أنقرة – “القدس العربي”:
ادعت وسائل إعلام إسرائيلية أن تركيا طلبت من قيادات في حركة حماس الفلسطينية مغادرة الأراضي التركية وهو ما اعتبر بمثابة خطوة تركية على طريق تطبيع العلاقات مع إسرائيل حيث تطالب تل أبيب منذ سنوات أنقرة بمنع ما تقول إنها أنشطة سياسية ومالية وحتى عسكرية تقوم بها الحركة من الأراضي التركية.
وقالت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة على لسان مراسلها إن معلومات تشير إلى أن تركيا طلبت في الأيام الأخيرة مغادرة عدد من نشطاء حركة حماس الأراضي التركية التي وصفها المراسل بأنها “تحولت إلى مقر قيادة حماس في الخارج”، كما جدد المراسل الاتهامات الإسرائيلية السابقة بأن “العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذتها حماس في الضفة الغربية تمت بتوجيه من مقر قيادة حماس في تركيا”، واعتبرت القناة الإسرائيلية أن هذه الخطوة تأتي “كبادرة حسن نية لتحسين العلاقات بين تل أبيب وأنقرة”.
وفي السياق ذاته، كتب موقع “إنتل تايمز” الذي يصنف على أنه موقع مقرب من المخابرات الإسرائيلية: “تركيا تطرد عدداً من نشطاء حماس، يبدو أن هذا القرار قد تم اتخاذه في ضوء رغبة الرئيس التركي في توثيق العلاقات مع إسرائيل وعلى خلفية المعلومات الاستخباراتية التي تم الكشف عنها مؤخراً والتي تربط بين نشطاء حماس الذين يتم استضافتهم على الأراضي التركية بغرض التخطيط لأعمال (إرهابية)”.
وبينما لم يصدر أي نفي أو تأكيد من مصادر تركية أو حركة حماس، فإن أنباء مشابهة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية مراراً في السنوات الأخيرة لم يتم تأكيدها، حيث لم تتخذ الحكومة التركية أي إجراءات تضييقية ضد تواجد قيادات حماس على الأراضي التركية وهو التواجد غير السري حيث تظهر على الدوام قيادات كبيرة في حركة حماس في أنشطة سياسية علنية مختلفة تجري في إسطنبول.
وخلال السنوات الأخيرة، شنت إسرائيل حملات سياسية وإعلامية واسعة اتهمت خلالها تركيا بإيواء قيادات ونشطاء حركة حماس، والسماح للحركة بممارسة أنشطة مالية واسعة لتأمين احتياجات الحركة المالية، وصولاً لاتهام تركيا بإيواء نشطاء في الحركة يقودون أنشطة عسكرية ضد إسرائيل في القدس والضفة الغربية، وهي اتهامات نفتها حماس سابقاً وتمتنع تركيا عن التعليق عليها. كما اعتقلت تركيا مؤخراً شبكة قالت إنها مرتبطة بالموساد الإسرائيلي كان من ضمن مهامها التجسس على أنشطة المجموعات الفلسطينية في تركيا.
وفي ظل مساعي تحسين العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، تحدثت مصادر سياسية وإعلامية إسرائيلية مراراً عن منع أنشطة حماس في تركيا كشرط للتقدم في هذا الملف الذي لم يشهد تقدماً ملموساً في السنوات الماضية، لكن جدية المساعي هذه المرة يتوقع أن يرافقها خطوات عملية ربما يكون أحدها الحد من أنشطة حركة حماس في تركيا وخاصة فيما يتعلق بتواجد قيادات الصف الأول من الحركة على الأراضي التركية.
وشهدت مساعي تحسين العلاقات بين البلدين في الأسابيع الأخيرة تطورات متلاحقة تؤشر إلى إمكانية الانتقال إلى خطوات ملموسة وذلك عقب اتصالات بين الرئيس التركي والرئيس ورئيس الوزراء الإسرائيليين ووزيري خارجية البلدين فيما يعتقد أنها اتصالات تمهد لإجراء زيارة للرئيس الإسرائيلي إلى أنقرة قريباً، فيما تحدثت مصادر عن إمكانية أن تكون الزيارة لرئيس الوزراء حيث ترغب أنقرة في تحسين العلاقات مع تل أبيب لبحث ملف شرق المتوسط.
ومنذ الإعلان قبل أيام عن رفع الولايات المتحدة الأمريكية دعمها السياسي والاقتصادي عن مشروع “إيست ميد” لنقل الغاز الإسرائيلي واليوناني من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إشارات متلاحقة على رغبة بلاده في تسريع خطوات تطبيع العلاقات مع إسرائيل من أجل الدخول في مباحثات بين أنقرة وتل أبيب على مشروع لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، وهو ملف بات يمثل أولوية كبيرة للسياسة التركية.
وعلى الرغم من أن العلاقات التركية الإسرائيلية دخلت فعلياً في مسار إعادة تطبيع العلاقات منذ أشهر عبر سلسلة اتصالات وتصريحات إيجابية بين البلدين، إلا أن الأيام الأخيرة تشهد حراكاً مكثفاً وخاصة من الجانب التركي من أجل تسريع هذا المسار للانتقال للحديث حول الملف الأهم الذي دفع أنقرة لمراجعة علاقاتها مع تل أبيب وهو إمكانية توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية والاتفاق على مشروع لنقل غاز شرق المتوسط إلى أوروبا عبر تركيا.
وإلى جانب الاتصالات السياسية المعلنة، تحدثت مصادر إعلامية إسرائيلية وتركية متطابقة عن اتصالات سرية تكثفت في الأشهر الأخيرة على مستوى الاستخبارات والدبلوماسية المنخفضة، كما أن السلطات التركية أفرجت مؤخراً عن إسرائيليين أوقفا في تركيا بشبهة التجسس وهو ما اعتبر بمثابة بادرة حسن نية قدمتها تركيا لإسرائيل على طريق ومسار تحسين العلاقات، كما أن أرقام التبادل التجاري بين البلدين لعام 2021 كشفت عن مؤشرات إيجابية اقتصادية صاعدة ما زال يحافظ عليها البلدان رغم الخلافات السياسية. يضاف إلى ذلك الاتصال الذي جرى قبل أيام بين وزيري خارجية البلدين والذي يعتبر الأول منذ نحو 10 سنوات.
والشهر الجاري، كشف أردوغان أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قد يجري زيارة إلى تركيا، وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الصربي في أنقرة: “هناك محادثات مع الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ ومن الممكن أن تكون له زيارة إلى تركيا”، لافتاً إلى احتمال التعاون مع إسرائيل شرقي المتوسط بالقول: “نهدف إلى إحراز تقدم عبر مقاربات إيجابية.. تركيا ستبذل ما بوسعها إذا كان هذا الأمر قائماً على أساس الربح المتبادل”.
ولفت أردوغان إلى الخطوات الإيجابية التي شهدتها العلاقات بين البلدين في الأشهر الأخيرة، منوهاً إلى الاتصالات التي تجري بينه وبين الرئيس الإسرائيلي، والتواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، واللقاء الأخير الذي جمعه (أردوغان) مع حاخامات يهود من تركيا والدول الإسلامية في أنقرة.
ونهاية العام الماضي، التقى أردوغان الجالية اليهودية في تركيا وأعضاء “تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية”، بالقصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، مؤكداً على “الأهمية الحيوية” للعلاقات التركية الإسرائيلية في أمن واستقرار المنطقة، وذلك في تحرك اعتبر بمثابة خطوة جديدة على طريق إعادة تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأنقرة التي غيرت من سياستها الخارجية وبدأت جهوداً واسعة لإنهاء الخلافات وإعادة تطبيع العلاقات مع دول المنطقة.
على الفلسطينيين بعد الله الاعتماد على أنفسهم…بدل الرهان على هذا وذاك وعلان وفلان.أعينوا أنفسكم سيعينكم الله.أما أردوغان وغير أردوغان فالقضايا الخارجية بالنسبة إليهم أوراق يلعبون بها لتحقيق مصالحهم على حساب أصحاب تلك القضايا..الأكراد الفلسطينيون السوريون ووووو بالعكس الذي يبدو صديقا للفلسطينيين أخطر من عدوهم.لأنه يعرف عنهم الكثير..وينقله لغيرهم مقابل حصوله على مواقف لصالحه.عندما تنشرون مقالات عن
علاقات تركيا مع الكيان الصهيوني والتعاون بينهما ، تختفي تعليقات جماعة الاخوان ويلوذون بالظلام كالخفافيش.