هل سنلتقي بسكان الكواكب الأخرى؟

حجم الخط
46

أصدق الكثير مما يقال عن زيارة مخلوقات فضائية لكوكبنا، ومنها ما أكده عالم فلك في جامعة هارفارد الأمريكية الراقية حول ذلك، ولا أفهم لماذا يعتقد معظمنا أننا وحدنا في هذه المجرة، ووحدنا نزور الكواكب الأخرى كالقمر والمريخ، ونبحث عن كواكب يشبه مناخها كوكب الأرض لنصدق إمكانية وجود مخلوقات مثلنا هي جيراننا في هذه الأرض المجرة، وأتساءل دائماً: الله تعالى الذي خلقنا، في وسعه -لو شاء- أن يخلق لكل كوكب مخلوقات تناسب طقسه ومناخه، ولعلنا لم نلتق بعد بتلك المخلوقات (إلا في أفلام السينما) لكنها قد تكون موجودة وتعرف عنا ما نعرفه عنها.. وتعرف استحالة حياتها على كوكبنا كما العكس.
ما أقصده مما تقدم: اطلاق سراح الخيال الكسيح بسبب التفكير (المنطقي) المحدود. وببساطة، لست متأكدة من أن الجنس البشري وحده يسكن هذه المجرة، كما لا دليل عندي على العكس.. لكنني أحب إطلاق سراح الخيال.. فمن يدري، لعل ثمة حقائق في المجرة تفوق خيالنا.. ولعلنا لا نعرف عن الحياة في الكواكب الأخرى إلا ما يعرفه ضفدع في قعر بئر!

عالم مجنون في كوكبنا!

ولا أدري ما إذا كانت مخلوقات العوالم الأخرى أكثر تعقلاً منا أم لا. فقد قرأت في مجلة «كلوسر» الفرنسية أن أحد الأظافر الاصطناعية للمغنية «ليدي غاغا» بيع بمبلغ 9000 يورو؛ أي ما يكفي لتعليم شابين فقيرين في جامعات راقية.
وقرأت أن المقعد الذي جلست عليه الأديبة ج.ك. رولينغ، حين قامت بتأليف كتبها عن الساحر الصغير هاري بوتر، تم بيعه بمبلغ 394 ألف يورو. وأن قطعة لبان (علكة) مضغتها النجمة «بريتني سبيرس» بيعت بمبلغ 14 ألف دولار.
أما قطعة صغيرة من كعكة زفاف الأمير البريطاني وليم مع كيت ميدلتون، فبيعت بمبلغ 3 آلاف يورو.
ترى ما الذي سيقوله عنا سكان الكواكب الأخرى حين يعلمون بحماقاتنا البشرية، أم أنهم أكثر حماقة؟
فأحد جوارب الإمبرطور نابليون بونابرت بيع بمليون دولار، وذلك بمناسبة مرور قرنين على موته، والسؤال هو: هل تلك الجوارب ارتداها الإمبرطور حقاً؟ وعلام ذلك الاهتمام باقتنائها وتكريمها؟ حين زرت جزيرة كورسيكا وذهبت إلى مدينة أجاكسيو وزرت البيت المتواضع الذي نشأ فيه من صار فيما بعد إمبرطوراً، أي بونابرت، لم تدهشني الحراسة المشددة، إذ يكفي أن يسرق أحدهم وسادته التي كان ينام عليها بونابرت ليصير مليونيراً.. فالذكرى المئوية الثانية لوفاة الإمبراطور الفرنسي الشهير (5 أيار / مايو1821) أيقظت شهية جامعي التذكارات على شراء كل ما كان يخصه، بما في ذلك جوربه، بمليون دولار!

كيف نتخيل جيراننا في المجرة؟

لعل القارئ يتخيل صورة زائر لنا من كوكب آخر على نحو مختلف عن سواه.. السينما الأمريكية استلهمت ذلك لأفلام بعضها مشوق. هناك مثلاً فيلم (E.T) بالعربية (إي. تي) الكائن الفضائي على كوكب الأرض، حين أقلعت مركبته الفضائية التي زارتنا عائدة إلى كوكبها.. ونسيته على كوكب الأرض. وأحبه ووثق به طفل أرضي وأخفاه في غرفته.. وساعده ورفاقه على العودة إلى كوكبه، إذ لم يكن «إي. تي» يحلم بغير ذلك. وثمة مشهد مؤثر حين تأتي مركبة فضائية لاستعادة مواطنها (إي. تي) ويقول للصبي الصغير الذي احتضنه وأنقذه من التشريح وأخفاه في غرفته وساعده على العودة إلى كوكبه، يقول له: تعال معي. ويرد الصبي: ابق هنا. ويعود الفضائي دون تسبيب أذى لكوكبنا. فلكلٍ كوكبه وعالمه.

أهل الكوكب الشريرون

في فيلم آخر يتخيل المخرج كوكباً فضائياً بالغ (التقدم) علمياً، وبالغ الشر يدمر نصف نيويورك، ويكاد يحكم كوكب الأرض بأسلحته، لكن لدى أهل الأرض سلاح هو الموسيقى (رمز جميل) يدمر الآتين من كوكب آخر، فالموسيقى وحدها تستطيع قتلهم (وحتى الأفلام الهزلية لم تخل من تصور ما سيكون عليه أهل الكواكب الأخرى الذين سيزورون كوكب الأرض، كما نزور القمر والمريخ.
وثمة فيلم طريف من تمثيل النجم الفرنسي لوي دي فينيس (الشرطي في بلدة سان تروبيه، المصيف الشهير في جنوب فرنسا) حيث يذهب إلى موعد غرامي في الضاحية ويشاهد هبوط مركبة فضائية آتية من كوكب آخر، ولا يصدقه أحد. وفي نهاية الفيلم يصدقونه، وأهل ذلك الكوكب يستطيعون بنظرة عين إلغاء مقهى على شاطئ البحر مثلاً وإحراقه، وينتهي الفيلم بتصديق رئيس المخفر له (ميشيل غالابرو، الممثل الشهير الراحل) إذ يرى بعينيه أن السلاح الوحيد ضد أولئك الفضائيين هو ابتلالهم بالماء، والحكاية تطول…
ولكن السينما الجادة والرومانسية والهزلية استوحت الكثير من فكرة سكان الكواكب الأخرى في حقل السينما بالذات.. ووجدناهم، يميلون إلى تدمير سكان الأرض في معظم الأفلام وليس على طريقة فيلم (إي. تي) حيث يتعاون المراهقون على إعادته إلى كوكبه، ويستطيع بقواه الخفية أن يطير بهم بدراجاتهم وينجون من ملاحقة رجال الشرطة!

عمرو مجدح من كوكب المودة والاحترام!

حين قرأت ما كتبه عمرو مجدح ـ من سلطنة عمان، في حواره مع الأديبة السورية الكبيرة كوليت خوري، شعرت أنه آت من كوكب آخر: من مجرة التقدير «29 ـ 9 ـ 2020 القدس العربي» وفي ذلك الحوار قالت كوليت أجمل ما تقوله (بشرية) مبدعة من كوكب الأرض: «سألوني ذات يوم، أنت تكتبين طمعاً في الشهرة، قلت: إطلاقاً، أنا أكتب تحدياً للموت. أشعر بهذه الأسطر أنني أطيل حياتي». في كل سطر لعمرو مجدح نشعر أنه قادم من كوكب المحبة والاحترام، وذكرني ذلك بالنقيض؛ أي بحوار هاتفي لي مع كاتب كان يدعي أنه يريد الدفاع عني من خلال استجوابي حول نشري لرسائل أنسي الحاج إليّ. وشعرت بأنه آت من كوكب اللامودة الأبجدية وهو يطرح عليّ أسئلة مفخخة، وانطلقت صفارات الإنذار عندي!
أهل كوكب المودة يتناقصون. وعمرو تعامل في حواره مع كوليت بمودة وباحترام مع تاريخها الأدبي الطويل، وتستحق ذلك.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تيسير خرما:

    اعتمد علمانيون نظرية الموت نهاية لا حياة بعدها والكون صدفة وأحياء تطورت عبر الزمن من عدم لخلايا أحادية لنبات لحيوان لإنسان قرد لآدمي بطفرات جينية آخرها آدم وذريته طورت لهم عقل مهيأ لاكتشاف وابتكار وتطور علمي وحرية اختيار لكن تبين لعلماء الكون وجود مجرات بها مليارات نجوم ثلثها لها كواكب ومنها عدد هائل يشبه الأرض تكونت قبلها بمليارات السنين ولو كانت نظرية التطور صحيحة لتطورت بها كائنات عاقلة ذات حضارات سابقة لحضارتنا ومتقدمة جداً ومنتشرة بالكون لكن لم يجد العلماء أي أثر لها بل صمت مطبق خارج الأرض

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      أخي تيسير خرما, أنت تخلط الأمور فيما أعتقد. علماء البيولوجيا (علم الحياة) لايختلفون كثيرًا حول نظرية التطور رغم وجود بعض منتقديها وهذا أمر طبيعي في العلم. أما شأن مخلوقات أخرى على كواكبرأخرى في هذا الكون الواسع فهو شأن آخر والرأي السائد بين العلماء هو وجودها لكن إكتشافها أو إثبات ذلك فمازال موضع بحث. أما بالنسبة للدين وخلق السموات والأرض فهو أيضًا شأن آخر ومادراك ربما خلق الله السموات والأرض والبشر وربما كائنات أخرى على كواكب آخرى بهذه الطريقة التي تبدو طويلة لنا, لكن سنة عند الله كألف سنة مما تعدّون.

  2. يقول فؤاد مهاني - المغرب -:

    يبدو أن دراما الخيال العلمي عن إمكانيات وجود مخلوقات في كواكب أخرى جعلنا نعتقد بإمكانية حدوث ذلك مستقبلا.أقصى ما يمكن أتصوره هو صعود الإنسان إلى هذه الكواكب مادام تمكن من الصعود إلى القمر .باستطاعته غزو المريخ وكواكب اخرى بل ويعيش فيها إن كانت تتوفر فيها كل خصائص الأرض من ماء وأوكسجين ويمكن كذلك أن يجد طاقة بديلة ومواد أولية وأشياء قد يحقق بها معجزات ليست موجودة بالأرض.وسأسرح معكم في الخيال لأقول أن الإنسان سوف لن يصارع من اجل البقاء على الأرض كما نعيشه الآن بين القوى العظمى بل سينتقل الصراع في سباق السيطرة على هذا الكوكب أو ذاك.فالإنسان القديم وفي العصور الوسطى لا يمكن له التصور بإمكانية اختراع الموبايل والتلفاز وغزو الفضاء لأن ذلك سيعتبره جنونا وضربا من الخيال بل ربما قتل أو عذب إن هو صرح بذلك كما هو غاليلو عندما أقر بان الأرض ليست ثابتة.فما يمكن اعتباره خارقا للعادة حاليا يمكن أن يحدث غدا أو بعد غد بالعلم والتكنولوجيا .(فما أوتيتكم من العلم إلا قليلا) قرآن كريم و (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) قرآن كريم.

  3. يقول فؤاد مهاني - المغرب -:

    يتبع رجاءا.
    والسلطان هو العلم.اما عن تخيل وجود مخلوقات أخرى مع أن الله قادر على كل شيء فلا اتصوره انطلاقا من كتاب الله الذي ذكر بخلق الإنس والحيوانات كما نعيشه في عالمنا الحسي وما ذكر من خلق الملائكة والجن والشياطين، والله أعلم.

    1. يقول نبيل القدس:

      فؤاد مهاني = السلطان المذكور في الاية ليس سلطان العلم لان المقصود في الاية هو السلطان الذي اعطي لرسول الله صل الله عليه وسلم ليعرج الى السماء – والعلم ليس سلطان للعبور لان العلم هو طريقة للحكم على الاشياء بطريقة المشاهدة والتجربة والاستنتاج وهذا المعنى للعلم لايعطي وسيلة او سلطان للنفوذ الى اقطار السموات والارض –

    2. يقول أبو تاج الحكمة الأول: سادن النور الأقدس:

      نبيل القدس
      شكرا جزيلا لكم على دقة الاستقراء حول كلمة سلطان
      مع التقدير وباذخ المودة

  4. يقول بلي محمد من المملكة المغربية:

    بعض القطرات ادا سمح لنا المنبر الدي يختار المواضيع الفنية الجدابة التي تسثحق النظرة والكلمة يخيل لي في هده الساعة ان هد ا الموضوع عن السينما هد ا الفن الدي أبهر هد ا الفن الدي سحر هد ا الفن قيل عنه الشيء الكثير ولازال فالسينما لها القدرة على ان تحلق بعاشقها الى واحد من الكواكب المحيطة بالشمس فتريه مخلوقات غريبة في ملبسها في مأكلها في مشيتها بل حتى في نومها وهد ا شيء عجيب وربما أصبنا تحية للكاتبة المحترمة والقراء

  5. يقول الكومي لحسن:

    بداية أشكر وأحيي كل الإخوة الذين شاركوا بآراءيهم في هذا الموضوع الضخم والشاءك…كما أريد أن أؤكد موافقتي وتطابق أفكاري عما عبر عليه كل من السيد ابراهيم بومسهولي والسيد سوري. هذا الأخير ير ى بأن الكون شاسع جدا ومن المستحيل أن لا يكون هناك عدد هائل من الكواكب آهل بالسكان والحضارة تفوق حضارة كوكب الأرض وكل هذا في مجرتنا فقط.
    غير أن الثاني -سوري- يرى أن الجدار الذي يحجبنا عن هذه الحضارات يبقى دائما هو المسافة. هذا العاءق الذي لايمكن تحديه في أي زمان ولا مكان يترك للإنسان باب الأمل والخيال فقط.وكل هذا بسبب تقدير المسافة بالسنوات الضوءية.سبحان الله وتبارك وتعالى …

  6. يقول صقر الحجاج:

    نعم سنلتقي بسكان الك اكب الاخري ضمن مجرتنا وهذا ما اكده الق، آن بالاية..
    سورة رقم (42)
    آية رقم (29) : وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ .
    (اذا) في الاية ضرف لما يستقبل من الزمان حتمي الوقوع مثل اذا زلزلت الارض زلزالها

  7. يقول عصام حمادي:

    عمر الإنسان يقدر دينيا بعشرين الف سنة وعلميا بمليوني عام وعمر الأرض تقدر باربعة مليار سنة وهي بهذا تعتبر بكر صغير في الكون وهناك كواكب قد انفجرت على نفسها بسبب قوة النجم القريب منها ووصلنا ضوء انفجارها الان وهي قد انفجرت منذ مليارات السنين قبل ان تتكون الأرض لذلك الاتصال مع كاءنات أخرى شلة مستحيل لأنو لكي تصل إلينا أو نصل اليها نحتاج ملايين السنيين بس هل في كاءنات غيرنا مليار في المئة موجودين

  8. يقول مجتهد:

    لا يوجد كائنات وحياة إلا على الأرض فالأرض خاصة ومخصوصة للحياة. أما الكائنات التي ذكرها الله في السموات فهي الملائكة. إن من العبث البحث عن حياة في كواكب أخرى. وفي عام 1961 وضع الفلكي والعالم الأمريكي فرانك دريك معادلة للتنبؤ بعدد الحضارات الموجودة في الكون حيث تنبأ أن أن يكون العدد بحدود ال10000 كوكب يُحتمل أن يكون فيها حياة وأن هناك 10 قوة 18 شمس مماثلة لشمسنا. ومن بضع سنوات تم مقابلة نفس العالم الذي أبدى تشاؤمه من وجود حياة على أي من الكواكب على الرغم من البحث المضني المتواصل بلا كلل منذ ستين سنة. الأفضل للأنسان أن ينسى فكرة وجود حياة (ناهيك عن وجود حياة عاقلة) في أي مكان آخر والحقيقة التي لا تدعو للجدل أننا نحن البشر الوحيدون في هذا الكون والفضل أن نركز على قيم التسامح والعدالة والأخوة بين البشر بدل البحث عن أعداء آخرين في المون لأن العداوات الموجودة بين بني البشر كافية وبالتالي لنوفر أموال البحث الطائلة هذه لإطعام الجياع بدل اللهاث وراء السراب.

  9. يقول مجتهد:

    وتتمة لتعليقي أعلاه، وحسب تقديري فإن وسع الكون هو خمسين ألف سنة ضوئية وذلك لقوله تعالى (جل من قائل) : “تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ” . وكما هو معلوم الملائكة والروح (وهو جبريل عليه الصلاة والسلام) من النور أي الضوء ولأن سرعة الضوء هي 300000كم بالثانية وبالتالي يكون المسافة = سرعة الضوء x الزمن (خمسون ألف سنة) والجواب هو خمسون ألف سنة ضوئية والسنة الضوئية هي المسافة الذي يحتاج ضوء الشمس ليقطعها في سنة واحدة.

  10. يقول ماغون:

    الإنسان بهمته سوف يزور معظم المجرات فبمقارنة بسيطة عن السفر بين الأمس واليوم يمكن استيعاب الأمر ولكن الأرض هي المنطلق والمنتهى.

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية