لقد اختاروه، لكن كيف انتخبوا رجلا مثله؟ هل عميت أبصارهم أم وقعوا تحت أثر السحر؟ وهل تتحمل تونس التي فصّلها الرئيس الراحل بورقيبة لتكون بلدا غربيا في مجال عربي أن يقول رئيسها المقبل كلما سئل عما سينجزه أو يفعله إن» الشعب يريد ويعرف ما يريد» أو أن يصرح على الملأ بأن التطبيع خيانة عظمى، وأن الوضع الطبيعي لتونس هو أنها في حالة حرب مع إسرائيل؟ لقد همس كثيرون في الأحياء الراقية للعاصمة بمثل ذلك، بعد أن أدركوا أن صرخات الخوف على الحياد الدبلوماسي، أو حتى على الحداثة ضلت طريقها مثلما ضلت معها أيضا نداءات الاستغاثة من كارثة اجتماعية واقتصادية وشيكة ستحل بالبلد، إن لم يقبل الناخبون بالتصويت للمرشح، الذي قال لهم إن أكبر إنجاز سيحققه لهم هو أن يوفر لكل تونسي طبق معكرونة.
ومع أن هناك مسألة شكلية ومبدئية لاحت في الختام، إلا أن المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام حولها صباح الاثنين الماضي كانت مشوشة للغاية، ففيما قال البعض أن نبيل القروي بعث يومها رسالة تهنئة لمن صار الرئيس الجديد، ذكر آخرون أنه رفع سماعة الهاتف ليفعل ذلك، وردد غيرهم أنه قام بالأمرين معا، أي بعث الرسالة وتكلم بالهاتف. لكن في كل الاحوال فقد تأخرت تهنئة المرشح الخاسر للمرشح الفائز ساعات، كان خلالها التونسيون يستفيقون من ليلة طويلة، غمرت فيها الاحتفالات معظم الشوارع، فيما عاش فيها آخرون على الجانب المقابل، أي الخاسر يوما ثقيلا بأتم معنى الكلمة. ولم يكن هناك من شك في أن الخاسرين لم يكونوا فقط هم منافسه المباشر وأنصاره، ولا حتى النظام القديم فحسب، بل كانوا أيضا مجموعات وكيانات وحتى دولا بعيدة عن الدولة المغاربية الصغيرة وقريبين منها في الآن نفسه.
ولعله سيكون من العبث أن يختلف اثنان في أن الانتخابات الرئاسية التونسية السابقة لأوانها، التي جرت جولة إعادتها في ذلك اليوم كانت حرة ونزيهة وشفافة، فحتى إن لم يكن للمرشح الخاسر فيها، أي لنبيل القروي، ما يكفي من التواضع والانصاف ليعترف صراحة وعلى الملأ بأنها كانت كذلك، ويسارع مثلما يحصل في الديمقراطيات الحديثة لتهنئة الفائز، والإقرار بالمقابل وبشكل واضح بهزيمته، تسليما على الأقل بما أظهرته النتائج الأولية للصناديق من فارق شاسع في الأصوات بينه وبين منافسه في السباق إلى قصر قرطاج، مفضلا بدلا من ذلك أن يناور ويعلق كل فشله واخفاقه على مشجب تكافؤ الفرص، الذي رآه منعدما ومفقودا، ومعيدا اسطوانة حرمانه من الالتقاء بناخبيه، بسبب توقيفه بقرار قضائي ولمدة محدودة في تهم تتعلق بتبييض أموال، وحتى إن قالت بعض الأصوات الإعلامية المحلية، التي فقدت الحد الأدنى من الصدقية، إن النسبة التي فاز بها قيس سعيد وجاوزت، بحسب الاستطلاعات، السبعين في المئة، تذكر بالانظمة الديكتاتورية، وأنها تشبه الأرقام الخيالية والنسب الفلكية التي كان يفوز بها بن علي وباقي الرؤساء العرب، في كرنفالاتهم الانتخابية، فإن ذلك لن يغير من الواقع شيئا، ولن يمس من صورة تلك الانتخابات أو يشوهها ويقلل من كونها تمثل في الظرف الحالي إنجازا تونسيا لا نظير له في المحيط الإقليمي. فلم يظهر أحد لا داخل تونس ولا خارجها، ليتحدث عن تزوير أو عن خروقات أو انتهاكات جسيمة شابت العملية، أو ليزعم مثلا أن الاقتراع كان شكليا أو صوريا، أو أنه لم يكن محترما للقوانين والشروط والمعايير التي وضعها سدنة الديمقراطية الغربية أنفسهم، ولم يشعر أي تونسي مهما كان رأيه أو موقفه، أن اختياره أو الاقتراع لم يكن يعبر بالفعل عن رغبة عموم التونسيين وتطلعهم للتحرر والانعتاق الحقيقيين من منظومة حكم جربت لأكثر من نصف قرن فلم تثبت سوى اهترائها وفشلها.
على التونسيين الذين انتخبوا قيس سعيد أن يعرفوا أن طريقهم إلى الكرامة ما يزال طويلا وشاقا وملغما بألف لغم ولغم
لكن منذ متى كانت إرادة الشعوب في هذا الجزء من العالم تحترم وتقدس وتعطى لها الأهمية، وتحظى بتقدير وتبجيل القوى الإقليمية والدولية الكبرى؟ ومنذ متى كانوا في الغرب يعترفون بها ويقبلونها بكل ما فيها، ويرفعون لها القبعات شرقا وغربا، ويقدرونها حق قدرها في العالم الحر والديمقراطيات الاوروبية العريقة؟ ألم يعبر المصريون في وقت ما عن ارادتهم بشكل حر حين اختاروا الشهيد محمد مرسي رئيسا، وحاول الليبيون والسوريون واليمنيون أن يقتفوا أثرهم من دون طائل؟ فماذا كانت النتيجة إذن؟ ألم تتلون المواقف بألف لون؟ وهل إن التونسيين الذين أبهروا العالم بتحضرهم وقدرتهم على إدارة اختلافاتهم، وأنجزوا تحولا فريدا من نوعه في منطقتهم أحسن من غيرهم؟ أليسوا مهما كبروا أو ارتفعوا عربا؟ أم انهم مختلفون عن الباقين وفي مأمن تام من كل السيناريوهات الكئيبة والدموية التي حصلت في بلدانهم وما لحقهم على مدى سنوات من آلام ومحن وكوارث، جراء تطلعهم لتحقيق إرادتهم والتخلص من جور طغاتهم وغطرستهم؟
لقد صوبت الأنظار منذ ما يرقب من شهر، أي من لحظة الإعلان عن تصدر الجامعي قيس سعيد نتائج الدور الأول من انتخابات الرئاسة السابقة لأوانها نحوه وكان جزء من تلك التساؤلات يخامر أذهان التونسيين ويثير اهتمام عدد واسع من وسائل الإعلام الاوروبية، بعد أن سبقتها مراكز البحوث والدراسات في ذلك. فالرجل الذي لم يكن مرشحا قويا، رغم أن استطلاعات الرأي كانت تمنحه مراكز متقدمة في نوايا التصويت، ولم يظهر سوى مرات في نشرات أخبار التلفزيون الرسمي، ليتحدث في مسائل دستورية صرفة، قدم على انه الرجل الغامض. وفي ما لم يشكك أحد في سيرته أن يقدح في نظافة يده أو تعففه ورفعة أخلاقه، لاحقت الشكوك وحتى الاتهامات الحلقة الضيقة من المقربين منه، وقدمت صوره مع قيادي في حزب التحرير كدليل على أنه يحمل فكرا متشددا. فيما زاد موقفه الشهير في رفض مقترح المساواة في الإرث، الذي قدمه الرئيس الراحل قائد السبسي للبرلمان، في إذكاء تلك الانطباعات لدى الاوساط المنسوبة للحداثة. ولم يصدق كثيرون ما ظل يردده دائما من أنه ولد مستقلا وسيعيش ويموت كذلك. فلا يمكن للرئيس بنظر هؤلاء أن يكون مع الجميع في وقت واحد وليس باستطاعته أن يكون بالفعل رئيسا للعلماني والمتدين وللمحجبة والسافرة على حد سواء. لقد بدأت تلك النخب التي تربت على الاستبداد بشحذ اسلحتها قبل تنصيب الرئيس. وسيكون على التونسيين الذين اختاروا قيس سعيد ليعاقبوا من خلاله عصابات المفسدين ودعاة التطبيع مع المحتل، أن يستعدوا لما سيسلطه هؤلاء الذين خسروا بفوز رئيس عربي نزيه ومنصف وعروبي بامتياز عليهم من عقاب جماعي مضاعف. لقد هتفوا قبل تسعة اعوام من الان « خبز وماء وبن علي لا» وعليهم الان أن يرضوا بالخبز والماء، إن كان ذلك هو ثمن اختيارهم الحر، وأن يعرفوا أيضا أن طريقهم إلى الكرامة ما يزال طويلا وشاقا وملغما بألف لغم ولغم.
كاتب وصحافي من تونس
لا تخاف على تونس فقط لأن حامل السلاح حامل الزناد مثقف نحن كشعب سنعملوا باجتهاد وسنساند رئيسنا لقد رفعا سيفه مبكرا كان عليه التريث لاكن لا خوف على الحرار
التونسيون يُعاقبون على الحرية منذ 2011. الأعراب والموساد وحزب فرنسا لم يتوقفوا لحظة عن إشعال الحرائق في هذا الوطن الصغير الجميل الذي يسعى إلى الاستقلال وتحرير نفسه من التبعية، ولولا رجال مخلصون ونساء مخلصات، لظهر بلحة تونسي آخر يملأ الدنيا أكاذيب وأساطير وإخفاقات، ولكن الله سلم. يا أهل تونس خذوا حذركم وحافظوا على ثورتكم وتوحدوا خلف قيادتكم التي اخترتموها. الله معكم.
أصبت أخي على التونسيين و التونسيات أن يصمدوا الآن لأن الضربات ستتوالى على تونس من كل صوب و حدب من الأشقاء العرب أولا ثم من الغرب الصهيومسيحي الذي لا يرى في العرب خصوصا إلا البقرة الحلوب ومثيرة كل نفايتهم
المفارقة أن أدوات التحليل و التفكير بقيت على ما هي في ظل تحول عميق للجو السياسي العالمي بعد ثورة الياسمين المجيدة .
الرئيس التونسي غير ملزم باللغة الخشبية المعهودة . مرجعية تعبيره …..ثوابت الثورة .
إستثناء تونس له تفسيراته في عمق التاريخ …
في خبر تداوله محللون سقط سهوا ربما اعلاه،
تم كشف عقد ابرمه القروي مرشح الطبقة المخملية والنخبة الفرانكولائكية في تونس مع عميل سابق للموساد يملك مؤسسة ضغط في أمريكا ليتدخل لصالحه مع القوى الكبرى لاجل تنصيبه رئيسا اولا ثم لاجل مساعدة تونس اقتصاديا بعد ذلك.
المقابل لم يحدده العقد ولكنه معروف بالضرورة.. ولذلك صاح قيس سعيد التطبيع جريمة..
لقد وصفت الناقدة سونيا الدهماني القروي أنه لم يكن سياسيا حقيقيا ردا على من برر ارتباكه في المناظرة بسجنه.. ولقد اصابت.. لانه كان اعلاميا ذو ولاء للغرب لا اكثر ولا اقل.
الصراع الرئاسي في تونس كان اعمق من تنافس إسمين.. لقد كان صراع مشروعين يتعديان حدود تونس جغرافيا وصراع مشروعين يتجاوزان الحاضر التونسي وصراع وجودي فازت فيه اصالة الشعب التونسي الذي حاولوا سلخه من كل موروثاته الثقافية والعقائدية المتراكمة عبر مئات السنين لأجل مشروع ما بعد استعماري يتم تقديمه تحت مسمى الحداثة.
لن يأكل الشعب التونسي خبزا وماء.. رغما عن انف العملاء الذين باعوا قضايا الشعوب ااعادلة باسم المصلحة العليا..
وكجزائري مستعد انا احرار تونس راتبي ان لزم الامر لانهم تحولوا الى قاطرة تحرر لجميع الشعوب من الطغيان الغرب الاستعماري الحديث.
أظن هذا عنوان له علاقة بالانتخابات الفلسطينية عام 2005 (هل سيعاقب التونسيون على اختيارهم قيس سعيد؟) ولذلك يا نزار بولحية،
لو كان يهمك إنقاذ إقتصاد دولة الحداثة بنسختها التونسية، حتى تتمكن الدولة من إنتاج منتجات ذات عائد إقتصادي مربح للجميع (الإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمُنتجات الإنسانية وبالتالي الدولة)،
ويستطيع المنافسة في سوق أجواء العولمة، إن كان بنسخة فلسفة السوق الأمريكي (أمازون)، أو نسخة حكمة السوق الصيني (علي بابا) بعد عام 2019.
فأم الشركات هي الحل، من ثلاثة أطراف،
كطرف أول (القطاع الخاص) مقابل الحكومة كطرف ثان (القطاع العام)،
بقي الطرف الثالث (ممثلي استمرارية تطوير الشراكة بمنتجات جديدة تعمل على زيادة الإيرادات للجميع (الإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمُنتجات الإنسانية في الدولة) الموظف المبادر، صاحب التقنية، ومسوقيها في السوق)،
لإنشاء مثال عملي لأم الشركات في تونس، لإنتاج المُنتج الحلال (أي بلا غش تجاري) تستطيع به تونس، منافسة أي سلعة مماثلة في فلسفة السوق الأمريكي (أمازون) وحكمة السوق الصيني (علي بابا).
فالسؤال ليس أين بل متى، ستصلني الدعوة وحجز الفندق، لعمل ورشة العمل بحضور الرئيس وأصحاب سلطة القرار في تونس إلى بريدي الإليكتروني:
[email protected] ??
??????
تونس سحبت….الثنائى الرابح ….قيس سعيد فى قرطاج و النهضة فى القصبة واحد ييحرر الامة العربية و الآخرالانة الاسلامية …..الخير سيعم يا ناس و بوادره بدأت تظهر ….ننتظر اليوم التالى ….و الكاتب بدأ يستشعر ….دور الضحية الذى سنسمعه فى المستقبل لتبرير الفشل القادم
بل الثنائي هو قيس سعيد و الشعب التونسي بأغلبيته الساحقه و كليهما يسكن تونس عقلها و قلبها لذلك رغم الصعوبات و العراقيل التي ستخلق تباعا لهذا الثنائي فأنهم ان شاء الله سيتخطونها حتما لأن العقل لا يخون قلبه و جسده و لن يكون هناك فشلا يبرر ان شاء الله بل عمل شاق يدار بأخلاص الانتماء فيؤتي اٌكٌله يأذن الله رب العالمين و ان كره الكارهون
وماذا فعلت هذه القوى الدولية التي تخشى على تونس من السقوط في يد قوى تتبنى فكرا ظلاميا أو قوميا يجهر بالعداء لإسرائيل؟ لماذا لم تساعد الديمقراطية الوليدة؟
أيا كان من تأتي به الانتخابات، تونس كما باقي الدول العربية، لا يراد لها أن تشبع، ولا يراد لها كذلك أن تموت من الجوع، والشعب التونسي ليس لديه مايخسره، وقد أوصل رسالته لمن يهمه الأمر، اللهم إذا اعتبرت مساعدة بعض الدول الخليجية طوق نجاة ياتونس الفتاة
انا انتمى الى الواقعية … وعندنا مثل يقول “مد ساقيك على قد كساك” ….تونس ذات العشرة ملايين و كل المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و مشاكل الارهاب و….و….و…ووو ….قلى مثلا ماذا ستستفيد التونسية التى تكد ليل نهار فى الجبال و فى البرد ….من خطابات انتهت مع الستينات من القرن الماضى بهزائم نكراء ….على السيد سعيد ان يهتم بالتونسيين و مصالحهم و يزن كلامه و لا يدخل تونس فى مشاكل مع احد و يتعلم من السيد اردوغان الذى يسوق للاسلام السياسي بيد و يتاجر مع إسرائيل بقيمة 5.4 مليار دولار سنويا بيد اخرى و ينتمى للناتو برجل ويعمل ليل نهار للدخول الى الاتحاد الاوربي برجل اخرى …. و الكل يصفق له و يعتبرونه بطل ….هذه اسمها السياسة و الذكاء السياسي … و الدفاع عن مصالح البلاد حتى مع الشيطان نفسه …تعلموا الدروس ….وكفى عنتريات فارغة ….
تونس سترتقي رغم الداء والاعداء بعزيمة شعبها و ايمان شبابها بالارتقاء بالوطن رغم كل العرقلات التي يتجند لها اعلامنا الفاسد.❤??❤✌✌