هوامش لمتن غائب

لا تلم كفّي
في الطريق
حملت ثلاث تفاحات
لأمي
لكِ
لعابر سبيل
عابر السبيل مرّ
على عجل
أمّي نسيت طقم أسنانها
عند الطبيب
يا إلهي
ثلاث تفاحات
ثلاث تفاحات
كيف أخبئها لكِ
وأسنان العالم في ظهري

بجنب الغضا
الشجرة
غرسة وانتظار
الشجرة فلاّح

القصيدة
كلمات واحتراق
القصيدة شاعر

الحب
شجر في القصائد
و كلمات في البساتين
الحب فلاح كتب الشعر

ألا ليت الشباب
الولد الذي ضاع منّي
الولد النحيل الشارد
رأيته في سوق الخضار
لوّح لي بحبّة (بندورة)
متأبطاً جريدة

ثم غاب

فعولن مفاعيلن
البحر الذي كان أزرق
البحر الذي كان من ماء
مالح مالح

والشعراء الذين كانوا سفناً
لم يعبروا

على المضيق ثمة حاجز
لدولة الفراهيدي

معللتي بالوصل
من بعيد .. من بعيد
امرأة بثوب مقصّب
تعاند العاصفة
امرأة بثوب طويل
تخبز الصباح
امرأة من عسل
تلوّح للقطار
المرأة التي كلّفت الرسام
علبة ألوان كاملة

عشاءً يبكون
القميص كان ممزقا
لايهم من أين
البئر كانت مهجورة
لن تمرّ عليها قافلة
…………..
….
يوسف الوحيد في المشهد
يمسّد فرو الذئب

لاتقتلوا إخوته

بكلٍّ تداوينا
وقفت على الفرات
كنت دون السادسة
وقفت على المتوسط
على الخابور ودجلة والعاصي
وقفت على النيل
على ‘شطّ إسكندرية’ باحثاً عن مساء خليل مطران
وقفت على الخليج باحثاً عن مطر السياب
وقفت على ديار أبي فراس
على ديار حسان بن ثابت و الدارمي
في الطريق بين المدينة وتبوك
وقفت على موت الأصدقاء
كان البرد صديقي أيضاً
وقفت على جدران كثيرة
كانت بيوتاً نزلت بها
وقفت على مواقد متناثرة لقصائد هربت مني
وقفت وقفت
….
وحتى الآن
لم أقف على قدميّ

تسائلني من أنت؟
كيف توهّمتِ
أنّكِ هكذا . . وبخطّ فرجار
تكونين بيتاً بجدران وشجر
أنا لست دائرة

جِدي مثل من أحببت
كانت الإشارة خضراء
عندما صرخت منبهات السيارات
ليس لأني ارتطمت بكِ
كوجع مزمن في الذاكرة
وليس لأني (مرياع) كسول
يأخذ السيارات إلى محطة تالية
..
كانت نشرة الأخبار الأخيرة
تتغزل بك
يا محمّلين العنب
في 1990
كنت أطوف حلب القديمة
أبحث عن الطفل الذي كنته
في (أوتيل النسرين) وجبّ القبّة.

في 2014
كانت حلب تطوف في دمي
تبحث عن الطفولة التي أعارتني إياها
في قمع (دوندررما)

جاشت غواربُه
قمر الليلة
الواقف في عرصات الشام
عطشان.. ومريض
الفرات نفسه عطشان
كل هذي النجوم ولم يرتوِ

تجزع على ابن طريف
وردة صفراء في سماء ذابلة
هكذا رأيته
القمر الذي لوح لي من هناك
قمري الذي شاب أيضاً
ليت هنداً
والهواء كان مريضاً
في أمسية ذلك الخريف
كان يلسع يدي
أنا المتكئ على غيوم تشرين
منتظرا مكاتيب الشتاء

لا تهلك أسىً
الغبار الذي ظلّ هناك
دليل أكيد
على أنّ العاصفة التي مرت
كانت تبكي.
‘ شاعر سوري يقيم في الدوحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية