القاهرة – ‘القدس العربي’ كان الحدث الهام في الصحف المصرية الصادرة امس هو المؤتمر الصحافي الذي عقده المتحدث العسكري العقيد احمد محمد في الهيئة العامة للاستعلامات وقدم فيه أول تفاصيل دقيقة عن العمليات العسكرية والأمنية في سيناء والتي كسرت العمود الفقري للإرهابيين واستمرار الجيش هناك الى ان يتم القضاء عليهم نهائياً، وانه مصمم على إنشاء المنطقة العازلة والخالية على الحدود مع غزة بعمق يتراوح من نصف كيلومتر الى كيلومتر وهدم كل المنشآت والمنازل في هذه المنطقة، وتعويض اصحابها وذكر ان الجيش فقد مائة وخمسة وعشرين شهيدا وتسعمائة وستة وتسعين جريحا، وقتل مائة وأربعة وثلاثين إرهابيا واصابة مائة وأربعين، وألقى القبض على العشرات، وتم عرض للأسلحة المضبوطة ولمن ألقي القبض عليهم، وأكد انه ضبط ألغاما مضادة للدبابات تعود الى كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، كما تم ضبط شحنات متفجرة تحت بعض المنشآت العسكرية موصولة بأسلاك عبر الأنفاق الى غزة لتفجيرها من هناك.
وإلى بعض مما عندنا:
الإخوان يحاولون تعطيل حركة القطارات
ومع ذلك، فإن جريدة ‘الحرية والعدالة’، لسان حال حزب الإخوان، اعطت لنا امس في تحقيق لها، لزميلينا سيد فودة ومحمود الجلاد، وصفاً للوضع بقولهما: ‘ألقت شرطة الانقلاب القبض على سبعة عشر شخصاً من انصار الشرعية داخل محطة مترو الشهداء بميدان رمسيس بتهمة حيازة عدد من لعبة النبلة وزجاجات اسبراي واتهمت شرطة الانقلاب الاشخاص بكتابة عبارات مسيئة ضد الشرطة والقوات المسلحة ومحاولة تعطيل حركة القطارات كما استعانت قوات الانقلابيين من أجهزة الشرطة بالكلاب البوليسية في محاولة لإرهاب المواطنين فيما كثفت من وجودها في كافة محطات المترو وتخوفاً من الاعتصام السلمي الذي دعا إليه نشطاء ضد الانقلاب العسكري فيما هتف مجموعة من شباب ضد الانقلاب العسكري داخل محطة محمد نجيب ورددوا هتافات رابعة العدوية فيما قاموا بركوب قطارات المترو قبل وصول أفراد الأمن إليهم’، وأكد شهود العيان ان مخبري أمن الانقلاب انتشروا في أرجاء المترو’.
غزل من الجيش لحماس
ولكني لاحظت ما يشبه الغزل من الجيش الى حماس، بعدم توجيه أي اتهام مباشر لها ولقياداتها، وطلب تعاونها معه لضبط الحدود، بل والإشارة إلى ان الجماعات الإرهابية عدو مشترك وهو ما وضح من نص كلامه: ‘استهداف إسرائيل المكثف لقيادات وكوادر المجموعات السلفية الجهادية بقطاع غزة، وكذا استهداف الأجهزة الأمنية لحركة حماس لهم أدى الى نقل نشاطهم الى سيناء ومصالح هذه الجماعات الجهادية في القطاع وسيناء تلاقت، ووضح مدى التعاون الوثيق فيما بينهم لتوسيع دائرة الفوضى في جميع الدول العربية تحت مسمى الجهاد ومن أجل الوصول لنظام الحكم بالشريعة الإسلامية’.
وفي موضع آخر قال بالنص: ‘مسؤولية تأمين الحدود هي مسؤولية مشتركة مع الدول المطلة على تلك الحدود، وعلى حركة حماس ان تبذل جهدا اكبر في عملية تأمين حدودها مع مصر وأن يكون هناك تعاون مشترك بين الجانبين’.
وكان ملفتاً أيضا ان الجيش سمع أقوال بعض الاشخاص من الذين ألقي القبض عليهم، وفوجئت بأن بينهم اثنين قالا انهما من الأمن الوقائي، أي يتبعون محمد دحلان، وغيرهم اعترفوا بأنهم من القسام، وهو ما سيسير قضية اتهام حماس لدحلان بان عناصر تابعة له تشارك في الإرهاب لإلصاقه بها، وقد يكون هؤلاء تم تجنيدهم لحساب حماس أو للإرهابيين وبالتالي لم تعد لهم علاقة بدحلان أو الامن الوقائي.
كما سيجدد المناقشات حول وجود انشقاق في حماس وظهور جناح ارهابي معاد لمصر يخضع لتعليمات التنظيم الدولي كما ألقي القبض على إرهابيين من كندا واستراليا ودول أوروبية، جاءوا للجهاد ضد مصر هي أمي وبلد الأزهر، مما سيوجه ضربة الى دعايات الإخوان في هذه الدول.
معركة المساجد بين الأوقاف والأزهر
وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، ومنها تلك المعركة المشتعلة الآن بين وزارة الأوقاف ومعها الأزهر من جهة وبين الإخوان وجماعات سلفية ودينية أخرى، وميدانها منابر المساجد، بسبب الإجراءات التي بدأت الأوقاف تتخذها للتخلص من سياسات الأخونة وتسخير المنابر والمساجد للدعاية لهم ضد خصومهم السياسيين، وكانوا بدأوا بتعيين وزير للأوقاف من أعضائهم هو الدكتور الشيخ طلعت عفيفي الأستاذ بجامعة الأزهر، الذي بدأ على الفور وهو في عجلة من أمره، أخونة الوزارة وزيادة نفوذ المتطرفين الدينيين أيضاً، فقام بنقل الكثير من مديري مديريات الأوقاف ووكلاء الوزارة وتعيين إخوان مكانهم وإبعاد من ليس إخوانياً عن منابر المساجد الكبيرة وقصر الخطابة فيها على الإخوان وبعض حلفائهم من السلفيين، كما انتدب عدداً آخر من قيادات الإخوان في بعض المناصب الهامة مثل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي انتدب له الدكتور صلاح سلطان وهذا المجلس مختص بالطلبة الوافدين الذين يتلقون منحاً دراسية، وكذلك الاتصالات الخارجية، وكان منذ إنشائه يدور لحساب الأمن القومي للبلاد، والهدف واضح تماماً من خلال تحركات صلاح سلطان للتغطية على نقل رسائل وتدبير خطط بين الإخوان في العالم ومصر بعيدا عن أعين جهاز المخابرات العامة، والأمن الوطني واختلاق مناسبات غريبة وعجيبة، مثل القيام بحملات توعية دينية في قطاع غزة، يقوم بها وفد على رأسه سلطان ودعاة من الإخوان مع ممثلين للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وكأن الإخوان المسلمين من حركة حماس في غزة يحتاجون الى توعية دينية ومحاضرات، مع وجود فرع لجامعة الأزهر فيها، وتكررت هذه العملية أكثر من مرة، وبأعداد كبيرة، وكان ينتج عنها بالإضافة الى الاتصالات والاتفاقات السرية بعيدا عن رقابة الأمن المصري، تخلف بعض الأعداد لتلقي التدريب العسكري، كما قام صلاح سلطان ايضاً بزيارة لألمانيا لحضور مؤتمر لجماعات سلفية، وأصدرت الحكومة الألمانية وقتها قرارا بغلق مقارات هذه المجموعات، وكانت له زيارة سرية أخرى لسورية تواجد فيها مع الجيش الحر والإخوان وجبهة النصرة، ولا نعلم ما الذي كان يقوم به من تكليفات هناك، وتزامنت زيارته مع تعهد الرئيس السابق بأن مصر شعباً وجيشاً مع الشعب السوري ضد نظام بشار وطالب مجلس الأمن بالتدخل العسكري ثم قطع سلطان مهمته وعاد سريعاً، مع توجيه الفريق السيسي إنذاراً للقوى السياسية مدته اسبوع للاتفاق في ما بينها، وكتب هو ذلك بنفسه معترفا في جريدة ‘الحرية والعدالة’، وأشرنا إليه في حينه.
أخونة منابر بعض المساجد
هذا عن أهم مركز في وزارة الأوقاف، والمركز الثاني الذي لا يقل عنه أهمية، هو أخونة منابر مساجد فانتدب القيادي الإخواني والأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور جمال عبد الستار في منصب وكيل الوزارة لشؤون الدعوة، وعلى الفور بدأ خطة الأخونة في المساجد، وإصدار تعليمات صريحة بالدعوة للجماعة على المنابر ومهاجمة خصومها، وقال في اجتماع علني للدعاة، عليكم ان تتحولوا الى منصات فضائية، لمواجهة فضائيات الخصوم، وأيضاً نقلنا ذلك عنه في حينه.
وقام وزير الأوقاف بتخصيص الجمعة الأولى من كل شهر عربي للشيخ القرضاوي ليلقي الخطبة في الجامع الأزهر، كما ركز الإخوان جهداً كبيراً للسيطرة على الأزهر، بدءاً من المشيخة إلى باقي مؤسساته مثل هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، وجامعة الأزهر والمعاهد الثانوية والإعدادية، وتطلع مفتي الجماعة والأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عبدالرحمن البر لمشيخة الازهر، وقد تعرض شيخ الأزهر الى حملات منسقة ومحاولة كسر مكانته واستغلال وقوع حادث تسمم في المدينة الجامعية لشن حملات إهانة للشيخ أحمد الطيب، شارك فيها محمد مرسي شخصياً بزيارة سريعة للطلاب المصابين بالتوعك من الوجبة، كما قام الطلاب -وللإخوان وجود قوي بينهم – بمهاجمة مقر المشيخة ووصلوا الى أبواب مكتب شيخ الأزهر ووجهوا إليه إهانات شخصية مقصودة وهو ما أدى الى ردود أفعال عنيفة ضد الإخوان ومناصرة للأزهر، في شكل مظاهرات مؤيدة له ومهاجمة للجماعة، ومع ذلك واصل الإخوان محاولاتهم السيطرة على الأزهر والمساجد كلها، بأن طرحوا مشروعاً بأن لا يتولى الخطابة في المساجد إلا الحاصلين على شهادة الأزهر، على أساس انهم سيدفعون بعناصرهم حوالي خمسين ألفا إلى هذه المناصب، مما أدى إلى أزمة بينهم وبين الدعاة السلفيين من غير خريجي الأزهر لدرجة أنهم تساءلوا ان كان الإخوان سيمنعون المشايخ محمد حسان وحسين يعقوب وياسر برهامي وأبو اسحاق الحويني وغيرهم، من اعتلاء المنابر لأنهم ليسوا من خريجي الأزهر، وما ان تمت الإطاحة بحكم الجماعة، حتى صمم وزير الأوقاف الجديد الدكتور الشيخ محمد مختار جمعة على اثبات ولائه للإخوان بتطبيق اقتراحهم، بداية في المساجد التابعة للوزارة وأوقف عملية تعيين الآلاف منهم بالمكافآت، تمهيدا لتوزيعهم على المساجد ثم تثبيتهم، كما أعاد المنتدبين من أماكن أخرى لأماكنهم وأعاد الذين تم ابعادهم بواسطة الإخوان إلى أماكنهم، كما تلا ذلك قرارات هامة لمنع إلقاء من لم يتخرج من الأزهر، اعتلاء المنابر.
‘آخر ساعة’: السيطرة
على منابر المساجد الكبيرة
وقد نشرت له مجلة ‘آخر ساعة’ حديثاً أجراه معه زميلنا وصديقنا تهامي منتصر أحد نواب رئيس التحرير، ومما قاله فيه: ‘بالفعل كانت محاولات الأخونة تجري على قدم وساق في إحكام القبضة على إدارات ومديريات الوزارة وأيضاً السيطرة على منابر المساجد الكبيرة والمهمة لقد شغلوا أنفسهم بمصلحة الجماعة على حساب مصلحة المسلمين والدولة، فلم يفلحوا في هذه ولا تلك، وأصارحك لقد تعرضت الوزارة لكارثة الأخونة بما لم يحدث في أي وزارة أخرى، لكننا بفضل الله أزلنا آثار العدوان على الوسطية، المهمة كانت صعبة، لكنها تحققت ولم يعد لهم وجود ولن يكون، لقد خيب الله آمالهم، وقد عزموا على هدم مرجعية الأزهر حتى يتسنى لهم فرض أفكارهم ومشروعهم الوهمي وقد رفضه الشعب العظيم الذي يقدر ويعظم مرجعية الأزهر ويعرف انه حصنه الحصين وحامي دينه القوي، فكم للأزهر من صولات في وجه المستعمر الغاشم، نحن لا نريد ان نجر الأزهر والأوقاف الى ساحة الصراع السياسي والحزبي، وكلاهما ليس هيئة سياسية، والمساجد مهمتها الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ونحذر من ذكر أسماء أشخاص أو جهات أو مؤسسات فوق المنبر ولن نسمح بتوظيف المنابر لأهداف حزبية وقد أجمع العقلاء ان المساجد خسرت كثيرا عندما أقحموها في السياسة هيبة المسجد والخطيب خسرت وتجرأ الناس عليها وإن كنت أرى ان السياسة الشرعية يمكن الاقتراب منها بقدر ما يحقق العدل الاجتماعي والكرامة الإنسانية فطالما كان الحديث في إطار النص الشرعي فلا حرج، فإن تعدى إلى انتقاد حكمة أو وزير أو روج لخطة حزب أو جماعة فقد وقع في المحظور’.
‘اللواء الإسلامي’: رسالة
الأوقاف هي إعمار المساجد لا إغلاقها
كما نشرت ‘اللواء الإسلامي’ التي تصدر كل خميس عن دار ‘أخبار اليوم’ أيضاً، حديثاً آخر مع الوزير أجراه معه زميلنا محمود الإمامي، ومما قال فيه: ‘رسالة الأوقاف هي إعمار المساجد لا إغلاقها وذلك من خلال ضوابط شرعية وقانونية وفي سبيل ذلك تؤكد الوزارة على عدم منح أي تراخيص خطابة لغير خريجي الأزهر الشريف واعتبار أية تصاريح خطابة بالمكافأة لغير خريجي الأزهر الشريف واعتبار أية تصاريح خطابة بالمكافأة سابقة صادرة عن وزارة الأوقاف لاغية ما لم تجدد خلال شهرين من تاريخه ويكون التجديد عن طريق التقدم بطلب تجديد مع تسليم أصل التصريح السابق والكارنيه السابق وصورة طبق الأصل من مؤهل أزهري أو معهد من معاهد الثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف علماً بأن التصاريح الجديدة سترتبط بالرقم القومي ومسلسل موحد من الوزارة، وقد فتح الباب واسعاً أمام الآلاف من خريجي الأزهر للتقدم للحصول على خطبة بالمكافأة لسد العجز والذي يقدر عددهم بحوالي خمسين ألفا يمكن الاستفادة منهم في سد العجز، ان كل مسجد بني لله تعالى سيظل مسجدًا تقام فيه الصلوات سواء أكان مسجدا جامعاً أم ‘زاوية’ وأن أحداً لا يجرؤ على منع مساجد الله عز وجل أن يذكر فيها اسمه ولو كان المسجد كمفحص قطاة، وأما صلاة الجمعة فتقام في المسجد الجامعة ولا تنعقد فيما سواه من الزوايا إلا إذا ضاق المسجد الجامع على المصلين واقتضت الضرورة الصلاة في زاوية شريطة أن يتوفر لها الخطيب الكفؤ ويتابع مديرو الإدارات ذلك بكل محافظة وأما الزوايا التي تقل مساحتها عن ثمانين مترا فلا تقام فيها الجمعة إلا بموافقة من وكيل الوزارة لشؤون المساجد وفق الحاجة والضرورة، وإن الوزارة لا تعترف بأية معاهد لإعداد الدعاة لا تخضع للإشراف الكامل للوزارة من حيث اختيار العمداء والأساتذة والالتزام الكامل بمناهج الوزارة وكتبها ويكون ذلك وفق موافقة كتابية وترخيص مسبق يعلن رقمه في لافتة واضحة وبارزة على باب كل معهد على حدة وأن المعاهد التي تتبع وزارة الأوقاف عددها تسعة عشر معهدا في محافظات الجمهورية المختلفة وأن الوزارة ليست ضد أحد ولكنها مع الثقافة الشرعية المنضبطة التي تقدم وسطية الإسلام وتحارب الغلو والتطرف’.
‘الحرية والعدالة’: عدم الدعاء
على النظام الإنقلابي أو القنوت
عليهم في الصلوات
وتسببت قرارات الشيخ محمد مختار جمعة بغضب زميلنا عادل الأنصاري رئيس تحرير جريدة ‘الحرية والعدالة’ فقال عنها يوم الأربعاء: ‘أصدرت وزارة الأوقاف تعليمات لمن تبقى من أئمة المساجد بعدم الدعاء على النظام الانقلابي الحاكم أو القنوت عليهم في الصلوات بعد أن اعتاد غالب الخطباء الدعاء لتفريج الكرب والانتقام ممن قتل، بل ان مسؤول الأوقاف يقول إن من يثبت عليه الدعاء على قادة الانقلاب أو أحد مكوناته سيتم التحقيق معه بتهمة الدعاء أثناء الصلاة أو الخطبة أو الدرس، فإن كانت الشكوى كيدية بمعنى أن أحداًَ من المصلين ادعى على الإمام أنه دعا على ظالم فلن يلتفت الى هذه الشكوى بينما سيتم توقيع العقوبة على الإمام إذا ثبت بالدليل القاطع انه قام بالفعل بالدعاء على أحد من قادة الانقلاب سواء كان تصريحاً باسمه أو تلميحاً!
قصة دعاء المرشد الثالث
على السادات في حضوره
لقد وقف الاستاذ عمر التلمساني – المرشد العام الاسبق للإخوان المسلمين – يذكر الرئيس الأسبق أنور السادات ويقول له: أشكوك إلى الله فقال له السادات: اسحب شكواك يا عمر فقال التلمساني: شكوتك لأحكم الحاكمين وأعدل العادلين، فإن كان الظالم يعلم انه ظالم ويصر على ظلمه ويستمر في غيه فلم يخاف من الدعاء ولماذا يخشى من إحالة ملفه الى من لا يظلم عنده أحد؟.’.
شكوى سراج الدين السادات الى الله
أي أن الإخوان يريدون تحويل المساجد الى ساحات للخطباء ليقوم كل منهم بالدعاء على من يخاصمه سياسياً، وعلى أنصاره، وتنشب المعارك وتحول بيوت الله الى ساحات للمعارك وانزال الخطباء من على المنابر وضربهم وتقاتل المصلين وترك الصلاة.
أما واقعة المرحوم عمر التلمساني فلم يكن أبداً كما شرحها عادل، ذلك ان السادات اتهمه بالتحالف مع معارضين له، مثل صديقنا فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد ومع المحامي عبد العزيز الشوربجي، وكان حزب الوفد قد جمد نشاطه في يونيو 1978، بل وأكد التلمسان للسادات ان الجماعة عانت من هذه الأحزاب وأن سراج الدين ارسل يطلب لقاءه وقال له انه يشكوه الى الله، فسارع السادات في حركة تمثيلية وطلب منه سحب الشكوى في إيحاء لأنه يخشى من الشكوى، وفي سبتمبر عام 1981 قام السادات باعتقال التلمساني وإغلاق مقر مكتب الإرشاد الذي كان واقعاً وقتها في شارع سوق التوفيقية بوسط القاهرة، كما أمر باعتقال العشرات من قيادات الجماعة كان من بينهم زميلي وأخي الذي لم تلده أمي جابر رزق المسؤول الإعلامي للإخوان، وفي انتخابات مجلس الشعب عام 1984 اتفق التلمساني مع سراج الدين على نزول الإخوان على قائمة الوفد، وفاز تسعة منهم وكان النظام الانتخابي بالقائمة، ولكن تم حل المجلس بعد حكم المحكمة الدستورية ببطلان القائمة.
هويدي يتهم هيكل بالإبتعاد
عن أخلاق المهنة وطمس الحقائق
وإلى قضية الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له فيلا ومكتبة أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل في برقاش بمحافظة الجيزة، وتدميرهما، وسرقة محتوياتهما، وقال عنها يوم الأحد في ‘الشروق’ زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي في مقاله اليومي المتميز: ‘قال الأستاذ ان تعليمات الهجوم على المزرعة ونهب المكتبة صدرت من رابعة، وفي التفاصيل ذكرت احدى الزميلات نقلا عن بعض المصادر ان قرار الهجوم على ضيعة الأستاذ هيكل أصدرته لجنة الإعلام والثقافة في مجلس الشورى المنحل التي أعدت قائمة سوداء تضمنت أسماء الكتاب الذين أيدوا فضّ اعتصام رابعة وكان الاستاذ على رأسهم’.
واستشهد فهمي بما نشرته الصحف المستقلة من اتهام للإخوان، وبين ما نشرته من انه تم القبض على القهوجي عبد الرازق جمال وآخرين هم الذين قاموا بالعملية للسرقة، كما ان ‘الجمهورية’ و’الأخبار’ لم تشر إلى دور الإخوان، واتهم الصحف المستقلة بتسييس القضية، وقال في نهاية مقاله: ‘ليست القضية ان يُبرأ الإخوان من جريمة نهب مكتبة الأستاذ، لأن ما هو أهم وأخطر هو تلك الجرأة على طمس الحقائق التي لا تهدر أخلاق المهنة فحسب ولا تروج للأكاذيب فحسب، ولكنها تشيع بين الناس وعياً زائفاً وإدراكاً مشوهاً يخدم الأجهزة الأمنية ويضلل القارىء’.
وفي الحقيقة، فقد أحسست بصدمة شديدة مما كتبه فهمي، ولم اصدق عيني في البداية، وأعدت قراءة بعض العبارات بالتحديد، لأنها تعني اتهامه لأستاذه واستاذنا بطمس الحقائق وإهدار أخلاق المهنة وترويج الأكاذيب وخدمة أجهزة الأمن، لأن هذه الاتهامات التي وجهها للصحف الخاصة التي اتهمت الإخوان بتدبير الهجوم، تصيب هيكل أولاً، لأنه الذي اتهم الإخوان صراحة في حديثه مع الجميلة لميس الحديدي، إذ بدأ مقاله بالقول بالنص: ‘قال الأستاذ ان تعليمات الهجوم على المزرعة ونهب المكتبة صدرت من رابعة’.
أي انه صاحب اتهام الإخوان وبالتالي كان عليه أن يوجه اتهاماته إليه مباشرة، لأنه – أي هيكل لا يقصد طبعاً ان القهوجي عبد الرازق جمال كان موجوداً في رابعة وأصدر لنفسه الأوامر منها.
والذي ادهشني أكثر ان لا يشير هويدي إلى اتهام آخر وجهه الأستاذ اكثر تحديدا ًوإذ قال بالنص: ‘واضح أن ثمة أوامر صدرت الى وحدة امبابة وتفرعت منها أوامر مختلفة’.
تهديدات الإخوان لهيكل
واتهامه بأنه المخطط للإنقلاب
والذي كنت أفهمه ما دام هويدي قد أراد المسارعة بنفي الاتهام عن الإخوان، ان يطالب الاستاذ والصحف الخاصة، ان تنتظر نتائج تحقيقات الشرطة واستكمال عمليات البحث عن شركاء آخرين واستجوابهم وإحالتهم للنيابة واعترافاتهم أمامها، وهو – للأسف – ما لم يفعله، خاصة انه ولا شك تابع تهديدات الإخوان لهيكل واتهامه بأنه المخطط للانقلاب، ووجهه علنا من فوق منصة إمارة رابعة القيادي الإخواني خفيف الظل حمزة زوبع، وفي أكثر من ست مقالات بجريدة الحرية والعدالة، وقد أشرنا الى كل ذلك في حينه، أي أن الاتهامات الموجهة لهيكل من الإخوان بأنه الأب الروحي للانقلاب صادرة علنا منهم وليست عن مصادر معادية لهم، أو حتى محايدة تنقل عنهم، وعندما يحدد هيكل أن الأوامر صدرت الى وحدة امبابة وتفرعت منها أوامر مختلفة، فان المعلومة حصل عليها من أعلى الأجهزة الأمنية.
وفي الحقيقة، فان ذكر منطقة امبابة يذكرنا على الفور بمحاولة الإخوان اغتيال خالد الذكر عام 1954 في ميدان المنشية بالإسكندرية، لأن الذي دبر الحادث كان المحامي هنداوي دوير من امبابة، وكلف السباك محمود عبد اللطيف وهو من امبابة ايضا، بالسفر إلى الإسكندرية، وإطلاق الرصاص، والأوامر لهنداوي ثم الاختلاف حول مصدرها، قيل انه المرشد الثاني المرحوم احمد حسن الهضيبي الذي نفي وحكم عليه بالإعدام ثم خفف للمؤبد، وقيل ان الجهاز السري هو الذي اصدر الأمر من وراء ظهره، وقال الإخوان بعد ذلك ان العملية تمثيلية مدبرة للبطش بهم، تماما مثلما قالوا ان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم هو الذي دبر محاولة نسفه نسفاً، وأتوقع إذا تم الكشف عن أيادي للإخوان فيما حدث لهيكل ان يقولوا انه الذي دبرها.
هيكل يرد: سلمت من كل سوء
وأمس أرسل هيكل رداً على هويدي نشره كاملا في مساحة مقاله اليومي المتميز في ‘الشروق’، اتسم بقدر كبير من الألم لما حدث، إلا أن آخر فقرة في الرد هي التي لها صلة بالاتهام، ونصها: ‘وظني انك عندما تطل على الموقع سوف ترى ان هناك شيطاناً ما، لعب دوراً ما، فيما جرى، كل ذلك مع تقديري ان ما وقع في برقاش وقع مثله في أجواء التحولات والاضطرابات الكبرى، وأنه حتى إذا كان قد حدث لي، فليست تلك آخرة الدنيا ولا نهاية التاريخ، بقي أن اشكر لك اهتمامك وسلمت من كل سوء’.
الف شكر للاستاذ حسنين كروم على هذا التناول الموضوعي .
ماشاء الله :- وعندما يحدد هيكل أن الأوامر صدرت الى وحدة امبابة وتفرعت منها أوامر مختلفة، فان المعلومة حصل عليها من أعلى الأجهزةالأمنية …………….بصفته ماذا يحصل على المعلومات قبل التحقيق ,,,,,وزير الداخلية ام النائب العام عجبي لكم يا اهل المحروسة تقتلون القتيل وتتهمونه بقتل نفسه.
الارواح المصرية باتت لا قيمة لها..الجيش و الشرطة و الصحة يعلنون يوميا عن مئات القتلى و الجرحى و لا سؤال ولا حساب و لا عقاب!. تصوروا 125 من العسكريين و 134 من المدنيين يقتلون و 1134 يصابون في منطقة في سيناء لايتجاوز سكانها عشرات الالاف. اي حرب هذه؟ اي جيش هذا؟ اي استخبارات هذه؟ اي حكزمة؟ ام ان ما يتقنونه هو ادارة مصالحهم و الانقلاب عل الشرعية؟
الجميلة لميس الحديدي !!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
فعلا الأستاذ هيكل كبير بأخلاقه كما قلمه وحديثه