هل يستغل منتخب المغرب هدايا مصر والسعودية؟

عادل منصور
حجم الخط
3

لندن- “القدس العربي”: تزامنا مع عيد الاستقلال.. ارتفع سقط طموح الشارع المغربي أكثر من أي وقت مضى، بعد انكشاف أبرز نقاط ضعف ومساوئ منافسي أسود أطلس في المجموعة السادسة في نهائيات كأس العالم قطر 2022، والإشارة إلى ثاني وثالث العالم في نسخة روسيا الأخيرة كرواتيا وبلجيكا، كما وضح في آخر بروفة لممثلي القارة العجوز قبل التوجه إلى العاصمة المونديالية الدوحة.

بالعودة بالذاكرة إلى أبريل / نيسان الماضي، حين أسفرت قرعة كأس العالم عن وقوع المنتخب المغربي، في ما وُصفت بمجموعة الموت جنبا إلى جنب مع بلجيكا وكرواتيا والقوى الصاعدة حديثا المنتخب الكندي، كان الجميع يتحدث عن “سوء طالع” منتخب الأسود، بنفس النبرة التشاؤمية، التي طغت على الشارع الكروي، بعد قرعة مونديال روسيا 2018، التي كانت أكثر قسوة من الحالية، بمواجهة البرتغال في أوج طغيان كريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى إسبانيا وإيران.

صحيح المنتخب المغربي، لم يجد صعوبة بالغة في الحصول تأشيرة الظهور السادس في المونديال، بجمع العلامة الكاملة في 6 مباريات في المجموعة التاسعة، التي ضمت معه غينيا بيساو وغينيا والسودان، ثم تلاعب بالكونغو الديمقراطية بخماسية مقابل اثنين في المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية، لكن الصغير قبل الكبير هناك في الدار البيضاء ومراكش وطنجة وباقي المدن الجميلة، كان مُدركا لما يدور خلف الكواليس، من توترات وخلافات لا نهاية لها بين المدرب البوسني السابق وحيد خاليوزيتش وفئة السوبر ستارز، على رأسهم العالمي حكيم زياش وصديقه الصدوق نصير مزراوي، بعبارة أخرى أكثر اختصارا، كانت غرفة خلع الملابس مثقلة بالطاقة السلبية.

أما الآن وبعد التخلص من عدو النجوم ومنبوذ فئة كبيرة من الجماهير، وإسناد المهمة للمدرب الوطني وليد الركراكي، تبدلت الأوضاع من النقيض إلى النقيض داخل معسكر المنتخب، من صداع وقلق من ظاهرة مشاكل اللاعبين المجانية منذ سنوات، إلى الانتقال لعصر جديد، خالي من الاضطرابات والمعارك الباردة داخل غرفة خلع الملابس، وتجلى ذلك في التأثير الكبير لعودة زياش إلى صفوف المنتخب، بعد فشل كل المحاولات القديمة، لإقناعه بالعدول عن قراره في أواخر حقبة المدرب السابق، ونفس الأمر ينطبق على المشاغب القديم عبد الرزاق حمد الله، بفتح صفحة جديدة مع جلاد الاتحاد، بعد تراجعه واعتذاره عن شطحاته، التي حرمته من ارتداء قميص المنتخب لسنوات.

وفي الوقت الذي ترتفع فيه أسهم المنتخب المغربي ونجمه زياش المنتشي بهدفه العالمي في جورجيا، يحدث العكس مع المنافسين المباشرين في المجموعة، بعد ظهور مؤشرات وعلامات “الشيخوخة” الكروية على القوام الرئيسي للجيل الذهبي لمنتخب الشياطين الحمر، استمرارا للهبوط المستمر في منحنى هذا المنتخب، منذ الوصول إلى مرحلة الذروة والانفجار الكروي في مونديال الثلج، في ما كانت أشبه بالفرصة الأخيرة لهؤلاء النجوم لوضع بلجيكا على خريطة أصحاب البطولات الكبرى في القارة العجوز، وهذا الأمر كان واضحا في الانخفاض الكبير في إيقاع اللعب في اليورو الأخير، مقارنة بالتناغم والانسجام والكرة السريعة التي قدمها نفس الجيل، قبل أن تتخطى الأغلبية عتبة الـ30 عاما.

وأمس الجمعة، قدم المنتخب المصري هدية على طبق من ذهب لزياش ورفاقه، بإشهار “روشتة” إحراج المنتخب الثاني في تصنيف الفيفا العالمي، وبلغة معشوقة الملايين، كشف مواطن الضعف والهون في خطوط الشياطين الحمر، منها على سبيل المثال لا الحصر، الجرأة بالضغط المتقدم بأكثر من ثلاثة لاعبين على أول مدافع حامل للكرة، لاستغلال البطء الشديد في عملية التحضير من الخلف إلى الأمام، بالطريقة التي سجل بها مصطفى محمد هدف الفراعنة الأولى، بعد استخلاص رائع من كيفن دي بروين، أو الحل الثاني الأسهل، بغلق كل منافذ وسط الملعب والأطراف، وترك الكرة لأكسيل فيتسل وكاراسكو ودي بروين، لتدويرها بطريقة سلبية، ثم ضربهم بالهجمات المرتدة، كما شاهدنا في تعاون صلاح وتريزيغيه في لقطة الهدف الثاني، ولولا الرعونة وسوء الحظ، لخرج الأخير بهاتريك على أقل تقدير في مرمى تيبو كورتوا.

أيضا المنتخب السعودي، أعطى المغرب دفعة معنوية أخرى لا تقدر بثمن، بتقديم ملحمة كروية أمام وصيف النسخة الماضية المنتخب الكرواتي، كانت في طريقها للانتهاء على نتيجة البياض، وربما بتقدم سعودي بأكثر من هدف، لولا مبالغة الصقور الخضر في إهدار الفرص السهلة أمام المصنف رقم 12 عالميا، لكنها حُسمت بفضل عامل الخبرة، بهدف مجاني سجله أندريه كراماريتش قبل سبع دقائق من نهاية الوقت الأصلي، في مباراة لم يترك خلالها مودريتش ورفاقه رسائل مبشرة للمشجعين، بتقديم نسخة باهتة، على طريقة المنتخب البلجيكي، بظهور مشاكل تقدم العمر على اللاعبين ومخزونهم البدني داخل المستطيل الأخضر.

والسؤال الآن.. هل هي مؤشرات لتكرار إنجاز المكسيك 1986، كأول منتخب عربي ينجح في تجاوز الدور الأول والترشح لمراحل خروج المغلوب في كأس العالم؟ واقعيا ونظريا الأمر لا يبدو مستحيلا في هذه الأثناء، في ظل تسلح الركراكي بكوكبة من ألمع وأبرز المواهب المتوهجة في الدوريات الأوروبية الكبرى، إلى جانب السلاح الإستراتيجي للمغرب وباقي ممثلي العرب، بالاستفادة من عاملي الأرض والجمهور هذه المرة، دعونا ننتظر وندعم أسود أطلس في أول اختبارين أمام كرواتيا وبلجيكا تمهيدا لكسر عقدة مرحلة المجموعات أمام منتخب كندا، العائد إلى المونديال منذ مشاركته الوحيدة في نسخة الإنجاز المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعد المغربي:

    كان عدد الجمهور المغربي في دورة روسيا الأول ( دون حساب أهل الارض).. و سيبقى الأول في دورة قطر.

  2. يقول سعد المغربي:

    مقابلات كأس العالم تختلف تماما مع المباريات الودية..رغم كل هذا يظل منتخبي بلجيكا و كرواتيا قويين بدون منازع .،خصوصا بحكم التجربة…حظ سعيد للمنتخب المغربي و لكل المنتخبات العربية.

  3. يقول محمد:

    هزيمة بلجيكا هي طعم للمغرب وكرواتيا وكندا ليلعبوا بدون تحفظ ويفتحوا خطوطهم وواهم من يضن أن المنتخب البلجيكي ضعيف

إشترك في قائمتنا البريدية