كل المؤشرات توحي بأن كلاسيكو البارسا مع الريال سيتم تأجيله مجددا الى ما بعد الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهو التاريخ الجديد الذي حددته الرابطة الاسبانية لكرة القدم بعدما اقترحت في بادئ الامر تبديل موعدي الكلاسيكو على أن يقام الأول في البرنابيو والثاني في الكامب نو، بسبب تصاعد الاحتجاجات المطالبة بالانفصال عن إسبانيا، التي تجتاح برشلونة وكامل إقليم كتالونيا، والخوف من تفاقم الوضع الأمني، تزامنا مع المباراة التي يريد من خلالها الكتالونيون إسماع أصواتهم للعالم وعدم تفويت الفرصة على الحكومة الاسبانية التي تستثمر في الحدث، وتتوجه نحو تأجيله مجددا في سابقة أولى من نوعها تخلف انعكاسات فنية ومادية كبيرة رغم تطمينات الحكومة الكتالونية التي تؤكد امكانية إقامة المباراة في ملعب البارسا في أي وقت.
صحيفة «ماركا» الاسبانية الشهيرة طرحت سؤالا مثيرا للاهتمام الاثنين الماضي حول مصير الكلاسيكو اذا استمرت حالة الغضب والمظاهرات والاضطرابات في إقليم كتالونيا على خلفية سجن عدد من الزعماء السياسيين الكتالونيين المطالبين بالانفصال عن اسبانيا، ما يؤدي الى تأجيل جديد للموعد أو نقله الى مدينة اخرى داخل اسبانيا او حتى خارجها بعد التهديد الصادر عن رابطة الليغا بداية الاسبوع في ظل رفض مزدوج لإدارتي الريال والبارسا للتأجيل، كونه ينعكس سلبا على المعنويات وعلى مشوار الناديين في مختلف المسابقات، كما أن أندية الليغا من جهتها احتجت الاثنين الماضي على تأجيل الكلاسيكو في اجتماع لجنة المسابقات، لأن في ذلك تفضيلاً للناديين العريقين يؤثر على مسار الدوري.
الناطق باسم الحكومة الكتالونية رفض مبدأ التأجيل الأول ويعارض أي تأجيل آخر للكلاسيكو، معتبرا ذلك بمثابة تحايل من الحكومة الاسبانية عن طريق لجنة المسابقات التي تصور الوضع الأمني في برشلونة بأنه سيئ يؤثر على النظام العام، وعلى إجراء المباراة، رغم أن الكامب نو احتضن مباراة الجولة الحادية عشرة هذا الثلاثاء، بين البارسا وبلد الوليد بدون اشكال، في وقت اعتبر رئيس رابطة الليغا أي تأجيل جديد بمثابة الكارثة التي لا تناسب الخطط التسويقية للدوري التي تستهدف أكبر مشاهدة ممكنة في قارة آسيا بالدرجة الأولى على غرار الصين واليابان، واعتبر الأمر مصدرا لخسارة مالية كبيرة للنادي الكتالوني باعتباره الفريق المضيف الذي اضطر الى تعويض من اقتنوا تذاكر الدخول بمبلغ يفوق 3 ملايين يورو، كما أن الموعد الجديد 18 ديسمبر لن يضمن نفس المداخيل لأنه يصادف وسط أيام الاسبوع.
التأجيل والتهديد بالتأجيل مجددا يعتبره البعض جزءا من الحرب السياسية بين الرابطة والاتحادية، وبين الحكومة المركزية في مدريد والحكومة الكتالونية في برشلونة للتأثير على أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لكن التأثير الكبير سيكون على معنويات دعاة الانفصال الذين لا يريدون أن تلصق بهم تهمة تهديد الأمن والنظام العام، والتأثير سيكون على مصداقية لجنة المسابقات التي تسعى دوما للبقاء على نفس المسافة بين الريال والبارسا، وبين كل الأندية الاسبانية التي وجدت نفسها معنية بالتأجيل بدورها، لأن الكلاسيكو قضية وطنية وعالمية قبل أن تكون رياضية أو سياسية وأمنية.
تأجيل الكلاسيكو لدواعي «أمن قومي»، كما وصفه رئيس رابطة الدوري الاسباني هو الثاني من نوعه في تاريخ الليغا، وهو الذي صمد في وجه ظروف أمنية أصعب عبر التاريخ بدون تأجيل لموعد مقدس لدى الاسبان وعشاق الكرة في العالم، لكن تسييس المواجهة قد يخرجها عن اطارها الرياضي في الاوساط الجماهيرية والاعلامية، وليس الكروية طبعا، لأن مسيري البارسا والريال يدركون أنهم طرف معادلة سياسية واجتماعية، وحتى ثقافية وفكرية يتوجب التعامل معها بالحكمة اللازمة.
منذ تأسيس النادي الكتالوني سنة 1899 كان برشلونة رمزا من رموز مقاطعة كتالونيا أكثر من أي ناد كتالوني آخر، لكن مطلب الاستقلال لا يرفعه كل الكتالونيين، ولا يرفضه كل الاسبان، الا أن مصلحة البارسا في بقائها ضمن الأسرة الكروية الاسبانية، ومن مصلحة الليغا أن تبقى برشلونة ضمن إطارها أيضا، أما من الناحية السياسية فان اسبانيا الرسمية وحتى أوروبا لن ترضى باستقلال مقاطعة كتالونيا لأن ذلك سيؤدي الى مطالبة مقاطعات أخرى بالاستقلال، وعددها سبع عشرة في كامل المملكة الاسبانية، لتنتشر العدوى في كامل أوروبا وتطالب أقليات أخرى بالاستقلال عن بلدانها لاحقا.
مواجهة البارسا والريال هي أكثر من مجرد كلاسيكو في كرة القدم، واقليم كتالونيا أكبر من مجرد اقليم من أقاليم الحكم الذاتي الأخرى، والانفصال أو البقاء تحت راية المملكة الاسبانية هو أمر مصيري لا يستهان به، لذلك فان تأجيل الموعد الكروي أقل ضررا من حفظ الأمن العام ومن الانفصال الذي تطالب به غالبية الكتالونيين منذ زمن بدون ان يتحقق لهم ذلك.
إعلامي جزائري
وأين بعض النشطاء الاسبان المنافقين الذين يأتون إلى العيون للدفاع عن أقلية في تقرير مصيرها.ويتركون الكتاليون بقربهم يطالبون بهذا الحق منذ زمان طويل.
أنا مع استقلال كطالونيا.
فاستقلال كطالونيا سيقزم إسبانيا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وهذا في مصلحة الشعب المغربي.
لأن إسبانيا دائما ما كانت تستعرض علينا عضلاتها بدعم اوروبي .