«هيومان رايتش ووتش» تجدد دعوتها لمراقبة دولية لحقوق الإنسان في المناطق الصحراوية

حجم الخط
4

الرباط – «القدس العربي» من محمود معروف:قالت منظمة حقوقية دولية ،ان جبهة البوليساريو تحتكر الخطاب السياسي في مخيمات اللاجئين الصحراويين تندوف ،ودعت لإجراء مراقبة ميدانية لحقوق الانسان في هذه المخيمات التي تقع في الجزائر في اطار توسيع صلاحيات قوات للأمم المتحدة منتشرة بالمنطقة لتشمل هذه المراقبة والتقرير بها لمجلس الأمن الدولي.
وطالبت منظمة هيومان رايتس الامريكية في تقرير بعنوان «خارج الرادار»، قدمه إيريك غولدستين المدير المساعد المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ندوة صحافية في الجزائر، جبهة البوليساريو بالسماح بآلية تابعة للأمم المتحدة، لإجراء مراقبة ميدانية لأوضاع حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين في تندوف.
وأوصى التقرير سلطات الجزائر بالسماح بمراقبة ميدانية لأوضاع حقوق الإنسان في هذه المخيمات من قبل آلية ملائمة تابعة للأمم المتحدة مثل بعثة المينورسو، إذا ما قررت منظمة الأمم المتحدة توسيع ولايتها».
وقالت المنظمة ان تقريرها جرى إنجازهُ ميدانيا، واستمعت لإفادات أربعين لاجئا من داخل مخيمات تندُوف،وَ12 آخرين من خارجهَا، بالإضافة لعاملِين في وكالاتٍ تابعة للأمم المتحدَة ومنظماتٍ غير حكوميَّة وان تقريرها يقتصر على حقوق الانسان في مخيمات تندوف او بالمناطق الصحراوية التي تسيطر عليها الجبهة ولا يشمل اوضاع حقوق الانسان في الصحراء الغربية التي تقع تحت الإدارة المغربية.
ونفت المنظمة الدولية في تقريرها أنْ تكون قيادة جبهة البوليساريُو فارضَةً لقيود على تحرك اللاجئين، أوْ أنها تمنعهم من مغادرة تندوف والعودَة إليها، وقالت ان هناك من اللاجئين الصحراويِّين منْ أمكنهُم حتَّى أن يزُوروا مناطق مغربيَّة، وعادُوا سالمِين إلى المخيمات، دون أيِّ إشكال الا أن هؤلاء «اللاجئين» يخشون أنْ تحدَّ الجبهة من تحركاتهم، والا لعاودُوا زياراتهم تلك مرَّة ثانيَة، مشيرة إلى أن لاجئيْن اثنيْن فقط قالا إنَّ قيادة البوليساريُو تدخلتْ في تحركهما، وإنْ لم تكن قدْ منعتهُمَا من إتمام السفر.
ونقلت المنظمة عن بعض اللاجئين الصحراويِّين بايجادهم صعوبات في التحرك خارج المخيمات حتى إلى الجزائر، «حيثُ يحتاجُون إلى إذن للمغادرة، كما أنَّ هناك جوازات سفر جزائريَّة مؤقتَة، تقدمُ لهم للإدلاء بها عند نقاط التفتِيش فِي البلاد» وتصادر على نحو مؤقت جوازات السفر الجزائرية، التي يحملھا اللاجئون الصحراويون، لدى وصولهم إلى نقاط الدخول الجزائرية الكبرى».
وقالتْ المنظمة الدولية إنَّها لم تلتقِ في أيَّ من الأوقات التي اشتغلتْ فيها ميدانيًّا، بشخصٍ اعتقل أوْ جرى التضييقُ عليه بسبب إبدائهِ رأْيًا، لا يسيرُ بالضرورة في الخندق الرسمِي لجبهة البوليساريُو، أوْ بسبب تنظيم نشاطٍ من الأنشطَة ولم لمْ تقفْ في زيارتيْهَا إلى المخيمات، فِي 2007 وَأواخر 2013، سوَى على حالتين اثنتين، طالهُمَا الاعتقال بسبب الرأي، ممثليْن في المبعد الصحراوِي، مصطفَى ولد سلمَة، والمسؤول بالجبهة المعتقل من قبل السلطات الجزائريَّة، الخلِيل أحمَد.
واتهمت «هيومان رايتس ووتشْ» قيادة جبهة البوليساريُو باحتكار الخطاب السياسي في المخيمات، ولا تذرُ مجالا لإبداء الرأي في دفاعهَا عمَّا تراهُ حقّا ثابتا في «تقرير المصير»، ممَّا يجعلُ الآراء المختلفة تبحثُ عن متنفسٍ محدُود لها في وسائط التواصل الاجتماعِي وشبكة النت رغم أنَّ لا أحد ممنْ جرى استجوابهُم في مخيمات تندُوف يرفضُ خيار الاستقلال عن المغرب.
وقالت المنظمة في تقريرها انها وقفتْ على حالتين تعرضتا للتعذيب على يدِ الأجهزة الأمنيَّة لجبهة البوليساريُو، وبالرغم منْ أنَّ شكايتينْ قد وضعتا لدى الجبهة ضدَّ الانتهاكات، إلا أنَّ القيادة تتعللُ بحاجتها إلى إجراء تحقيقٍ معمق، على اعتبار أنَّ ضحيَّة التعذيب لمْ يقدم شهادةً طبيَّة تثبتُ ما لحقَ جسدهُ من تعنيفٍ.
وألمحت المنظمة الى ان المخيمات تعرف حالات رق وعبودية وهي حالات من المواضيع التي خلفت جدلا حقوقيا دوليا، وطالبت بضرورة المراقبة المستمرة لما يجري في مخيمات تندوف، وتساءلت عن صدور قانون واضح يجرم العبودية حتى عام 2010 مما يؤكد وجود حالات عبودية جرى الوقوف عليها. وجاء في التقرير «تبدو ممارسات الرق، التي كانت قبل قرون سمة أساسية للثقافة البدوية التقليدية في الصحراء الغربية، منعدمة تقريبا بين اللاجئين الصحراويين اليوم. ويؤكد صدور قوانين عام 2010 تجرم العبودية صراحة. ومع ذلك، قدم بعض اللاجئين، بمن في ذلك ضحايا مزعومون، روايات موثوقة عن استمرار بعض ممارسات العبودية، بما في ذلك فرض العبودية المنزلية، بين أقلية صغيرة من اللاجئين في مخيمات تندوف وفي المناطق النائية من الصحراء التي تقع تحت سيطرة البوليساريو.
وقالت إن استمرار بعض أشكال العبودية يسلط الضوء على الحاجة إلى مراقبة لحقوق الإنسان تكون مستمرة وعلى أرض الواقع، فضلا عن حاجة السلطات الصحراوية إلى مضاعفة الجهود للقضاء على هذه الظاهرة».
وحملت المنظمة الحقوقية الدولية السلطات الجزائرية مسؤولية ما يجري في مخيمات تندوف من انتهاكات وخروقات لحقوق الانسان وقالت انه بالرغم من أن جبهة البوليساريو هي التي تسير أوضاع المخيمات إلا أن هذه المخيمات تقع في الأراضي الجزائرية، وبالتالي فالقانون الدولي يطالبها بتحمل مسؤولية حماية حقوق الإنسان.
وأوصى التقرير بمطالبة الأمم المتحدة بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء ومخيمات تندوف عبر قوات المينورسو أو آلية أخرى مختلفة. وفي الوقت نفسه تطالب الجزائر بتحمل مسؤوليتها في مراقبة حقوق الإنسان بحكم وجود مخيمات تندوف في أراضيها ومعاقبة الجناة في حالة ارتكابهم مخالفات والعمل على وضع قوانين واضحة تحمي حرية التعبير وتفادي القوانين الفضفاضة التي يمكن توظيفها في قمع حرية التعبير.
وطالبت «هيومن رايتس ووتش» الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي بضرورة دعم حقوق الإنسان ومراقبتها في الصحراء ومخيمات تندوف، وشددت على دور أكبر لفرنسا والولايات المتحدة وفي هذا الاطار طالبت المنظمَة مجلس الأمن بتوسيع صلاحيَّات بعثَة المينورسُو لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء، في الجنُوب المغربي كمَا فِي تندُوف، قائلة إنَّ من شأن إقرار آليَّة دوليَّة ضمانُ حمَاية حقوقيَّة أكبر للصحراويِّين وهي التوصية التي أبرزتها جبهة البوليساريو وتسعى إليها منذ عدة سنوات إلا ان المغرب يرفضها لأنها تمس بسيادته على المناطق التي استردها من اسبانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حميد:

    من يرفض المراقبة هو الاحتلال

  2. يقول عبد الكبير:

    الشق المتعلق بالمغرب ليس بجديد مراقبة حقوق الانسان في الصحراء من طرف بعتة الامم المتحدة يتناقض مع مهمتها الا وهي مراقبة احترام وقف اطلاق النار الجديد هو ىقرير هده المنظمة التي كانت سابقا تنحار الى البروباكندا الجزائرية تتحث من خلاله عن العبودية في تندوف في حين ان احدى شعارات الانفصاليين التى ظل الاعلام الجرائري يهلل لها هي العبودية في المغرب واسطوانة الركوع المشروخة
    ان تتحدث هده المنظمة لاول مرة عن القمع والتسلط التي تمارسه قيادة البوليساريوضد ساكنة المخيمات وعن مسؤولية الجزائر في هدا الشان معناه ان السيل قد وصل الزبى ولم يعد مستساغا السكوت عن هكدا تجازات من طرف هده المنظمة

  3. يقول غسان:

    ردا على الجزائري “حميد” فالدي يرفض ليس فقط مراقبة حقوق الانسان في مخيمات الاحتجاز بل فقط مجرد مناقشتها هو بلدك الجزائر الي يمنع حتى اليوم المفوضية العليا للاجئين من احصائهم خوفا من كشف عددهم وهوياتهم للمتاجرة بمعاناتهم من القيادة الفاسدة للبوليزاريو وهدا تهديد حتى لامنهم لان بدون تويق الهويات تسهل التصفيات الجسدية بدون “متاعب” تماما كما يفعل النظام الجزائري في رعاينه للتصفية العرقية بغرداية الاكثر حاجة الى تحقيق دولي لكشف مجرمي التطهير العرقي الطائفي. فوق كل دلك ف”هيومن رايتس ووتش” تنشط في المغرب مند عقدين بكل حرية عكس الجزائر حيت لا يسمح لاعضائها دخول الجزائر مند عشرين عاما الا مؤخرا بشروط قاسية مقابل تاشيرتين فقط!!! واخيرا فالجزائر هي البلد الوحيد في شمال افريقيا الدي يمنع المقرر الاممي في مكافحة التعديب و الاختفاء القسري وغيره من المقررين من دخول البلاد والتحقيق ومسائلة السلطة وناشطي حقوق الانسان.

  4. يقول M'hamed Rafik:

    1) ليس من حق جمعية هيومن رايتش الامركية ان تتطاول على حقوق الانسان في العالم وتتهم دول بخرق هذا الحق وهي تنتمي لدولة هي اكبر خطر يتهدد الانسانية في العالم مئات اللآلاف من البشر تقتلها حروب امريكا في العالم يوميا
    2) اتحدى هذه المنظمة غير النزيهة والمشبوهة ان تجد في ارض الواقع هنا في الصحراء ما يويد ادعاءاتها بناء على ما تقوله امينتو عيدر موظفة المخابرات الجزائرية وصديقتها المشبوهة خديجة الرياضي.
    3) وجود مخيمات تندوف في حدذاته هو جريمة وانتم تساوونها مع المغرب … هذه المخيمات اقيمت من طرف خيش الجزائر وسكانها تم حجزهم بالقوة بناءا على اتفاق سري ببلدة المحبس بالصحراء ابان الوجود الاسباني بالصحراء المغربية بين ضباط الاحتلال الاسباني سنة 75 وضباط جيش الجزائر .احيلكم علي سالازار حاكم العيون آنذاك وفاخاردو دي بايانيا حاكم الداخلة. ان كانا مازالا على قيد الحياة
    4)سكان تندوف من هم وكم عددهم ؟ وما هي وضعيتهم فهل هم لاجئون ام محتجزون؟
    5)سكان الساقية الحمراء ووادي الذهب عددهم معروف واسماؤهم وعناوين سكنهم معلومة . ووضعيتهم بارزة ويتمتعون بحرية التنقل والتعبير وكامل الحقوق … الانفصاليون منهم يتوجهون للجزائر وتندوف بجوازات مغربية من مطارات مغربية ويعودون بكل حرية … هل قليل من هذا متوفر لمحتجزي تندوف.؟
    كفي من التظليل الذي تمارسه هيومن رايتس ضد بلادي . ويتعين علي المغاربة متابعتها امام القضاء لانها تمارس السب والقذف والوشايات الكاذبة في حق المغرب .

إشترك في قائمتنا البريدية