هي سمة من سمات المجتمعات المأزومة أن يطغى العنف اللفظي على الفضاء العام وتحل الاتهامات المتبادلة بين المختلفين في الفكر والرأي محل النقاش الموضوعي.
هي سمة من سمات المجتمعات المأزومة أن تنتقل عدوى ادعاء احتكار الحقيقة من الحكام السلطويين وأعوانهم وحلفائهم إلى بعض معارضيهم الذين يزعمون الدفاع عن الحقوق والحريات وهم لا يقلون فاشية عن الأولين، ومن مبرري السلطوية من إعلاميين ورجال دين وسياسيين إلى الكثير من الكتاب والأكاديميين الذين يتصرفون كأصحاب الملكية الحصرية للمعرفة والعلم ولا يخجلون من تسفيه آراء المختلفين معهم. هي سمة من سمات المجتمعات المأزومة أن تصبح إما الانحيازات الإيديولوجية أو العوائد المنتظرة من المواقف المعلنة هي معايير التقييم الوحيدة لأفكار وآراء المنشغلين بالشأن العام.
لا محاولة للفهم الحقيقي عبر الخطوط الفاصلة بين اليسار واليمين، أو بين العلمانيين والباحثين عن مكان للدين في المجال العام والحياة السياسية. لا تضامن متجاوز للانحيازات الإيديولوجية مع الكثير من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وإن مارسه البعض ففي سياق انتقائية لا أخلاق بها وبحث مريض عن وجاهة الدفاع عن الحقوق وقابلية للتخلي عن التضامن مع الضحايا إذا عبروا علنا عنما لا يعجب بعض المتضامنين وكأن على الضحايا تجرع مرارات الظلم صمتا والتنازل عن الحق في التعبير الحر عن الرأي. هي سمة من سمات المجتمعات المأزومة أن يشخصن كل اختلاف في الفكر والرأي، وأن ينصرف منتجو العنف اللفظي إلى الاغتيال المعنوي للآخر باستباحة حياتهم الشخصية وإثارة الشكوك غير الموضوعية بشأن مساراتهم المهنية والسخرية من أفكارهم عوضا عن الاشتباك الجاد معها دون ادعاء احتكار الحقيقة أو التورط في الاستعلاء.
هي سمة من سمات المجتمعات المأزومة أن يغيب التراكم المعرفي والعلمي والفكري عن الفضاء العام، وأن تهيمن الرداءة بكل مكوناتها من عنف لفظي يسفه الرأي الآخر، وانحيازات إيديولوجية لا تعرف قيمة الحوار، وتضامن مع ضحايا الظلم مرهون بصمتهم واستعلاء مريض باسم حقيقة هي من كل ذلك براء.
وفي خانة مجتمعات الشرق المأزومة، تأتي تركيا التي تمتلك على الورق دستورا ديمقراطيا وبها سلطات تشريعية وتنفيذية منتخبة. غير أن حقيقة الأمور السياسية والمجتمعية تتناقض مع النصوص الدستورية وتبتعد عن الجوهر الديمقراطي للعمليات الانتخابية.
هي سمة من سمات المجتمعات المأزومة أن تنتقل عدوى ادعاء احتكار الحقيقة من الحكام السلطويين وأعوانهم وحلفائهم إلى بعض معارضيهم الذين يزعمون الدفاع عن الحقوق والحريات وهم لا يقلون فاشية عن الأولين
في تركيا، تلقي الأجهزة الأمنية القبض على كتاب وصحافيين وأكاديميين، والسبب هو معارضتهم السلمية لبعض القرارات والسياسات الرسمية. تنهي جامعات حكومية وخاصة تعاقداتها مع أكاديميين بادعاء نشرهم لأفكار تضر المصالح الوطنية وتهدد الأمن القومي، بل ويفصل بعضها دارسين تارة بزعم الانحراف عن القيم الوطنية وأخرى بزعم تناقض سلوكهم مع الأخلاق والتقاليد المستقرة. في البلد الذي نظر إليه منذ سنوات قريبة كصاحب النموذج الديمقراطي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، يتعقب رئيس الجمهورية المنتخب معارضيه بتوظيف المؤسسات القضائية والأجهزة الأمنية، ويصل به النزق إلى حد تعقب كتاب وصحافيين وإعلاميين خارج بلاده بسبب انتقاداتهم له أو سخريتهم منه. وفي البرلمان تتحرك الأغلبية المنتمية لحزب «السيد الرئيس» وفقا لهوى وتوجيهات الرئيس وأعوانه وتمارس برلمانيا ديكتاتورية الأغلبية، علما بأن مقاعد الأغلبية هذه انتزعت بعد عمليات تحايل سياسي واسعة أدارها رئيس الجمهورية وكان من بين مكوناتها إعادة إجراء الانتخابات البرلمانية التي لم تسفر بداية عن حصول حزب الرئيس على الأغلبية المنشودة.
في تركيا، يتورط البرلمان المنتخب في نزع الحصانة عن عدد من النواب المنتمين عرقيا لمجموعة سكانية بعينها، ويمهد بذلك للتعقب القضائي لنواب انتخبوا في دوائرهم للدفاع عن حقوق وحريات المجموعة العرقية التي يمثلونها ولم يثبت عليهم لا مخالفة القواعد الدستورية والقانونية المعمول بها، ولا التحريض على الكراهية بين مواطني البلد الواحد، ولا مناهضة الهوية الوطنية الجامعة.
«جريمتهم» الوحيدة هي الدفاع عن حقوق وحريات أقلية مضطهدة، جريمتهم هي العمل السلمي وبأدوات ديمقراطية على انتزاع اعتراف مجتمعي وسياسي بحتمية المساواة التامة بين المواطنين دون تمييز. تحت لافتات «الحرب على الإرهاب» و«القضاء على الإرهابيين» تتواصل العمليات العسكرية في مناطق بعينها من البلاد دون أن يعلم الناس عن تفاصيل هذه العمليات سوى «أعداد الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم» ومن غير أن يسمح للصحافة أو الإعلام نقل المعلومات والحقائق. تحت لافتات «الحرب على الإرهاب» تتغول الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ويصير من ثم تعقب المواطن «غير الممتثل» للإرادة الرئاسية وتهديده وقمعه ظاهرة اعتيادية، كما يصبح «تقليم أظافر» المعارضين من السياسيين والكتاب والصحافيين والإعلاميين شغل رئيس الجمهورية الشاغل.
يحدث كل ذلك في تركيا ويديره رئيس جمهورية مازال يدعي احترامه لحرية التعبير عن الرأي وسيادة القانون والقيم الديمقراطية ويتهم معارضيه في الداخل والخارج بالانقلاب والتآمر على الديمقراطية، يحدث كل ذلك ومازال البعض في وسائل الإعلام الناطقة بالعربية ومعارضي بعض الحكومات العربية من المقيمين في تركيا ولحسابات سياسية ضيقة يتشدق بالتوجهات «الديمقراطية» لرجب طيب أردوغان وسلطويته الفاضحة لا تحتمل الشك ويخاطر بالانفصال التام عن المجتمع المدني التركي الذي سئم سلطوية أردوغان وعصفه المتكرر بالحريات وحقوق الإنسان.
كلنا في الهم شرق.
كاتب وأكاديمي من مصر
الاتحاد الاوروبي والغرب عموما لا يريد لتركيا او اي دولة اسلامة ان تنجح وتمارس السيادة الكاملة علي مقدراتها. يساند الغرب في هذه النزعة العدائية بعض الانظمة الفاسدة في الشرق الاوسط و(العلمانيين) العرب الذين يتقربون من الغرب بالهجوم علي الاسلام والمسلمين. لا شك ان الرئيس اوردغان وحزب العدالة حققوا لتركيا ما لم يحققه العسكر والعلمانيين منذ سقوط الخلافة العثمانية وهذا لا يروق لكثير من الكتاب العرب. ليتنا نسمع او نقرآ عن النظام المصري والتجربة الديمقراطية التي اسقطها العسكر وجبهة العلمانيين هناك.
” لرجب طيب أردوغان وسلطويته الفاضحة لا تحتمل الشك ويخاطر بالانفصال التام عن المجتمع المدني التركي الذي سئم سلطوية أردوغان وعصفه المتكرر بالحريات وحقوق الإنسان.”
للسيسي وسلطويته الفاضحة لا تحتمل الشك ويخاطر بالانفصال التام عن المجتمع المدني المصري الذي سئم سلطوية السيسي وعصفه المتكرر بالحريات وحقوق الإنسان.
هكذا يستقيم المعنى. يا ليت لنا عشرة مثل السيد أردوغان في الوطن العربي .
يكفي ان الانتخابات هي الفيصل في تركيا، والانتخابات موجهة واحيانا مفضوحة في غيرها
لرجب طيب أردوغان و للسيسي، سلطويتهما الفاضحة لا تحتمل الشك ويخاطر بالانفصال التام عن المجتمع المدني (التركي و المصري) اللذين سئم بسلطوية أردوغان و السيسي وعصفهما المتكرر بالحريات وحقوق الإنسان
ان كنت مقارنا فأورد انجازات بشكل موضوعي عادل لا تهمش الأمر، وتتجاهل احدهما الذي بنى قصورا له وسجونا لشعبه بعد انقلاب ومذبحة، أما الآخر فإنجازاته الاقتصادية التقنية تشهد له وانقُلِبَ عليه وجاء بانتخابات نزيه!
كيف الحال في المغرب؟ والمغرب العربي؟
تابع،
ومع أن أن أورويل Orwell سرعان ما “ارتد” عن البلشفية، أو أنه لم يكن مؤمنا بها “باطنيا” ولهذا هاجم لينين وستالين وتروتسكي الخ، ولم يقف عن ذلك بل لم يسلم منه مؤمنون بها في بريطانيا حيث قيل انه “وشى” بقائمة من “الزملاء” Orwell’s List. ولست اقارنه بأي كاتب أو “متفلسف لحاجة في نفسه ورئيسه”، فهناك فرق بين الثرى والثريا، فله مقالات وكتابات ودفاعا نبيلا عن اقليات كيهود بريطانيا الذين تعرضوا للشنآن (معاداة اليهود والسامية) آنذاك حال المسلمين الآن في بلاد الغرب. في المقابل كان Richard Sorge ريشارد زوركة وكيم فيلبي Kim Philby أخ ل John Philby جون فيلبي. وهؤلاء تفانوا في خدمة الاتحاد السوفييتي مما ساعده على الانتصار، وحفظ دماء الملايين من البشر. وتضحياتهم عجيبة خاصة زورغة ااذي ابظع بعمله لصالح السوفييت في اليابان وضد النازيين.
العجيب أن كل من زوركة وفيلبي تمتعوا بحقوق ودعة في بلادهم ولكنهم آثروا المغامرة وخنادق نصرة الانسانية والمستضعفين وليس البلشفية ولا ستالين، حيث زوركة عايش اضطهاد اليهود والاحزاب الاخرى في المانيا، اما فيلبي فشهد بعض من ذلك عندما كان في النمسا.
مقال أدبيا جميل ينطبق بروعة على عالمنا العربي المءزوم و حكامه.
عزيزي؛ عالمك العربي ليس مهزوماً بالمرة… المهزوم هم (بالغالب) من يحكومونة… سمعنا مبارك (رحمة الله) يقول… الله!!! دي أمريكا…مش معئوول الراجلده صدام حسين… يؤف في وش امريكا… يعاكس أمريكا… الله….مبارك لم يكن في مسرحية تمثيلية بل كان حقيقياً عندما قال ذلك… الرجل( رحمة الله) كان مهزوماً بشكل كلي من داخلة برغم قوة مصر الهائلة ، برغم شعب مصر العظيم ، برغم شباب مصر الخلاق ، برغم جيوش مصر الجرارة ولكن الرجل كان مهزوماً من داخلة ، اما الحالي فحدث ولا حرج، المهم العرش؛ المهم السيدة الاولى ؛ المهم؛ الواد (الولد) محمود ، ولتذهب كرامة مصر للجحيم، صَغُرَ ايما صِغَر امام سد نهضة اثيوبيا الذي يستطيع جيش مصر في رجمةٍ واحدة تدميرة كلياً بدون أن يكون هناك أي حظ لإثيوبيا أن ترد… يالة من صغير … هذا هو الحالي…
كان همّ سكان بلاد الشرق والمسلمين واحدا؟ هل كانت كل القبائل العربية في المدينة وما حولها وبقية الجزيرة على قلب رجل واحد؟
نظرة تاريخية
جاء الأيوبيون والعثمانيون فأخرجوا الصليبيين وصدوا بقية الحملات وفتحوا أمصارا. وكان البعض مستاءين لم يرق لهم الواقع ولم يتماشى مع مصالحهم. فتعاونوا مع الغرب الاستعماري وأسقطوا الدولة العثمانية وسلطهم على الشعوب. والآن صدقت “هموم شرق أوسطية”! تحاول الشعوب المضطهدة المهجرة المقموعة التعلق بقوى من أخوتها لتنهض بها وتنصرها وتخلصها من الفقر والاحتلال والتشريد والظلم والطغيان والتعسف والقمع…..الخ ترون بأم أعينكم الخيام من قيظ وأمراض الصيف لزمهرير وأمراض الشتاء واضهاد للمسلمين متزايد في بلاد اللجوء.
وعلى النقيض هناك الطرف المستفيد والذي يخاف أن يفقد مكاسبة المادية الهائلة.
أذا هناك أطراف وأحزاب وصراعات ولكن التلون الحربائي والتدمع التمساحي جعل البعض يظن أن الأهداف والآلام والمصاب والخندق واحد. إلا أن الظروف والأزمات التي تعصف بالقلنسوات والأقنعة تمايز الأطراف والتوجهات والولاءات.
غريب هذا المنطق، بالدفاع المستميت عن أردوغان رغم اخطائه الكارثية مؤخرا، و الحجة هي المقارنة مع بلداننا التعيسة
من يريد الخير لتركيا، يقارنها بالدول المتقدمة و الدول التي يتنحى حكامها بعد انتهاء ولايتهم وليس مع مصر و غيرها من الدول العربية الفاسدة
تقصد مقارنة الاداء الاقتصادي ام الانتخابي؟!
ايها فرنسا كم بقي من الحريات؟ أم أمريكا؟ أم النمسا أم ألمانيا؟ أم ايطاليا واسبانيا؟ أم الصين؟ أم سوريا؟ ربما أيران؟ كن موضوعيا وأفصح وهات دلائل وبراهين. ما هو التقدم بالنسبة لك؟ اصبحت تركيا بعد حكم العسكر المتكئ عقودا على الناتو مستقلة وقوية اقتصاديا وعسكريا وتصدر التقنية والمعدات. نعم أؤيدك لا يروق لأعدائها هذا ما دام من يحكم لا يقدم لهم قرابين ٤٠٠٠ جندي تسحقهم الكاتيوشا الكورية الشمالية مقابل “عضوية ناتو”، وجعل تركيا درعا لحماية الاوروبيين من السوفييت، واراضيه قاعدة لسحق معارضيهم في العراق وأفغانستان! ونزع الايديولوجية الأصلية للأتراك مع الزمن واستبدالها بحكم عسكري مستثمر وأبواق “تغريبية” مستفيدة و”شعب غلابا” ينتظر الفرج!
كم سنة ويحكم بوتين في روسيا، وما زال ترامب متمسكا بالكرسي، أما الدول الأخرى فيتغير الحاكم ولكن لا تتغير الأجندات بل تسوء حال الأجانب هناك، معارضو أردوغان يريدون حكما على هواهم، ومعارضو الدول الأخرى يريدون حكما على هواهم. ولكن كيف حال أقليات تركيا بالمقارنة بأقليات فرنسا وأمريكيا؟
تم انتخاب أردوغان بشكل ديموقراطي 12 مرة منذ عام 2001. والآن هو مستهدف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ودول الخليج لأنهم يهتمون حقًا بإتقان الديمقراطية في تركيا؟
لقد تمت انهيار الديمقراطية في تركيا لانها لم تأتي بالعلمانيين و لان انقلاب تركيا فشل و لكن لو نجح الانقلاب و اتى بديكتاتورية علمانية اذن في تركيا انجح ديمقراطية و لماذا لم يحدثنا الكاتب عن الديمقراطية الناجحة في وطنه و مادوره في تدمير اول تجربة ديمقراطية في وطنه لماذا دمرتها لسبب بسيط لأننا لم ننجح في اول انتخابات حرة نزيهه في مصر
“انهيار التجربة الديمقراطية”؟؟
“انهيار” مرة واحدة؟
كن منصفا وقل “تعثر” أو “تراجع”!
حسنا، لِمَ لا تمنن علينا بمقال يتحدث عن التجربة الديمقراطية الرائعة والخيالية لمؤسس الديمقراطية ومطلق الحريات السيسي في مجتمعه “اللامأزوم”!
عموما أضحكتنا، أضحك الله سنك!
ارجوا ان يحترم العلمانيون حق اختيار المنتخب المسلم و ارجو ان يستوعبوا حق الاختلاف و ترك تصورهم انهم فقط على الصواب و ارجو ان يدركوا الثقافة العامة للبلد الذي يتحدث عنه و إذا كنت لا تؤمن بمحمد صل الله عليه وسلم اعتبره فيلسوف او داروين وهناك من يصدقه و احترم اختيارهم