■ مباراة العودة لربع نهائي دوري أبطال أوروبا بين المان سيتي وتوتنهام الدرامية كانت واحدة من روائع كرة القدم العالمية لهذا الموسم، بخصوصيات بريطانية بحتة، عنوانها الاثارة والمتعة والفرجة والمهارة الفردية والجماعية التي صارت تميز الكرة الإنكليزية عن غيرها، ما سمح لها بالعودة إلى الواجهة من خلال تأهل أربعة أندية إلى المربعين الأخيرين في دوري الأبطال والدوري الأوروبي لهذا الموسم، بعدما كانوا ستة في ربع النهائي، وذلك امتدادا لوصول منتخب إنكلترا إلى المربع الأخير في كأس العالم الأخيرة، وتألق المنتخبات الشبانية مؤخرا في بطولات أوروبا للأمم وتتويجها باللقب لأقل من 17 عاما اضافة الى وصافة بطولة أوروبا للأمم أقل من 21 عاما بفضل جيل جديد من اللاعبين والمدربين المحليين المتميزين الذين توجوا أيضا بلقبي كأس العالم أقل من 17 و20 عاما.
ليفربول وتوتنهام في دوري الابطال وتشلسي وأرسنال في منافسة الدوري الأوروبي صنعوا الحدث بتواجدهم المستحق في نصف النهائي على غير العادة مع إمكانية بلوغ النهائي وتحقيق سابقة يدشن بها الإنكليز عودتهم إلى الواجهة الأوروبية بشكل مبهر، ليمثلوا أحد أكبر الدوريات في العالم ويجسدوا تحولا كبيرا تشهده الكرة الإنكليزية بفضل قوة أنديتها الغنية ماليا والثرية فنيا والقوية تكتيكيا، بعد استقطابها لأفضل لاعبي العالم واستثمارها في جيل كروي فريد من نوعه أنفق عليه الاتحاد الإنكليزي بسخاء منذ سنوات في مختلف الفئات الشبانية، وانفقت عليه الأندية من خلال استعانتها بأكبر مدربي العالم الذي ساهموا في الرفع من مستوى الدوري على غرار يورغن كلوب وبوشيتينو وبيب غوارديولا وأوناي ايمري وغيرهم.
البعض لا يزال يعتقد أن الفضل لا يعود لهؤلاء المدربين ولا لنجوم العالم الذين ينشطون في مختلف الأندية بقدر ما يعود إلى استثمار الاتحاد الإنكليزي في منتخبات الفئات الشبانية طيلة السنوات الماضية، ما سمح بظهور جيل رائع يذكرنا بجيل السبعينات والثمانينات الذي تألق مع الأندية وفاز بألقاب أوروبية بدون الاستعانة باللاعبين الأجانب، وتجسد ذلك بوصول المنتخب إلى نصف نهائي كأس العالم في روسيا، ثم نصف نهائي دوري الأمم الأوربية حاليا، في حين يعتقد البعض الآخر بأن الفضل في تألق الأندية قاريا يعود أساسا الى كل النجوم الكبار الذين تزخر بهم الأندية الإنكليزية، والتي رفعت من مستوى الفرق ومباريات الدوري التي صارت قمة في الاثارة والمتعة والروح التنافسية، ما جعل من أمر حسم اللقب مثلا مؤجلا الى آخر جولة هذا الموسم، كما الحال بالنسبة للمراكز الأربعة المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، والتي سيصبح عددها خمسة في حالة تتويج ليفربول أو توتنهام أو تشلسي أو آرسنال بلقب أوروبي هذا الموسم.
المواجهة العالمية في دوري الابطال بين المان سيتي وتوتنهام التي سجلت فيها سبعة أهداف، والمنافسة الكبيرة على اللقب بين ليفربول والمان سيتي المتجاورين في الصدارة منذ بداية الموسم، وتلك الندية التي تخص المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري الابطال بين توتنهام وتشلسي وأرسنال ومانشستر يونايتد، هي مؤشرات مثيرة للانتباه، توحي بعودة قوية للكرة الإنكليزية على صعيد المنافسة الأوروبية لهذا الموسم في ظل خروج البايرن والريال ويوفنتوس، على يد أشبال أياكس، الذين أعادوا بدورهم أمجاد النادي العريق امتدادا لعودة المنتخب الهولندي إلى الواجهة بتأهله إلى نصف نهائي دوري الأمم الاوروبية، ما قد ينذر بتحولات في كرة القدم الأوروبية على مستوى الأندية والمنتخبات، لكن تواجد البارسا في نصف نهائي دوري الأبطال يبقى هاجسا قد يضيع الحلم، ومواجهة إنكلترا مع هولندا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية في يونيو/حزيران المقبل سيعيد كل واحد إلى حجمه الحقيقي ولو مؤقتا.
مهما يكن، فان هذا الذي تفعله الأندية الانكليزية الأربعة المتأهلة إلى نصف نهائي دوري الابطال والدوري الأوروبي يبقى أمرا كبيرا يعكس قوة الدوري المحلي الذي استقطب الكبار وصنع من الإنكليز الصغار نجوما كبارا سيكون لهم شأن كبير أوروبيا وعالميا، ويعيد الأمل لجماهير الأسود الثلاثة بعد خيبات الأمل المتكررة على مستوى الأندية والمنتخب الأول.
الصورة المصغرة عن الكرة الإنكليزية تنقلها الآن الأندية الموجودة في المنافستين الأوروبيتين، فقبل هذا التاريخ كانت تحمل صفة القوة محليا، احتلال الكرة الإنكليزية لبقع الضوء لن يكون مفاجئا لأن الكرة فقط عادت إلى مهدها ايذانا بعودتها الى عهد التتويجات الأوروبية.
إعلامي جزائري
*نعم .تألق الدوري(الإنجليزي ) يعود
لوجود لاعبين كبار من (الأجانب )
من دول عديدة.
بجانب صرف المليارات من قبل
الأندية الإنجليزية..