باريس ـ «القدس العربي»: في خطوة ذات رمزية كبيرة من حيث السياق والتوقيت،
سلّمت عمدة العاصمة الفرنسية باريس، آن هيدالغو، هذا الأسبوع، النسخة الأصلية من شهادة جنسيتها الفرنسية إلى متحف الهجرة كي يقوم بإدراجها في مجموعات مقتنياته الدائمة، حسب ما أوردت وسائل إعلام فرنسية.
رئيسة بلدية باريس، والمرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية عن الحزب الاشتراكي، هي ابنة مهاجرين إسبان، عبرت عن سعادتها وفخرها بالخطوة، قائلة: «تأثرت وفخورة للغاية بتقديم إلى المتحف الوطني لتاريخ الهجرة، النسخة الأصلية لشهادة جنسيتي الفرنسية، بعد تجنيس عائلتي في عام 1973 أي قبل حوالي نصف قرن من الزمن».
وأضافت آن هيدالغو، البالغة من العمر خمسة وستين عاماً، والمولودة في مدينة سان فرناندو الإسبانية القول، في منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي: «مثل العديد من أطفال المهاجرين، كنت أخشى دائمًا فقدان هذا القانون الإداري الذي يثبت جنسيتي الفرنسية والانفصال عنه. مثل نحو 3.3 مليون فرنسي يحملون جنسية مزدوجة، أنا فخورة بجنسيتي المزدوجة، أكثر من أي وقت مضى».
وإذا كانت عمدة باريس، تتحدث بشكل مباشر، فإن كلامها يردد صدى مسألة الجنسية المزدوجة التي أثارت جدلاً كبيراً خلال حملة الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت جولتها الأولى قبل أسبوع وتقام جولتها الثانية اليوم الأحد، السابع من تموز/يوليو الجاري.
وكان روجر تشودو، أحد مرشحي حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف، الذي تتزعمه مارين لوبان ويرأسه جوردان بارديلا، قد أكد أنه في حال وصول حزبه إلى السلطة فإن «المناصب الوزارية يجب أن يشغلها الشعب الفرنسي-الفرنسي» في إشارة إلى الفرنسيين الذين لا يمتلكون جنسيات أخرى في الوقت نفسه. وقد أثار هذا التصريح ضجة كبيرة. كما أشعلت الوعود التي أطلقها قادة في الحزب «بمنع» الفرنسيين الذين يحملون أيضًا جنسية أخرى من شغل «وظائف حساسة للغاية» أشعلت جدلا كبيرا في البلاد.
ومع ذلك، أكد رئيس الحزب، جوردان بارديلا، الطامح إلى الصول إلى منصب رئيس الوزراء، يوم الأربعاء الماضي، على قناة «بي آف م تي في» الفرنسية بأن أصحاب الجنسية المزدوجة لن يطالهم أي إجراء خاص في حال أصبح رئيساً لوزراء فرنسا.