هل يتعلم “الوسط- يسار” من مناورة نتنياهو مع منصور عباس؟

حجم الخط
0

لقائمة “يوجد مستقبل” مجموعة “واتسآب”، يكتبون فيها أعضاؤها بصورة حرة، وعندما كانوا جزءاً من “أزرق أبيض” كان هناك أعضاء لم يترددوا في الانقضاض على بني غانتس، مرشحهم لرئاسة الحكومة. هذا لم يتسرب؛ فالأعضاء سريون ومنضبطون. منذ فترة قصيرة، فتحت مجموعة “واتسآب” جديدة: نفس الأعضاء مع تغيير واحد بسيط، عضو واحد ترك في الخارج. يئير لبيد أيضاً يهتم بعقد جلسات للقائمة عبر “زووم” بدون عوفر شيلح، صديقه السابق وصديقه في الرحلة السياسية. وهذا ليس أمراً جديداً في “يوجد مستقبل”. كل من تجرأ في السنوات الثماني الأخيرة على التغريد ضد الرئيس، وحتى بصورة غير مباشرة، حصل على هذه المعاملة. مع ذلك، عندما يدور الحديث عن الذي اعتبر رقم 2 وأحد مؤسسي الحزب، يعتبر هذا مجرد هراء.

في “أزرق أبيض” يعترف غانتس بعدم معرفته ما إذا كان سينجح في إبقاء كل الحزب خلفه. والأعضاء هناك هادئون نسبياً في وسائل الإعلام، يحبون غانتس ولا يريدون إحراجه، لكن الشروخ تتسع في الداخل. غانتس وغابي اشكنازي غاضبان من آفي نسكورن، ويعتقدان أنه يركز أكثر من اللازم على نفسه وعلى سياسته منذ بداية الطريق. هو لم يشكل اللجنة التي كانت ستحدد طريقة لتعيين الوظائف الكبيرة، كما تقرر في الاتفاق الائتلافي، وصعد من ردوده العلنية أمام نتنياهو.

في مرحلة مبكرة نسبياً، وبعد أن تم تشكيل الحكومة، جاء اقتراح من نتنياهو: هيا نعمل إعادة تشغيل، ونبدأ الأمور من جديد. لقد كان لرئيس الحكومة اقتراح: أزيحوا نسكورن وعينوا حيلي تروفر وزيراً للعدل. لم يكن غانتس مستعداً لسماع ذلك، ولكن شخصاً ما نقل المعلومة لنسكورن. وهل بسبب ذلك تعتقد قيادة “أزرق أبيض” أن نسكورن ذهب بعيداً.

في القريب سيسمع مزيد من التسجيلات المتفجرة التي سجلها شخص ما أثناء حملات “أزرق أبيض” وقام بنقلها إلى وسائل الإعلام. هذا لن يساعد على رأب الصدع في الحزب المتعب. ووضع القائمة المشتركة لا يحتاج إلى مزيد من الكلمات. منصور عباس قام بعملية تفجير انتخابية. رؤساء الحزب يحاولون الضغط على أعضاء الكنيست الآخرين من الحركة الإسلامية، وأيضاً على مصادر قوة أخرى في الحركة، في محاولة لإعادة عباس إلى “تيلم”، ولكن بدون نجاح حتى الآن.

السطر الأخير هو أن البديل الحكومي لنتنياهو لم يكن منذ فترة طويلة في وضع أصعب من هذا. الوضع فظيع وفق الاستطلاعات. الكتلة المناوئة لبيبي التي كانت تعد 65 مقعداً فقط قبل سنة تساوي اليوم 55 مقعداً بصعوبة. خصومات داخلية، ومظاهرات تخفت قليلاً، ولا يوجد مرشح يمكنه أن يكتل المعسكر حوله، فيما تزداد قوة نتنياهو في الاستطلاعات، والحملة الانتخابية القريبة يمكن أن تكون شبيهة جداً بما حدث في الموعد الأول لانتخابات 2019، التي لم تجر بسبب “معجزة ليبرمان”.

إذا كانت هناك طريقة لقلب الزخم، فيجب أن تتبدى بدايتها في استعداد رؤساء المعسكر للتنازل. غانتس ولبيد لم يقنعا أحداً بخطورة نتنياهو على الدولة. ولا يجب علينا أن نحلم بالتنافس بصورة مشتركة، لكن على غانتس، ولبيد، وأشكنازي، ونسكورن، وموشيه يعلون، ورون خولدائي، الإعلان بأن ليس من الواضح لهم حتى الآن كيف، لكنهم سيكونون مستعدين جميعاً لتقديم التنازلات المطلوبة من أجل الهدف الهام.

هناك أيضاً بيان آخر حان الوقت لإخراجه من الصندوق. حتى الآن من غير الواضح إذا كان عباس هو الغبي المناوب الذي يحتضنه نتنياهو، يدفع له القليل ثم يرميه على هامش الطريق، أو ربما يقوم عباس بمناورة القرن لنتنياهو. فعباس، حتى لو لم يكن يقصد ذلك، أضر كثيراً بقدرة نتنياهو على إدارة حملة ضد الدعم من الخارج للقائمة المشتركة لحكومة وسط – يسار.

هذا هو الوقت المناسب لرؤساء الوسط – يسار كي يقولوا: إذا كان الأمر مسموحاً لبيبي، فهو مسموح لنا أيضاً. هذا عادل وحكيم، وهذا جيد سياسياً، وسيعزز احتمالية خروج العرب للتصويت.

بقلمرفيف دروكر

 هآرتس 16/11/2020

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية