هيهات منا الذلة

حجم الخط
0

قد يكون من طبيعة النفس البشرية أن تنشغل فى ظل الأحداث المتلاحقة الآن على الساحة السياسية بهواجس المستقبل ومتابعة المبادرات والتحركات التي تتم لحلحلة هذه الأزمة. ويظل السؤال الذى يشغل معتصمي رابعة العدوية والنهضة ومؤيدى الشرعية متى تعود الشرعية مرة أخرة.. من الممكن تفهم ذلك لكن يجب أن نعود بالأمور الى أصولها الصحيحة التى يجب أن تنطلق من عدة عوامل:
– العامل الأول: التعلق بالله فمنه نستمد العون والتوفيق ‘وَمَا النَّصْرُإلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ’.
– الثاني: ان معتصمي رابعة والنهضة وغيرها من ميادين مصر هم الذين يحركون الأحداث وأن أي تحركات من هنا أوهناك هي نتاج تحركاتهم على الأرض.
– ان مناصرة الحق والعدل والوقوف في وجه الباطل لا يجب أن يرتبط بإزالة هذا الباطل بل يجب على الانسان أن يناصر الحق ويقف مجاهدا دونه بصرف النظر عن النتائج التي قد تتحقق اليوم أو غدا أو قد تتأخر لحكمة يعلمها الله.
لقد كان الحسين رضي الله عنه مثالا ونموذجا للثورة ضد الظلم والطغيان، فقد رفض أن يعطي الدنية في دينه وأن يبايع يزيد بن معاوية بالخلافة بالرغم من المعركة غير المتكافئة، رافعا شعار ”، مقدما روحه شهيدا من أجل الحق ومقاومة الظلم، فلتتواصل الفعاليات ضد الانقلاب وليستمر الجهاد ضد الظلم والطغيان وقد تحقق الكثير حتى الآن، وسوف يتحقق الكثير بفضل صمودكم وثباتكم على الحق، لقد حقق صمودكم حتى الآن:
– رضاء الله عز وجل بجهادكم من أجل نصرة الحق والتصدى للباطل.
– إن موقفكم المشرف بالتصدي للطغيان سيسجله لكم التاريخ الذي كان حكمه سيكون قاسيا علينا جميعا ولا تهمتنا الأجيال القادمة بالسذاجة والعبط، وتساءلت كيف فرطنا بسهولة بالتصدي للانقلاب على ثورة 25 يناير التي أبهرت العالم وبعد عامين ونصف فقط من قيامها؟
– إعاقة الانقلاب عن تحقيق أهدافه الذي أراد له قادة الانقلاب أن تكون عملية خاطفة لا تتجاوز عدة أيام.
– سقوط الأقنعة عن أدعياء الليبرالية والديمقراطية الذين جاءوا على ظهر دبابات العسكر، والذين سقطوا سقوطا مروعا وانكشفت حقيقة مواقفهم الفعلية وزيف ما يرددونه من شعارات عن الحرية واحترام حقوق الانسان.
– أجبرتم الأغلبية الساحقة من دول العالم على عدم الاعتراف بالانقلاب العسكرى باستثناء عدد محدود من الدول، وهناك بعض الدول التي اعتبرته انقلابا
عسكريا.
– دفعتم الاحرار في كثير من بلاد العالم للوقوف معكم والتظاهر ضد الانقلاب العسكري.
– كشفتم حقيقة المؤامرات التي أحيكت ضد مصر والدول التي شاركت في هذه المؤامرات ودعمت الانقلاب.
– أكدتم حقيقة معاني التضحية والفداء في هذه الأمة.
– أكدتم حقيقة الشعب المصري العظيم الذي فاجأ العالم بثورته في 25 يناير، ثم هاهو يفاجئ العالم بوقفته ضد الانقلاب انتصارا للحرية والديمقراطية ضد الديكتاتورية والاستبداد وليس انتصارا لشخص محمد مرسي وهو ما أربك حسابات الطغمة الانقلابية.
– كشفتم حقيقة قائد الانقلاب الذي حاول أن يصدر واجهة مدنية وأن يقود الأمور من وراء ستار ولكنه اضطر بفضل صمودكم للخروج وطلب ما يسمى بالتفويض وهو ما كشف بوضوح حقيقة الحكم العسكري ودور قائد الانقلاب فضلا عن أنكم عرقلتم طموحاته نحو الرئاسة.
– لا مكان اليوم لمن يمسكون العصا من المنتصف، ويحاولون إرضاء جميع الأطراف.. لا توجد منطقة رمادية بين الحق والباطل.
– الى المعتصمين في رابعة والنهضة وكل ميادين مصر، لا مجال لخيانة دماء الشهداء.. ليكن شعاركم ما قاله موسى بن أبي الغسان أحد قادة الدفاع عن غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس ‘لم لم يبق لنا سوى الأرض التي نقف عليها فإذا فقدناها فقدنا الإسم والوطن’.
– يجب مخاطبة جميع الحاصلين على جائزة نوبل في مختلف التخصصات لإدانة الانقلاب الذي قام به العسكر في مصر وإدانة الدور الذي قام به البرادعي في هذا
الانقلاب.
– أحد الذين كانوا ينتمون للإخوان خرج علينا ليرغي ويزبد حول شرعية مرسي التي انتقصت كثيرا خلال حكمه.. وكأن الرجل لا يرى الانقلاب الذي حدث ولا المجازر التي وقعت ولا الحريات التي قيدت.. وأقول له تذكر قول الرسول ‘شر الناس من طال عمره وساء عمله’.
– الاخوة والاخوات من دعاة الديمقراطية والليبرالية، بالإضافة الى الإعلاميين أصابتهم حالة من الهياج والتخبط بعد الصمود الأسطوري في رابعة فارتدى بعضهم رداء الجنرالات وخرجوا علينا عبر وسائل الإعلام وهم يشرحون خططهم في القضاء على الاعتصامات التي تنوعت ما بين الإبادة والحصار وقطع المياه والصرف الصحي ومنع الغذاء.. واديها كمان ديمقراطية وليبرالية.
– من المفروض أن يطالب بالخروج الآمن المجني عليه أو الجاني؟! أقل ما يوصف به الذين يتحدثون عن الخروج الآمن للرئيس أنهم حمقى فالرجل لم يرتكب جريمة ليطالب بالخروج الآمن ولو كان الرجل يبحث عن الخروج الآمن ايثارا للسلامة وخوفا من بطش العسكر لحصل على ما يريد بسهولة من العسكر ولساومهم على الكثير، ولم يقف هذا الموقف الصلب الذي سيسجله له التاريخ بأحرف من نور.
د. صفوت حسين – كلية التربية جامعة دمنهور
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية