي الكبير الذي لم يكن يحلم الاسد ولا نظامه ان يراه فضلا عن ان يملكه ويكون تحت سيطرته وتصرفه. ومن الجدير بالذكر ان المكوك الاخضر قام بجولات متعددة ومختلفة من قبل ولكنها باءت بالفشل ولم تحقق اي نتائج تذكر، ولكن هذه الرحلة مختلفة عن سابقاتها لانها ستحقق قطعا بعض المصالح لصالح الاسد واعوانه اذ اصبح من المعلوم لدى الجميع ان صفقة ما مررت ليبقى الاسد في الحكم لحين انتهاء دورته الحالية ثم يقوم بالترشح لولاية اخرى. هذه الصفقة انعقدت بمباركة روحاني وتتضمن على ان يقوم الاسد بتدمير اسلحته الكيماوية مع مخزونها وتتوقف ايران ايضا عن تخصيب اليورانيوم مقابل ان يتوقف الغرب عن ضرب الاسد. والسؤال هنا ما دور المكوك الاخضر اذا وما هي الصفقة التي يراد تمريرها؟ وأين حق الشعب السوري منها، وماذا جنى السوريون من كل تلك الصفقات المتعددة التي عقدت في الغرف المؤصدة المظلمة في كل مكان؟ ماذا جنوا غير البؤس والحرمان واستمرار القتل والدمار؟ هل ستكون صفقة الاخضر كسابقتها على حساب الثورة والثوار وهل ستنتهي المأساة السورية قبل ان تنتهي خدمة المكوك الاخضر الفعلية ويحال الى التقاعد. عقيل حامد