هولاند يدعو المعارضة السورية الى السيطرة على المناطق التي بيد المتطرفين الاسلاميين
23 - يونيو - 2013
حجم الخط
0
الدوحة ـ ا ف ب: دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد في ختام زيارة الى قطر، المعارضة السورية الى السيطرة على المناطق التي بيد مجموعات اسلامية متطرفة والى ازاحة هذه المجموعات، وذلك غداة قرار اتخذته الدول الداعمة للمعارضة بزيادة دعمها العسكري والسياسي لها. وقال هولاند في مؤتمر صحافي بنهاية زيارته الى قطر ‘على المعارضة (السورية) ان تستعيد السيطرة على هذه المناطق وهذه المجموعات (الاسلامية المتطرفة) من اجل ازاحتها’. واعتبر هولاند ان هذه المناطق وقعت في ‘ايدي متطرفين لانه لم يكن هناك اي جهة اخرى، وقد اغتنم هؤلاء الفرصة’. واكد ان طرد هذه المجموعات من المناطق التي تسيطر عليها ‘في مصلحة المعارضة وفي مصلحة سوريا’. وقال ان وجود مثل هذه ‘المجموعات المتطرفة التي يمكن ان تستفيد من الفوضى’، سيستخدمه الرئيس السوري بشار الاسد ‘للاستمرار في القتل’. وتاتي هذه التصريحات غداة توافق الدول الاساسية الداعمة للمعارضة، ومن بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، في الدوحة على زيادة الدعم العسكري والسياسي للمعارضة السورية من اجل تحقيق توازن على ارض المعركة مع النظام السوري والدفع نحو حل سياسي تفاوضي. واكد هولاند ان فرنسا تريد مساعدة المعارضة عسكريا، الا انه لديها شروط لتقديم هذه الاسلحة ، كما ان ذلك يتم الاتفاق عليه بين الدول الاوروبية ومع الاميركيين. وقال في هذا السياق ‘لا يمكننا ان نقدم اسلحة يمكن ان تستخدمها مجموعات ضد مصالح سوريا الديموقراطية او ضدنا’. واكد ان ‘القرار هو ان تتم ممارسة ضغط عسكري’ معتبرا انه ‘ان لم يكن هناك ضغط عسكري، فعلي الارض الامور ستذهب لصالح بشار الاسد من جهة والعناصر الاكثر تطرفا من جهة اخرى’. وفي شأن تداعيات النزاعات في سورية على لبنان، قال هولاند انه ‘بالتاكيد مع تدخل حزب الله (في سوريا) هناك تداعيات على التوازن الهش في لبنان’. واضاف ‘انا ادعم باسم فرنسا الرئيس اللبناني في جهوده للحفاظ على التوازن الذي تم الوصول اليه على اساس مبدا عدم التدخل بالنسبة للنزاع في سورية وبالتالي عودة (مقاتلي) حزب الله الى لبنان’. وفي وقت سابق، اكد هولاند بعد محادثات مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني في الديوان الاميري، ان فرنسا وقطر تتشاركان المقاربة نفسها ازاء النزاع في سورية. وبحسب هولاند، فان هذه ‘المقاربة المشتركة’ تهدف الى ‘مساعدة المعارضة على الدفاع عن نفسها وعلى كسب مواقع على الارض’. واضاف هولاند ‘نحن نعي ان ميزان القوى هو ما سيحدد وجهة وسرعة هذا الحل’. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مثل بلاده السبت في اجتماع الدول الاساسية الداعمة للمعارضة السورية التي قررت تعزيز الدعم السياسي والعسكري لتحقيق التوازن على ارض المعركة مع النظام، والدفع بالتالي نحو المفاوضات. وقال هولاند ‘نحن ايضا نعي بانه يجب مساعدة ودعم اولئك الذين يخوضون ما نسميه الربيع العربي، مثل الذين في تونس ومصر، وسنعمل يدا بيد لدعم جهود التنمية والديموقراطية في هذه البلدان’. وعلى الصعيد الاقتصادي اكد هولاند ان بلاده لا ترفض الاستثمارات القطرية لكنه اشار في الوقت ذاته الى ‘شروط’ و’قواعد يجب احترامها’. واضاف اثناء تفقده ورشة ضخمة تنفذها شركة بويغ الفرنسية العملاقة في الدوحة ‘نحن لا نرفض استثمارات القطريين في فرنسا لكننا نقول ان هناك شروطا يجب احترامها ومجالات ينبغي ابرازها كما ان هناك ايضا قواعد يجب فهمها’. واستثمرت قطر خلال خمس سنوات حوالى 12 مليار يورو في فرنسا خصوصا في قطاع العقارات الفاخرة والفنادق الفخمة فضلا عن الشركات الكبرى. وغالبا ما تثير هذه الاستثمارات الجدل في فرنسا. وتابع هولاند ‘من صالح فرنسا ان تكون موجودة في هذه المنطقة والاقناع ان بامكانها استقطاب الاستثمارات، لكنني اقولها بموجب بعض الشروط’. واشار في هذا السياق الى استثمار بقيمة 50 مليون يورو في ضواحي باريس ارادت قطر اطلاقه العام 2011. وقال ‘هذا ما اعلن عنه قبل انتخابي. اقول ان الافضل هو تاسيس صندوق استثماري مشترك براسمال قطري فرنسي’. والصندوق براسمال 300 مليون يورو شراكة بين صندوق الودائع الفرنسي وصندوق قطر السيادي هدفه مساعدة الشركات الفرنسية المتوسطة والصغيرة في ‘احيائنا’، بحسب هولاند. واضاف امام منتدى اقتصادي ن ‘استثمارات قطر مرحب بها وبامكانها تغطية جميع المجالات’ لكن ‘الاولوية يجب ان تكون للصناعة والخدمات’. وشدد على ان ‘استثماراتكم يجب ان تكون عبر التعاون معنا (…) في المكان الذي نختاره لاستقطابها’. كما اشار هولاند في مؤتمره الصحافي الى انه تناول في محادثاته مع الامير مسالة امكانية بيع قطر مقاتلات رافال دون ان يشير الى نتيجة حتى الآن في هذا الملف.