هيا نفترض ان وزير الخارجية، افيغور ليبرمان، بلور «اطار لاتفاق اقليمي» مع شخصيات عربية مهمة. هيا نقبل التقدير بان هذه هي الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام في المستقبل المنظور، وان ليبرمان ينوي طرح الاتفاق إلى الاستفتاء الشعبي، كما تنبأ ايال مجيد في مقاله «الخسارة كلها خسارتنا» (هآرتس، 9/1).
لننسى شعار الانتخابات العنصري الخاص به «ارئيل لاسرائيل، ام الفحم لفلسطين» ولنصفح عنه لاتهامه عضو الكنيست احمد الطيبي وحنين الزعبي بطعن المسافرين في الحافلة في تل ابيب بالامس. وبالامكان ايضاً تجاهل كل التحقيقات والقضايا في اسرائيل بيتنا. وعلى الرغم من كل هذه الامور اتعهد بذلك، انه اذا دفع ليبرمان السلام ولو بمليمتر واحد فسألحس جميع مقالاتي النقدية التي كتبتها ضده (وتوجد عشرات كهذه).
ولكن قبل ان احضر السلسة، على ليبرمان ان يقوم بخطوة سياسية صغيرة، والتي هي خطوة كبيره نحو السلام: التوقيع على تعهد للجمهور انه مهما يكن من امر، لن يجلس مع حزب بنيامين نتنياهو في اي ائتلاف حكومي ومثل هذا التعهد مطلوب ايضا ان يوقع عليه اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني ويئير لبيد – جميع القادة السياسيين الذين اكتشفوا فجأة مبادرة السلام العربية التي بلغ عمرها 13 سنة. فهل هذا صعب؟ منذ فترة قريبة صرح ليبرمان ان نظرية الوضع الراهن الخاصة بنتنياهو قد فشلت. وان اسرائيل لا تسمح لنفسها تبني سياسات الـ «صفر مبادرات سياسية». لقد امضى ليبرمان سنين بالقرب من نتنياهو الم تكفه هذه السنين ليفهم ان نتنياهو والمبادرات السياسية لا يسيران في طريق واحد؟
تعرض كل الاحزاب الصهيونية التي على يسار الليكود نتنياهو كمحب لاشعال النار، مراوح للمكان، أخرق (هرتسوغ)، أو كجبان، مهووس وكذاب، يورط اسرائيل في المشاكل (ليفني). ويصفه لبيد كـ «زعيم عديم المسؤولية ومنقطع» وكمن «لا يفعل شيئا». موشيه كحلون هو الاخر يدعي بان نتنياهو خدعه («أجرى لي جولة).
أما المكسب الجديد الذي اشتراه وهو يوآف غالنت فألمح بان نتنياهو أمر بالهجوم في الجولان لاعتبارات سياسية. وبعد كل هذا، فانهم جميعهم يرفضون أن يصفوا الدواء اللازم لتشخيصاتهم الحادة هذه عن مساهمة نتنياهو في عزلة اسرائيل الدولية: أي العزل السياسي لنتنياهو.
هل اوري افنيري الذي وجه دعوى لاحزاب الوسط – اليسار بالتكتل ضد نتنياهو من خلال مقاله في (هآرتس» 2+2= 22» – «هآرتس» 141) مستعد للرهان على بطاقته في صندوق الاقتراع في أن هرتسوغ سيرفض عرضا لان يكون وزير خارجية في حكومة نتنياهو وأن لفني سترفض العودة إلى وزارة العدل في حكومة نتنياهو؟ هل يضمن افنيري ألا يعود يئير لبيد ليشرح لنا أنه ملزم بانهاء الاصلاحات التي خلفها في المالية وأن كحلون الذي عاد من الكافور، سيوافق على ان يجف في المعارضة؟.
جميعنا نعرف الوعود المزيفة التي تدعي أن الدولة تتقدم على الاحزاب والمصالح الشخصية، وأن علينا أن نضع حدا لنفتالي بينيت وميري ريغف اللذين ذهبا إلى حيث أراد نتنياهو، ربما يقوم نتنياهو بتعيين بينيت وزيرا للخارجية وميري ريغف وزيرة للثقافة وأوري اريئيل لوزارة العدل كي يُخلي وزارة البناء والاسكان لأوريت ستروك، وسنرى كيف أن حكومة نتنياهو – بينيت – درعي تواجه قرار مجلس الأمن حول الاعتراف بدولة فلسطين بدون انهيار قبة مسيرة السلام على رأس هذه الحكومة. فليبنوا المزيد من المستوطنات وليرووا قصصا لناخبيهم وليدعوا أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على اسرائيل هي نتيجة اللاسامية.
وفي هذا الوقت فان ميرتس هي الحزب الصهيوني الوحيد الذي يقف على يسار الليكود، والذي لا خوف من أن يذهب للجلوس في حكومة اليمين. إن رفض رؤساء الاحزاب التي تتفاخر بلقب «الوسط»، الذهاب في أعقاب زهافا غلئون يثير الشكوك حول استعدادهم لتبني سياسات سلمية صحيحة وشجاعة. ومن يمنحهم صوته لن يُفاجأ عندما يكتشف بعد الانتخابات أن الصوت – صوت اسحق هرتسوغ، لفني، لبيد، كحلون وليبرمان. ولكن الأيدي بقيت هي نفس الأيدي اليمينية لنتنياهو.
هآرتس – 23/1/2015
عكيفا الدار