يَقْتُلُّني قلبي
ولا أموتُ
أبتلِّعُ كُلَّ الجهلِ في الحقيقةِ
أصومُ
أتوبُ
عن كُلِّ ما أعلَّمُهُ
لئلا أنفجر
لئلا أبدو مجنونَ الظِلِّ في الحقيقة
أحقُنُ رّوحي
أفقأُ عيني
بإبرِ السَّكْرَةِ
أسكرُ لأرتَعِش
أبكي لأتوه بما فيَّ
لكن لا أنسى
أتذكرُ دوماً لأعودَ
أتذكرُ لأعيشَ
أتذكرُ لأتوجَعَ
وهذا خطأُ الإلهِ
يُمَوِّتُ بريئاً
وأبقى أنا مُتْرَعاً
بكلامٍ فَظٍّ من لسانٍ سليطٍ
وحقيقةٍ قَبْرٍ
يموتُ الموتُ
وأبقى أنا
مع حفارِ قبورِ الذاكرةِ أحيّا
لأُرَمِّمَ عظامَ جُثتي
وأُبيِّنَ عندها ذاتي
مَرميِّاً على رصيفِ الآهةِ
قلبي
يَشْحَذُ أنفاسَ حياة
خَلْفَهُم بينَ أزِقَةِ قلبي
تَرِكوا النبضَ وحيداً بلحنٍ شاذ
بإبرةِ الوشمِّ أدقُّ القلبَ
لينبُضَ بما فيَّ لكم رَسْمَاً
يَقْتُلُّني قلبي
رويداً رويداً
ولا يموتُ
يبقى قلبي ويُبْقيني أحيّا
لأُلَحِنَّ بِنَبْضِهِ آهاتَ كُلِّ اللحظات
يبقى قلبي
وأبقى أنا
أتنفَسُ عذاباتَ الهواء
يقتُلُّني قلبي
ولا أموتُ
أحيَّا مُمْتَهِّناً اللوعةَ بالآهةِ
حافِراً بأزميلِ الوجعِ رُّوحي
ولا أموتُ
يبقى قلبي
ليتدَّبَرَ الموتَ
في كُلِّ آنٍّ
في كُلِّ نَّفَسٍ
ولا أموتُ
أحيَّا على ضِفافِ رّوحي
تُغْرِّقُني معها مياهُ الحياةِ
أدبُّ على شوارِعِ جَسَدي
وأعدُ حُصى الوجع في ثناياه
ولا أموتُ
يَكِرُّ
يَفِرُّ
قلبي عليَّ بخنجرِ الطعناتِولا أموتُ
أحيَّا طَباخَاً
يُمَلِّحُ الجروحَ
ويرشُّ توابِل من خيانةِ الصدقِ لِنفْسهِ على كُلِّ الثقوبِ من خنجرِ قلبي
يقتُلُّني قلبي
وأبقى أنا
لأرْقُصَ
مُنَّكِسَ الرّوحِ على دقاتِ القلبِ الشواذِ
يَقْتُلُّني قلبي
ولا أموتُ
أهذي
كُلَّ الخسارتِ
كُلَّ الهزائمِ
كُلَّ اللعناتِ
على جُثتي ولا أموتُ
يَقْتُلُّني قلبي
ولا أموتُ
ولا أتوبُ
عن أن أحيَّا
بِنَفسِ القلبِ
بِنَفسِ النَبْضِ
هو هو قلبي
عُكازةُ رّوحي
حَمَّالُ جَسَدي
دليلُ مشيئتي
يَقْتُلُّني ولا أموتُ
ولا أتوبُ عن أن أحيَّا
كَظِلٍّ لهُ
كُلُّ جهاتي وِجْهَتُهُ
كُلُّ آهاتي أنفاسُهُ
كُلُّ نزيفُ بقائي طعناتُهُ
ولا أتوبُ
هو هو قلبي
يقتُلُّني ولا أموتُ
ولا أتوبُ
خَلْفَهُ
أتركُ خُطى نزيفي
معهُ
أسيرُ مُعَلَّقَاً إلى مِشنقة
بِهِ
ألتَحِفُ كُلَّ الحياةِ ناراً تُحْرِّقُني
ولا أموتُ
ولا أتوبُ
٭ القامشلي- سوريا