تونس- “القدس العربي”: وجّهت هيئة الاتصال السمعي والبصري (الهايكا) التونسية تنبيها إلى إدارة التلفزيون الحكومي بعد قيام أحد البرامج الدينية بالترويج للاستشارة الإلكترونية التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، وهو ما اعتبرته الهيئة محاولة لتوظيف البرامج الدينية في الدعاية السياسية.

وقالت الهيئة في رسالة موجهة لإدارة التلفزيون إن مقدم برنامج “الدين قيم”، الذي يُبث على القناة الوطنية الأولى، وضيفه قاما بـ”الربط والتشبيه بين الشورى في مفهومها الديني والاستشارة الوطنية الإلكترونية في مفهومها السياسي وقد تضمن الخطاب الذي تم بثه حثّا على المشاركة في الاستشارة الوطنية، وقد ختم مقدم البرنامج الحلقة بالقول: مسألة مهمة جدا نختم بها في الحديث عن المشاركة في الحياة العامة بصفة عامة، من ذلك الحديث عن الاستشارة اليوم فنقول إنه مسألة مهمة جدا في الإقبال وحسن الظن في الله سبحانه وتعالى وإنا نتوسم الخير في المستقبل”.

ودعت الهيئة التلفزة التونسية إلى تجنب مثل هذا التوجه في التعاطي الإعلامي مع المواضيع الدينية وتفادي توظيف الدين لأغراض سياسية التزاما بمقتضيات المرسوم 116 لعام 2011، المتعلق بحرية الإعلام، وقواعد وأخلاقيات المهنة الصحافية.

وتواجه الاستشارة الإلكترونية التي أعلنها الرئيس قيس سعيد صعوبات كبيرة، في ظل عزوف التونسيين عن المشاركة فيها، إذ لم تتجاوز نسبة المشاركة 400 ألف شخص، وهو ما دفع المعارضة للحديث عن فشلها، قبل أن يتهمها سعيد بـ”التآمر” عليها.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استغلال المنابر الدينية للترويج لسياسة الرئيس قيس سعيد، فقبل أيام، كشف وزير الشؤون الدينية التونسي، إبراهيم الشابي، عن برامج توعوية في المساجد خلال شهر رمضان حول كيفية مكافحة الاحتكار والفساد، تزامنا مع إعلان الرئيس قيس سعيد “حربا” ضد الاحتكار في البلاد.