هل يقوم اوباما بمبادرة أخيرة من اجل السلام بين اسرائيل والفلسطينيين؟

حجم الخط
4

الامم المتحدة – أ ف ب – جعل الرئيس الامريكي باراك اوباما من عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين واحدة من اولوياته، لكنه في الواقع أحرز تقدماً أقل من العديد من الرؤساء السابقين في محاولة احلال السلام في الشرق الاوسط.

ويتعلق السؤال المطروح اليوم قبل أربعة أشهر من انتهاء ولايته، بمدى جدية الرئيس الحالي بشأن احلال السلام في الشرق الاوسط بينما فشلت آخر مبادرة امريكية قام بها وزير الخارجية جون كيري الذي يعمل بلا كلل، في نيسان/ابريل 2014.

ويلتقي اوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ربما للمرة الأخيرة، في نيويورك الاربعاء على هامش آخر اجتماعات للجمعية العامة للامم المتحدة يحضرها خلال ولايتيه الرئاسيتين اللتين استمرتا ثماني سنوات.

وقال ارون ديفيد ميلر الخبير في شؤون الشرق الاوسط في مركز ويلسن، ان اللقاء “سيشكل جهداً علنياً حتى تؤكد أمريكا على ما يشكل بنظرها أسس حل”. وأضاف انه “سيشكل ايضاً فرصة لاوباما لوضع توقيعه او بصمته (…) في قضية يبدو انه مهتم بها الى حد كبير”.

من جهته، لم يستبعد البيت الأبيض اي شيء، لكنه يبقى في الوقت الحاضر متحفظاً حول احتمال القيام بخطوة من هذا النوع تتحدث تكهنات عنها.

ولا يتوقع احد في واشنطن ايضاً حدوث اختراق مفاجئ او بدء محادثات فجأة بين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، في ظل المواقف المتباعدة جداً وغياب الثقة بينهما.

وقال آرون ميلر الذي كان مستشاراً لعدد من وزراء الخارجية الأمريكيين، ان “الأمر لا يتعلق بإطلاق مفاوضات بل بان نقول بصوت عال ما هي في نظر امريكا أسس” تسوية للنزاع وحل اقامة دولتين.

وكان اوباما عين في 22 كانون الثاني/يناير 2009 اي بعد يومين فقط على توليه مهامه، جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً للسلام في الشرق الأوسط. واختير ميتشل بعد نجاح جهوده في انهاء النزاع في ايرلندا الشمالية واعتبر تعيينه دليلاً على جدية الرئيس الامريكي الشاب.

– اوباما في وضع مريح –

وعد الرئيس الشاب الذي انتخب بناء على وعد بالسلام والتغيير، بالعمل “بفاعلية وحماس” من اجل “سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين”.

بعد حوالى ثمانية أعوام، لم يتحقق الوعد.

وأياً كان التوتر بين اوباما ونتانياهو، يبدو الرئيس الامريكي في وضع مريح.

فقد وقع الأسبوع الماضي اتفاقاً على منح الدولة العبرية مساعدة عسكرية بقيمة 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات. والنص الذي جرت حوله مفاوضات شاقة يسمح بإظهار الالتزام الامريكي الثابت حيال أمن اسرائيل، غير أنه أظهر ايضاً التوتر بين الرجلين.

لكن هل ستمنح هذه الهدية السخية اوباما هامشاً للضغط على الحكومة الاسرائيلية لحملها على قبول أساس لتسوية مقبلة؟ بالتأكيد لا.

فلو رغب اوباما في وضع المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية في صلب ما فعله او لم يفعله خلال رئاسته، فان خصومه سيحولون الأمر الى قضية انتخابية.

وسينتهز المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي ينتقد اوباما باستمرار بسبب عدم كفاية دعمه للدولة العبرية، الفرصة وسيضع منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون في وضع بالغ الصعوبة.

وفي كانون الاول/ديسمبر 2000 وقبل مغادرته السلطة، اقترح الرئيس الأسبق بيل كلينتون خطة سلام مفصلة على الجانبين تنص خصوصاً على سيادة فلسطينية على الحرم القدسي في القدس، لكنها لم تسفر عن نتيجة.

وقال ارون ديفيد ميلر، ان “الأمر جرى بتكتم كبير لأن كلينتون كان يؤمن بان هناك فرصة للتوصل الى نتيجة”.

لكن باراك اوباما ليس لديه الأمل نفسه وسيكون من الصعب انجاز الأمر في الأيام المتبقية من رئاسته. فالرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة سيغادر البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير 2017.

وخلال خطابه الأخير في الجمعية العام للأمم المتحدة الثلاثاء، تناول اوباما بالكاد الموضوع.

وتحدث خبراء عن امكانية صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يحدد أسساً لتسوية النزاع. وهذا السيناريو الذي سيؤدي بالتأكيد الى رد فعل عنيف من جانب اسرائيل سيضع خلف اوباما في وضع صعب.

لذلك يبقى القاء خطاب، وهو أمر يتقنه اوباما، ربما الصيغة الأنسب للرئيس الأمريكي ولمجرى حملة الانتخابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مهدي:

    ان من مصلحتهم أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة مشحونة حتي تكون سوق لأسلحتهم القديمة العرب أغبياء يشترون السلاح القديم ويعلمون أن الصهاينة تمتلك أسلحة متقدمة من نفس بائع الأسلحة الذي يرفض بيع الأسلحة المتقدمة لهم لآنه صديق لعدوهم أي أن عدوهم يبيعهم أسلحته ليقاتلوه وهو بذلك يعلم أنه سينتصر عليهم ويشترون بمالهم الذي أنفقوه علي الأسلحة القديمة التقنيات الحديثة , وبذلك مصلحة الأمريكيين هو أن يكون السوق مفتوح وأن لا يعم السلام .

  2. يقول عبد الناصر النتشة - القدس الشريف:

    لقد نسي ان يشير كاتب الموضوع الى ان يهود قد استبقوا الامر باعطاء الاوامر لجنودهم بالتصعيد بالقتل والتدمير.
    ليوقفوا الضغط الامريكي على الكيان الصهيوني فيكون المبرر بان الاحداث لا تسمح باي ( تسهيلات من الجانب الصهيوني علما بان الجانب السلطوي منبطح بكافة التسهيلات والامن والامان ليهود )
    الله يعجل بالفرج .

  3. يقول The Gladiator:

    He has been in office for the past 8 years and he only caused the Palestinians more destruction to the cause and full support for Israel. What in hell is he going to offer now? He is now a lame duck president that he cannot offer his country the help it needs, so talking about helping the Palestinians is useless and senseless.

  4. يقول ابن العرب:

    الموضوع مضحك ومبكي.
    كلما اقتربت نهاية كل فتره رئاسية يتوجهون لحل القضية الفلسطينية.
    كل حاكم صهيوني أمريكي قبلها بشهرين يفتعل هذه المسرحية.
    من يحل وينهي الاحتلال الصهيوني على كل أرضنا الطيبة فلسطين هم المؤمنون وليس هؤلاء .
    المؤمنين المسلمين هم من يأخذون حقهم باسترجاع فلسطين وطرد القاده أشباه الرجال العرب واسترجاع الحق المغتصب .
    وطز بأمريكا كما قال المرحوم بأذن الله صدام حسين.

إشترك في قائمتنا البريدية