هل نقول وداعا للمسجد الأقصى؟

حجم الخط
54

ارتكبت اسرائيل انتهاكا غير مسبوق بحق المسجد الاقصى امس عندما اقتحم نحو الف جندي باحته، واطلقوا الغاز المسيل للدموع على المصلين، ما اوقع أكثر من ثلاثين جريحا، حسب وكالة الانباء الفلسطينية.
وفي بيانها، اعتبرت الهيئة الاسلامية المسيحية في القدس ان الانتهاك الاسرائيلي يشكل استفزازا خطيرا، وتهديدا مباشرا لكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة.
الا ان الانتهاك الجديد، وليس الأخير، فشل في ان يهز ‘جبل الصمت العربي والاسلامي المريب’ سواء على المستوى الرسمي او الشعبي.
وحسب كثير من المراقبين، فان هذا الاقتحام غير المسبوق في حجمه، سواء من قوات الاحتلال او قطعان المستوطنين، انما يشكل ‘بروفة اخيرة’ على جريمة اكبر، قد تصل الى هدم المسجد او حرقه. كما انه يشير الى اقتراب ذلك اليوم الاسود، خاصة بعد ان نضجت المعطيات السياسية المطلوبة.
فقد جاء هذا التدنيس غير المسبوق للاقصى، غداة تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان لصحيفة ‘يديعوت احرونوت’ كشف فيها عن اتصالات سرية رفيعة المستوى مع عدة دول خليجية بينها السعودية والكويت. وتوقع ان تنتقل تلك الاتصالات الى العلن خلال عام او عام ونصف العام.
وبالرغم من المسارعة السعودية والكويتية الى نفي حدوث تلك الاتصالات وبشدة، وهو ما قد يكون نفيا صادقا، الا ان جوهر تصريحات ليبرمان يبقى متسقا مع ان العالم العربي قرر ان يغمض عينيه ويسد اذنيه تجاه ما يحدث للاقصى، بل وللقضية الفلسطينية برمتها، وانه اصبح مستعدا للتعايش مع معطيات الواقع الجديد.
ويبدو ان عنوان هذا ‘الواقع’ يتمثل في الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى الدول العربية والخليجية منها خاصة الى التحالف مع اسرائيل ضد من وصفه بـ’العدو الحقيقي’ وهو ايران حسب تعبيره.
ومن حق اسرائيل ان ترى في معطيات هذا الواقع الجديد ‘فرصة تاريخية’ للقضاء على هذا المسجد الذي يبقى شاهدا يذكر العالم يوميا بمأساة اغتصاب وطن، طالما ان العرب ‘مشغولون في خوض حروب وصراعات اخرى’ تصب جميعها في خانة تقوية العدو وتكريس الاحتلال.
وهي تدرك جيدا ان اقصى ما يمكن ان يذهب اليه العرب هو الدعوة الى ‘قمة عاجلة’ وهذه قد تفشل في مجرد الانعقاد، وحتى اذا انعقدت فلن تكون افضل حظا من سابقاتها.
والدليل الاكبر على ذلك هو مؤتمر ‘منظمة المؤتمر الاسلامي’ التي اسست بقرار من القمة التي انعقدت في العام 1969 ردا على حرق اسرائيل للاقصى، وهي تبدو اليوم ابعد ما تكون عن الاقصى وسائر قضايا العالم الاسلامي.
الا انه يبقى من حق المواطن العربي ان يسأل: ماذا تنتظر السعودية التي تقول انها تتشرف بخدمة الحرمين وتزعم انها حامية للاسلام والمسلمين، لسحب مبادرتها للسلام التي ولدت ميتة اصلا ردا على هكذا انتهاكات؟
ام ان الاقصى لم يعد اولى القبلتين وثالث الحرمين؟
ماذا يجب ان يحدث لكي يعيد الاردن (راعي الاماكن الاسلامية المقدسة في القدس) ومصر النظر في مستوى التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل (ولا نقول قطع العلاقات)؟
واين هي ‘لجنة القدس’ التي يترأسها العاهل المغربي، وتتصدر حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية مهامها؟
اسئلة ستبقى مجرد اسئلة، غالبا.
اما من الناحية العملية، فان الاجابة الوحيدة، او الأمل الوحيد فيبقى في انتفاضة شعبية تقلب الحسابات وتتجاوز الحدود والسلطات الوهمية، وتزلزل الارض من تحت الاحتلال واعوانه من العرب (للأسف).
لكن حتى هذه الخطوة تواجه تحديات صعبة، ابرزها ان اغلب الدول العربية اصبحت منهكة بل وممزقة بخلافاتها وصراعاتها البينية والداخلية، حتى اصبحت المرارة العنوان الأكبر في هذا المشهد البائس بسبب سياسات تجاوزت الاخطاء الى الخطايا.
فهل يتحقق هذا الامل ام اصبح علينا ان نقول وداعا للمسجد الاقصى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول munir alnajjar jordan:

    ان هذه الصوره التى وضعت على انها المسجد الاقصى غير صحيحه هذه صوره مسجد قبه الصخره اما المسجد الاقصى فهو بناء اخر بالقرب من مسجد القبه هذا للتنويه فقط وشكرا لكم

  2. يقول ناصر الحجازى:

    هذا مسجد قبة الصخره وليس المسجد الاقصى وبعض الناس يظن ان مسجد الصخره هو المسجد الاقصى

  3. يقول خالد:

    ماذا تريد الامة اكثر من هذه الاستفزازات والمجسات ؟؟ بدوءا بأفراد ثم اصبحوا عشرات ثم يقتحموا بالمئات، اختبروا الامة ( الانظمة والشعوب) ووجدوا الكل في حالة ترهل واقتتال داخلي، وتعاون معهم من اطراف عديدة
    فماذا يريدون اكثر من ذألك؟؟
    الان وضعوامجسم الهيكل، وخلال فترة قصيرة سيكملوا ما بدوؤه
    والكل نيام ولا حول ولا قوة الا بالله
    الاقصى انتهى منذ ان تم تقسيم الحرم الابراهيمي في الخليل

  4. يقول محمد بلحرمة المغرب:

    ليست المرة التي يقتحم فيها كيان الارهاب الصهيوني حرمة المسجد الاقصى المبارك ولن تكون الاخيرة فلقد تابعنا الكثير منها سواءا من اعلى المستويات او من طرف جيش الحرب الصهيوني او قطعان المستوطنين مما كان يشكل ولازال استفزازا مباشرا وخطيرا لجموع المسلمين ومساسا بمقدساتهم وكان الفلسطينيون هم دائما من يشكل خط الدفاع المستميت للتصدي لهده الجرائم الصهيونية مما يخلف وراءه العديد من الضحايا بين قتيل وجريح ولا زلنا نتدكر احراق المسجد الاقصى المبارك سنة 1969 وقيام الطبيب الصهيوني الارهابي باروخ غولدشتاين بقتل 29 مصليا في الحرم الابراهيمي عام 1995 ولكن هل كانت كل هده الاعمال الاجرامية والارهابية وبهده الحدة وبهدا الاصرار تتم لو كانت هناك قيادة فلسطينية قوية وموحدة ونظام رسمي عربي مسؤول و قوي ونزيه تسري في عروقه دماء العزة والكرامة وشعب عربي ينتفض ضد التخادل والتواطؤ الرسميين والجبروت الصهيوني الدي بلغ قمته ووحشيته؟ لا شك ان الكيان الارهابي الصهيوني سيستمر في افعاله الاستفزازية والاجرامية بسبب معرفته المسبقة بانعدام ردود الافعال القوية والصارمة وان كانت فهي باهتة ولا تتعدى كونها امتصاص للغضب وحفظ ماء الوجه ان بقي اصلا وتنحصر اساسا في الدعوات المملة الى عقد اجتماعات رويتنية يطلقون عليها صفة الطارئة فالنظام العربي البائس والضعيف والفاسد والمتواطئ
    والدي ينصب اهتمامه الاوحد والوحيد في المحافظة على كرسي الحكم مهما كلف الثمن لن يكون نصيرا للقضية الفلسطينية ولن يدافع عن المسجد الاقصى المبارك فمن يعتقد دلك فكانما ينتظر من السماء ان تمطر دهبا فهدا كله ليس تشاؤما مني بقدر ما هي حقائق مؤسفة نعيشها على ارض الواقع العربي المؤسف بكل المقاييس ولكن رغم كل هده الهوان والاستسلام الرسمي العربي المهين يبقى املنا في انتفاضة شعبية عارمة تقلب الاوضاع راسا على عقب لما فيه خير الوطن العربي وقضيته المركزية المتمثلة في فلسطين السليبة وقدسنا الشريف.
    فمتى يتحقق هدا الامل الدي يراودنا كل وقت و حين بحول الله تعالى؟

  5. يقول محمد من الجزائر:

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم باسم الله الرحمان الرحيم(لا يغرنكم الذين كفروا ولا يغرنكم بالله الغرور) لن تعود لنا يا أقصى إلا عندما نعود إليك مسلمين مجاهدين كما جاءك جيش عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وجيش صلاح الدين الأيوبي رحمه الله براية العقاب لا بجبهة نصرة ولا بتنظيم قاعدة أو جالسة أو… إنما مسلمين بلا تحزب ولا جبهات ولاولاءات لأشخاص ولا ولا وما أكثرها من لاءات وولاءات… فأصلحوا ما بأنفسكم ليصلح الله ما بكم وغيروا ما بكم ليغير الله مابكم وليكن ولاؤكم لله وحده راضين به ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ولا حول ولا قوة إلا بالله…أدميت عيني وقطعت قلبي ياقدس إليك ربي صلاتي ونجواي لشهادة في أول قبلة …

  6. يقول Hassan:

    الحواجز المادية والمعنوية التي صنعها اليهود لن تمنع من الوصول إلى القدس.

  7. يقول Almurabet:

    عدد من المسؤولين الاسرائيلين صرح بانهم سوف يحاربون العرب بدينهم وهذا ما يقومون به عن طريق الارهابيون المجرمون يرسلون لهم الدعم من سلاح ومال وحولوا الحرب بدلآ من فلسطين الى داخل الدول العربية , انظروا الى اسماء المنظمات الارهابية القعقاع والفاروق والنصرة وهولاء هم من يقتلون الاطفال والنساء في سورية والعراق والمنظمة التي تسمي نفسها بيت المقدس الارهابية تقتل المصرين بدلآ من الصهاينة يجب ان نصحوا ولا نعطوا مجال لهولاء المجرمون القتلة ويجب محاربتهم وتنيكل بهم ونعتبر كل واحدآ منهم اسرائيلي ويجب التعاون بين الشعوب العربية بالقضا عليه اينما وجد لان هذا الارهابي قاتل ابنك وابن عمك وقريبك او عربي ينتمني اليك بالعروبة والاسلام ومن رضي بقتل مسلم في دولة اسلامية على ايدي الارهابيون المجرمون ليس بمسلم والمسلم من سلم المسلم يده ولسانه وهولا المجرمون يقتلون الاطفال في المدارس .

  8. يقول محمد محمود *فلسطين*48:

    بعض الاخوه المعلقين اكدو اكثر من مره ان الصوره ليست للمسجد الاقصى بل لقبة الصخرى – غريب هل على هذا الخلاف المسجد وقبة الصخره كلها مستهدفه – من ينتظر طير ابابيل سيطول انتظاره لانها لن تاتي ومن يريد ان يتاجر بشعارات لا رصيد لها هذا شانه – ومن يريد ان يلوم الفلسطينين والمفاوض الفلسطيني فهذا شانه – الاقصى ليس للفلسطينين فقط الاقصى للعالم الاسلامي كله مثله مثل الحرم النبوي في المدينه ومكه المكرمه الذي ليس ملك السعوديه – والبعض يريد ان يرمي المسؤليه عن ظهره ويضعها في ملعب الفلسطينين لا ياساده الامه كلها عربها واسلامها شعوب وحكام عاجزه وحتى في المدا القريب ان تفعل شيئ لانقاظ المقدسات كفانا تهجيص كفانا اوهام كفانا الهروب من الواقع المر والتحريض على ايران – هذا اسلوب الناس المفلسين ونحن امه علربيه واسلاميه مفلسه من جميع الجوانب كفانا مهاترات علينا الاعتراف بوا
    قعنا المخزي بدون لف او دوران

  9. يقول محمد العربي:

    لااوافق الانهزاميون على ان الاقصى كرمز سوف يهدم و اعتقد ان الشعب الفلسطيني سيقوض ما يفكر به الصهاينه وسوف يعي الشعب قريبا جدا ان لاطريق غير العمل المقاوم لكنس الصهاينه والاستبداد العربي .

  10. يقول Fissel:

    أيها الإرهابي المجرم قد وصلت الي حدود فلسطين أليس احق في الجهاد في فلسطين لتحرير شعب مستعبد من الصهاينة لأكثر من ستون عاما أليس احق بالجهاد أيها الإرهابي بتحرير شعب فلسطين الذي كل يوم يذوق العذاب والإهانة في الحواجز الاسرائيلية أليس احق بالجهاد أيها الإرهابي المجرم تحرير القدس والاقصي أيها الإرهابي المجرم أليس احق لنيل الشهادة في فلسطين بدلا من قتل أطفال العرب ونسائهم ، ان اردت الجنة وبنات الحور ففلسطين أمامك وان اردت غضب الله وغضب المسلمين ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين وماواك النار جهنم خالد فيها الي ابد الابدين فواصل قتلك للمسلمين في سوريا والعراق ومصر واليمن والصومال .

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية