رد الإعلامي الجزائري سعد بوعقبة، صاحب عمود «نقطة نظام» معتذرا عما أثير من جدل وسخط على مقاله السابق المعنون «بعيدا عن السياسة «، الذي خصصه للحديث عن ولاية «الجلفة»، والذي أثار حفيظة العديد من الإعلاميين والأساتذة ومختلف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحت عنوان «رقبتي فداكم يا أهل «ولاد نايل»، كانت آخر فقرة قالها «مع تحياتي لكل أهلنا في الجلفة، وأعدكم أنني سأزورها، وأنا على استعداد لتحمل عقوبة الإعدام شنقا، شرط أن ينفّذ بحبل مصنوع من الحلفة الجلفاوية».
وقبلها قال «أثار مقالي السابق موجة عارمة من سوء الفهم، من قبل محترفي اصطياد سوء الفهم والمتاجرة به، فاتهمني هؤلاء بتعمد الإساءة لمنطقة أولاد نايل الشهمة، رغم أنني داعبت بتهكم واضح، العديد من الولايات، بما فيها الجلفة! وقد تهكمت على ظواهر عايشتها، ولم أتهكم على السكان في الولايات».
وأضاف أنه «سعيد لبقاء منطقة الجلفة حساسة لما أكتب. فقد كانت هذه المنطقة من بين أكثر المناطق متابعة لمقالاتي الصادرة في «الشروق» الأسبوعي «صيحة السردوك/ سنوات الجمر». فقد كانت الصحيفة توزع في هذه الولاية قرابة مئة ألف نسخة! لهذا أتفهم حجم حساسيتكم لما اكتبه». وأضاف «لدي علاقات خاصة بالمنطقة، ولا يمكن السماح لنفسي بالإساءة لها، حتى ولو أردت ذلك. فقد زرت الولاية مع الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1972. وبعد ذلك بعامين أنجزت تحقيقا حول حياة الرعاة في هذه المنطقة. بعد أن رعيت الأغنام واصطحبت رعاة المنطقة لأسبوعين كاملين. وقرأت التحقيق الصحافية المصرية الشهيرة في انجاز التحقيقات فايزة سعيد، والتي كانت تنشر في «روز اليوسف»، فأعجبت بالمقال، وقالت إنه أجمل تحقيق في مهنة الرعاة، وأبرزت بصفة خاصة صورة ذلك الراعي، الذي يضع الخروف حديث الولادة في «قلمونة قشابيته»! كما عرج بوعقبة على ذكريات أخرى له في المنطقة كمعايشته لحياة «جنود الخدمة الوطنية في منطقة «تاعظميت» وسهل «عطعوطة»، وغرسه معهم أشجار السد الأخضر. و»في اعتقادي أن من يتهمني بمعاداة المنطقة لا يعرف هذه المناطق ولم يزرها»! كلام «السردوك» طويل وشيق، سواء اتفقنا أم اختلفنا مع الرجل، وعندما قارب على اختتام رده قال «الصحافي، الذي لا يستشعر الخطر في ما يكتبه، عليه أن يغير المهنة»! وختم مقاله بالبوح بسر للرد على من اتهموه بالاساءة للنوايل وللمنطقة والمتاجرين بتلك الإساءة وهو كما ذكر «ابني تزوج من نايلية فحلة، وأطلقت اسم «نايل» على حفيدي الأول، ولم أسمه «مهند» كما فعل بعض الجلفاويين «المُتَرْوَكٍّين» والمؤردغين». ومن بين ردود الفعل الكثيرة المنتقدة والساخطة على مقال «بوعقبة»، نقرأ ما نقلته صفحة «صور وذكريات حاسي بحبح» كرد من البروفيسور عادل سعيد على ما تفوه به «الفروج» في عموده… بوعقبة والتوقف في العقبة»: «نبهني بعض الأخوة إلى عمود نقطة نظام للصحافي المخضرم سعد بوعقبة يتحدث فيه بلغة غريبة وسخرية دنيئة عن ولاية تمتد من العين السارة إلى منعم وقطارة. ومن عين الفقهاء إلى عين الشهداء. وإذا كان ينهل من بئر فهو يهاجم بئرين»!
وأضاف، موجها كلامه لبوعقبة «ألم تجد موضوعا تكتب فيه وأنت تعلم ضوابط قانون الإعلام لا سيما مادته الثانية. هل أحدثك عن الجلفة، التي اتهمتها بالتصحيحيات، وأنت تعيدنا إلى ما قبل انتخابات 2004 وصراع أجنحة النظام، وكيف اختار طرفا مرشحا عن آخر، ولعبت الإدارة لعبتها. كنت أظن أنك خبير بجغرافية الوطن. رفيع التفكير، لكنك مثل الكثيرين، ينسون مسقط الرأس ويتباهون بما لا يجدر بهم، بل وينتقصون من الآخر لم نخجل بتربيتنا الغنم، مثل بقية «الولايات السهبية»، وتلك نقطة قوة اقتصاد للوطن. أما الأبقار فهي قديمة. ليتك تعرف منطقة المرجة في دار الشيوخ أو المعلبة قرب عاصمة الولاية. وربما أنت تجهل رمان مسعد. ولا مشمشه؟! هل تراك وأنت تستهزئ بالبيرين تساءلت عن اختيار الدولة تلك المنطقة لمفاعل السلام. وسألت عن جودة بطاطا البيرين وعذوبة مياه «الطويلة»، التي تصل ولاية مجاورة»؟!
وواصل البروفيسور بهناس مرافعته عن تاريخ وأمجاد الجلفة وأعلامها وأدبائها «عيساوي الفائز بجائزة البوكر وضيف الله وقارف وسعدي صباح. هل أحدثك عن ناصر خوجة الأديب؟ أم عن أحمد حشلاف، الذي حاور هيلاري كلينتون ودرس هناك. أم عن سعدي سلامي، الذي سبق الجميع في الذكاء الصناعي؟ إنها بعض الهمسات حضرتني عن ولاية تفتخر بالانتماء للوطن».
وختم منشوره المطول باستهزاء وسخرية بوعقبة، فقط أرجوك أن تعيد الوضوء حين تتحدث عن الجلفة وعن أي منطقة من وطننا الغالي». سعيد عادل بهناس.
هذا وحسب صفحة «الجلفة أنفو»، على فيسبوك فإن «نواب الجلفة يقدمون شكوى رسمية لدى وزارة الاتصال بخصوص تطاول الصحافي سعيد بوعقبة على سكان ولاية الجلفة». كل شيء ممكن، فالتطاول على المقدسات في الجزائر أصبح أفضل، بل أسهل ولا تنتج عنه أي عقوبات، لكن التطاول على القبيلة والمنطقة والجهة يأتي بوجع الرأس.
جامعة بجاية: هل هي خارج القانون؟
أو لنقل خارج «سياسة التعريب»؟ هكذا تم وضع أسئلة مسابقة الدكتوراه، التي تكون في العادة وبقوة القانون وطنية. ويكون التدريس والأسئلة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية بالعربية، لكن جامعة «عبد الرحمن ميرة» صنعت الاستثناء و»عملتها». مما أخرج الكثيرين عن صمتهم إزاء سياسة الكيل بمكيالين وسياسة الاستثناء في التعامل القانوني على أرض الواقع. وغيرها من الأسئلة التي طرحها البعض على وسائط التواصل الاجتماعي. نقرأ على صفحة «عرب قسنطينة» على فيسبوك «عندما يرد مدير جامعة أن العربية ممنوعة في إقليم دولة لغتها هي العربية. فإما المدير محق، وبالتالي هذه المنطقة تسير بوضع خاص يختلف عن بقية المناطق (الحكم الذاتي)! وإما أن يُقال هذا المدير ويحاسب على فعلته! لأن ما قام به عميد جامعة بجاية هي ردة فعل طبيعية معروفة قد تصدر من أي إنسان حقود يعاني من مشاكل النقص والدونية والغيرة بسبب الفشل والاخفاق في اللحاق ومواكبة أصحاب العمامات. وما فعله المدير هو أقصى ما يمكن أن ينتقم به، خاصة وأن جامعته التي تحولت إلى ابتدائية لم تحظ حتى بشرف المشاركة في سلم تصنيف براءة الاختراع مع جامعات القهوي في الصحراء كمسيلة والواد وبسكرة. وقد كشفتهم المواقف وعرتهم الظروف، وأسقطت عنهم حكاية التفوق العرقي تحت غطاء السبورة السحرية». ونقرأ على صفحة الإعلامي عبد العالي مزغيش «رسالة عاجلة من بجاية»، يقول فيها صاحبها «أنا طالب من ولاية بجاية أريد أن تنقل هذا الانشغال إلى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي: لقد قامت إدارة قسم الإعلام والاتصال في جامعة بجاية بتوزيع ورقة أسئلة امتحان مسابقة الدكتوراه علينا وتفاجأنا أنها باللغة الفرنسية! نطالب وزير التعليم العالي بالتدخل لإلغاء المسابقة وإعادتها من جديد. وباللغة الوطنية. اللغة العربية. وشكرا لكم…ج.أ / طالب اعلام واتصال، جامعة بجاية، مترشح لمسابقة الدكتوراه 2023.
كما كتب الإعلامي صالح سعيود عن الموضوع «مسألة ضرب العربية بالفرنسية ليست جديدة عندنا. هناك فرق شاسع بين الدعوة إلى تعلم اللغات (وهذا أمر مهم وضروري) وإهانة اللغة الرسمية في عقر ديارها. بتوظيف لغة فقدت قيمتها وبريقها وسط أهلها في بلدها الأصلي. فرنسا. رحم الله مالك حداد. صاحب مقولة «الفرنسية منفاي». تحياتي لكل من تكون ودرس بالفرنسية ولم يوظفها كسلاح ايديولوجي ضد هويته ودينه وبعده الوطني». وكان سعيود قد طرح تساؤلات بخصوص مسابقة الدكتوراه، التي نظمها قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة بجاية. هل مقرر الدراسة. محاضرات وتطبيقات. في هذا القسم يتم باللغة الفرنسية؟ في حال الاجابة بنعم. هل قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة بجاية هو الوحيد، الذي يقدم الدروس والمحاضرات باللغة الفرنسية؟ وحسب علمي فإن قسم الحقوق بجامعة «تيزي وزو» هو الآخر يقدم المحاضرات والدروس باللغة الفرنسية. هل تم إعلام المترشحين مسبقا بأن أسئلة المسابقة ستتم بالفرنسية؟ هل استنجدت اللجنة المكلفة بإقامة المسابقة بأساتذة من جامعات أخرى لإضفاء نوع من الشفافية والمصداقية؟ وإذا كان نعم. كيف كان موقفهم من هذه الخرجة؟ أخيرا نتساءل عن موقف الوزارة الوصية إزاء ما حدث. وعلى ما يبدو فإن بيان الجامعة، رغم أنه أخذ بالشفافية، لكن طرح السؤال باللغة الفرنسية وحرية الإجابة عليه باللغتين الفرنسية والعربية لا يضمن الانصاف والعدالة ومبدأ تكافؤ الفرص. في ظل وجود نمطين من التصحيح. تصحيحان نموذجيان بلغتين مختلفتين حول امتحان واحد. بيناتنا ما تركبش»!
وهناك من رأى أن طرح الأسئلة بالفرنسية لتخلف العربية عن ركب العلم واستشهدوا بفيديو للعالم نضال قسوم حول الذكاء الاصطناعي وتطبيق الشات «جي بي تي»، وهذا ما نقرأه في منشور «أنا جزائري، إذن أنا أمازيغي» يقول «لهذا السبب جامعة بجاية لا تدرس بلغة 12 مليون مفردة ووضع فيديو نضال قسوم، والذي يتحدث فيه عن كيف أن التطبيق المذكور يتعرف على ما يطلب منه باللغتين الانكليزية والفرنسية ويعطي معلومات جيدة، بينما «يلخبط» في ما يطلب منه بالعربية. ويرجع «قسوم» الأمر على شكل افتراضات، إما أن منتوجنا باللغة العربية على الإنترنت ضعيف، وإما أن هذه الأدوات غير مؤهلة وغير مجهزة للعمل بالعربية وبلغات أخرى». فاللوم ليس على العربية أو الأمازيغية أو أي من اللغات الأخرى، التي لا يتعرف عليها التطبيق. أما يوبا مسعود، فكتب على صفحته على فيسبوك يتحدث عن بيان جامعة بجاية «البيان يؤكد على أن المترشحين لم يجبروا على الإجابة باللغة الفرنسية. فقد تم إخبارهم أنهم يستطيعون الإجابة باللغتين. نسبة المترشحين الذين أجابوا بالعربية فاقت 69 في المئة، وهو رقم يكذب ما تم تداوله عن «انسحاب المترشحين». ما دامت النسبة أكثر من نصف المترشحين ما كان من الأول أن يطرح السؤال بالعربية. والعكس، من يريد الإجابة بالفرنسية يتفضل. هكذا سيتواصل جدل اللغات في الجزائر، بين العربية من جهة والأمازيغية من جهة ثانية. وبين العربية واللغات الأجنبية، ولا سيما الفرنسية. والمخيف في القضية ذلك الانتقاص والحط من قيمة اللغات في حد ذاتها ووقوعها بين مطرقة وسندان التطرف والتعنت. عندما لا تصبح اللغات لغات تواصل وحوار وفهم، بل ترتبط بمركزية الأعراق كما يتخيلها المتخاصمون. ويصبح الثراء اللغوي نقمة على الجميع!
كاتبة من الجزائر
دائما متألقة في طرح المواضيع الهادفة، شكرا لك سيدتي ??
ماقاله الكاتب المخضرم في مقاله صحيح إلى حد بعيد
يعني الكاتبة أمسكت العصا من الوسط وتركت النقاش مفتوحا دون أن تبدي أو تتبنى رأي أغلبية طلاب العلوم الإنسانية والإجتماعية والحقوق في الجزائر الذين يطالبون التدريس بلغة الضاد.
عكس بعض منتسبي التعليم في مناطق معينة مثل بجاية وتيزي وزو الذين يخالفون القانون والدستور و يفرضون الفرنسية فرضا لا لشيء إلا لمناكفة ومعاكسة العربية وإثيات أنهم أحسن وفوق باقي الجزائريين. أقول هذا عن تجربة حتى ولو أنني شخصيا أتقن 4 لغات ودرست ب 3 لغات وتخصصي علمي بامتياز إلا أنني أتكلم وأكتب وأحاور بلغة الضاد عندنا أكون في الجزائر أو في بلاد عربية أخرى..فأول حروف تعلمتها في الكتاب وأنا ابن ٣ سنوات كانت العربية وتعلمت حفظ القرآن الكريم بالتوازي مع تعليمي في المدرسة العمومية إلى غاية البكالوريا ….
الخلاصة : كيف لجامعة أن تخالف القانون والدستور وتفرض الفرنسية في امتحان مواده أصلا تدرس بالعربية ثم تيرر لجنة التصحيح بأن الطلاب يمكن أن يجيبوا بالعربية أو الفرنسية؟؟؟ يعني هناك نية مبيتة لمحور العربية وفرض الفرنسية؟؟؟ وهذه موجودة في 4 ولايات تحديدا!!! لماذا؟ على الوزارة المعنية اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن هذه المهزلة. نحن أحفاد ابن باديس والأمير عبد القادر.
على أبناء الوطن الوطن الواحد ان يحترموا
مكوناتهم و لا يلعبوا بالنار هل إختيار مواطن
للغته تدفع الآخر التربص به و اهانته و تهديده
الوطن للجميع و لكل طائفة خصائصها و صفاتها
و على الجميع اذا أرادوا العيش المشترك في سلم
و امان الإلتزام بهذه القواعد و الا يكون مصيرهم
التصادم و التطاحن و تنقسم الأمة و يتمزق الوطن
و يغرق بالجميع و لنا أمثلة حية في لبنان و العراق
و سوريا و اليمن و الصومال و ليبيا. اذا على الجميع
التنازل حفاظا على.الارواح و الوطن.