باريس- “القدس العربي”:
في تغريدة نشرها على حسابه على تويتر، هذا السبت، طلب الدولي الفرنسي كريم بنزيما من رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غريت، أن يدعه يرتدي قميص منتخب بلد آخر، وذلك رداً على قول لوغريت إن مغامرة نجم ريال مدريد مع المنتخب الفرنسي قد انتهت.
لو غريت صرح لقناة RMC الفرنسية قائلا: “بنزيما لاعب رائع، لا أشكك إطلاقا في قدراته، وأثبت في ريال مدريد أنه أحد أفضل لاعبي العالم في مركزه، لكن مغامرته مع المنتخب الفرنسي انتهت”.
فرد عليه بنزيما، بعد ذلك بوقت قصير، عبر التغريدة التالية على تويتر: “نويل، لقد اعتقدت أنك لا تتدخل في قرارات المدرب! ولكن عليك أن تعلم أنني أنا فقط من يقرر موعد انتهاء مسيرتي الدولية. إذا كنت تعتقد أنني انتهيت، فما عليك إلا تدعني ألعب مع أحد البلدان التي أكون مؤهلاً للتواجد معها، وسنرى ما سيحدث”.
من خلال هذا الرد، لمّح المهاجم، البالغ من العمر 31 عاماً وصاحب الـ81 مباراة دولية و27 هدفاً بقميص المنتخب الفرنسي، لمّح إلى أنه قد يكون من حقه اللعب مع منتخب وطني آخر، مثل المنتخب الوطني الجزائري كون والدته جزائرية ويحمل جنسية هذا البلد. وربما إسبانيا التي يسكن فيها منذ عشر سنوات، ولكن بشرط أنّ يتقدم بطلب للحصول على جنسيتها.
لكن ماذا تقول القوانين الكروية بخصوص هذا النوع من الحالات؟
في شهر يونيو/ حزيران الماضي، قام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتحديث بعض النصوص في قوانينه التي تناولت القضايا المتعلقة بشروط الأهلية للانضمام إلى المنتخبات الوطنية، والتي تنص حتى الآن على مبدأين أساسيين، وإن كانت هناك استثناءات محددة جدا:
– لاعب كرة القدم الذي يحمل الجنسية الدائمة لبلد ما يمكن أن يلعب لصالح المنتخب الوطني لهذا البلد.
– لاعب كرة القدم الذي سبق له أن شارك مع منتخب وطني أول في مباراة دولية ضمن مسابقة رسمية لن يعود بإمكانه اللعب لفريق وطني آخر.
الاستثناء الهولندي
غير أن هناك حالة واحد يعد فيها اللاعب الذي يحمل جنسية ما مؤهلاً للعب مع عدة منتخبات وطنية، ويتعلق الأمر بالهولنديين الذين يمكنهم اللعب مع جزيرة أروبا أو جزيرة كوراساو. لكن حيازة جواز السفر الهولندي لا تكفي لوحدها، إذ يجبُ توفر أحد الشروط التالية: أن يكون أحد الوالدين أو الجد مولود في البلد المعني، أو أن يكون اللاعب قد أقام في البلد المعني لمدة سنتين على الأقل.
وبالنسبة للاعب كرة القدم الذي يرغب في الدفاع عن ألوان منتخب مختلف عن الجنسية الرياضية التي تعرفها الفيفا، فيجب عليه أن يكون حاملاً لجواز سفر هذا البلد وأن يستوفي أحد الشروط التالية:
– أن يكون مولودا في البلد المعني.
– أن يكون أحد الوالدين البيولوجيين ولد في البلد المعني، أو جده.
– وأن يكون قد سبق له الإقامة في البلد المعني لمدة 5 سنوات متتالية بعد سن الـ18.
المباريات الودية لا قيمة لها
من الناحية النظرية، يمكن للاعب كرة القدم أن يقرر مرة واحدة خلال مسيرته المهنية تغيير المنتخب الوطني. يسمح له بذلك إذا استوفى الشروط الأساسية المذكورة أعلاه؛ ولكن فقط إذا لم يكن قد لعب مباراة دولية في مسابقة رسمية مع فريق وطني أول.
الحدادي وبنزيما
لذلك فإن لعب مباراة ودية أو بطولة للشباب هو أمر غير مؤثر ولا يحدد المستقبل الدولي للاعب. وهو ما سمح لدييغو كوستا بتمثيل المنتخب الإسباني الأول، بعد الظهور مرتين من دون رهان مع المنتخب البرازيلي. نفس الشيء بالنسبة لجوفري كوندوغبيا، الذي يلعب حالياً مع إفريقيا الوسطى، بعد أن خاض خمس مباريات ودية مع المنتخب الفرنسي.
وهذه هي نفس نقطة النظام التي منعت منير حدادي من التحول إلى المغرب، رغم الطعون التي تقدم بها مهاجم نادي برشلونة. إذ أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومحكمة التحكيم الرياضية أنه قد أغلَق مسيرته المهنية الدولية من خلال اللعب مع إسبانيا في مباراة لتصفيات كأس أمم أوروبا 2016.
وفي حالة كريم بنزيما، فإن أي رغبة في تغيير جنسيته الرياضية تبدو مستحيلة بالنظر إلى ظهوره الرسمي مع المنتخب الفرنسي.
استثناء إسقاط الجنسية
إذا فقد بنزيما (أو غيره)، مثلاً، الجنسية الفرنسية بشكل دائم دون موافقته أو ضد إرادته، بسبب قرار حكومي، ففي هذه الحالة وحدها يجوز له أن يطلب تغيير المنتخب الوطني. يوجه الطلب إلى لجنة في الفيفا مخولة بإعطاء الضوء الأخضر أم لا حول الموضوع.
تجدر الإشارة إلى أن كريم بنزيما كان قد استبعد عن المنتخب الفرنسي منذ عام 2015، من قبل المدرب ديديه ديشان، وذلك على خلفية اتهامه بالتورط منذ سنوات في قضية ابتزاز ضحيتها زميله في المنتخب الفرنسي ماثيو فالبوينا. وهي قضية تمت تبرئته منها لاحقا، لكن يبدو أن قضيته تحولت إلى موضوع شخصي مع المدرب ديشان، قبل أن يدخل رئيس اتحاد الكرة نويل لو غريت على الخط هو الآخر.
انها نوع من انواع التفرقه ……….