شارك عشرات الطلاب، الاثنين الماضي، في احتفال لإحياء ذكرى النكبة في جامعة بن غوريون، ورفعوا الأعلام الفلسطينية. يعتبر هذا حقاً كاملاً للطلاب الذين هم في معظمهم من العرب الإسرائيليين، بأن يتصرفوا بهذا الشكل. كانت لحظة جميلة في الجامعة، سمحت بأمر مفهوم ضمناً وهو احترام حق الطلاب برفع أي علم، لا سيما إذا كانوا يعتبرونه علم شعبهم، في اليوم الذي يعتبرونه ذكرى قومية بالنسبة لهم.
ولكن في إسرائيل كما الحال دوماً، بدأت على الفور حملة شجب بصبغة فاشية ضد الجامعة والطلاب. أول من استنكر كان رئيس بلدية بئر السبع، روبين دانيلوفيتش، الذي كان في السابق طالباً وأحد النشطاء السياسيين في هذه الجامعة. بالمناسبة، الجامعة في حينه قامت بمنع نشاطاته، وهو أرسل رسالة لإدارة الجامعة واتهمها بالمتخاذلة لأنها سمحت باحتفال الأعلام. وقال إنه يشعر بالصدمة والخجل.
وزيرة التربية والتعليم، يفعات شاشا بيتون، سارعت في تقليده بأسلوب فظ لكم الأفواه. “الصور التي شاهدناها لا يتقبلها العقل”، قالت لرئيس الجامعة. وتوجهت للحصول على استشارة قانونية من مجلس التعليم العالي بخصوص “الطلاب الذين يشاركون في التحريض والعنف أو الإضرار برمزية الدولة”. وزير المالية، افيغدور ليبرمان، تحدث عن فحص إمكانية وقف الميزانيات التي تدفع للجامعة في أعقاب الاحتفال. عدد الطلاب الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية في ازدياد. لذلك، يجب على إسرائيل تشجيع عملية الاندماج. ولكن في الوقت نفسه يجب عدم فقدان هؤلاء الطلاب لهويتهم أو إرثهم التاريخي. أي علم سيرفعونه في يوم النكبة؟ علم دولتهم التي تسببت بالنكبة؟ وكيف يجب عليهم الاحتفال بهذه الكارثة التي هرب بسببها معظم أبناء شعبهم أو تم طردهم وفقدوا بيوتهم وقراهم إلى الأبد؟ أن ينشدوا نشيد “هتكفاه”؟ أن يؤدوا التحية للجيش الإسرائيلي؟ كان رد إدارة الجامعة صائباً عندما أعلنت: “نتفاخر بطلابنا على جانبي المتراس. هذه الرياح التي يجب أن تهب في الدولة بدلاً من تلك الفاشية السيئة والمتصاعدة”.
بقلم: أسرة التحرير
هآرتس 27/5/2022